2 شباط 2021 | 17:50

منوعات

بعد إثارتها القلق عالمياً... "الغارديان" تتراجع عن معلومات حول فيروس "نيباه‎"‎

بعد إثارتها القلق عالمياً...

أشعلت تحذيرات صحيفة "الغارديان" من تحول فيروس "نيباه" القاتل إلى جائحة ‏قادمة، الساحة الدولية الأيام الماضية، لكن يبدو أن تقريرها أُسيء فهمه‎.‎

ونقلت عشرات الصحف ووسائل الإعلام عن "الغارديان" تحذيراتها من "تفشي ‏فيروس نيباه في الصين بمعدل وفيات يصل إلى 75%، وأن يتسبب بجائحة عالمية ‏مقبلة تكون أخطر من وباء كورونا"‏‎.‎

ويبدو أن حالة القلق العالمية دفعت الصحيفة البريطانية العريقة لتصحيح تقريرها ‏الذي يبدو أنه فهم بشكل خطأ، خاصة بعد حديث كثيرين عن تفشي الفيروس في ‏الصين حاليا‎. ‎

تحت عنوان "تقرير يحذر من أن شركات الأدوية العملاقة ليست مستعدة للوباء ‏القادم"، نشرت صحيفة الغارديان تقريرا الثلاثاء 26 كانون الثاني2021 ، تحذر ‏فيه من وجود 10 من أكثر الأمراض المعدية في العالم التي حددتها منظمة الصحة ‏العالمية لا تعالجها شركات الأدوية"‏‎.‎

واعتبر التقرير أن كبرى شركات الأدوية في العالم ليست مستعدة للوباء القادم على ‏الرغم من الاستجابة المتزايدة لتفشي "كوفيد-19‏‎.‎‏"‏

وضمن التقرير، سلّط‎ Jayasree K Iyer ‎المدير التنفيذي لمؤسسة "أكسس تو ‏ميديسن" ‏‎-Access to Medicine، ومقرها هولندا، الضوء على فيروس نيباه مع ‏معدل وفيات يصل إلى 75%، محذرا من خطر الوباء الكبير المقبل‎.‎

وقال: "نيباه مرض معد آخر ناشئ يسبب قلقا كبيرا.. الفيروس يمكن أن يهب في ‏أي لحظة. يمكن أن يكون الوباء التالي عدوى مقاومة للأدوية‎.‎‏"‏

ما سبق تداولته وسائل الإعلام بكثير من التضخيم والتحليل لوضع الفيروس ‏ومخاطره خاصة ما يتعلق بعدم وجود علاج له، ما دفع “الغارديان” لتعديل محتوى ‏الموضوع الأصلي وتصحيح ما أسيء فهمه‎.‎

وبتاريخ يوم الأحد 31 يناير 2021، أجرت الصحيفة البريطانية تعديلات على ‏الموضوع المنشور، وأرفقت ذلك بفقرة ختمت بها تقريرها‎.‎

وكتبت: "تم تعديل هذه المقالة في 31 كانون الثاني 2021.. ذكرت نسخة سابقة أن‎ ‎Jayasree K Iyer ‎سلط الضوء على تفشي فيروس نيباه في الصين مع معدل ‏وفيات يصل إلى 75%، باعتباره خطر الوباء الكبير القادم.. تحدث إيير عن ‏فيروس نيباه بشكل عام وأن تفشي المرض في بلد كبير مثل الصين قد يكون كارثيًا ‏لكن لا يوجد حاليا تفشي نيباه في الصين". ‏

رد الصين

قبل تصحيح الصحيفة البريطانية لما فهم خطأ عن تفشي "نيباه" في الصين، ‏سارعت السفارة الصينية في القاهرة لتكذيب الشائعات المتداولة في هذا الإطار ‏وتوضيح الحقيقة‎.‎

وأصدرت السفارة الصينية بيانا، الأحد، قالت فيه إن "ربط هذا الفيروس بالصين ‏أمر غير صحيح، لأنه موجود فى جنوب آسيا وليس في الصين تحديدا". ‏

وأكدت أنه رغم تداول الأخبار المتعلقة بانتشار الفيروس في بلادها فإنه لا توجد ‏أدلة تؤكد صحة ذلك‎.‎

‏"نيباه" ليس فيروسا جديدا فهو معروف في دول شرق وجنوب آسيا منذ 22 عاما، ‏واكتشف للمرة الأولى في ماليزيا بعد تفشي المرض في الخنازير والأشخاص‎.‎

آنذاك، قضى على أكثر من 105 أشخاص من أصل 265 أصيب بهذا الميكروب ‏الخطير، ليصنف ضمن الفيروسات المعدية والفتاكة‎.‎

وهو مرض حيواني المصدر يسببه فيروس معد، وقد ينتقل من حيوان لآخر أو من ‏حيوان لإنسان عن طريق الاتصال المباشر بينهما أو الطعام الملوث أو مباشرة من ‏شخص لآخر‎.‎

ووفقا لما نشرته الصحيفة البريطانية فإن "نيباه يمكن أن يسبب مشاكل تنفسية حادة ‏والتهاب الدماغ وتورم في الدماغ، ومعدل وفيات يتراوح بين 40% إلى 75%، ‏اعتمادًا على مكان انتشار المرض"‏‎.‎

وأوضحت أن "مضيف الفيروس الطبيعي هو خفافيش الفاكهة. ربما ارتبط تفشي ‏المرض في بنغلاديش والهند بشرب عصير نخيل التمر". ‏

