خاص- " مستقبل ويب"
النهار
الحكم: إدانة الرأس المنفذ وكشف المؤامرة السياسية
الجمهورية
العدالة لرفيق الحريري تعبر هادئة..
وسعي فرنسيّ لتأليف حكومي قبل عودة ماكرون
اللواء
الحريري يقبل حكم المحكمة: على حزب الله التعاون
إدانة سليم عياش.. وري لا يستبعد الدوافع السياسية لسوريا والحزب
نداء الوطن
المحكمة وثّقت الأبعاد السياسية لجريمة 14 شباط... والحريري: لا تضحية بعد اليوم
الحقيقة "المُرّة": "حزب الله" مُدان وقرينة البراءة "تسليم سليم"
الأخبار
منتهية الصلاحية
الشرق الأوسط
محكمة الحريري تدين أحد قياديي "حزب الله"
شددت على الطابع السياسي للجريمة... وبرأت 3 آخرين لنقص الأدلة... وسعد الحريري يقبل بالحكم
الشرق
المحكمة غير المسيّسة تكذّب "حزب الله".. وتدينه قضائياً
الديار
المحكمة الدولية تدّعي على 4 متهمين وتبرئ ثلاثة وتتّهم عياش
لا أدلة واثباتات على الجهة التي وجّهت الأوامر لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
-----------------
الحريري: لا احد أكبر من العدالة
توقفت الصحف عند موقف الرئيس سعد الحريري من حكم المحكمة الخاصة بلبنان والذي اتسم، بحسب "النهار"، بأهمية مزدوجة . فمن جهة تبنى الحريري الحكم واعلن قبوله واضعاً حداً فورياً للشكوك حتى تلك التي انطلقت من جهة مؤيدي المحكمة، ومن جهة مقابلة ادرج الحكم في الخانة الموضوعية المطلقة التي جعلته الأول من نوعه في تاريخ الاغتيالات وانطلق منه ليسلط الضوء على مسؤولية "حزب الله " في تسليم المدان في صفوفه.
واعلن الحريري من امام مقر المحكمة في لاهاي:
• باسم عائلته وباسم جميع الشهداء نقبل حكم المحكمة ونريد تنفيذ العدالة.
• بوضوح لا تنازل عن حق الدم الحقيقة عرفناها اليوم وتبقى العدالة التي ستنفذ مهما طال الزمن.
• بفضل المحكمة الخاصة بلبنان وللمرة الأولى في تاريخ الاغتيالات السياسية العديدة التي شهدها لبنان عرف اللبنانيون الحقيقة.
• اهمية هذه اللحظة التاريخية هي الرسالة للذين ارتكبوا هذه الجريمة الإرهابية وللمخططين وراءهم بان زمن استخدام الجريمة في السياسة من دون عقاب ومن دون ثمن انتهى .
• اللبنانيون لن يقبلوا بعد اليوم ان يكون وطنهم مرتعا للقتلة أو ملجأ للهروب من العقاب.
• لا يتوقع احد منا بعد اليوم أي تضحية والمطلوب منه ان يضحي اليوم هو "حزب الله" الذي صار واضحا ان شبكة التنفيذ من صفوفه وهم يعتقدون انه لهذا السبب لن تمسكهم العدالة ولن ينفذ فيهم القصاص.
• من لا ثقة له بالمحكمة أصبحت له اليوم ثقة كبيرة .
• هذه اللحظة تذكرنا انه مهما حصل، نبقى عائلة واحدة، وجعنا واحد، وقلبنا واحد.
• لا احد أكبر من قرار اللبنانيين للحقيقة والعدالة، ولا احد أكبر من العدالة.
وبدا لافتاً للصحف جواب الحريري رداً على سؤال عما إذا بقي "حزب الله" رافضاً تسليم عياش إلى العدالة، حين قال: "إذا كنا نريد العيش المشترك، فعلى كل فريق أن يعترف بأخطائه ولا يمكن للبلد أن ينهض إذا كان كل شخص سيكذب على الآخر".
وفي حديث الى محطة "العربية " طالب الحريري "حزب الله بتسليم المدان سليم عياش الى المحكمة الخاصة بلبنان وهذا مطلبنا ولن نتراجع عنه ونقطة على السطر. وحزب الله يعرف ان جريمة اغتيال رفيق الحريري تقع عليه ".
ولفت مجددا الى ان "المحكمة عرضت الجو السياسي الذي سبق الاغتيال لجهة تحريض النظام السوري على رفيق الحريري، مذكراً بان المحكمة اشارت الى ان قرار الاغتيال اتخذ بعد اجتماع قيادات المعارضة في البريستول الذي شارك فيه رفيق الحريري حيث طالب بوقف التدخل السوري في لبنان .
ولاحظت "نداء الوطن" أن كلمة الحريري وازنت في مضامينها بين التشديد على قبول حكم المحكمة وعدم التفريط بحق الشهداء في تنفيذ العدالة والقصاص العادل للمجرمين.
"نداء الوطن": الحريري بعد الحكم... خطاب منزوع فتيل التفجير
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": الحريري بعد الحكم... خطاب منزوع فتيل التفجير
بشيء من الاقتضاب والتمسك بالثوابت، كان تعليق رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري على قرار غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. خطاب انتظره مؤيدو الرجل أكثر من خمسة عشر عاماً نتيجة المسار الطويل الذي فرضه المسار القضائي، ليعلن انّ الحقيقة باتت واضحة وجلية، والآن صار دور احقاق العدالة. خطاب متوقع منزوع منه فتيل التفجير. اختار نجل الشهيد ألا يغرق في المماحكات الداخلية والخصومات المتوارثة وقرر السير على ضفاف الاصطفاف السياسي. ويعتبر "الحريريون" أنّ خلاصة الحكم تثبت أنّ المحكمة غير مسيسة وأنّ كل الاتهامات التي سيقت بحقها لم تكن بمحلها. وهذا ما يرفع من شأن القرار الصادر عنها، ويعيد كرة المسؤولية إلى ملعب "حزب الله" لتسليم المدان بعدما جرى سابقاً وصف المتهمين بالقديسين. ولذا يرى هؤلاء أنّ دعوة الحريري "حزب الله" إلى التضحية، يقصد بها تسليم سليم عياش لتأمين الاستقرار وسحب فتيل التوتر من الشارع، خصوصاً وأنّ "تيار المستقبل" يقوم بدوره في محاصرة الفتنة على أكمل وجه، ويفترض بـ"حزب الله" أن يبادر الى تحصين الوضع الداخلي ومنع العابثين بالأمن من اللعب بالماء العكر، من خلال الاستجابة للحكم الصادر عن المحكمة الدولية، بانتظار جلسة اعلان العقوبات. وفي السياق عينه، ثمة من يعتبر أنّ هذه الدعوة من جانب الحريري تتجاوز مقتضيات الحكم، إلى مستوى العلاقة مع "حزب الله"، مشيرين إلى أنّ الأخير يعرف جيداً كيف تكون ترجمة هذه الدعوة الموجهة من رئيس "تيار المستقبل" بالتضحية! في الخلاصة، تجنّب الحريري نبرة المواجهة. راح صوب العموميات والثوابت. ترك للعلاقة مع "حزب الله" مطرحاً ولذا لم يتبن النظرية غير المثبتة بالبراهين، التي تربط سليم عياش بـ"حزب الله" وبكونه لا يمكن أن يقوم بعملية بهذا الحجم من تلقاء ذاته، رغم التسليم بأنّ عياش قائد عسكري في "الحزب"، وفي ضوء الاقرار أنّ الجريمة ارتكبت لأسباب سياسية واضحة. يقول "الحريريون" إنّ الهدف هو احقاق العدالة، لأن الثأر هو أهون الشرور وأكثرها كسباً في الشارع. لكن الحريري يريد حماية السلم الأهلي ولذا يطالب "حزب الله" بمبادلته بالمثل.
الحكم: إدانة الرأس المنفذ وكشف المؤامرة السياسية
توقفت الصحف عند إعلان رئيس غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي دايفيد ري أن "سليم عياش مذنب بارتكاب عمل ارهابي عبر أداة متفجرة وقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري عمدا أما المتهمون الثلاثة الباقون (حسن مرعي وحسين عنيسي وأسد صبرا) فغير مذنبين في ما يتعلق بجميع التهم المسندة اليهم".
لاحظت "النهار" أن اللبنانيين جميعا لا يعرفون الا قضاء مسيساً يخضعه السياسيون وأهل السلطة للمداخلات المتنوعة والمعروفة، لذلك كان من الصعب عليهم الى أي جهة انتموا ان يستوعبوا بسهولة الحكم الذي أصدرته امس المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه بعد 15 عاما من الجريمة.
وأشارت إلى أن المؤيدين بقوة للمحكمة الدولية احبطهم حكما برأ ثلاثة من المتهمين الأربعة من "حزب الله" وحصر الإدانة برأس الشبكة المنفذة سليم عياش بالإضافة الى تثبيت عدم ادانة قيادة "حزب الله" والنظام السوري، فيما الرافضون للمحكمة فوجئوا باسقاط نمط اتهامي تخويني دأبوا عليه منذ انشاء المحكمة واتهامها بالتسييس ومجاراة أعداء المحور الممانع لإلصاق تهمة الانحياز بها. بذلك جاءت المفاجأة الكبيرة المزدوجة في مضمون الحكم وحيثياته لتسبغ صدقية على المحكمة وتمنحها سمة الاستقلالية والتحلي بمعايير المهنية الدولية العالية بدليل انها اثبتت الإدانة للرأس المنفذ والمحرك للشبكة فيما لم تدن الثلاثة الاخرين لعدم كفاية الدليل فقط.
ولفتت إلى أن الأهم في الوقائع الطويلة والتفصيلية للحكم انها لم تخف اطلاقا الارتباط الضمني والمضمر بين شبكة التنفيذ وعلى رأسها سليم عياش في مؤامرة الاغتيال التي دبرت للحريري بـ"حزب الله " والنظام السوري من خلال ابراز وتأكيد عامل المصلحة والإفادة لديهما من اغتيال الحريري.
حيثيات القرار
وشرحت الصحف أن الحكم أورد كل الحيثيات المتعلقة بمصطفى بدر الدين القائد العسكري في "حزب الله " الذي اغتيل في سوريا لجهة تورطه أساساً في التخطيط لاغتيال الحريري، الا ان التحقيق لم يتمكن من الحصول من الأدلة التي تفسح للإدانة المباشرة. ومن الواضح تماما ان الأهمية الكبيرة بل التاريخية لهذا الحكم تأتي من كونه الحكم الأول من نوعه في تاريخ الاغتيالات السياسية في لبنان بمعايير العدالة والقضاء الدوليين. وقد دامت المحكمة سليم عياش بمجموعة جرائم ابرزها ارتكاب عمل إرهابي وقتل الحريري عمدا بمتفجرة وقتل 21 شخصا آخر عمدا ومحاولة قتل 226 شخصا. اما المتهمون الثلاثة الآخرون حسين عنيسي وأسد صبرا وحسن مرعي، فوجدت المحكمة انهم غير مذنبين في ما يتعلق بالاتهامات المسندة اليهم نظرا الى عدم كفاية الدليل. ولكن المحكمة لم تغفل ان عباس بدر الدين هو من خطط لعملية الاغتيال. ومع ان قانون تأسيس المحكمة لا يتضمن صلاحيتها في توجيه الاتهام الى حزب او دولة الا ان الحكم اكد من خلال إيراده للظروف والحيثيات التي أدت الى عملية الاغتيال ان " حزب الله " وسوريا استفادا من اغتيال الحريري. ولعل ابرز ما تضمنته الحيثيات في ايراد الدوافع لاغتيال سياسي كما أكده الحكم هو ان قرار الاغتيال جاء بعد الاجتماع الثالث في البريستول لقوى المعارضة للهيمنة السورية بحضور الحريري الذي طالب بانسحاب سوريا من لبنان.
