3 تشرين الثاني 2020 | 07:33

أخبار لبنان

استئناف "مفاوضات" التأليف بمواكبة الاستحقاق ‏الاميركي‎!‎

استئناف

كتبت صحيفة " النهار " تقول: ‏‎على رغم الحالة المأسوية التي تحكم بظروفها القاسية والكارثية ‏على اللبنانيين، سيكون ‏لبنان اليوم، اسوة بمعظم البلدان في سائر انحاء العالم، مشدودا الى الحدث ‏الأميركي ‏المتمثل بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة باعتبار ان تأثير هذا الحدث لن يوفر ‏لبنان ‏أيا يكن الفائز غدا في الانتخابات الرئيس الحالي دونالد ترامب اومنافسه الديموقراطي ‏جو ‏بايدن. ‏

ومع ان معالم التبدلات الأميركية الخارجية غالبا ما لا تنطبق كثيرا على لبنان بحيث ‏تتقاطع الى ‏حدود بعيدة سياسات الجمهوريين والديموقراطيين حيال واقعه، فان لبنان ‏يبقى معنيا برصد نتائج ‏الانتخابات الرئاسية بدقة باعتبار ان اختلاف المقاربات بين المرشحين ‏لا بد من ان ينسحب على ‏مسائل حساسة في العلاقات اللبنانية الأميركية ولا سيما لجهة ‏الدعم الأميركي للجيش اللبناني ‏وملف العقوبات الأميركية على "حزب الله" ناهيك عن ‏ملفات أخرى أساسية منها رعاية واشنطن ‏لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع ‏إسرائيل‎.‎‎

مع ذلك لم تطرأ متغيرات بارزة على استحقاق تأليف الحكومة الجديدة المصاب بتعثر حال ‏دون ‏الولادة الحكومية في مطلع الأسبوع الحالي كأنه رحل تلقائيا او ربما عمدا الى ما بعد ‏صباح غد ‏الأربعاء بعد ان يكون قد عرف اسم الرئيس الأميركي للاربع سنوات المقبلة. واذا ‏كان انعقاد ‏اللقاء الرابع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري بعد ظهر ‏امس بدد بعض الشيء الأجواء التشاؤمية التي سادت مناخ مسار التأليف ‏منذ أيام، فإن سياسة ‏التكتم والتخفي عن النتائج، لم تعد تقنع الكثيرين بأن الأمور تسير ‏بمسالك مسهلة بعدما انكشفت ‏في الأيام الأخيرة التدخلات والإملاءات التي أدت الى تأخير ‏استكمال التأليف وتاليا اعلان ‏الحكومة الجديدة. وتبعا لذلك ترصد الأوساط السياسية ‏الساعات الثماني والأربعين المقبلة ‏باعتبارها ستشكل محكا لجدية الجوانب الإيجابية ‏الجديدة التي حكي عنها والتي لم يظهر شيء بعد ‏يثبتها. وهي جوانب قيل انها تتعلق بتذليل ‏عقبات حجم الحكومة وعدد أعضائها وبدء التداول ‏المتجدد في توزيع الحقائب الوزارية ‏وكذلك أسماء وزراء مقترحين‎.‎

وافيد بأن ثمة ثلاث عقد ما زال يجري العمل على حلحلتها بالاتصالات واللقاءات المعلن ‏منها ‏والبعيد من الضوء. وتحدثت معلومات عن ان الرئيس نبيه بري قد يدخل على ‏الخط ‏بالاتصال بكل من "حزب الله" وسليمان فرنجية في محاولة لتذليل عقدتيهما. وعلم ‏ان ‏التشكيلة رست على 18 وزيراً والبحث عالق على كيفية توزيع حقائب الصحة ‏والاشغال ‏والطاقة وان كلاً منها متصلة بالأخرى فاذا تم حل الواحدة تحل الثانية والثالثة‎.‎ ‎

