26 آب 2020 | 07:31

أخبار لبنان

ماكرون ليس بوارد تأجيل زيارته إلى بيروت.. تجنباً لتداعيات سياسية ‏

كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول : ‏‎مع أن أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة لا تزال ‏تدور في حلقة مفرغة ما دام قطار التكليف لم ينطلق بسبب ‏إحجام رئيس الجمهورية ميشال عون ‏عن تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية الرئيس المكلّف ‏تشكيلها، فإن الرئيس ‏الفرنسي إيمانويل ماكرون باقٍ على التزامه بزيارة لبنان في 1 سبتمبر (أيلول) المقبل، ‏الذي ‏يتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير التي أُعلنت من دارة السفارة ‏الفرنسية في بيروت‎.‎

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر سياسية متطابقة على تواصل مع الإدارة الفرنسية المعنية ‏بالملف اللبناني، ‏بأن ماكرون ليس في وارد تأجيل زيارته الثانية للبنان، عازية الأمر إلى أن ‏مجرد تأجيلها ستترتب عليه تداعيات ‏سياسية أبرزها أن التأجيل يعني من وجهة نظر معظم ‏الأطراف المحلية، أن باريس اتخذت قرارها بوقف ‏مبادرتها‎.‎

وقالت المصادر السياسية إن باريس منزعجة إلى أقصى الحدود من استمرار المراوحة التي ‏يتحمّل مسؤوليتها ‏جميع الأطراف بلا استثناء، والتي لا تزال تتبادل تسجيل المواقف وتحاول ‏تحسين شروطها في التسوية التي تدفع ‏باتجاه طي صفحة التأزّم لمصلحة التوافق على برنامج ‏عمل يلتزم به الجميع وتتولى الحكومة الجديدة تنفيذه بلا أي ‏تردد لوقف الانهيار المالي ‏والاقتصادي، خصوصاً أنه لا مساعدات مالية ما لم تبادر القوى السياسية إلى مساعدة ‏نفسها‎.‎

واستغربت استمرار تلكؤ هذه القوى في التوصل إلى برنامج عمل متكامل تتولى الحكومة الجديدة ‏مهمة تطبيقه ‏بحذافيره، وقالت إن بعض الأطراف تتصرف كأن الزلزال الذي استهدف بيروت ‏جراء الانفجار الذي حصل ‏بالمرفأ في 4 أغسطس (آب) الحالي، لا يضعها أمام تحدّيات أبرزها ‏إعادة إعمار العاصمة‎.‎

وفي المقابل، لاحظت المصادر أن باريس مستاءة من تلكؤ بعض الأطراف وعدم مبادرتها إلى ‏توظيف الفرصة ‏التي أُتيحت لها بعودة الاهتمام الدولي بلبنان بعد انقطاع استمر لسنوات للانتقال ‏ببلدهم من مرحلة الانهيار الذي ‏أخذ يتدحرج نحو الهاوية إلى مرحلة إزالة آثار الزلزال الذي ‏أحدثه انفجار المرفأ، وصولاً إلى توفير الحلول ‏لتحقيق التعافي المالي المشروط ببرنامج ‏إصلاحي وإداري، لكنها في المقابل باتت أسيرة الارتباك الذي يُبقي لبنان ‏يدور في حلقة مفرغة‎.‎

ولفتت إلى أن الاتصالات التي أجراها ويجريها ماكرون مع الأطراف الفاعلة للتأكد من مدى ‏استعدادها لمغادرة ‏المربع الأول باتجاه السير في الخطة الإنقاذية، لم تحقق أي تقدّم بسبب إصرار ‏هذا الطرف أو ذاك على التعاطي ‏بالمفرّق مع الأفكار التي طرحها الرئيس الفرنسي، وقالت إن ‏عدوى الإرباك انتقلت إلى الفريق الفرنسي المولج ‏الملف اللبناني، كاشفة عن أن ماكرون لم ‏يصمد أمام الأفكار التي طرحها على القيادات التي التقاها في "قصر ‏الصنوبر‎".‎

وأكدت هذه المصادر أن ماكرون طرح في اتصالاته بأبرز المكوّنات اللبنانية، أكثر من فكرة، ‏وأن بعضها على ‏تناقض مع الآخر، وقالت إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لا يهوى التدخل ‏في عملية تشكيل الحكومة؛ لكنه ‏اضطر للدخول على خط المشاورات التي تعهد بها الرئيس عون ‏بعد أن اصطدمت بحائط مسدود لغياب أبرز ‏المكوّنات عنها والتي لم تقتصر على قيادات "14 ‏آذار" سابقاً، وإنما انسحبت على زعيم "تيار المردة" النائب ‏السابق سليمان فرنجية‎.‎

وتوقّعت في حال أصر ماكرون على مجيئه إلى بيروت - كما يقول عدد من الوجوه السياسية ‏التي تتواصل ‏باستمرار مع مستشار الرئيس الفرنسي، سفير فرنسا السابق لدى لبنان إيمانويل ‏بون - فإن هدفه الأول من عودته ‏إلى بيروت سيكون حضور الاحتفال الذي يقام لمناسبة الذكرى ‏المئوية لولادة لبنان الكبير‎.‎

وقالت إن ماكرون سيلقي خطاباً بهذه المناسبة يلفت فيه إلى دور فرنسا في ولادة لبنان الكبير من ‏دون أن يخفي ‏مخاوفه من تجزئته إلى لبنان غير الذي تأسّس انطلاقاً من جبل لبنان، وسألت عن ‏مدى استعداد الأطراف للإفادة ‏من الوقت المتبقي الذي يسبق زيارته وتبادر فوراً إلى تهيئة ‏الأجواء وتوفير الشروط لإخراج عملية تأليف ‏الحكومة من التأزم، خصوصاً أن الذين التقاهم في ‏‏"قصر الصنوبر" لم يغادروا متاريسهم السياسية للقاء بعضهم ‏بعضاً في منتصف الطريق‎.‎

إلى ذلك، قالت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة إن بري باقٍ على موقفه بإطفاء محركاته ‏ولم تنجح ‏الاتصالات لإقناعه بإعادة تشغيلها أو باستضافته مجدداً للقاء الذي جمعه برئيس "التيار ‏الوطني الحر" جبران ‏باسيل في حضور المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل ‏والخليل الآخر النائب علي حسن ‏خليل‎.‎




الشرق الاوسط

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 آب 2020 07:31