وأشارت الصحف إلى أن القاضي ديفيد ري قال إن "المحكمة ترى أن سوريا وحزب الله ربما كانت لهما دوافع للقضاء على السيد الحريري وحلفائه السياسيين، لكن ليس هناك دليل على أن قيادة حزب الله كان لها أي دور في اغتيال السيد الحريري وليس هناك دليل مباشر على ضلوع سوريا في الأمر".
ولفتت مصادر قانونية لـ"نداء الوطن" إلى أن خلاصة الحكم في جوهره أنّ المحكمة الدولية أقرت في قرارها أنّ الجريمة سياسية بامتياز، وبما أنه من المعروف للجميع أن المدان فيها ينتمي إلى جهة حزبية وسياسية محددة وثبت ارتكابه للجريمة... هل يبقى مهماً بعدها إذا كانت الإدانة تطال شخصاً أو اثنين أو أكثر من المنتمين إلى هذه الجهة لتكون مسؤولة سياسياً عن الجريمة؟".
وتعليقاً على وقائع المحكمة، قال المحامي الفرنسي فنسان كورسيل لابروس، المكلَّف بالدفاع عن مصالح حسين عنيسي، في اتصال مع "الأخبار"، إن "تبرئة عنيسي هي قرار انتظرتُه منذ عشر سنوات. لقد قلنا منذ البداية إن ملف الادعاء فارغ، وإن ما يُسمى الأدلة الهاتفية هي تقديرات تستند إلى بيانات غير موثوقة"، مُستغرباً طتضييع كل هذه السنوات على مثل هذه المادة الضعيفة، وجرى توظيف عشرات المحققين للعمل عليها". وسأل كورسيل لابروس: "ما رأيكم الآن بالأموال التي أنفقت على هذه المحكمة؟"
"النهار": مكسب تاريخي... بلا أوهام!
كتب نبيل بو منصف في "النهار": مكسب تاريخي... بلا أوهام!
صدر بالأمس الحكم على قتلة الحريري بعد 15 عاما من الجريمة من دون مفاجآت. صحيح. لكن الأصح ان الحكم لا يشكل فقط إعادة اعتبار نادرة وخارقة للعدالة الحقيقية التي قد لا تتكرر بسهولة اطلاقا في المستقبل القريب او البعيد، بل شكل الإدانة التاريخية الأقسى للدولة اللبنانية الفاشلة التي لم تتوقف ادانتها أصلا في الانهيارات التسلسلية التي تعاقبت منذ خريف العام الماضي على نحو مذهل ومتسارع، بل لم تشأ الا تتويج تقدمها الى رأس لائحة الدول الفاشلة في العالم بانفجار المرفأ قبل أسبوعين. ندرك تماما وسلفا ان أي رهان على ان يترك حكم المحكمة الخاصة بلبنان في اغتيال رفيق الحريري أثراً في تبديل سلوكيات "حزب الله" وسياساته واستراتيجياته هو الوهم بذاته، ولا داعي للثرثرة السياسية والإعلامية الفارغة في هذا الاتجاه ما دام الحزب لم يوفر وسيلة في الحرب على المحكمة وفريق 14 آذار الذي كان وراء إنشائها إلا واستعملها. لذا وتوفيراً للوقت والجهد وتجنب التجارب العبثية والعقيمة المعروفة النتائج سلفا، يتعين توظيف الوهج الضخم الذي سيحدثه الحكم في قضية اغتيال الحريري في الجدل السياسي الداخلي - الخارجي المتفاعل بقوة كبيرة منذ انفجار 4 آب لجهة عدم التسليم اطلاقا لتحقيق لا يرقى الى مستوى تحقيق دولي مهما كانت الظروف التي ستتلاعب عبرها سلطة 8 آذار، وضمناً العهد طبعا، لان ذلك سيوفر لهذه السلطة تفريغ حكم الحريري من مفاعيله التي يجب توظيفها على رؤوس الأشهاد. هذه الدولة الفاشلة عجزت وتواطأت وتآمرت وتجاهلت وطمست عشرات جرائم الاغتيالات ولو أحيل معظمها على المجالس العدلية. لن نلجأ اطلاقا الى ما يصنفه أعداء قيام الدولة الحقيقية، مزايدات وتصفيات حسابات في إعادة إدراج لائحة شهداء ثورة الأرز وقبلهم ضحايا النظام السوري من رجالات دولة وسياسة وإعلام وصحافة، كما لن نذكّر بلوائح ألوف المخفيين والمعتقلين في سجون النظام السوري. ان حكم الحريري هو علامة زمن تصويب تاريخي ما كان ليقوم اطلاقا لو تجرؤ فئة سيادية قاتلت بعناد وعرفت كيف تنتزع هذا المكسب النادر التاريخي للعدالة، وعبثاً بغير ذلك تحصيل مكاسب إضافية، ونقطة على السطر.
"النهار": من قتل جبران؟
كتبت ميشيل تويني في "النهار": من قتل جبران؟
سليم عياش عنصر في "حزب الله" واذا لم يكن الحزب متورطا فلماذا لم يسلمه من اليوم الأول للتحقيق معه فيدان او يثبت براءته؟ السيد حسن نصرالله لم يجزم في تورط إسرائيل بانفجار بيروت لكنه رفض التحقيق الدولي. ونحن في المقابل نشكك في القضاء المحلي الذي لم يتقدم في اي جريمة طاولت الاستقلاليين، ولم تتم ادانة احد، كأنما يحصل هذا الامر خدمة لاسرائيل التي يتهمها الحزب بالجرائم لاثارة الفتنة. من قتل جبران ؟ ربما شبكة سليم عياش او عنصر اخر في "حزب الله" وربما شبكة اخرى تابعة لـ"حزب الله " اوللنظام السوري او ربما احتمالات أخرى. القاتلون كثر. هم القاضي الذي منع من التحقيق ولم يفضح المنع. قتلة جبران كل وزير ومسؤول ورجل امن قصر بواجباته واستمر في موقعه. قتلة جبران كل هذه التركيبة الفاسدة التابعة لمحاور وسفارات فهم اعداء وقتلة جبران. قتلة جبران كل من فضل المنصب والحكومات والمقاعد على تحقيق العدالة. قتلة جبران من دمروا لبنان منذ 2005 وضربوه الضربة القاضية بانفجار مرفأ بيروت. قتلة جبران كثر بأوجه واسماء مختلفة لكن طينتهم نفسها: اعداء لبنان، عملاء المحاور الخارجية الذين يتاجرون باشلائنا من اجل مصالح الدول على حساب لبنان واللبنانيين. من قتل جبران ؟ كل قريب وصديق وزميل وعدو له كان شاهدا على ما فعلوه كل هذه السنين وقبل ان يكون شاهد زور على ما يحصل. هذه التركيبة القاتلة هي التي لم تحقق بجريمة جبران والتي تقتلنا وتقتل جبران في كل يوم. لا نحتاج الى حكم لاننا نعلم من قتل جبران، ويعلمون اننا نعلم. لكن الكارثة ان يعرفوا انه في كل مرة لا تتحقق العدالة او تنفذ الاحكام يقتلوننا من جديد ويغتالون الوطن.
"النهار": حكم حرفي: القرائن تضاهي الإدانة!
كتب راجح الخوري في "النهار": حكم حرفي: القرائن تضاهي الإدانة!
من الضروري التوقف ملياً امام إعلان المحكمة ان ان عملية "اغتيال الحريري عمل سياسي إداره من كان الحريري يشكّل تهديداً لنشاطهم وان منافع إغتياله لهم أكبر من إضراره مهما بلغت" . يحب التوقف ملياً عند الحيثيات،التي تقول ان عملية إغتيال الحريري لا يمكن ان تكون بعيدة عن المواقف السياسية، وان من الضروري التوقف عند الخلفية السياسية للجريمة لفهم دوافع الاغتيال، ثم يأتي في سياق هذا السرد، ان الأدلة اثبتت سيطرة سوريا على النواحي السياسية والعسكرية والأمنية في لبنان، وان عملية الإغتيال تزامنت تقريباً مع زيارة الوزير وليد المعلم للحريري في بيروت، ثم اجتماع المعارضين اللبنانيين للهيمنة السورية في لقاء البريستول. لكن المثير والواضح ان المحكمة المحددة الصلاحية التي تبني حكمها على القرينة، والتي تلتزم قواعد الحرفية المثبتة البعيدة عن السياسة، وعن الحق في توجيه الاتهام الى حزب او دولة، لم تتردد في القول انه ربما كانت لـ "حزب الله" وسوريا دوافع لتصفية الحريري، ولكن ليس هناك من دليل على ضلوع الحزب وسوريا في عملية الإغتيال. من الضروري جداً ونحن الآن تحت هول جريمة العصر التي دمرت المرفأ ونصف بيروت، وقتلت أكثر من 200 وجرحت أكثر من خمسة آلاف وشردت مئآت الآلاف ان نتوقف بدقة امام الحيثية القرينة، التي وردت في سياق حكم المحكمة الدولية، والتي تقول ان التحقيق الذي قادته السلطات اللبنانية في البداية كان فوضوياً، وأنه تم العبث بمسرح الجريمة وان الأمن اللبناني أزال ادلّة مهمة من موقع التفجير. على كل هذا يجب ان يشكل الحكم الشديد المهنية والوضوح، بداية مرحلة العقاب الرادع للجريمة السياسية، ولبنان مفعم بدماء الشهداء الذين إغتيلوا لاسباب سياسية، والذين تنام الجرائم التي أودت بهم في ملفات المجلس العدلي .
"النهار": 18 آب يوم الحقيقة... فماذا بعدها؟
كتب مجد بو مجاهد في "النهار": 18 آب يوم الحقيقة... فماذا بعدها؟
بعد صدور حكم المحكمة بإدانة القياديّ في "حزب الله" سليم عياش في قضيّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واعلانه من قبل غرفة الدرجة الأولى مذنباً بما لا يرقى اليه الشكّ بوصفه مشاركاً في تنفيذ القتل المتعمّد، علّق عضو كتلة "المستقبل" النائب محمّد الحجّار عبر "النهار" على الحكم، في قوله إنّ "الحقيقة ظهرت وهناك شخص مدان أمامنا هو سليم عياش وله موقعه المعروف في التركيبة العسكريّة لحزب الله، ويتوجّب على الحزب أن يسلّم المدان بعمليّة الاغتيال تعزيزاً لدعائم الاستقرار". ولفت الحجّار إلى أنّ "المحكمة الدولية التزمت من الناحية القانونية بالعدالة الدولية، أمّا النقص بفهم القرار من قبل البعض أو محاولة تجييره من البعض الآخر لمصلحة الفريق المشكّك بالمحكمة، فهو تشكيك عملوا على تظهيره قبل صدور الحكم وبعده؛ لكنّ التشكيك لن ينقص من دور المحكمة أو من قرارها الواضح بعدما تعاملت مع الوقائع وأدانت شخصاً في حزب الله". في غضون ذلك، تصاعدت الأسئلة حول موضوع تشكيل حكومة جديدة في مرحلة ما بعد 18 آب. وتفيد المعطيات في هذا الإطار، بأنّ القوى السياسيّة لم تقارب حتى اللحظة أيّ تفصيل جديّ أو معمّق في الموضوع الحكوميّ رغم الاختلاف الجوهريّ الظاهر إلى العلن بين الأقطاب الرئيسيين في شكل الحكومة المراد تشكيلها؛ إلّا أن ما تؤكّده أوساط سياسيّة مواكبة لـ"النهار" هو أنّ كلّ المواقف المتداولة في موضوع الحكومة المرتقبة تصب في خانة تعبئة الوقت الضائع الذي يبدو أنه سيكون طويلاً في ظلّ غياب الانقشاع الحكوميّ على الصّعد المحلية والدوليّة على حدٍّ سواء. وتشير المعطيات إلى أن اللقاءات السياسية التي حصلت في الأيام الأخيرة على خطّ "بيت الوسط" - كليمنصو - عين التينة، لم تبحث معمّقاً في الموضوع الحكوميّ باعتبار أن الأقطاب يدركون تماماً بأن هذا الموضوع "مطوِّل" ولا يزال سابقاً لأوانه ومن المبكر التشاور في أسماء وحقائب. وتتمثّل الخلاصة المسطّرة في الصالونات السياسية بأنّ مرحلة ما بعد الثامن عشر من آب لن تكون كما قبلها على غير صعيد، بما في ذلك الملف الحكومي.