واشارت المعلومات الى ان الحريري يرفض ابقاء القديم على قدمه في توزيع هذه ‏الحقائب ‏الاساسية، فيما "حزب الله" يطالب بإبقاء وزارة الصحة معه وفرنجيه بالاشغال كما ‏يطالب ‏النائب جبران باسيل بالطاقة وهذا ما سيبقي حقيبة الاتصالات مع الحريري. وبما ان ‏الحكومة من ‏‏18 وزيراً فسيكون للدروز حقيبة واحدة تعطى للاشتراكي والارجح انها ستكون ‏التربية في حال ‏بقي القديم على قدمه في توزيع الحقائب الخدماتية الاساسية‎.‎

وفِي الحقائب السيادية، اشارت اخر المعطيات الى ان حقيبة المال باقية مع الطائفة ‏الشيعية ‏وحركة "أمل"، و ستؤول الدفاع الى ارثوذكسي والداخلية لماروني والخارجية لسني‎ ‎‎.‎

وذكر ان اللقاء الجديد بين عون والحريري كان متفقا على انعقاده أساسا قبل ظهر غد ‏الأربعاء ‏ولكن ثمة ما حصل ودفع الرئيس الحريري الى القيام بزيارة قصر بعبدا عصر امس ‏بعيدا من ‏الاعلام وسادت توقعات ان يزور الحريري بعبدا مجددا اليوم او غدا. وأفاد مكتب ‏الاعلام في ‏رئاسة الجمهورية في بيانه عن اللقاء ان عون تابع مع الحريري درس ملف ‏تشكيل الحكومة ‏الجديدة في جو من التعاون والتقدم الإيجابي‎".‎

وربطت أوساط سياسية مطلعة استئناف اللقاءات بين عون والحريري بعد التأزم الواسع ‏الذي ‏طرأ في الأيام السابقة على مسار تأليف الحكومة بجملة أسباب ولكن ابرزها يتعلق ‏بانكشاف عدم ‏قدرة العهد ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على المضي ‏طويلا في تحمل ‏التبعات المتفجرة والشديدة الخطورة لعرقلة ولادة الحكومة سريعا وسط ‏تسارع اخطار الانهيارات ‏الداخلية ولا سيما منها حاليا التفشي الوبائي الواسع وتفاقم ‏الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.‏

‏ وبرز ذلك ضمنا مع مسارعة كل من رئاسة الجمهورية ‏والنائب باسيل امس الى اصدار ردين ‏حملا تكذيبا للمعلومات الصحافية والإعلامية التي ‏كشفت دور باسيل في عرقلة التأليف. وعكس ‏البيانان ضمنا تخوفا واضحا من الترددات ‏السلبية الواسعة لعرقلة التأليف وتحميل باسيل ‏المسؤولية، اذ ان مكتب الاعلام في رئاسة ‏الجمهورية رد على المعلومات الصحافية والإعلامية ‏وتحدث عن ان "التشاور في شأن ‏تشكيل الحكومة يتم حصرا ووفقا للدستور بين الرئيسين عون ‏والحريري ولا يوجد أي طرف ‏ثالث في المشاورات ولا سيما النائب جبران باسيل". ثم اصدر ‏المكتب الإعلامي للنائب ‏باسيل بيانا مماثلا حمل فيه على "كل ما يتم فبركته وتداوله في الاعلام ‏حول تدخل النائب ‏باسيل في عملية تشكيل الحكومة " ووصفه بأنه "عار عن الصحة ويهدف الى ‏تحميل باسيل ‏مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة لتغطية المعرقلين الفعليين". ولفت ما جاء في ‏البيان من ‏ان "الاستمرار في سياسة الكذب في الاعلام يشوه الحقائق كما ان التذاكي في ‏عملية ‏تأليف الحكومة يعرقلان ويؤخران تأليفها‎".‎‎

يشار في هذا السياق الى موقف لاذع لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سجل ‏امس اذ ‏غرد جعجع قائلا "هل رأيتم الآن لماذا أحجمت القوات اللبنانية في مسألة الحكومة ‏؟ طالما ان ‏الثلاثي الحاكم حاكم لا أمل باي خلاص. سنكمل من دون هوادة في إعادة ‏تشكيل السلطة‎".‎



النهار ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

3 تشرين الثاني 2020 07:33