28 آب 2020 | 07:27

أخبار لبنان

جدول زمني أممي لمنع انتهاكات "حزب الله" جنوبا

جدول زمني أممي لمنع انتهاكات

بذل المفاوضون الفرنسيون جهوداً دبلوماسية مكثفة لإقناع نظرائهم الأميركيين بمشروع قرار في ‏مجلس الأمن «يضع أسساً جديدة» لمهمة القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، ويمدد ‏مهمتها عاماً إضافياً بعد مفاوضات طويلة وصعبة تخلّت فيها الولايات المتحدة عن مطلب ‏تقليص المدة إلى ستة أشهر، ولكنها نجحت رغم الاعتراضات الصينية في وضع جدول زمني ‏يبدأ عملياً في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لتطبيق توصيات الأمين العام للمنظمة الدولية ‏أنطونيو غوتيريش في شأن ما يحول دون منع المسلحين والأسلحة في منطقة عمليات القوة ‏الدولية طبقاً للقرار 1701.‏

وبعد مفاوضات صعبة وطويلة شهدت دخولاً غير معهود من الصين التي وضعت اقتراحات عدة ‏توجتها بمشروع قرار، وضعت فرنسا، حاملة القلم لدى مجلس الأمن، مشروع القرار بالحبر ‏الأزرق، أملاً في التصويت عليه في الموعد المحدد صباح اليوم (الجمعة) بتوقيت نيويورك. غير ‏أن الولايات المتحدة اعترضت على إجراء التصويت بصورة شخصية، طالبة استبداله من خلال ‏تصويت بالمراسلة وفق القواعد المتبعة منذ تفشي وباء «كوفيد 19» في نيويورك. وهذا ‏يستوجب 24 ساعة لمعرفة نتيجة تصويت الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن على مشروع ‏القرار.‏

وعلمت «الشرق الأوسط» أن «الولايات المتحدة طلبت من فرنسا إدخال المزيد من التعديلات ‏حول نقطتين رئيسيتين إحداهما تتعلق بوضع جدول زمني متكامل لتطبيق توصيات الأمين العام ‏للأمم المتحدة في شأن منع المسلحين والأسلحة داخل منطقة عمليات اليونيفيل بين الخط الأزرق ‏ونهر الليطاني، وهذا ما يعني (حزب الله) مباشرة».‏

ولاحظ أكثر من دبلوماسي في مجلس الأمن أن «الصين دخلت بقوة وبشكل غير معهود على خط ‏المفاوضات في شأن اليونيفيل»، إذ قدم دبلوماسيوها «اقتراحات مفصلة ومشروع قرار منفصل ‏لتجديد مهمة اليونيفيل بالتوافق مع الحكومة اللبنانية» فيما بدا أنه محاولة من أجل «مقابلة ‏ضغوط الولايات المتحدة لإدخال تغييرات جوهرية على التفويض الممنوح لليونيفيل بموجب ‏القرار 1701». غير أن فرنسا «تعاملت مع الاقتراحات الصينية كجزء من اقتراحات قدمتها ‏دول أخرى مثل إندونيسيا، التي تساهم بالعدد الأكبر من الجنود في اليونيفيل، أو مثل تونس التي ‏حرصت على إدخال فقرات خاصة بدعم لبنان والشعب اللبناني عقب انفجار مرفأ بيروت». ‏ورفض ممثلو العديد من الدول أي ذكر للحكومة اللبنانية في هذا السياق. ورفضت الولايات ‏المتحدة أن تكون للصين «أي كلمة فصل» في شأن «اليونيفيل».‏

ووفقاً للنسخة الزرقاء التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، يمدد مجلس الأمن مهمة اليونيفيل ‏حتى نهاية أغسطس (آب) 2021 بغية مواصلة تطبيق القرار 1701، ويرحب في الفقرة العاملة ‏الثامنة بتقرير الأمين العام عن «تقييم الأهمية ذات الصلة لموارد اليونيفيل وخياراتها لتحسين ‏الكفاءة والفعالية بين اليونيفيل ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، مع مراعاة سقف ‏القوات والعنصر المدني في اليونيفيل». ويطلب منه أن «يضع خطة مفصلة، مع جداول زمنية ‏ونماذج محددة، بالتشاور الكامل والوثيق مع الأطراف، بما في ذلك لبنان والبلدان المساهمة ‏بقوات وأعضاء مجلس الأمن، لتنفيذ التوصيات، بحسب المقتضى. ويطلب منه كذلك أن يقدم ‏العناصر الأولى من تلك الخطة إلى مجلس الأمن في غضون 60 يوماً من اتخاذ هذا القرار». ‏ولم تنجح الطلبات الواردة من بيروت عبر البعثة اللبنانية في إدخال إشارة إلى «ضرورة التنسيق ‏مع الحكومة اللبنانية. ولذلك جرى الاكتفاء بكلمة لبنان». ومع ذلك، أصرت واشنطن على «لغة ‏أوضح في شأن الجدول الزمني لمنع نشاط المسلحين والأسلحة في منطقة عمليات اليونيفيل». ‏وكذلك أدخل الجانب الفرنسي فقرة جديدة تنص على أن مجلس الأمن «إذ يعترف بأن اليونيفيل ‏نفذت تفويضها بنجاح منذ عام 2006 وسمحت بصون السلام والأمن منذ ذلك الحين، يقرر ‏السماح بخفض الحد الأقصى لعدد القوات المنصوص عليه في الفقرة 11 من القرار 1701 من ‏‏15000 جندي إلى 13000 جندي، من دون المساس بإمكان زيادة عدد القوة في المستقبل في ‏حال أوجب الوضع الأمني المتردي هذه الزيادة لتنفيذ القرارات 425 و426 و1701». وكذلك ‏أصرت واشنطن حتى بعد الظهر على خفض السقف إلى أقل من عشرة آلاف جندي.‏



الشرق الاوسط - علي بردى ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 آب 2020 07:27