"النهار": حُكم المحكمة ومسؤولية "حزب الله"
كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": حُكم المحكمة ومسؤولية "حزب الله"
كان تزامن الانفجار الهائل في المرفأ مع موعد النطق بالحكم وضع اللبنانيين أمام مشهدين مترابطين الى حدٍّ كبير: حفرة انفجار 2005 دفنت حلم السلام والإعمار مع الرئيس الشهيد، والحفرة الأكبر في المرفأ تبدو كأنها استكمال للمشروع الجهنمي نفسه الذي بات يطمح الى دفن لبنان نفسه. يضاف أيضاً الجدل على محلية التحقيق ودوليته، وعلى مسؤولية الفساد والإهمال وإسرائيل، لكن يُراد كذلك إبعاد أي مسؤولية عن "نظام حزب الله" الذي عمّم الفساد ليحمي تسلّطه على المنافذ الحدودية واختراقه للمؤسسات كافة. يرتضي ضحايا الاغتيال "الحقيقة" المختزلة التي كشفتها المحكمة الدولية، فقط من أجل العيش والتعايش، لكن القاتل يعاود العربدة لأن كلّ ما فعله منذ موافقته على تنفيذ الجريمة كان يستهدف تحديداً هذا التعايش، وقد أتبعها باستباحة بيروت للاستقواء وباستغلال دمار حرب 2006 للتسلّط وبسفك دماء اللبنانيين والسوريين وغيرهم للاستكبار. القاتل يبحث عن مكافأة على الاغتيال وما تبعه من جرائم ولا يرضى بأقلّ من تغيير صيغة النظام وميثاق التعايش ليتمكّن من حماية روايته الملفقة للحقيقة. صحيح أن اللبنانيين العابرين للطوائف لم ينتظروا حكم المحكمة في الاغتيال، لكن الحكم أصبح وثيقة تاريخية حتى لو تضمّنت القليل مما في وجدانهم، وستبقى حاضرة على الدوام في يوميات التعايش الى أن يقدِم "الحزب" أو فلوله يوماً على الاعتذار من اللبنانيين جميعاً، وهذا أضعف الايمان.
"الاخبار": محكمة منتهية الصلاحية!
كتب حسن عليق في "الاخبار": محكمة منتهية الصلاحية!
إنها محكمة من أصحاب السوابق. المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تحمل سجّلاً عدلياً غير نظيف. هي المرة الاولى في تاريخ العالم الغربي التي تُصدر فيها محكمة دولية حكما غيابياً، بإدانة شخص، من دون أي دليل: لا تسجيل فيديو، لا تسجيل صوتياً، لا تسجيل مكالمة، لا شاهد يقول رأيت، ولا شاهد يقول سمعت. لا تحويل مالي. هي محكمة التجهيل: دافع الجريمة مجهول. المخطط مجهول (المحكمة قالت إنها لم تقتنع بأنه الشهيد مصطفى بدرالدين). اشترى أداة الجريمة (الشاحنة) مجهولان، فخّخها مجهولون في مكان مجهول، واتوا بالمتفجرات من مكان مجهول. سجّل مجهولون شريط احمد أبو عدس لتلفيق تبنّي العملية، في مكان مجهول. وأبو عدس مجهول المصير. من وضعوا شريط أبو عدس فوق شجرة قرب مبنى الاسكوا في وسط بيروت مجهولون. ومن راقبوا الشجرة مجهولون. ومن اتصل بقناة الجزيرة ووكالة رويترز لتبني العملية مجهول أيضاً. الانتحاري الذي فجّر نفسه في موكب الحريري مجهول. والأفراد الثمانية الذين نفذوا الجريمة يوم 14 شباط 2005، لا يزالون مجهولين. ما ذكره رئيس المحكمة عند إعلانه الحكم امس، عن الاجواء السياسية السابقة للاغتيال، يبدو مقتبساً من البيانات الأسبوعية للامانة العامة المندثرة لقوى 14 آذار. أصدرت المحكمة حكماً بإدانة عياش، وبرأت ثلاثة متهمين آخرين (أسد صبرا وحسين عنيسي وحسن مرعي)، كما برأت المتهم السابق الشهيد مصطفى بدرالدين، رغم أن أصول العمل القضائي الدولي تمنع أي إدانة او تبرئة لمتهين احتفظوا بقرينة البراءة بالوفاة. كل إفادات الشهود المتعلقة بهم أسقِطَت بالضربة القاضية. إدانتهم كانت فضيحة الفضائح، فاستعاضت المحكمة عنها ببراءة تدفع بها عن نفسها تهمة التسييس. صرف المحققون والقضاة والمستشارون والمحامون 15 سنة ونحو مليار دولار، ليبنوا حكمهم على دليل ظرفي كان محققو مخابرات الجيش اللبناني، ولاحقا محققو فرع المعلومات، قد اعدوه كما قرأه علينا امس قضاة المحكمة... من دون اي اضافة! اذا كان لبنان قد قبِل بهذه المسرحية، فهذا يعني ان القضاة والمحققين والمحامين سيسعون الى تقديم عروض جديدة لأطول فترة ممكنة، لإدامة فرص عملهم ورواتبهم، في واحدة من المؤسسات الدولية المنتهية الصلاحية.
"الاخبار": خيبة أمل 14 آذار
أتى قرار المحكمة الدولية مخيّبا لقوى 14 آذار التي ظنت أن موعد النطق بالحكم سيكون مناسبة لنفض الغبار عنها واعادتها الى دائرة الضوء السياسية. ففيما، جاء موقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هادئا ومتزنا، بدأت حفلة المزايدات وكيل الاتهامات لحزب الله الذي لم تتهمه المحكمة نفسها! انتظر ثوار الأرز حكما يرضي احقادهم ويمهد لفتنة داخلية وحرب أهلية جديدة؛ ولما لم يتناسب مع مخططاتهم، عمدوا الى تحوير العبارات وتفسيرها كما يشاؤون. الواضح أن الحقيقة التي اختبأ خلفها دعاة الاستقلال، كانت مجرد شماعة لتحقيق مآرب شخصية وتصفية حسابات سياسية. فقد اعتبر النائب السابق مصطفى علوش أن هناك نوعاً من خيبة الأمل، لا يمكن أن يكون إتهام المحكمة الدولية التي تحقق باغتيال الرئيس الحريري محصورا بالمتهمين الـ4 الذين هم على قيد الحياة فقط، وهم عناصر في حزب الله. على نسق علوش، قال النائب سمير الجسر: «يمكن أن يكون للناس خيبة أمل من الجانبين وليس من جانب جمهور تيار المستقبل فحسب، لكن بعض الناس رحبت بالحكم. الخيبة عبّرت عنها أيضاً الوزيرة السابقة مي شدياق بالقول ان القرار خيّب ظني! ورغم أن المحكمة لم تدن حزب الله أصر النائب السابق أحمد فتفت على الافتاء بنفسه: المحكمة أدانت سليم عياش الذي ينتمي إلى حزب الله، وهناك ادانة لحزب الله عمليا لأن سليم عياش من صفوفه. أما الوزير السابق بطرس حرب فذهب أبعد من زملائه في انتقاد أداء المحكمة التي خرجت عن صلاحياتها بإعطاء بعض الجهات والدول البراءة في وقت ليس هذا دورها، معتبرا أن عياش لا يستطيع أن يقوم بهذا التفجير لوحده، بل يحتاج إلى فريق كبير، والحكم ما هو الا تعزية للبنانيين الذين دفعوا 900 مليون دولار للمحكمة. ولم يخجل حرب من القول إن المحكمة برأت الجهات التي نشك سياسيا بضلوعها في الاغتيال. خيبة أمل النائب السابق فارس سعيد دفعته الى تفسير الحكم الى جماهيره: الى المواطنين، المحكمة الدولية تبرز أدلة ولا تتهم أحزاباً وأنظمة. ترفع حكمها الى مجلس الأمن الذي بدوره يربط الأمور ويتكلم سياسة.
"الاخبار": mtv تستميت من أجل الفتنة... والإعلام الخليجي يجرّ ذيول الخيبة
كتبت زينب حاوي في "الاخبار": mtv تستميت من أجل الفتنة... والإعلام الخليجي يجرّ ذيول الخيبة
كالصاعقة، نزل القرار النهائي المتعلق بـالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بعد إدانتها شخصاً واحداً (سليم عيّاش) وتبرئتها للبقية الذين ظلت صورهم وأسماؤهم محطّ تداول وتشفٍّ طيلة ما يقارب تسع سنوات. قرار صدر بعد 15 عاماً من إنشاء المحكمة واغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري، وكان يعتقد أن صدوره سيحدث هزّة جديدة ستطال شظاياها المكونات اللبنانية، سيما بعد تزامنه مع تفجير المرفأ وما رافقه من بروباغندا واضحة المعالم في التسييس وتحميل طرف لبناني المسؤولية. منذ ساعات الصباح الأولى، انبرت القنوات اللبنانية أمس، ما خلا المنار و nbn، إلى مواكبة جلسات المحكمة، التي امتدت على أكثر من أربع ساعات، وبعضها خصص تغطية إخبارية وتحليلية مباشرة، ووسم الشاشة بعبارات «العدالة» كما فعلت mtv، التي دمغت عبارة يوم العدالة على يسار شاشتها. وبعد مرور عام على إقفالها، انبعثت المستقبل من جديد، وعادت استديواتها الى العمل، واستضافة الوجوه السياسية، مع تصدر شاشتها شعار: «العدالة لأجل لبنان». هذه القنوات وغيرها أعدّت العدّة جيداً، لما كان متوقعاً صدوره، من إدانة لعناصر وقياديين من حزب الله، حتى إن بعض الوجوه التي خرجت على الشاشة، غابت لدهر ثم عاودت الظهور، كاستعانة mtv بفارس خشان، في نشرتها المسائية، أو تنقل الصحافي علي حمادة من قناة الى أخرى، من دون استراحة، عدا باقي الضيوف المندرجين ضمن صفوف الرابع عشر من آذار. لكن كما يقول المثل: حسابات الحقل لا تنطبق على حسابات البيدر. مرة أخرى، خاب ظنّ بعض وسائل الإعلام، في تأجيج الفتنة الأهلية، لما لاقته من عقلانية في الشارع، رغم عدم رضى كثيرين عن القرار أو حتى السخرية منه. خليجياً، انسحبت ذيول الخيبة على منصاتها، بعدما أعدّ بعضهم عدّته للمواجهة. ومع هذه الخيبة ظلت العربية مثلاً، تصرّ على إقحام حزب الله في الجريمة، علماً بأن المحكمة لم تشر الى ذلك. وكررت القناة مرات عديدة ما قاله الحريري في لاهاي، عن ضرورة تضحية حزب الله بعدما اتضح أن المتورطين في الاغتيال من صفوفه، كما حديثه لصحيفة تيلغراف البريطانية عندما قال إن لبنان دفع ثمناً باهظاً بسبب أفعال حزب الله الذي لم يجلب للبنانيين سوى الحرب والعقوبات والمعاناة.
