18 كانون الأول 2020 | 15:35

مجتمع

سكان المدن أم أهل الريف.. من يعيش العمر الأطول؟

يعتقد الناس في الغالب، أن من يسكنون البوادي يتمتعون بصحة أفضل، لأنهم ‏يعيشون في قلب الطبيعة بعيدا عن الضجيج والتلوث، لكن دراسة حديثة في فرنسا ‏كشفت عن نتائج وصفت بـ"المفاجأة الصاعقة‎".‎

وكشف الباحث والأستاذ في جامعات مونبلييه الفرنسية، إيمانويل فينيرون، أن ‏سكان المدن يعيشون عمرا أطول مقارنة بمن يسكنون في المناطق القروية ‏والأرياف‎.‎

وقام هذا الباحث بإعداد الدراسة السكانية لفائدة جمعية عمداء المدن في فرنسا ‏وتعرفُ اختصارا بـ‎" AMRF"‎، وجاءت النتيجة على نحو غير متوقع‎.‎

وأوضح الباحث الذي عرض الدراسة، يوم الأربعاء، أن أمد الحياة ينخفض منذ 30 ‏سنة في البوادي مقارنة بالمدن، أما السبب الأرجح لهذا التفاوت فهو ضعف خدمات ‏الصحة في الأرياف مقارنة بالمدن‎.‎

وبحسب الباحث، فإن هذه الدراسة تغير الصورة القائمة في الأذهان حول البادية، ‏لأن كبار السن غالبا ما يعربون عن أملهم في أن يعيشوا بالقرى أو يعملوا فيها‎.‎

وإذا كان هذا التفاوت قائما، فذلك ناجمٌ بالأساس عن فوارق التنمية والرعاية ‏الصحية بين المدن والبوادي، وتعمقت المعضلة بشكل أكبر بعد الأزمة المالية ‏العالمية لسنة 2008‏‎.‎

وأوردت دراسة "أمد الحياة عند الميلاد"، أن سكان المدن يعيشون أكثر بعامين ‏مقارنة مع نظرائهم في البوادي، وهو فرق زمني كبير‎.‎

وتوضح الدراسة أن رجال القرى أكثر تأثرا لأنهم يعيشون أقل بـ2.2 سنة، مقارنة ‏بنظرائهم في المدن، وربما يعود هذا الأمر إلى عملهم في قطاع الزراعة الشاق ‏وعدم تلقي رعاية صحية مناسبة‎.‎

أما نساء البوادي فيعشن أقل بـ0.9 سنة من نظيراتهن في المدن، وهن يتأثرن إلى ‏هذه الدرجة لأن الوصول إلى مستشفيات متطورة ليس أمرا سهلا ويستوجب التنقل ‏لمسافة لا بأس بها‎.‎

ولا يرجّح الباحثون أن تقف الأزمة عند هذا الحد، لأن أمد الحياة وسط سكان ‏البوادي قد يهبط أكثر خلال السنوات المقبلة مقارنة بنظرائهم في المدن‎.‎

والحل الممكن، بحسب الدراسة، لمعالجة هذا التفاوت، هو تعزيز التنمية وخدمات ‏الرعاية الصحية في البوادي، لأن هذه الخطوة هي الفيصل في رفع أمد الحياة‎.‎

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

18 كانون الأول 2020 15:35