26 كانون الأول 2020 | 15:27

منوعات

لقاحات كورونا.. "العقدة الخطيرة" والحل الوحيد

عندما يثار النقاش بشأن الأعراض الجانبية للقاحات كورونا، فإن ما يستأثر بالاهتمام هو ‏المضاعفات التي تشمل ارتفاع درجة الحرارة أو حتى الآلام والتورمات، لكن قلما يجري الانتباه ‏إلى عارض "مختلف" برز بشدة، خلال الآونة الأخيرة وهو التفاوت الصارخ بين الدول المتقدمة ‏والبلدان النامية‎.‎

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الدول الغنية اشترت لنفسها الحصة الأكبر من شحنات ‏اللقاح المتاحة، بينما وجدت الدول النامية وهي التي تشكل أغلبية سكان العالم، نفسها في بحث ‏مضن لأجل تأمين ما يكفي من الجرعات وكبح تفشي الوباء‎.‎

ويضيف المصدر أن هذا التوزيع غير المتكافئ للقاح ربما يزيد من عمق التفاوت الاقتصادي بين ‏الدول، مستقبلا، والسبب أن الدول الفقيرة ستعاني مزيدا من الضغوط على مواردها المحدودة ‏أصلا، بينما ستتفاقم ديونها والتزاماتها تجاه كل من الولايات المتحدة وأوروبا والصين‎.‎

لكن هذه المعضلة، أي التفاوت، ليست بالأمر الجديد، لأن العالم يعاني هذا التباين منذ عقود، ‏سواء تعلق الأمر بخدمات الصحة أو بالتعليم والكهرباء والماء الصالح للشرب والحصول على ‏خدمات كثيرة حيوية‎.‎

أما بعد جائحة كورونا، فالمرجح أن يزداد الأمر سوءًا، كما أن أمد الحياة قد يتراجع أيضا، فيما ‏كان قد تحسن في وقت سابق بفضل برامج دعم صحي، تم تمويل بعضها من قبل مانحين ‏ومؤسسات دولية‎.‎

وقال مدير قسم العولمة واستراتيجيات التنمية في مؤتمر منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ‏بجنيف، ريتشارد كوزول، إنه من الواضح أن الدول النامية، لاسيما الأشد فقرا منها، ستجدُ نفسها ‏غير قادرة على الوصول إلى اللقاح لبعض الوقت‎.‎

أضاف أن المفترض من حيث المبدأ، أن تكون اللقاحات مادة عالمية، أي متاحة للكل، لكن الواقع ‏أنها تقع في أيدي شركات الأدوية الكبرى والاقتصادات المتقدمة‎.‎

وفي وقت سابق، تعهدت عدة دول غنية بأن تقدم دعما للدول النامية، سواء تعلق الأمر بمنح ‏معدات طبية أو عبر الإمداد بشحنات من اللقاح، لكن الحكومات الغربية لم تترجم وعودها إلى ‏مساعدات مالية سخية حتى الآن‎.‎

ومن بين الأمثلة على محدودية هذه المبادرات الدولية، تأتي شراكة "أكت أكسيليتر"، التي وعدت ‏بمساعدة الدول النامية، وتتعاون فيها كل من منظمة الصحة العالمية ومؤسسة "بيل وميليندا ‏غيتس" إلى جانب منظمات أخرى‎.‎

وجمعت هذه المنظمة أقل من 5 مليارات دولار بينما كان الهدف هو تأمين 38 مليار دولار ‏لأجل مساعدة الدول النامية على مواجهة الوباء‎.‎

وفي مسعى إلى تأمين ما يكفي من اللقاحات، اقترحت دول نامية في طليعتها الهند وجنوب ‏إفريقيا، أن تساهم في زيادة تصنيع اللقاح، لكن هذا الأمر يحتاج إلى إذن من الشركات، نظرا إلى ‏وجود حقوق الملكية الفكرية‎.‎

وتم رفض هذا المقترح، بينما كان الطلب المقدم من الهند مستندا بالأساس إلى أن الظرف الحالي ‏في العالم يتسم بـ"الاستثنائية"، لأننا نواجه وباءً شرسا، وفي مثل هذه الحالات، يمكن لمنظمة ‏التجارة العالمية أن تتحرك لأجل هذا الإعفاء، وهو أمر لم يحصل ولم يحظ بالموافقة‎. ‎في المقابل، يقول رافضو الإعفاء، إن شركات الأدوية تقوم بعمل جبار وتنفق على البحوث ‏وتطوير اللقاح وتدفع أجورا لجيش كبير من العلماء، وبالتالي، ليس من الإنصاف أن تتخلى عن ‏عوائدها، لأجل المساعدة، لأنها ليست مؤسسات خيرية، أما المطلوب فهو أن تبادر الحكومات ‏والمؤسسات في الدول الغنية إلى مساعدة البلدان النامية على تجاوز الجائحة‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 كانون الأول 2020 15:27