"نداء الوطن": "الأثر الأخدودي" السياسي للإغتيال
كتب وليد شقير في "نداء الوطن": "الأثر الأخدودي" السياسي للإغتيال
تحدث قرار المحكمة الدولية عن "الأثر الأخدودي" لانفجار 14 شباط 2005، جراء انعكاسات ضغطه وعصفه من جدران الأبنية المحيطة، لشرح أسباب سقوط الكثير من الضحايا والدمار، فيما المستهدف من ورائه اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أصلاً قضت التسوية التي تم التوصل إليها في مجلس الأمن عند التصويت على القرار الدولي 1757 لإنشاء المحكمة بأكثرية 9 أصوات، وامتناع ست دول عن التصويت، الأخذ باشتراط روسيا ألا تشمل المحاكمة رؤساء دول وأحزاباً وجمعيات، كي تقبل بتمريره ولا تستخدم الفيتو ضده. فموسكو لم تكن متحمسة للمحكمة، وحين اضطرت لمراعاة الإصرار عليها من قبل دول عربية رئيسة مثل السعودية ومصر، سعت إلى التخفيف من الآثار السياسية الإقليمية لما يمكن أن تتوصل إليه. ومع ذلك فإن سرد الحكم للوقائع السياسية تحت عنوان "الخلفية التاريخية السياسية" لم يترك مجالاً للشك حول تحديد الهوية السياسية للجهات التي اتخذت القرار بالجريمة، مع إشارة نص الحكم إلى معرفة هذه الجهات عند اتخاذها قرارها، بأنها احتسبت أن "المنافع من الاغتيال أكثر من الأضرار"، وأن للجريمة ارتدادات لبنانية داخلية وإقليمية كبرى. ما زال لبنان والمنطقة يعيشان "الأثر الأخدودي" للجريمة على الصعيد السياسي. فارتداداتها العميقة فعلت فعلها في الإقليم وفي البلد وأعقبتها الشقوق الطويلة والعميقة في الجسم اللبناني. والنهج الذي قتل رفيق الحريري ما زال يسعى إلى صنع الوقائع السياسية بالوسائل العنفية ذاتها في أكثر من دولة، والعقل الذي أزاح شخصية بأهميته وبرمزيته، يغرز السكين على مساحات الدول لمحاولة تغيير الجغرافيا السياسية بالدماء وتهجير الملايين من البشر وهدم ما يستحيل إعادة بنائه خلال عقود ولا يأبه لانهيار لبنان. اعتبر بعض بيئة "حزب الله" أن هناك تبرئة قانونية له من جهة وأن هناك اتهاماً سياسياً من جهة ثانية. كأن المحكمة تدرك أنه يجب إعطاء فرصة للبلد المنكوب أن يتنفس، وتتيح لسعد الحريري أن يدعو "حزب الله" إلى التضحية وتقديم التنازلات بعد اليوم. تجارب السنوات الماضية لا تدل إلى توجه كهذا لدى رعاته، حتى لو تظاهر بالليونة.
"نداء الوطن": بعد حكم البداية ماذا عن الإستئناف؟
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": بعد حكم البداية ماذا عن الإستئناف؟
يؤكد المحامي جاد يوسف خليل أن المحكمة الخاصة بلبنان تطبق في الاصل القانون اللبناني على الجرائم المنصوص عليها في المادة 2 من نظامها الاساسي، وتستند المحكمة حصراً الى القانون اللبناني في ما يتعلق بالجرائم الداخلة ضمن اختصاصها، وأيضاً في ما يتعلق بأشكال المسؤولية المنصوص عليها في المادة 3 من النظام الاساسي. لافتاً الى أن ممارسة حق الاستئناف واردة بدءاً من المادة /208/ لغاية المادة 211. أما وقد حددت المحكمة ادولية تاريخ 21 أيلول لإصدار العقوبة بحق سليم عياش، وبما أن الثلاثة الآخرين صدر بحقهم حكم البراءة، فيجوز للمدعي العام إستئناف حكم البراءة الصادر عملاً بأحكام المادة 162 في غضون ثلاثين يوماً من تاريخ النطق بالحكم، أي ابتداء من اليوم، وقد بات بحكم المؤكد نية المدعي العام إستئناف حكم البراءة بحقهم وقد يستأنف حكم عياش لاحقاً إذا لم تعجبه العقوبة. و بالنسبة الى المتهم سليم عياش الذي أدين فيجب إنتظار جلسة النطق بالعقوبة حتى يتم التقدم بعدها بالإستئناف. وقد باشر فريق الدفاع عن عياش دراسة إمكانية التقدم بطلب إستئناف الحكم لأنه يعتبره حكماً ظالماً وهناك أدلة كافية تنقض السياق الذي عرضته غرفة الدرجة الأولى. وكان هذا الفريق قدم أدلة تؤكد وجود عياش في المملكة السعودية لأداء فريضة الحج العام 2005، وأنه لم يكن في طرابلس مع الجهة التي اشترت سيارة الميتسوبيشي ويعتبرون انها أدلة كافية أقوى من أدلة داتا الإتصالات، مع وجود أدلة ثانية لديه لم يتحدث عنها بعد. وبحسب المادة 178 من قواعد الإجراءات والإثبات فإن غرفة الإستئناف وحين يصلها الطلب تحدد وقتاً لتستمع الى فريق الدفاع، علماً ان مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية بدأ مراجعة دقيقة لما توصلت اليه غرفة الدرجة الأولى.
"نداء الوطن": من 2005 إلى 2020... لبنان بين الإغتيال الكبير والإنفجار الأكبر
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": من 2005 إلى 2020... لبنان بين الإغتيال الكبير والإنفجار الأكبر
يعتبر كل من عايش المرحلة الماضية أن فترة ما بعد اغتيال الحريري كانت مصيرية بالنسبة إلى لبنان ونزل الناس تحت شعارات سيادية وسياسية واضحة، أما كل ما يحصل منذ ثورة 17 تشرين وحتى اليوم فيحدث تحت عناوين مطلبية ولا توجد خريطة طريق واضحة أو قيادة موحّدة للمعارضة، كما أنّ هناك عدداً كبيراً من الأحزاب والتيارات التي خاضت معركة 14 شباط و14 آذار ينهال عليها غضب الشعب ويضعونها ضمن شعار "كلن يعني كلن". أما من الناحية الإقليمية والدولية، فإن السعودية كانت في صلب المواجهة، واحتضنت الدول الكبرى ثورة الشعب اللبناني وأيّدت مطالبه بالخروج السوري وتأليف لجنة تحقيق دولية، في وقت تُبدي الرياض اليوم عدم رغبتها في الدخول في الوحول اللبنانية وتقاطع دول عدة الحكم اللبناني لأنه يخضع لـ"حزب الله"، ومتّهم بالفساد ويعيش لبنان شبه عزلة ولا تفعل الدول الكبرى أي أمر مهمّ لتحريره من القبضة الإيرانية. أما الشيء المشترك بين العامين 2005 و2020 فهو الزخم الشعبي، فالشعب اللبناني على رغم كل الحروب والمآسي ما زال ينبض ولا يتراجع ويثور من أجل نجدة بلده ويتمسّك بالحياة ولا يأبه بوجود السلاح غير الشرعي، ومثلما نادى في العام 2005 "ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني" يردد اليوم "ما بدنا سلاح بلبنان إلا سلاح الجيش اللبناني". نجح الشعب اللبناني في الـ 2005 بإنشاء لجنة تحقيق دولية ومن ثمّ محكمة دولية بينما لا يزال يخوض اليوم معركة التحقيق الدولي في إنفجار المرفأ، لكن كل هذه الغيوم التي مرّت سابقاً وتخطّاها الشعب لا تعني أنها لن تعاود، فالعام 2020 هو عام الإنهيار الإقتصادي وسط التوقعات بألا تجد الطبقة السياسية حلولاً لكل هذه الكوارث الإقتصادية. أما سياسياً، فإن الأنظار تتوجّه إلى كيفية تعامل الرئيس سعد الحريري مع ما بعد حكم المحكمة، خصوصاً وأن هناك إستحقاقاً سياسياً ينتظره وهو تسمية رئيس حكومة جديد، وهذا الأمر يرسم خريطة تعامل الحريري مع "حزب الله". في المقابل، تتوقّع الدول الكبرى للبنان مزيداً من التراجع في حال لم يطبّق الإصلاحات أو تفك الدولة إرتباطها مع الدويلة، وأمام كل ما يحصل يبقى الترقّب سيد الموقف ولا شيء يوحي بوجود حل... أو تفجير كلّي.
"الشرق": إذا كنتم أبرياء… سلموا سليم عياش!!
كتب عوني الكعكي في "الشرق": إذا كنتم أبرياء… سلموا سليم عياش!!
قد يقول قائل: ولماذا لم تُـحَل اقضية اغتيال الحريري الى المجلس العدلي؟ أقول: القضايا التي سبقت جريمة الاغتيال وأحيلت الى المجلس العدلي، لم يتمكن المجلس العدلي من التوصل الى حكم بشأنها ووضع يده على المجرم والقاتل. ولنا في أمثلة نوردها خير دليل على ما نقول: ماذا فعل المجلس العدلي بقضية إغتيال المرحوم كمال جنبلاط؟ وما الحكم الذي توصّل إليه هذا المجلس وكشف عن مرتكب جريمة إغتيال الدكتور العلامة صبحي الصالح؟ بل ما هو الحكم الذي أتحفنا به المجلس العدلي في قضية إغتيال المغفور له المفتي الشيخ حسن خالد؟ ونعود الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وإدانة سليم جميل عياش المولود في حاروف وهو مسؤول كبير في حزب الله… أما التهم التي وجهتها له المحكمة الدولية فهي: 1– مؤامرة هدفها إرتكاب عمل إرهابي. 2– إرتكاب عمل إرهابي باستعمال أداة متفجّرة. 3– قتل الرئيس الحريري عمداً باستعمال مواد متفجّرة. 4– محاولة قتل ٢٢٦ شخصاً عمداً باستعمال مواد متفجّرة. أولاً: سليم عياش لا يزال طليقاً، وهو حوكم غيابياً فهل يسلمه الحزب؟ ثانياً: لقد كان الشهيد الكبير على صلة برستم غزالة وبوزير الخارجية السورية وليد المعلم ودفع لهما أموالاً طائلة، ما يجعل الحزب وسوريا في دائرة الإتهام ومباركة عملية الإغتيال. ثالثاً: المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لم تشر صراحة الى مشاركة الحزب وسوريا في عملية الإغتيال لأنّ سليم عياش لا يزال فاراً من وجه العدالة، فلا يمكن للمحكمة الأخذ إلاّ بمعطيات حسّية، منها اعترافه شخصياً. فلو كان عياش موجوداً أمام المحكمة لتبيّـن دور الحزب والدور السوري واضحاً في تنفيذ الجريمة. رابعاً: منذ لحظة اغتيال الشهيد الكبير، وأصابع الاتهام موجهة الى إيران وسوريا، وأنّ العملية خطط لها في طهران ودمشق، وحزب الله كان الأداة التنفيذية لجريمة الإغتيال هذه. والسؤال الأهم: هل سيستأنف قرار المحكمة؟ وهل يقدم حزب الله على التعاون مع القرار الذي صدر، فيسلّم المتهم سليم عياش الى العدالة إذا كان لا يزال على قيد الحياة؟..
