26 كانون الأول 2020 | 15:48

منوعات

للمشككين.. كيف ظهرت لقاحات كورونا بهذه السرعة؟

في خضم البحث عن لقاحٍ يضع نهاية لفيروس كورونا المستجد، يشعر كثيرون بالقلق بشأن ‏السرعة الكبيرة التي أسفرت عن لقاحات فعّالة ضد الوباء الذي حصد أرواح أكثر من مليون ‏و700 ألف شخص حول العالم‎.‎

وينقسم الخبراء بين من يرى أن طبيعة الوباء، الذي ظهر في ديسمبر 2019، كانت تتطلب ‏تحركا فائق السرعة لاعتماد لقاحات مضادة لكوفيد-19، بينما يعتقد فريق بأن ما تم التوصل إليه ‏يفتقر إلى مزيد من التجربة على غرار اللقاحات السابقة التي ابتكرتها البشرية وأثبتت جدواها في ‏القضاء على عدد من الأمراض أو تخفيض تعداد الإصابات بها على نحو كبير‎.‎

وحول الأسباب التي جعلتنا نحصل على اللقاحات المضادة لكورونا بهذه السرعة، نشرت صحيفة ‏‏"ذا غارديان" البريطانية، تقريرا سلّط الضوء على 9 دوافع لذلك بناء على آراء مختصين‎:‎

خطة مسبقة

قبل تفشي الجائحة، كان هناك وعي عالمي باحتمال ظهور وباء ما، وقد عملت حكومات ‏ومؤسسات وهيئات دولية على جمع الموارد لذلك، كما أطلقوا مبادرات تصب في مصلحة هذا ‏التوجه مثل التحالف الدولي لابتكارات التأهب للأوبئة سنة 2017‏‎.‎

كذلك كانت شركات وجامعات مثل "بيونتيك" و"موديرنا" و"أكسفورد"، تطوّر تقنيات حديثة ‏تستهدف إنتاج لقاحات بالاعتماد على الرموز الجينية لمسببات الأمراض المعدية، والتي جرى ‏اختبارها لسنوات‎.‎

التحرك المبكر في الصين

رغم كل ما يشاع عن تأخر الصين في الكشف عن الفيروس، إلا أن العلماء بجامعة فودان ‏بشنغهاي، شخصوا حالات مصابة بكوفيد-19 في بداياته، وكشفوا بسرعة التسلسل الجيني ‏للحمض النووي الريبي للفيروس، ونشروا هذه المعلومات للعامة، الأمر الذي ساهم في البحوث ‏التي أجريت لاحقا لتطوير اللقاحات المضادة، وسرّع من وتيرة إنتاجها‎.‎

التمويل الكبير السريع

حصل مطوّرو اللقاحات على تمويل كبير وفوري بدافع مواجهة كوفيد-19 الذي روع العالم ‏وتسبب في شلل غير مسبوق وخسائر اقتصادية فادحة، في حين أن عمليات التمويل السابقة ‏كانت تتطلب إقناع الجهات المموّلة سواء كانت وكالات أو جمعيات أو أفراد‎.‎

تسريع التجارب السريرية

جرى تسريع عمليات كتابة بروتوكولات التجارب السريرية والحصول على الموافقات اللازمة ‏لتنفيذها‎.‎

إطلاق تجارب اللقاحات على الفور

تمكن المشرفون على تجارب اللقاحات من إجرائها فورا، ففي بريطانيا مثلا كان هناك أربعة ‏مراكز جاهزة لبدء دراسة لقاح "أكسفورد"، كما تم تحديد 14 موقعا إضافيا من خلال المعهد ‏الوطني للبحوث الصحية، وإعدادها للمراحل اللاحقة من الدراسات‎.‎

سهولة تبادل المعلومات

ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تبادل المعلومات وجمعها بسرعة كبيرة، هذا إلى جانب تخفيضها ‏لاحتمالات الخطأ، وتبادل البيانات ليجري تحليلها فورا‎.‎

أعداد كبيرة من المتطوعين

حظيت الدراسات والتجارب الخاصة باللقاح بإقبال كبير من المتطوعين والمشاركين، وهو ما ‏وفّر الزمن الذي كان يقضى في السابق لتجنيد هؤلاء‎.‎

نجاح سريع

عملت اللقاحات المبكرة بشكل جيد في زمن قصير، لتثبت فائدتها في مواجهة الجائحة، ولو كان ‏ذلك بشكل نسبي، بانتظار الحكم النهائي الذي سيصدر على هذه التطعيمات بعد مرور فترة أطول ‏من الزمن‎.‎

استمرار الدراسات

اتبع مع الوباء نهج مختلف فيما يتعلق بالموافقات التنظيمية، فالمعتاد أن يتم تحضير جميع نتائج ‏التجارب والبيانات في حزمة ضخمة بمجرد الانتهاء من الدراسات، وهي عملية تستغرق شهورا‎.‎

وبعد ذلك يتم تقديم المجموعة بأكملها إلى المنظمين، وهم الوكالات التي تصدر تراخيص الأدوية ‏واللقاحات، ليشرعوا في مراجعتها، في عملية أخرى تستغرق شهورا‎.‎

لكن المختلف مع لقاحات كورونا أنه تم تقديم البيانات إلى الهيئات التنظيمية أثناء إنشائها وكانت ‏قيد المراجعة أثناء استمرار الدراسات، وعندما ظهرت النتائج النهائية، كانت تلك هي النتائج ‏الوحيدة المتبقية للمراجعة‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 كانون الأول 2020 15:48