13 تشرين الثاني 2020 | 07:59

أخبار لبنان

مبعوث ماكرون يحثّ في بيروت على "حكومة كفاءات"‏

مبعوث ماكرون يحثّ في بيروت على

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول: حث مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ‏ماكرون لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل المسؤولين اللبنانيين ‏على "ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة كفاءات ومقبولة من جميع الأطراف كي ‏تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي".‏

ووصل دوريل إلى بيروت، مساء أول من أمس، لإجراء محادثات مع المسؤولين ‏اللبنانيين تتناول ملف تشكيل الحكومة التي دخلت بتعقيدات إضافية منذ الأسبوع ‏الماضي، والتقى الرئيس ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس ‏‏"الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس كتلة "حزب الله" ‏النيابية النائب محمد رعد في مقر الكتلة.‏

وحمل الموفد الفرنسي رسالة واضحة جداً للحث على الإسراع في تشكيل الحكومة ‏من أجل البدء بالإصلاحات كشرط للدخول في برامج المساعدات من صندوق النقد ‏والبنك الدولي ومجموعة الدعم الدولية والدول والصناديق المانحة. وقالت مصادر ‏مواكبة إن هذه الرسالة "أكد عليها الموفد باختصار مشدداً على أن الفرنسيين رغم ‏تحديات المرحلة يولون لبنان شأناً خاصاً" في ظل تأكيد على أن مؤتمر الدعم لا ‏يزال قائماً نهاية الشهر الجاري، وبالتالي فإن زيارة ماكرون إلى لبنان "لا تزال ‏قائمة في موعدها".‏

واستهل دوريل محادثاته في بيروت، أمس، بلقاء الرئيس عون الذي أكد أنه ‏‏"متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا الأمر لن يتحقق إلا من ‏خلال حكومة موثوق بها وقادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة التي وردت في ‏الورقة التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس ماكرون والقيادات السياسية اللبنانية، ‏والتنسيق بشكل فاعل مع الشركاء الدوليين الذين تعهدوا مساعدة لبنان لإخراجه من ‏الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها".‏

واعتبر عون أن "عملية التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان والتي ‏تعتبر من أسس هذه الإصلاحات، تواجه بعراقيل عديدة نقابلها بإصرار على ‏تحقيقها، وقد تم التمديد ثلاثة أشهر لشركة الفاريز ومارسال تأميناً لهذه الغاية".‏

ولفت إلى أن "الهم الأساسي حالياً هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف ‏الإقليمية والأزمات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان، فضلاً عن تداعيات وجود ‏النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء كورونا، إضافة إلى ‏الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت"، لافتاً إلى أن "العقوبات الأميركية التي ‏استهدفت سياسيين لبنانيين زادت الأمور تعقيداً".‏

ورأى الرئيس اللبناني أن "كل هذه الأوضاع تتطلب توافقاً وطنياً واسعاً لتشكيل ‏حكومة تتمكن من تحقيق المهام المطلوبة منها بالتعاون مع مجلس النواب لإقرار ‏قوانين إصلاحية ضرورية"، مشيراً إلى "أهمية التشاور الوطني العريض في هذه ‏المرحلة الدقيقة". وحمل عون المبعوث الفرنسي رسالة تقدير إلى ماكرون "لوقوفه ‏إلى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة، وهذا غير مسبوق لأن الرئيس ماكرون ‏صديق كبير للبنان". وجدد "التضامن مع الشعب الفرنسي الصديق في إدانة ‏الاعتداءات الإرهابية والإجرامية التي حصلت مؤخراً ومنها الاعتداء في مدينة ‏نيس". وكان دوريل نقل إلى عون تأكيد ماكرون اهتمامه بالأوضاع في لبنان، ‏مؤكداً "متانة العلاقات بين البلدين". ولفت إلى "دقة الأزمة الاقتصادية وخطورتها ‏وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفاءات ومقبولة من جميع الأطراف كي ‏تباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي". وأشار دوريل إلى أن ‏‏"فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما منها المجال ‏التربوي"، مذكراً بأن "وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق ‏الإصلاحات".‏

بعدها، اجتمع دوريل مع رئيس مجلس النواب الذي وصف اللقاء مع بـ"الجيد". ‏وشكر بري الرئيس الفرنسي "الذي يحمل هم لبنان"، مؤكداً على "الموقف لجهة ‏المبادرة الفرنسية وضرورة تطبيق الإصلاحات لا سيما في مجال الكهرباء ‏ومحاربة الفساد"، معتبراً أن "المدخل والمخرج الوحيد لخلاص لبنان هو إنجاز ‏حكومة اليوم قبل الغد، يكون وزراؤها اختصاصيين يحظون على الثقة التي ‏ينتظرها المجلس النيابي بفارغ الصبر من أجل العبور بلبنان إلى بر الأمان أمام ‏الموجات العاتية داخلياً وخارجياً".‏

ومساء، استقبل جنبلاط الموفد الفرنسي ترافقه السفيرة الفرنسية لدى بيروت آن ‏غريو، بحضور رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو ‏فاعور والوزير الأسبق غازي العريضي، وجرى عرض مختلف التطورات ‏والمستجدات الراهنة. ويأتي الحراك الفرنسي في ظل مراوحة في ملف تشكيل ‏الحكومة الذي ازداد تعقيداً إثر التشدد الذي أبداه رئيس "التيار الوطني الحر" ‏جبران باسيل عقب فرض عقوبات أميركية عليه.‏




الشرق الاوسط ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 تشرين الثاني 2020 07:59