"الشرق": بعد الحكم
كتب خليل الخوري في "الشرق": بعد الحكم
التعامل مع الحكم الذي أصدرته أمس (الثلاثاء الواقع فيه 18 آب 2020) المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يتمّ عندنا على قاعدة الإنقسام السياسي المعروف مع الإعتراف بما عبّر عنه المواطنون من تراجع حماستهم لهذه المحكمة. وعندما طُرح على هؤلاء بعض الأسئلة من نوع هل فوجِئت؟ راوحت أجوبتهم بين الـ نعم والـ لا، باستثناء الذين قالوا نحن نلتزم موقف الشيخ سعد قبل الحكم وبعده. وهو أنّ أهمّ ما في عمل المحكمة الدولية أنها أوقفت مسلسل الإغتيالات الجانية التي استهدفت مجموعة من الوجوه اللبنانية البارزة وفي طليعتها الشهيد الرئيس رفيق الحريري. اليوم صار الحكم نهائياً. ويبقى أن يتمّ العامل معه على هذا الأساس. مع تسجيل النقط الآتية: أولاً- الإستئناف مُتاح للفريقين: الإدعاء والدفاع. ثانياً- (واستطراداً) إنّ دور المحكمة لم ينتهِ بعد مع ما يترتّب على ذلك من نتائج قانونية وحقوقية ومالية. ثالثاً- ما هو موقف السلطة اللبنانية من تسليم المتهم سليم عياش الذي أُدينَ؟ رابعاً- من سيدفع الحقوق لأصحابها، وهم أولياء الدم أولاً، ثمّ أصحاب الحقوق المادية؟ وهذه تشكّل أموالاً هائلة. خامساً- لفَت رئيس المحكمة الذين وُجّهَت إليهم التهم ومن ثمّ جرت تبرئتهم إلى أنه يمكنهم أن يُطالبوا بالتعويضات المعنوية… وهي أيضاً ستكون بأرقام خيالية. سادساً- إنّ أهمّ ما في الأمر أنّ هناك رجلاً صابراً صامداً هو الرئيس سعد الحريري الذي أثبت اليوم، أنه يتعالى على الجراح، مهما كانت عميقة، حقناً للدماء ودرءاً للفتن.
"الشرق": خيرالله خيرالله – من اغتيال رفيق الحريري… الى اغتيال بيروت
كتب خير الله خير الله في "الشرق": خيرالله خيرالله – من اغتيال رفيق الحريري… الى اغتيال بيروت
آن أوان الانتهاء من المعادلة التي تحكّمت بلبنان في السنوات القليلة الماضية، خصوصا منذ وصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية. آن أوان ذلك في ضوء انكشاف المستور. المستور ليس الحكم في قضيّة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. صار معروفا منذ زمن طويل من خطّط لاغتيال رفيق الحريري ومن غطّى الجريمة ومن نفّذها في العام 2005. المستور هو الواقع الذي يعيشه لبنان والضربة التي تلقاها المسيحيون فيه. هؤلاء صاروا طائفة منكوبة في بلد متعدد الطوائف. لم يكتف ميشال عون بتهجير اكبر عدد من المسيحيين من لبنان في 1988 و1989 و 1990، بل جعل كلّ اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الاجتماعية شعبا فقيرا في السنة 2020.من ينقذ لبنان من المأساة التي يعاني منها؟ الجواب انّ هناك لحسن الحظّ دعوة صريحة الى الحياد الناشط للبنان صدرت عن البطريركية المارونية. لم يتردّد البطريرك الماروني في تسمية حزب الله بصفة كونه الميليشيا المسلّحة الوحيدة في لبنان. بات هناك وعي لبناني لخطورة وجود دويلة تسيطر على الدولة اللبنانية. مؤسف ان رئيس الجمهورية لا يرغب في ادراك ذلك وان جبران باسيل ما زال يعتقد ان ايران ستأتي به رئيسا للجمهورية في السنة 2022. هذا ما ظهر واضحا من خلال كلمته الأخيرة التي ركّز فيها على ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جون بايدن يتنافسان على كسب ودّ ايران بعد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني – نوفمبر المقبل! من يراهن على ايران، انّما يراهن على وهم ولا شيء آخر غير ذلك. مسكين المسيحي في لبنان اذا لم يتخلّص اليوم قبل غد من ميشال عون، من رئيس لا يعرف انّه لولا التحقيق الدولي ولولا المحكمة الدولية التي أنشئت بقرار من مجلس الامن التابع للأمم المتحدة، لما كان هناك يوم الثامن عشر من آب – أغسطس 2020 الذي حدّدت فيه المحكمة الدولية، من لاهاي من قتل رفيق الحريري ورفاقه. تكمن مأساة لبنان حاليا في انّه لا يوجد على مستوى رئاسة الجمهورية من يريد معرفة لماذا حصل تفجير ميناء بيروت ولماذا تلك الضربة التي تلقاها المسيحيون ومن اجل ماذا يستمرّ دفعهم الى الهجرة من لبنان…
"الشرق": المحكمة قالت كلمتها… ولبنان ينتظر حكومة؟!
كتب يحي جابر في "الشرق": المحكمة قالت كلمتها… ولبنان ينتظر حكومة؟!
وبعد خمسة عشر عاما على جريمة العصر، اصدرت محكمة العدل الدولية، في لاهاي، يوم امس، قرارها الذي طال انتظاره، بالجريمة النكراء التي اودت بالرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه..لا جديد يذكر في الحكم الذي صدر، وهو قابل للاستئناف… والمطلوب من الجميع احترام قرار المحكمة الدولية، المعزز بموافقات دولية وعربية ولبنانية، رغم عدم اعتراف حزب الله… واللبنانيون، على وجه العموم، يعرفون من ارتكب هذه الجريمة، واسماؤهم على كل شفة ولسان، ومن خطط لها ولأية اسباب ودوافع… وهي جريمة اصابت لبنان في الصميم، وتركت تداعيات بالغة الخطورة، على امتداد السنوات الماضية… ويسجل لعائلة الرئيس الشهيد هذا الصبر غير المسبوق، المشفوع بوعي وطني بالغ الاهمية، من اجل تجنيب لبنان وشعبه، المزيد من المآسي والويلات والمصائب المتراكمة، وعلى كل المستويات…من اسف ان عديدين يأخذون على حزب الله انه لم يتعاط مع هذه القضية الوطنية، كما يجب، ولم يسهل وصول البلد الى بر الامان بتسليم المتهمين بارتكاب الجريمة (سليم عياش، حسين مرعي، حسين عنيسي، واسد صبرا) ليوفر على البلد المزيد من الاحراجات والمرارات والالام… وكان امين عام الحزب، السيد حسن نصرالله، استبق صدور الحكم، معلنا ان الحزب ليس معنيا بهذا الحكم… ونحن متمسكون ببراءة اخواننا… من دون ان يعلن كيف تثبت هذه البراءة…؟!
ليس من شك في ان السكوت عن جريمة العصر، تماما كما السكوت عن جريمة ٤ اب التي استهدفت مرفأ ست الدنيا – بيروت وتمددت اضرارها وفظائعها الى سائر الجوار، ليس مقبولا، وليس جائزا… الرئيس نبيه بري متمسك بتسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، بالتكافل والتضامن مع كتلة الوفاء للمقاومة على ان لا تكون الحكومة حيادية، ولا مستقلة ولا تكنو قراط.. ولا تستثني احدا، وبأقصى سرعة… معتبرا ان كل الاجواء التي صدرت عن نجلي الرئيس الشهيد (سعد وبهاء)، هي ايجابية، وتبعد شبح الفتنة والمزيد من التأجيج..
"الانوار": بعدما انكشفتْ كل الأوراقِ.. ماذا بعد 18 آب ؟ وإلى أين ؟
كتبت الهام فريحة في "الانوار": بعدما انكشفتْ كل الأوراقِ.. ماذا بعد 18 آب ؟ وإلى أين ؟
4 آب 2020 ، هذا التاريخ هو تاريخ الزلزال الذي ضرب المرفأ ونصف العاصمة تقريباً :الخطورةُ في هذا الملف أنه إذا انشغلت الدولُ الداعمة بملفاتها او بملفاتٍ أخرى، فهذا يعني أن على لبنان أن يُقلِع شوكهُ بيديه ... ولكن كيف سيتمكن لبنان من أن يُقلع شوكه بيديه ؟ والكلفةُ تصل إلى نحو اربعين مليار دولار .لقد تعلمنا في لبنان أن وعودَ بعض المساعدات تبدأ كبيرةً ثم تصغرُ تدريجاً، فإذا حصل هذا الأمر هذه المرة ، فعندها " على لبنان السلام " فهذا البلدُ بحاجةً فوريةً إلى أربعين مليار دولار لخمسين الف عائلة لأعادة بناء منازلها المدمرة أو المتضررة ... كما البلدُ بحاجةٍ إلى إعادة بناء المرفأ .لا عودة إلى الوضع الطبيعي من دون إعادةِ إعمار الأشرفية والجميزة ومار مخايل وبرج حمود والمرفأ. وكذلك لا إمكانية لإعادةِ الإعمار في ظل غياب الأموال والمساعدات ! مَن يحلُ هذه المعضلة ؟ اما صدور الحكم عن المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهو اثباتُ ما كان يعرفه الجميع. وتعود بنا الذاكرة الى الصحافي الكبير بوب وودوارد في الواشنطن بوست بعد فضحه لعملية ووترغيت، واستطراداً استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون. لقد سُئل حينذاك بوب وودوارد: كيف عملتَ على هذه القضيةِ؟ فاجاب: ثبتُّ ما يعرفهُ الشعبُ الاميركي.
"الشرق الاوسط": اغتيال الحريري مدخل حروب إيران
كتب عبد الرحمن الراشد في "الشرق الاوسط": اغتيال الحريري مدخل حروب إيران
اغتيال رفيق الحريري وبقية القيادات السياسية والأمنية والفكرية اللبنانية لم يكن سوى فصل واحد في الحرب مع إيران. ومع أن المحكمة الدولية، بالقليل الممنوح لها من صلاحيات، وأمام التهديدات التي طالت محققيها الدوليين، وتخريب مسرح الجريمة، فإنها حكمت بما يعرفه العالم، «حزب الله» هو من قام بقتل هؤلاء لصالح إيران. مرّت 15 عاماً على الاغتيال، ولا تزال جرائم إيران وحزبها مستمرة، وآخرها انفجار الميناء الذي دمَّر ثلث وسط بيروت، وأصاب الآلاف في مسلسل العنف. مقتل الحريري ورفاقه كان يهدف إلى تصفية القوى السياسية المواجهة للمحور الإيراني، والاستيلاء على لبنان بعد تأمين النظام الموالي لها في سوريا، وبعد عامين على إقصاء نظام صدام في العراق. استمرت إيران تقتل كل من وقف في طريقها، ودامت حملة الرعب 6 سنوات في بيروت، إلى أن قامت الحرب الأهلية في سوريا. ولا شك أبداً في أن انفجار الوضع في سوريا كان من نتائج اغتيالات لبنان التي افتتحت المواجهات والتدخلات الإقليمية رداً على التمدد الإيراني.
