لارا السيد
بين الفاتيكان والبابا يوحنا بولس الثاني الذي كان أول حبر أعظم يزور لبنان وأولاه إهتماماً خاصاً، بُنيت علاقات ديبلوماسية بفعل علاقته المميزة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري يستذكرها كل من عاصرها، فكانت علامة مضيئة دمغت سجل رجل الإعتدال الأول الذي يفتقده اللبنانيون في أيامهم الصعبة التي تتفاقم تعقيداً، في ظل وضع البعض الأولوية لمصالح الشخصية والحزبية والطائفية.
لا يمكن بحسب ما أوضحه مدير المركز الكاثوليكي للاعلام في لبنان الأب عبدو أبو كسم في حديثه لـ"مستقبل ويب" إلا أن نستذكر جميعاً في هذه الأيام التي نعيش فيها حالة تقهقر وضياع و"لا مسؤولية" المسؤولين، الرئيس الشهيد ونفتقد وجهوده ونشعر بغصة وألم".
وقال:"نفتقد رجل الدولة والعمران والثقافة والعطاء الذي ساهم بتعليم آلاف الشباب اللبناني لأنه كان يعتبر أنهم مستقبل لبنان، وكل الآمال التي كان يتطلع إليها من أجل لبنان أفضل، سقطت بإستشهاده ولذلك نستذكر دوره كما دور كل الرؤساء الذين استشهدوا قبله وكان همهم واحد هو المحافظة على استقلال لبنان وازدهاره وتطور الحياة فيه".
وتطرق أبو كسم الى محطتين كان للرئيس الشهيد بصمة فيهما، الأولى محطة " تنظيم عمل المؤسسات الإعلامية ووضع قانون الإعلام المرئي والمسموع " التي كانت تهدف الى تحديد قواعد لتصنيف المؤسسات الإعلامية فئة أولى وثانية وثالثة، وكان تلفزيون " Tele lumiere" ذات وجه ديني اجتماعي ثقافي حواري ولا تنطبق عليه الشروط كمؤسسة إعلامية تجارية، وكان هناك حديث أن أي تلفزيون لا يستوفي الشروط التي وضعتها الدولة سيتم اقفاله".
وقال:"قمت مع المطران الراحل رولان ابو جودة الذي كان رئيس لجنة الإعلام وررئيس مجلس إدارة التلفزيون، يرافقنا جاك كلاسي مدير عام التلفزيون اليوم، بزيارة الرئيس الشهيد لإخباره بوجود مشكلة عدم إستيفاء التلفزيون للشروط وأنه مهدد بالإقفال، وكان جوابه واضح وصريح وقاطع بكلمتين :"أنا بسكر بيتي وما بسكر Tele lumiere"، وانتهى الاجتماع وبقي التلفزيون مستمراً لنشر المحبة والسلام وجسر لثقافة اللقاء".
أما المحطة الثانية فكانت يوم إعلان قداسة القديسة رفقا في الفاتيكان حيث شارك الرئيس الشهيد بإحتفالات تطويبها مع وفد من النواب، بحضور رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي، وقال أبو كسم:"كان فخوراً، مثل ما كان كل المسيحين فخورين، بوجود قديسة من بلاده وطن الارز ترفع على مذابح الكنيسة العالمي".
أضاف:"شارك في كل الاحتفالات التي سبقت تطويبها وكان له حضور مهم في الفاتيكان قبل الحدث وبعده، لأنه كان تربطه بالبابا يوحنا بولس الثاني علاقة مميزة أشبه بعلاقة عائلية"، مشيراً إلى انه "كان دائماً عندما يذهب إلى الفاتيكان يصطحب معه عائلته ويحرص على ان يستقبله البابا ويأخذون بركته".
وتابع:" أنا أيضا شاركت بتحضير زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان سنة ١٩٩٧وكان الرئيس الشهيد رئيساً للحكومة آنذاك واستقبله على المطار وفي القصر الجمهوري والتقط الصور وعائلته معه، والعلاقة بينهما كان فيها من العاطفة والعائلية التي ربطت الشهيد بالبابا وبالفاتيكان تحديدا"".
وختم:" نستمطر الرحمات في هذه الذكرى على الرئيس الشهيد ونصلي كلبنانيين حتى تزول هذه الضيقة عن لبنان وتتشكل الحكومة، ويتحقق الإصلاح ويصبح لدينا دولة تحمي لبنان وشعبه الذي كان وسيبقى أبيّاً، لا تحولوه يا كل المسؤولين إلى شعب مكسور فالشعب اللبناني رأسه مرفوع، الرحمة للرئيس الشهيد ولكل الذين إستشهدوا من أجل أن يبقى لبنان".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.