خاص - "مستقبل ويب"
في الذكرى 16 لإستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، خصّت الباحثة والناشطة السياسية الدكتورة منى فياض "مستقبل ويب" بمقال جاء فيه" كنا نتهيأ في الفترة الماضية لإحياء ذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط كذكرى. لكن استبق اغتيال الشهيد لقمان سليم في 4 شباط الذكرى، لكي يفتح الجرح مجددا ويعيدنا الى دوامة الاغتيال، التي تأملنا فقط، اننا ودعناها. ذلك أن أحداً ما صدّق هذه الامنية بوجود الحزب الذي وجهت المحكمة الدولية اصابع الاتهام نحوه دون ان يرمش له جفن.
لن أدخل هنا في سياق الوجبة الاولى من الاغتيالات التي تلت استشهاد الحريري وطالت كوكبة من الشهداء لممثلين لمفاتيح الهيمنة على لبنان، من برلمانيين وسياسيين وقادة رأي ومثقفين وصحافيين وأمنيين وعسكريين، لتغيير موازين القوى عبر تغيير الاكثرية النيابية وتخويف الممسكين بأهم مفاصل الدولة.
أخرج اغتيال رفيق الحريري الجيش السوري من لبنان، وأرجح ان تؤدي تداعيات اغتيال لقمان سليم الى إخراج الايراني. شرط تحقيق هذا الأمر هو عدم التخاذل والخوف مرة اخرى أمام هذا الترهيب المستجد. فنصبح على ما قاله بدوي الجبل: نحن موتى وشرُّ ما ابتدعالطغْ يانُ موتى على الدروب تسيرُ.
عندما كتبت ان اغتيال الحريري سيكون اسطورة مؤسسة للبنان جديد, انتقدني البعض رافضاً فرضية بدء تحول الشعب اللبناني نحو المواطنة ونبذ الطائفية. متغافلين عن أن كل حدث أو تطور يحتاج الى وقت، وإلى لمسات ريشة صغيرة تتراكم في مدة زمنية كي تتبلور؛ على ما علمتنا إياه مدرسة حوليات. برهنت ثورة 17 تشرين أن ما تلمسته حينها كان بداية حقيقية لسيرورة ظهّرتها الثورة في الجيل الشاب الذي أعلن خروجه من شرنقة الزعيم والطوائف والمذاهب التي فرضتها عليه ممارسات السياسيين ومحاصصاتهم فأوصلتنا الى الهاوية.
اغتيال لقمان سليم سيستكمل تفاعل سيرورة هذه العملية التي بدأت مع اغتيال الحريري. كان مطلب جمهور 14 آذار في العام 2005 السيادة وإخراج السوري. لكن انتهى الأمر بفشل القيادات في الحفاظ على السيادة لأسباب عدة، بدءاً من الخوف وانتهاء بعقد الصفقات لحفظ المصالح الخاصة. وحصل حزب الله على غطاء شرعي لهيمنته الكاملة على السلطة . الآن آن أوان نزع هذه الشرعية بكل السبل. فلكل القوى السياسية التي تريد حقاً تحرير لبنان واستعادة سيادته أن تعمل على استعادة الشرعية ممن منحتها له.
اغتيال رفيق الحريري اخرج السوري. اغتيال لقمان سيكون الخطوة الاولى للطريق الطويل الذي سيخرج الايراني.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.