المحكمة الدولية أدانت شخصاً واحداً فقط، هو سليم عياش، ربما هو أقل أفراد العصابة أهمية، لكن معظم المتورطين في تلك الجريمة، وبقية جرائم اغتيالات لبنان، قد قضوا في سوريا ولبنان، وعلى رأسهم عماد مغنية الذي قتل في سوريا بعد 3 سنوات من اغتيال الحريري. ولحق به خليفته مصطفى بدر الدين المتهم رسمياً بقتل الحريري. كما قتل معظم القادة العسكريين والأمنيين المتورطين من الجانب السوري، وبالتالي لم يحتج أهل ضحايا الغدر إلى المحكمة الدولية، لأن محكمة القدر اقتصت من قادة الإجرام، كما خسر «حزب الله» وإيران الآلاف من منتسبيهم في الحرب في سوريا. اغتيال الحريري كان عملية تهدف إلى إزاحة الفريق السياسي المعارض، واستكمال مشروع الهلال الإيراني الذي تكسر منذ ذلك اليوم. ورغم فارق الوزن والزمن، فإن اغتيال الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق بتفجير موكبه مستنسخ من عملية اغتيال وريث العرش النمساوي فرانز فرديناند في عام 1914 في البوسنة، الذي أطلق الرصاصة الأولى للحرب العالمية الأولى، التي راح ضحيتها 10 ملايين شخص. نفذ الجريمة تنظيم القبضة السوداء الصربي، بعد استيلاء الصرب على البوسنة ومقدونيا. دبرت إيران اغتيال 23 شخصية لبنانية، ضمن مشروعها للاستيلاء على الحكم.
"الشرق الاوسط": انفجار يتذكر آخر
كتب سمير عطا الله في "الشرق الاوسط": انفجار يتذكر آخر
تُليت الاتهامات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري في محكمة تبعد قارة عن ساحة الجريمة. وفي القاعة التي بنيت خصيصاً في عاصمة القانون الدولي، غاب المتهمون الرئيسيون، وغاب الشهود العارفون. مجموعة كبرى من السياسيين والعسكريين والأمنيين، غابت في ظروف غامضة، وأحداث لا تحقيق قضائياً فيها ولا أثر.مليار دولار و15 عاماً من أجل البحث عن مجهول لا يريد أحد معرفته. وكلما كانت المحكمة تقترب من إعلان شيء ما، كانت تخشى أن تتحول العدالة في رجل إلى حرب في وطن. وظلت تؤجل إلى أن تزامن الإعلان مع انفجار أنسى بيروت ولبنان والعالم، ذلك التفجير الذي أودى فقط بـ21 قتيلاً وأصاب 200. عدد متواضع وانفجار عادي، مقارنة بما سيضرب بيروت في سلم التفجيرات.هذه المرة لن تُنقل القضية إلى لاهاي، ولن يقام للمحكمة مبنى خاص في وحشة المدينة الهادئة التي تنام قبل بث نشرة الأخبار. ما من أحد في أهمية رفيق الحريري أو رموزيته، كي تحال المسألة على القانون الدولي. يكفيهم، الـ200 قتيل و6 آلاف جريح و300 ألف مشرد، يكفيهم تحقيق محلي من الطبقة الأولى، وبكلفة متهاودة، أيضاً بالعملة المحلية. كان يفترض أن تخرج بيروت لتصغي إلى القرارات في اغتيال الرجل الذي اغتيل لأنه أعاد بناءها، فإذا بها تخرج باكية بين الحفر والركام والخراب والأنين. وجدّة تعزف البيانو.
"الشرق الاوسط": محكمة الحريري ومصير التحقيق في انفجار بيروت
كتب حسام عيتاني في "الشرق الاوسط": محكمة الحريري ومصير التحقيق في انفجار بيروت
يقطع حكم المحكمة الخاصة بلبنان الناظرة في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الطريق أمام أي دعوة جدية لتحقيق دولي أو مستقل في التفجير الذي دمّر أجزاء واسعة من العاصمة بيروت وقتل حوالي مائتين وأصاب الآلاف بجروح خطيرة في الرابع من (آب) الحالي. ما كان منتظراً من المحكمة الدولية هو إعطاء بعض القيمة لمفهوم العدالة الدولية، وقدرتها على الالتزام بوعد المجتمع الدولي للبنانيين في 2005 بعدم إفلات المجرمين من العقاب. ما حصل هو العكس تماماً: كرر الحكم الحقائق المعروفة عن أشخاص وأجهزة هاتف خليوية وانتحاري مجهول، مستعيداً المقاربة ذاتها التي اعتمدها قرار الاتهام والتقارير الدورية للمحققين الدوليين. تجوز المقارنة هنا مع المحكمة الدولية بخصوص يوغوسلافيا السابقة التي حاكمت جميع مجرمي الحرب من كل الأطراف وصولاً إلى الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، في حين غرقت محكمة النظارة في اغتيال رفيق الحريري بتفاصيل الهواتف الخلوية وعدد الاتصالات التي أجراها كل منها. كانت محكمة يوغوسلافيا السابقة ضرورة لانتظام المشروع الأوروبي. محكمة لبنان ليست ضرورة لأحد. ما يعنينا اليوم هو أن حكم المحكمة يأتي بعد أسبوعين من جريمة تفوق اغتيال رفيق الحريري في هولها والدمار والقتل اللذين ألحقتهما بآلاف اللبنانيين. انفجار الرابع من أغسطس. سيكون لهذا الحدث آثار ساحقة على عمران بيروت واجتماعها وثقافتها، ليكمل الإجهاز على كل ما حملته المدينة من قيم وصفات وحتى آثام. وإذا استمرت محاولات تضليل التحقيق وإخفاء الحقائق واستخدام المحازبين والموالين للسلطة في القضاء وأجهزة الأمن كمشرفين على كشف ملابسات الكارثة، فلن تكون هناك لا حقيقة ولا عدالة، وسيسجل الانفجار ضد مجهول، أو في أحسن الأحول ضد حفنة من صغار الموظفين الذين يسهل الاستغناء عنهم كأضاحٍ رخيصة على مذبح النظام القاتل. مرة جديدة، تعيد المحكمة الخاصة بلبنان تذكير مواطني هذا البلد بانعدام قيمة حياتهم وموتهم وآلامهم، والأهم أن هذه المنطقة ستبقى عصية على التعريفات البسيطة المفترض أنها كونية للحقيقة والعدالة، وعدم الإفلات من العقاب، وقبل ذلك كله لمعنى الحياة البشرية. والأرجح أن إفلات المجرمين اللبنانيين سيغري غيرهم بمضاعفة أفعالهم وجرائمهم، وستبقى العدالة حلماً لا يتحقق في بلادنا.
"الجمهورية": الحُكم في إغتيال الحريري يفصل بين مرحلتين
كتبت راكيل عتيق في "الجمهورية": الحُكم في إغتيال الحريري يفصل بين مرحلتين
تعتبر جهات سياسية من فريق 14 آذار أنّ حُكم المحكمة الدولية يفصل بين مرحلتين: الأولى، مرحلة تأسيس المحكمة وما رافقها من اغتيالات وتعطيل مجلس الوزراء وإقفال مجلس النواب وحروب كان الهدف منها إطاحة المحكمة الدولية، لأنّ هناك طرفاً يخشى من أن تكشف المحكمة أسرار عمليات اغتيال العصر. وهذه المرحلة تُوّجت أمس بصدور الحُكم.الثانية، تبدأ بعد المحكمة، وهي مختلفة تماماً، إذ هناك اتهام واضح المعالم لـحزب الله، حتى لو لم يكن مباشراً، فلا يُمكن لعملية من هذا النوع تتطلب كلّ هذه القدرات التقنية وهذا التمويل الضخم، أن يقوم بها مجرد أفراد لحساباتهم الخاصة. وهناك من يقف خلف هذه العملية، ومن خَطّط لحصولها. لذلك، هذا الأمر سيفتح مساراً جديداً، هو مسار العدالة في لبنان.و توضح مصادر معارضة أنّ حكم المحكمة ينضمّ الى مجموعة عناصر وضغوطات تتزاحم وتترافق على حزب الله، مشيرةً الى أنّه بعد عام 2005 كان هناك ملف واحد ضاغط على حزب الله هو المحكمة الدولية، أمّا في عام 2020 فهناك أكثر من ملف بوَزن المحكمة الدولية أو أخف وطأة أو أكثر إيلاماً على حزب الله. وترى المصادر نفسها أنّ حكم المحكمة الدولية يفتح بحدّ ذاته مساراً جديداً تحت عنوان واضح المعالم، سيصبح مطروحاً بقوة في المرحلة المقبلة، وهو: كيف يُمكن لطرف سياسي أخذ قراراً باغتيال شخصية أو شخصيات سياسية بعد انتهاء الحرب، المُساكنة معه داخل مجلس الوزراء والتعايش معه داخل مجلس النواب وفي المؤسسات؟. وتعتبر أنّ الضغوطات على الحزب، من عقوبات وغيرها، هي نتيجة ممارساته، والمقاطعة العربية للبنان هي نتيجة تدخّله في الشؤون الخارجية، والأزمة المالية القائمة هي نتيجة ممارسته السياسية وتغطيته الفساد. من جهته، يرفض حزب الله كلّ هذه الإتهامات، ويأتي قرار المحكمة الدولية بالتوازي مع الإتهامات التي تُطاوِل الحزب وتحمّله مسؤولية الإنفجار في مرفأ بيروت، الأمر الذي يعتبره محاولة لاستهدافه. وحتى الآن، لا يبدو أنّ أياً من هذه الاتهامات وحتى قرار المحكمة في اغتيال الحريري ستؤثّر على سياسة الحزب الداخلية أو ضلوعه في النزاعات الإقليمية. وترى جهات سياسية معارضة أنّ حُكم المحكمة لا يُحدث نقلة في لبنان بل الأساطيل التي ترسو على الشاطئ اللبناني هي التي تصنع تغييراً. فلا عدل من دون قوة تحميه. والعدل بلا قوة هو مجرد رأي.
زاسبيكين لـ"الجمهورية": هذا موقفنا من قرار المحكمة
كتب عماد مرمل في "الجمهورية"... زاسبيكين: هذا موقفنا من قرار المحكمة
اكد السفير الروسي لدى بيروت ألكسندر زاسبيكين لـ"الجمهورية" إنّ موسكو كانت قد أيّدت تشكيل المحكمة الدولية عند ولادتها قبل سنوات، ونحن منذ ذلك الحين، لم نتدخل في أيّ أمر يتعلق بها.وشدد على أنّ الموقف المبدئي لروسيا كان ينطلق من ضرورة عدم تسييس التحقيق والمحاكمة، وبالتالي فإننا نستند الى ثابتتين أساسيتين في مقاربة هذه القضية: الأولى، وجوب ألا يكون الحكم مُسيّساً. والثانية، وجوب ألّا يؤدي صدوره إلى تصعيد في الداخل اللبناني. وابدى زاسبيكين ارتياحه الى حرص كل من الرئيس سعد الحريري وحزب الله على حماية الاستقرار الداخلي ومنع الفتنة، مشيراً الى انّ هذا الموقف جيّد ومسؤول، ومشدداً على انه لا يجوز أن يؤدي قرار المحكمة الى إنتاج مشكلات جديدة في لبنان. وهل تدعم موسكو تشكيل حكومة وحدة وطنية لتحصين الواقع اللبناني أم لديها تصور آخر؟ يوضح زاسبيكين أنّ روسيا كانت تؤيد تقليدياً مبدأ حكومة الوحدة، وإنما كنّا نقصد بذلك ان تتوافق القوى السياسية الاساسية على برنامج مشترك وأهداف موحّدة وليس أن تتخبّط في الخلافات داخل مجلس الوزراء، أما الآن فنحن نفضّل الّا نركز على التسمية بل يهمّنا تشكيل الحكومة في أسرع وقت، على أن تستند الى قبول الاحزاب السياسية بها، وان تكون فعالة، وقادرة على إجراء الإصلاحات لمصلحة لبنان واستقطاب دعم المجتمع الدولي والتواصل مع الشرق والغرب. الأميركيون لطالما كانوا يصرّون على استهداف «حزب الله» ومحور المقاومة وهذا لم يكن مقبولاً، واذا استمر الموقف الأميركي على هذا المنوال، فإنّ من شأن ذلك أن يترك آثاراً سلبية.
