5 كانون الأول 2020 | 21:52

مجتمع

مانحون للقاحات كورونا يحذّرون من إهمال الدول الفقيرة

تعِد اللقاحات التي يجري تطويرها بمليارات الدولارات وفي وقت قياسي، بالعودة إلى الحياة ‏الطبيعية في أوروبا والولايات المتحدة، لكن أحد الفاعلين البارزين في مجال تمويل الأبحاث ‏يحذر من إهمال بقية العالم والدول الفقيرة.‏

ويقول فريدريك كريستنسن، الرجل الثاني في الائتلاف العالمي المعني بابتكارات التأهب ‏لمواجهة الأوبئة "إنني قلق للغاية".‏

ويوضح "إذا انتشرت حاليا في أرجاء العالم صور تظهر سكان البلدان الغنية يتلقون التطعيم بينما ‏لا يحدث شيء في البلدان النامية، فهذه مشكلة كبيرة جدا".‏

ونشأ هذا الائتلاف في أوسلو عام 2017 إدراكا من الفاعلين بأن الاستجابة المشتركة ضرورية ‏لمواجهة تهديدات وبائية على غرار إيبولا، وقد صار طرفا مهما في مكافحة كوفيد-19.‏

وبدعم من دول ومنظمات خيرية مثل مؤسسة غيتس ومانحين أفراد أو تجاريين، خصص مبلغ ‏‏1.1 مليار دولار لتمويل تطوير تسعة لقاحات محتملة ضد فيروس كورونا المستجد، بما يشمل ‏لقاح مجموعة مودرنا الأميركية ولقاح البريطانية أسترازينيكا.‏

ويقول كريستنسن في مقابلة أجراها مع وكالة فرانس برس "من المهم فعلا التركيز على البحث ‏وتظهير المزيد من المرشحين لأن العالم سيحتاج إلى الكثير من اللقاحات حتى يتمكن من السيطرة ‏على هذا الفيروس".‏

وإذا كانت عملية البدء بالتلقيح مسألة أيام في المملكة المتحدة وأسابيع في أوروبا والولايات ‏المتحدة، إذا ما وافقت وكالات الأدوية على لقاح فايزر/بايونتك، فإن مخاوف تبرز برغم ذلك ‏لناحية توفير اللقاحات في بقية أرجاء العالم.‏

‏"على متن دراجة"‏

يشير كريستنسن إلى أنه تم التعهد بنحو ملياري جرعة من خلال "كوفاكس" وهي مبادرة ترعاها ‏منظمة الصحة العالمية من أجل تسريع استحداث وتصنيع لقاحات مضادة لكوفيد-19، وهي ‏تتفاوض مع مختبرات بهدف توفير فرص عادلة للحصول على اللقاحات.‏

لكنه يوضح أنه "رغم ذلك، فإن العديد من الجرعات لا تزال افتراضية بمعنى أننا لا نملك بعد ‏النتائج النهائية" بشأن مدى فعالية اللقاحات.‏

علاوة على ذلك، فإن اثنين من اللقاحات التي بلغت المراحل المتقدمة، أي فايزر/بايونتك ‏ومودرنا، يتطلبان التخزين في درجة حرارة منخفضة للغاية: -70 درجة مئوية للأول و-20 ‏درجة مئوية للثاني.‏

لكن كيف سيتم توزيعهما في ظل درجات حرارة مرتفعة؟

يلفت كريستنس إلى أنه "بالنسبة إلى بعض البلدان وبعض شرائح السكان، هذا ممكن بالطبع ولكنه ‏صعب للغاية"، موضحا "لقد زرنا أماكن يتم فيها عبور الكيلومتر الأخير على متن دراجة ‏نارية".‏

ويقول "علينا أن نفكر في الموجة التالية من اللقاحات. فمن الناحية المثالية، يجب أن يكون لدينا ‏لقاحات تؤخذ بجرعة واحدة ولديها أثر طويل المدى، ومنتجات منخفضة التكلفة ومتاحة في ‏جميع أنحاء العالم"، مضيفا "لذا إن العمل لم ينته على الإطلاق".‏

‏"التحلي بالصبر" ‏

ويؤكد الخبير النروجي أنه يتفهم تردد جزء كبير من السكان حيال لقاحات جرى تطويرها في ‏مدة زمنية قصيرة، لكن هذا التردد سيتم التغلب عليه مع مرور الوقت، وفقا له.‏

ويضيف "من الواضح أن هذا مصدر قلق يمكن فهمه، أي أن كل شيء حصل بسرعة كبيرة ‏وبالتالي يمكن أن يحدث شيء ما" غير مرتقب.‏

إلا أنه يشير إلى "وجوب عدم نسيان أن هذه اللقاحات جرى اختبارها على عشرات الآلاف، ‏وأعتقد أنه بمجرد توزيعها سيقتنع الناس بأن هذه هي أفضل طريقة لحماية أنفسهم وأقاربهم".‏

لكن إذا كانت اللقاحات تقود صوب نهاية النفق، فمتى سيكون بالمقدور الخروج منه لاستئناف ‏الحياة الطبيعية؟

يشير كريستنسن إلى أنه "من المهم حقا التحلي بالصبر قليلا لأننا جميعا متفائلون حاليا (...) ‏ولكن ما نعرفه هو أن هذه اللقاحات تجنب الإصابات الشديدة وإنما من غير المؤكد أنها تجنب ‏انتقال الفيروس".‏

ويضيف "إننا نلحظ أيضا المؤشرات الأولى للتحديات المتمثلة في إنتاج ما يكفي والتوزيع بشكل ‏كاف"، في إشارة إلى تقارير تفيد بصعوبات تواجهها شركة فايزر في تسليم جميع اللقاحات ‏المخطط لها عام 2020.‏

ويختتم "لكن إذا تمكنا جميعا من أخذ اللقاح، فأعتقد أنه بمقدورنا التطلع إلى حياة طبيعية في ‏‏2022 على الأقل".‏



الحرة

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 كانون الأول 2020 21:52