9 آذار 2021 | 17:31

مجتمع

عام على إغلاقات كورونا العامة.. ماذا فعل الوباء بالناس؟

في مثل هذه الفترة من العام الماضي، كانت أغلب دول العالم تسارع إلى فرض ‏إجراءات الإغلاق، في مسعى إلى كبح انتشار فيروس كورونا المستجد الذي تحوّل ‏إلى جائحة، وأحدث ضررا اقتصاديا غير مسبوق في التاريخ الحديث.‏

وظهر فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان، وسط الصين، أواخر 2019، ‏لكن قرارات الإغلاق لم تبدأ على نطاق واسع إلا في آذار.‏

في إيطاليا، مثلا، تم فرض حالة إغلاق شاملة في التاسع من آذار 2020، مما ‏أربك حركة وتنقل 60 مليون نسمة من السكان، ولم يجر السماح إلا بالخروج ‏الضروري من البيت مثل الذهاب إلى المتجر أو المستشفى وممارسة المشي لمسافة ‏قريبة من البيت.‏

وتم فرض غرامات تتراوح بين 400 و3000 يورو على كل شخص يخل بقواعد ‏الإغلاق المفروضة لأجل التحكم في فيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19.‏

وبعد أيام قليلة، حذت دول أوروبية أخرى حذو إيطاليا ففرضت حالة إغلاق، ‏وبحلول 18 آذار، كان أكثر من 250 مليون نسمة في أوروبا خاضعين لقيود ‏الحجر الصحي، أي نصف سكان القارة.‏

وتساءلت صحيفة "غارديان" البريطانية حول الدروس التي جرى استخلاصها في ‏أوروبا من هذه التجربة العصيبة، لأن الدول الغربية المستقرة لم تشهد هذه ‏الإجراءات المشددة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.‏

ورغم أن عاما كاملا مضى على هذه الأيام العصيبة، فإن دولا أوروبية كثيرة ما ‏زالت تخضع لقيود ضد كورونا، بينما بدأ تخفيف التدابير بالكاد في بعض الدول، ‏على نحو تدريجي.‏

وكشفت استطلاعات الرأي أن نظرة الأوروبيين تجاه كثير من الأمور تغيرت في ‏هذه الفترة، ففي فرنسا، مثلا، قال 80 في المئة إنهم يرغبون في العمل من البيت ‏مستقبلا.‏

في غضون ذلك، كشف استطلاع الرأي الذي أجرته هيئة "إيفوب"، أن 60 في ‏المئة من المستجوبين يؤكدون أن الجائحة دفعتهم إلى تغيير نمط إنفاق الأموال التي ‏بحوزتهم.‏

على صعيد آخر، قال 50 في المئة من المستجوبين إنهم سيولون عناية أكبر للعلاقة ‏مع العائلة والأصدقاء في المستقبل، بينما كشف 40 في المئة رغبتهم في السكن ‏داخل بيوت أكثر فساحة.‏

وأوضح فريدريك دابي، وهو مسؤول في هيئة استطلاعات الرأي، أن الجائحة ‏أثرت لا محالة على طباع الناس، لأن هذا الأمر لا يحصل سوى مرة واحدة في كل ‏جيل، لكنه ما يزال من المبكر أن نتوقع تغييرا على المدى البعيد، أم إن هذه ‏التأثيرات ستكون قصيرة المدى.‏

وهذه التغييرات تنذر بمتاعب كثيرة، حسب خبراء، ففي ألمانيا، مثلا، نبهت جامعة ‏سارلاند إلى تأثير كبير على الصحة النفسية وزيادة القلق والاكتئاب والخوف وسط ‏سكان البلد الأوروبي.‏

أضاف الباحثون أن نظرة الناس إلى المجتمع تغيرت بعد تجربة الإغلاق العصيبة ‏داخل البيوت، وليس من المؤكد أن يعود المزاج إلى سابق حاله، في حال تم رفع ‏القيود.‏

أما صغار السن، فتأثروا بشكل بالغ أيضا من جراء إغلاق المدارس والجامعات، ‏وهذا الأمر حرمهم من مزايا كثيرة في التعليم الحضوري، لكن الحكومات فضلت ‏إبقاء الصغار في البيوت، حتى وإن كانوا من الأقل عرضة للإصابة بالعدوى، ‏والدافع هو الخشية على صحة البالغين وكبار السن.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 آذار 2021 17:31