"الجمهورية": "حزب الله" ينجو من تفجير لاهاي!
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": "حزب الله" ينجو من تفجير لاهاي!
بالنسبة إلى حزب الله، مرَّ القطوع المحكمة الدولية . فليس سهلاً أن يُقال، لو جرى اتهامه، ولو بعد 100 عام أو 200 أو 300، إنّ الحزب الشيعي الأقوى اغتال الزعيم السنّي الأقوى. وعلى مرّ التاريخ، كانت ستستمرّ تداعيات العملية، خصوصاً إذا جرت إضافة عمليات أخرى سبقتها أو أعقبتها، وستقود إلى تعقيدات مذهبية. وكذلك، هي ستقود إلى تعقيدات طائفية إذا رُبِطت بها عمليات استهدفت مسيحيين أو دروزاً. ففي سِجِلّ كل الطوائف عمليات هنا وهناك لم تَزُل ترسباتها، بل تتحرَّك بين الحين والآخر. وهكذا، انزلق قرار المحكمة بنعومة فائقة. ويكفيها أنّ صدور القرار الذي كلّف الدولة 800 مليون دولار وقع على البلد من دون ضربة كفّ. المهم، يجب الاعتراف بفضل المحكمة. لقد اكتشَفت أنّ الحريري ورفاقه ماتوا فعلاً. هذا مؤكّد بالنسبة إليها ولا تحتاج إلى تدقيق بالتلفونات. ومن مجموعات التلفونات الملوَّنة التي تعذَّب الخبراء وفرزوها، استنتجت المحكمة أنّ هناك شخصاً واحداً مذنب هو عيّاش. نعم. تَلْفَنْ عَيّاش، ولكن تَلْفَنَ لنفسِه ونسّق العملية مع نفسِه، وانتقم من الحريري بنفسه لنفسه. البعض قال أمس: يبدو أنّ اغتيال رئيسٍ للحكومة أو أي شخص في لبنان، ولو كان بحجم رفيق الحريري، ليس مسألة صعبة ومعقّدة وتستأهل التفكير إلى هذه الدرجة! هذا الحُكْم الدولي، هل يمكن اعتباره إحدى علامات التوجُّه الدولي نحو لبنان اليوم، ونموذجاً لمقاربة أزماته الحالية؟ أي، هل أنّ المجتمع الدولي سيحرص على حماية الستاتيكو اللبناني الحالي بأي شكل، وبأي ثمن، وهل هو غير مستعد لخلط الأوراق في لبنان، خلال هذه المرحلة، فلا ينخدعنَّ أحد؟ استطراداً، هل يعني ذلك مثلاً أنّ أي تحقيق دولي، بالأخصّ في انفجار المرفأ، يمكن أن ينتهي- وبعد 15 سنة- باكتشاف متَّهم واحدٍ… مجهول مكان الإقامة أو المصير؟ إذا ثبُتَ أنّ التحقيق المحلي رديء ويتحكَّم به الفاسدون، والتحقيق الدولي يدوِّر زوايا الملفات سنوات وسنوات حتى تذوب نهائياً، فلمَن يشتكي اللبنانيون؟ وهل مطلوب أن يستسلموا؟ ولمصلحة مَن يُراد لهم أن يستسلموا؟ وهل سيَقبلون بأن يستسلموا؟
السعودية: صدور الحكم يمثل ظهورا للحقيقة وبداية لتحقيق العدالة
وأضاءت الصحف على رد الفعل العربي الأبرز والذي جاء من المملكة العربية السعودية التي اعتبرت وزارة الخارجية فيها ان صدور الحكم "يمثل ظهورا للحقيقة وبداية لتحقيق العدالة بملاحقة المتورطين وضبطهم ومعاقبتهم". وأضافت ان "حكومة المملكة العربية السعودية بدعوتها الى تحقيق العدالة ومعاقبة حزب الله وعناصره الإرهابية تؤكد ضرورة حماية لبنان والمنطقة والعالم من الممارسات الإرهابية لهذا الحزب الذي يعتبر أداة للنظام الإيراني وثبت ضلوعه في اعمال تخريبية وإرهابية في بلدان عدة".
وفي اول رد فعل سوري على قرار المحكمة في قضية الحريري، نقلت "الجمهورية" عن عضو مجلس الشعب السوري أحمد الكزبري قوله لقناة "آر تي" الروسية، إنّ "على الساسة في لبنان أن يقدموا اعتذارهم للحكومة السورية وإلى الشعب السوري عن كل ما بدر منهم من اتهامات زائفة، بعدما صدر الحكم عن المحكمة الدولية وأثبت عدم علاقة الحكومة السورية بعملية الاغتيال".
وأضاف أنّ "الموضوع الآن سيخضع للتدقيق من قبل الأجهزة القضائية السورية ومن المحامين السوريين بما يخدم مصالح الشعب السوري المتضرّر، والذي يحتفظ بكامل حقوقه القانونية نتيجة اتهام حكومته المتكرر وما ترتّب على ذلك من إجراءات على المستوى الدولي أدّت إلى إلحاق الضَرر الجسيم به، وذلك وفقاً لقواعد ومقتضيات القانون الدولي".
ونقلت الصحف عن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية جيمس كليفرلي، قوله "إنّ إدانة عضو في "حزب الله" بالتآمر لقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في تفجير عام 2005 هي خطوة نحو تحقيق العدالة". وأضاف: "حكم اليوم هو خطوة نحو العدالة، يجب محاسبة من يرتكبون مثل هذه الفظائع".
وأشارت الصحف إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية علقت على الحكم فقالت ان "الحكم واضح لا لبس فيه ان جماعة حزب الله الإرهابية وأفرادها متورطون في جريمة القتل وعرقلة التحقيق ". وأضافت ان "حزب الله ارتهن مستقبل اللبنانيين خدمة لمصالح خارجية وعلى دول العالم ان تتخذ إجراءات ضد هذه الجماعة الإرهابية لمساعدة لبنان على تحرير نفسه من هذا الخطر".
"الاخبار": السعودية تستعجل الاستثمار: عاقِبوا حزب الله!
الاستثمار السياسي الأسرع لحكم المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، صدر من المملكة العربية السعودية. ورغم أن المحكمة برّأت حزب الله من الجريمة، دعت السعودية إلى معاقبة الحزب. وزارة خارجيتها رأت في الحكم ظهوراً للحقيقة وبدايةً لتحقيق العدالة بملاحقة المتورطين وضبطهم ومعاقبتهم، داعية إلى تحقيق العدالة ومعاقبة حزب الله وعناصره الإرهابية. وأكّدت ضرورة حماية لبنان والمنطقة والعالم من الممارسات الإرهابية لهذا الحزب الذي يعتبر أداة للنظام الإيراني، وثبت ضلوعه في أعمال تخريبية وإرهابية في بلدان عديدة. داخلياً، تعامل الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري بهدوء مع الحكم، لكنه رأى أن «المطلوب منه أن يضحي اليوم هو حزب الله، الذي صار واضحاً أن شبكة التنفيذ من صفوفه، وهم يعتقدون أنه لهذا السبب لن تمسكهم العدالة ولن ينفذ بهم القصاص. أما بهاء الحريري، فعلّق بالقول إن المحكمة واضحة في ما يتعلّق بالخلفيّة السياسيّة للمتورّطين واللاعبين الآخرين ذوي الدافع، وقدرة العمليّات المحليّة والخبرة في هذا النوع من الأفعال، وسليم عياش، العضو في حزب الله تمّت إدانته بجميع التهم الموجّهة إليه. ولفت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى أنّ «تحقيق العدالة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري ورفاقه يتجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة التي هدّدت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطاولت شخصيّة وطنيّة لها محبّوها وجمهورها ومشروعها الوطني». واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان، أن اليوم، وبعد حكم المحكمة الخاصة، يجب أن نربح لبنان الذي آمن به الشهيد وطناً واحداً موحداً، وليكن لسان حال اللبنانيين، العقل والكلمة الطيبة كما عبّر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري باسم أسرة الراحل.
عون يدعو للتضامن وبري يشيد بالحريري
ووسط أجواء الترقب والهدوء اللافت التي سادت المشهد الداخلي عقب صدور الحكم، لاحظت الصحف أن رئيس الجمهورية ميشال عون سارع الى اصدار بيان معتبرا ان تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه "تتجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة "داعيا الى "الوحدة والتضامن من اجل حماية البلاد من محاولة تهدف الى اثارة الفتنة".
كما سارع رئيس مجلس النواب نبيه بري بدوره الى الدعوة الى "ربح لبنان الذي آمن به الرئيس رفيق الحريري "وأشاد بكلمة الرئيس سعد الحريري قائلا " ليكن لسان حال اللبنانيين العقل والكلمة الطيبة كما عبر الرئيس سعد الحريري باسم أسرة الراحل".
لا جديد حكومياً.. ومساع فرنسية على الخط
اوضحت مصادر مواكبة للملف الحكومي لـ"اللواء" ان لا شيء جديدا في هذا الملف حتى إشعار اخر انما لاحظت ان هناك استعجالا لبنانيا لذلك وكذلك من المجتمع الدولي مشيرة الى تشاور وطني عريض حاصل على ما يبدو قبل وهو خيار جيد فبل الأقدام على اي دعسة ناقصة.
وذكرت بأن رئيس الجمهورية لن يجري الاستشارات النيابية الملزمة الا بعد التشاور ولفتت الى ان الأيام المقبلة قد تعطي اجوبة حاسمة في الموضوع الحكومي سواء بالنسبة الى الشخصية التي تكلف تشكيل الحكومة وتحظى بنوع من الأتفاق الوطني يدعو اليه المجتمع الدولي لاسيما فرنسا ومن ثم تأليف حكومة هادفة ذات مهمة وهي الأصلاح واعادة بناء جسور الثقة مع مختلف اطياف الشعب اللبناني.
في المقابل، أكد مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" انّ الاتصالات مستمرة في الكواليس تَوصّلاً الى مرحلة تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة في أجواء لا توحي أنّ المهمة سهلة او انّ هناك سيناريو حتى اليوم يمكن ان يؤدي الى تحديد هذا الموعد في وقت قريب.
وأضافت المصادر "انّ الإتصال الذي جرى بين عون وبري قبل يومين أطلق حملة اتصالات في الكواليس، ويشارك فيها عدد محدود من الوسطاء لتذليل بعض العقبات التي تحول دون التوصّل الى التفاهم على اسم الرئيس المكلف. وإن كان التفاهم على برنامج الحكومة واهدافها في هذه المرحلة يمهّد للتفاهم على اسم الرئيس المكلف، فإنّ البحث لا يتجاهل هذا المعطى".