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن "نيباه" عندما ينتقل إلى الإنسان قد لا تظهر عليه ‏أعراض إكلينيكية للعدوى، لكن الفيروس وقتها يتسبب في مجموعة من الأمراض، ‏منها أمراض الجهاز التنفسي الحادة والتهاب الدماغ القاتل‎.‎

كما ذكر تقرير "الغارديان" أن هذا الفيروس مقاوم للأدوية ولا توجد أي لقاحات ‏تعالجه حاليا، كما أن معدل الوفيات به يتراوح من 40% إلى 75%، طبقا لتحليل ‏بيانات الإصابات والوفيات الأخيرة بين عامي 1998 و2018‏‎.‎

من أبرز أعراضه حمى وسعال وصداع وآلام بطن وغثيان وقيء ومشاكل في البلع ‏وعدم وضوح الرؤية، والأعراض تظهر خلال الفترة من 3 إلى 14 يوما‎.‎

ويدخل نحو 60% من المرضى المصابين بالفيروس في حالة غيبوبة يصبحون ‏فيها بحاجة شديدة إلى مساعدة في التنفس، ويعاني المرضى الذين تطور لديهم ‏المرض من ارتفاع حاد لضغط الدم وارتفاع معدل خفقان القلب وارتفاع حرارة ‏الجسم‎.‎

وطرق الوقاية من “نيباه” تقتضي عدم الاتصال المباشر بالخنازير المريضة ‏وأماكن عيشها، ولا خفافيش الفاكهة، مع المداومة على غسل اليدين بانتظام بالماء ‏والصابون‎.‎

هل يتحوّل نيباه إلى جائحة؟

سؤال يتردد كثيرا في الأوساط الشعبية وبين عامة الناس أجاب عليه عشرات ‏الأطباء، مؤكدين أن “نيباه” لن يتحول إلى جائحة، وأنه موجود منذ أكثر من 20 ‏عاما في دول شرق وجنوب آسيا‎.‎

وقلل الأطباء والمختصين من خطورة فيروس نيباه، ورأوا أن الأمر غير مقلق ‏وليس واردا أن يتحول الفيروس لجائحة مثل “كوفيد-19″، لأن وبائيات فيروس ‏نيباه تختلف عن وبائيات فيروس كورونا‎.‎

فيروس “نيباه” يحصد أرواح 15 هنديا

هذا الفيروس كان ينتقل بين الحيوانات لكنه منذ عام 1998 انتقل من الحيوان ‏للإنسان، لكنه لم يوضع ضمن الوبائيات، لأن الوباء يعني حدوث إصابات كثيرة ‏في أكثر من دولة في الوقت ذاته، لكن نيباه محدود الإصابات‎.‎

أيضا منطمة الصحة العالمية، التي اعتادت تحديث معلوماتها حول الأمراض ‏والأوبئة التي قد تهدد حيوات البشر باستمرار، لم تذكر أي تحذيرات تخص فيروس ‏‏“نيباه‎”.‎

وحسب المنظمة، فإن آخر الأمراض المصنفة "كفاشيات" حتى كانون الثاني ‏‏2021 هي الكوليرا في دولة توغو، ومتحورات فيروس كورونا و"سارس 2″ ‏والحمى الصفراء في غينيا حتى كانون الاول 2020‏‎.‎

‏"نيباه" واحد من 10 أمراض معدية من أصل 16 حددتها منظمة الصحة العالمية ‏على أنها “أكبر خطر على الصحة العامة"‏‎.‎

ووفقا لمؤسسة‎ Access to Medicine ‎غير الحكومية، فإن خطورة هذه الأمراض ‏المعدية الحقيقة هو عدم وجود أدوية فاعلة لها، وعدم إدراجها ضمن خطط شركات ‏الأدوية لابتكار عقار فعال لكل منها‎.‎

وتشمل هذه الأمراض المعدية أيضًا حمى الوادي المتصدع، الشائعة في أفريقيا ‏جنوب الصحراء الكبرى، إلى جانب ميرس وسارس، أمراض الجهاز التنفسي التي ‏تسببها فيروسات كورونا ولديها معدلات وفيات أعلى بكثير من “كوفيد-19” لكنها ‏أقل عدوى‎.‎

وألقى التقرير الضوء على أدوية قيد التطوير لبعض الأمراض المعدية، مشيرا إلى ‏‏4 منتجات قيد التطوير لفيروس شيكونغونيا الذي ينقله البعوض وانتشر بسرعة ‏خلال السنوات الأخيرة، خاصة في الأميركيتين وأفريقيا والهند‎.‎

ورأت المؤسسة أنه قبل تفشي فيروس كوفيد-19، لم تكن هناك مشاريع حول ‏الأمراض الفيروسية التاجية في خطط شركات صناعة الأدوية، لكن بعد تحوله إلى ‏جائحة عالمية طورت الصناعة في غضون أشهر عدة لقاحات بلغ إجمالي عددها ‏‏63 عقارا، بعضها أنتج والآخر قيد التطوير‎.‎

وحذرت من أن "جائحة مقاومة مضادات الميكروبات أمر لا مفر منه ما لم تلتزم ‏صناعة الأدوية بجدية بتطوير المضادات الحيوية البديلة”، وذلك بحسب "العين ‏الاخبارية". ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 شباط 2021 17:50