خاص - وليد الحسيني
هزال الدولة ومهزلة العهد يشكلان دافعاً للكتابة الهزلية... فالوطن المذبوح يضحك من الألم.
لقد أثبتت الواقعية السياسية، أن مقالب جبران باسيل بلبنان، تفوقت على مقالب غوار الطوشة بحسني البورظان... فحتى تعرف ما يجري في البلاد، يجب أن تعرف ما يجري في قصر بعبدا.
صحيح أن مقالب غوار تتشابه مع مقالب جبران، من حيث نوازع الشر، إلا أن ما يميز بينهما، أن مقالب الأول تبعث على الضحك، بينما مقالب الثاني تبعث على الاستهزاء إلى حد البكاء.
من المقالب الباسيلية، الأفصح والأفدح والأفضح، إصرار العم والصهر على أنهما الممثلان الشرعيان والوحيدان للمسيحيين في لبنان. وهذا يعني أن جعجع وفرنجية والجميل والبطريرك الراعي والمطارنة كافة، من منتحلي الصفة.
ولم تكتف عبقرية باسيل بذلك. فقد تفتقت فابتكرت "أكاديمية الطاووس"، وتم هذا الابتكار عندما عم النسيان "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار".
لقد ساد الصمت في قصر بعبدا، بعد أن ملأ لبنان هرجاً ومرجاً، إحتفالاً بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، على جعل بيروت مقراً للأكاديمية العالمية، التي استشهدت في عز شبابها بانفجار مرفأ بيروت.
لقد عوضنا جبران، فجبر خاطرنا المكسور، بأكاديمية بديلة.
في أكاديميته الطاووسية، ينتسب الصوص فيتخرج طاووساً بدرجة امتياز.
وتحاشياً لملاحقة القاضية غادة عون، نعترف لـ "غوار العهد" بأنه تجاوز بمعجزاته العلمية، معجزات "الخوارزمي" في علوم الرياضيات، وذلك بتحويله الصفر، من رقم حسابي، إلى إنجاز في الإصلاح والتغيير.
نضيف إلى مسلماتنا الباسيلية، الاقتناع بقناعته، أن صرف النفوذ، سيصرف من أمامه "الشياطين" التي يتراءى له أنها تنافسه على منصب الرئيس الرابع عشر.
وإذ ينسى اللبنانيون، يجب أن لا ينسوا أن لجبران باسيل دوراً مقاوماً يكمل دور حزب الله في مواجهة العدو الإسرائيلي.
عندما نفهم دوره المقاوم، نفهم الأهداف الوطنية التي أملت عليه إخفاقاته المدروسة والمتعمدة في الكهرباء والسدود والتنمية وغيرها.
لقد خطط بكامل وعيه النضالي والوطني لحرمان العدو الصهيوني من متعة تحقيق حلمه ووعيده باعادة لبنان إلى العصر الحجري.
بعد كل ما أنجزه على هذا الصعيد، لم يعد أمام الطائرات الاسرائيلية المقاتلة، سوى العودة خائبة إلى قواعدها.
بخططه الاستراتيجية، جعل بنك أهداف العدو فارغاً وخاوياً:
لا كهرباء.
لا سدود مائية.
لا مرفأ.
لا حكومة.
لا مصانع تصنع.
لا مزارع تزرع.
لا سياح في الفنادق.
لا زبائن في المطاعم.
المتاجر مفلسة. والمصارف تستجدي من يصرف عليها.
المؤسسات العسكرية والأمنية، يضعها الغلاء، وتبخّر قيمة الليرة، في موقع المتظاهر بدل دور القامع للمتظاهرين.
بكل اعتزاز نسجل لباسيل، أننا في عهده وعهد عمه، عدنا إلى العصر الحجري. وحقق بذلك "شعب لبنان العظيم" نصراً بلا حرب... والفضل يرجع لأصحاب الفضل... فلولا حرب باسيل الاستباقية لاستمرت اسرائيل بتهديد لبنان... ولاستمر اللبناني يعيش كابوس العودة إلى العصر الحجري بقرار إسرائيلي.
إنه قرارنا... ولن نسمح لاسرائيل العدوة أن تقرر عنا.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.