كما كشفت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية"لاانّ الجهود المبذولة ليست على المستوى اللبناني فحسب، بل انّ هناك عدة مساع يقودها السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه بإشراف باريس المباشر، في حين انّ الجانب الفرنسي يدير الملف بتكليف من الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يرغب في أن تنجح الديبلوماسية في إطلاق ورشة تشكيل الحكومة قبل زيارته المقررة لبيروت في 1 ايلول المقبل للمشاركة في احتفالات مئوية اعلان دولة لبنان الكبير.
"النهار": ما هي رهانات ماكرون وحساباته لمساعدة لبنان وسط تناقضات اللاعبين؟
كتب سمير تويني في "النهار": ما هي رهانات ماكرون وحساباته لمساعدة لبنان وسط تناقضات اللاعبين؟
ماكرون يحب لبنان ويعلم انه البلد الاخير في الشرق الوسط الذي تلعب فيه بلاده دورا، وهو يأمل في تجاوب الطبقة السياسية معه للتوصل الى الحل المنشود، كما يعوّل على مساعدة حليفه الاميركي وصداقته مع دول خليجية تدعم قسما من اللبنانيين. فهو يجيّش السعودية والامارات ومصر وحلفاءه الاوروبيين للوقوف الى جانبه. كما انه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى التعاون معه. وهو عوَّل أيضا على فشل حكومة اللون الواحد وحاجة لبنان الى دعم مالي من اجل الحصول على تنازلات تدعم تأثير الغرب على الساحة اللبنانية على حساب ايران أولاً وتركيا التي تعزز مواقعها في لبنان خصوصا لدى شريحة منالطائفة السنية وتطمح الى منافسة السعودية على الساحة اللبنانية. ماكرون لا يمكنه تشكيل سلطة جديدة من دون مساعدة اطراف آخرين، فالطبقة السياسية لها جذور في البلد وهو يعلم ان ازاحتها عملية صعبة، كما ان لا سوريا ولا ايران ولا تركيا تشجع على القيام بالاصلاحات المطلوبة. و"حزب الله" هو "دولة" داخل الدولة وينفذ سياسة محور الممانعة وعلى رأسه ايران، وهو يمتلك قوة عسكرية تتساوى مع قدرات جيش، وباريس تتعامل معه بحذر شديد. وتغيير السلطة او طريقة عملها يحتاج الى تفاوض مع الحزب ومع ايران، فالبلد تحت القبضة الايرانية وماكرون يعلم ذلك. والطبقة السياسية رفضت حتى الان القيام بالاصلاحات، كما ان ايران انتقدت التشديد على هذه الاصلاحات التي تضر بالطبقة الحاكمة. الولايات المتحدة تتبع سياسة متشددة وتفرض على الحزب وايران مزيدا من العقوبات والحل اللبناني يحتاج الى تفاوض مع ايران. وهناك تشدد اميركي غير مسبوق حيال الازمات والاصلاحات التي باتت الممر الاول الاساسي لاي دعم دولي او غطاء دولي لاي حكومة. فباريس وواشنطن تتوليان تحركا واسعا من التنسيق حيال الاستحقاق الحكومي فيما ايران تثبت نفوذها بحضور وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الى بيروت. ماكرون يطمح الي تحقيق توازن بين المسيحيين والمسلمين من دون التعرض لـ"حزب الله" بشكل مباشر. ولكن كيف ذلك والحزب يحتكر السلطة وموارد الدولة ويهيمن على المشهد السياسي؟ فكيف سيتأقلم ويلين موقفه؟ وفي هذا السياق يمكن اعتبار ان الاستقرار المرجو ما زال بعيدا ولن يبرز جديد قبل اول ايلول التاريخ الذي حدده ماكرون لتقييم مبادرته، لانه حتى الان هناك العديد من التناقضات المحلية حول من يترأس الحكومة وشكلها رغم ان حظوظ الرئيس سعد الحريري هي الأكثر ترجيحا اذا وافق الاطراف على شروطه. فالاولوية الفرنسية تدعو الى مساعدة الداخل على تشكيل حكومة مستقلين تستجيب لمطالب الشارع وتوفير الصلاحيات لهذه الحكومة لاتخاذ القرارات الاصلاحية التي ستؤدي الى انقاذ الوضع الاقتصادي والمالي المتدهور والتوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتقديم المساعدات المالية. فباريس مهتمة وستقوم بدور المسهل بين الاطراف المحليين والدوليين والاقليميين، وهي على تواصل مع الجميع لتوفير شبكة امان للبنان تنتشله من ازماته.
"النهار": حكومة الحريري مستبعدة وتمّام ينتظر السعودية... وميقاتي!
كتب سركيس نعوم في "النهار": حكومة الحريري مستبعدة وتمّام ينتظر السعودية... وميقاتي!
هل يعود سعد الحريري رئيساً للحكومة؟ المعلومات المتوافرة عند متابعين وبدقة محادثات ماكرون في العاصمة اللبنانية يقولون أنه عندما طرح حكومة الوحدة الوطنية كان مقتنعاً بأن الوحيد المؤهّل لترؤسها هو الحريري. لكن ربما يكون أدرك أن اقتناعه في غير محلّه لسببين مهمين جداً. الأول رفض إدارة الرئيس الأميركي ترامب حكومةً كالمذكورة لأن "حزب الله" صار ومنذ مدة طويلة صاحب تمثيل فيها كونه لبنانياً وله تمثيل نيابي كما يمتلك غالبية نيابية. وخصوصاً بعدما وحّد الشيعة بالتعاون مع شريكه اللدود الرئيس نبيه بري. وهذا موقف لا تراجع أميركي عنه، كما لا تراجع لـ"حزب الله" عن الاشتراك في الحكومة. وموقف الأخير هذا مع رفضه حكومة حيادية أو حكومة مستقلين وتكنوقراط يُدخل مع موقف واشنطن البلاد في أزمة حكومية طويلة ويُبقي الحكومة التي لم تعمل الكثير قبل استقالتها تصرّف الأعمال لمدة قد تطول وقد تقصر. ولكن أي أعمال؟ والسبب المهم الثاني هو عدم اقتناع واشنطن بأن الحريري قادر على القيام بالمهمات المطلوبة من حكومته داخلياً أولاً وإقليمياً ثانياً ودولياً ثالثاً. وقد عبّر ديفيد هيل الرجل الثالث في الخارجية الأميركية في زيارته الأخيرة للبنان عن ذلك بتوجيهه الى سياسي لبناني مهم السؤال الآتي: "هل يستطيع الحريري القيام بالمهمة الحكومية؟". (Can He Make It). طبعاً الى جانب السببين المذكورين هناك أسباب أخرى مهمة أولها الشك في تأييد "حزب القوات اللبنانية" تكليف الحريري تأليف الحكومة وثانيها إبلاغ الزعيم الدرزي الأبرز وليد جنبلاط إياه مباشرة أو ربما بالواسطة أنه واللقاء الديموقراطية النيابي لن يكلّفه تأليف الحكومة ولو بقي وحده. طبعاً أبلغ جنبلاط ذلك الى صديقه اللدود والدائم منذ استشهاد كمال بك جنبلاط رئيس "أمل" ثم مجلس النواب موقفه هذا فـ"زعِل" ولم يكن راضياً. ويؤكد المتابعون أنفسهم أن إسم الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي طُرح خلف الكواليس لتأليف الحكومة ومن فرنسا التي نجح في إقامة علاقات جيدة معها مثلما فعل في الولايات المتحدة وعواصم كبرى أخرى. ويعتقدون أن غيابه عن اجتماعين أخيرين لتجمّع رؤساء الحكومات السابقين كان نتيجة لذلك. ويؤكدون أيضاً أن سياسياً مهماً استمزج الرئيس تمام سلام في موضوع تأليف الحكومة الجديدة فتردّد ثم أكد أنه لن يقدم على هذه التجربة في الظروف الصعبة الراهنة إذا لم تفتح السعودية الباب للبنان وله. ولا يبدو أنها في هذا الوارد.
"اللواء": كباش داخلي حول شكلها.. وفيتوات خارجية على من سيتولى رئاستها
كتب حسين زلغوط في "اللواء": كباش داخلي حول شكلها.. وفيتوات خارجية على من سيتولى رئاستها
فيما تبرر مصادر سياسية مطلعة عدم لجوء رئيس الجمهورية إلى الآن لتحديد موعد الاستشارات والولوج في عملية تأليف الحكومة لشعور الرئيس عون بوجود آراء سياسية متباعدة بشكل يعيق إلى حدّ ما التفاهم على اسم من سيؤلف الحكومة العتيدة، وان رئيس الجمهورية أجرى أكثر من اتصال بالرئيس نبيه برّي للتشاور في هذا الموضوع، فإن مصادر سياسية أخرى ترى وجوب الدعوة إلى هذه الاستشارات ولتأخذ العملية الديمقراطية مداها، مشددين على ان الانقسام الحاصل في الرأي بين القوى السياسية لن يتبدد بسهولة، وان هذه الحجة للتأخير غير مقنعة، وهذا الفريق ينحاز بشكل قوي إلى المجيء بحكومة حيادية بعد ان أثبتت حكومات الوحدة الوطنية على مدى ازمنة عابرة فشلها في خوض عملية إنقاذية للبلد. وبين هذا وذاك فريق ثالث لا يرى وجود ضرر في التأني في تحديد موعد للاستشارات النيابية ريثما تنجلي الأمور الداخلية والخارجية بعض الشيء، حيث ان المناخات الموجودة خصوصاً بعد الزلزال الكبير الذي ضرب لبنان ونجم عن انفجار المرفأ لا تشجّع على الخوض في غمار تأليف حكومة تكون قادرة على التعامل مع المرحلة الراهنة بما يُساعد لبنان على الخروج من أزماته المتشعبة، سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً وكذلك فإنه من الممكن الانتظار بعض الوقت لاقتناص الفرصة المؤاتية لنقل لبنان من حالة التوترات والاحتقان إلى حالة الاستقرار خصوصاً وان هناك اهتماماً دولياً ملحوظاً لتقديم يد العون للبنان. وإذ تؤكد مصادر سياسية متابعة وجود اتصالات ومشاورات بعيداً عن الأنظار لتفكيك الصواعق من امام الشروع في عملية تأليف الحكومة، فإنها في الوقت ذاته تكشف عن وجود معوقات داخلية وخارجية كثيرة تمنع إنجاز هذا الاستحقاق في وقت قريب، وإن كانت تتوقع ارتفاع منسوب هذه الاتصالات في الأيام القليلة المقبلة. وترى المصادر انه من الصعب راهناً التكهن باسم من سيتولى تأليف الحكومة، سيما وأن الخلاف الأساسي بين الأطراف السياسية يدور حول شكل هذه الحكومة فهناك من يدعو إلى تأليف حكومة حيادية، وهناك من يحبذ ان تكون حكومة وحدة وطنية، كما ان الرأي الدولي متفاوت أيضاً حول هذا الموضوع، وهو ما يعني ان حبل تصريف الأعمال سيكون طويلاً وان هذا الأمر ربما يستمر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في الخريف المقبل.
"اللواء": هل يستمر تصريف الأعمال إلى ما بعد الإستحقاق الأميركي؟
كتب عمار نعمه في "اللواء": هل يستمر تصريف الأعمال إلى ما بعد الإستحقاق الأميركي؟
غم دقة المرحلة، فإن من المتوقع أن تستمر حكومة التصريف في أعمالها أمداً طويلاً. وحتى يحين أجلها، لن يكون في مقدور القوى المختلفة، ومنها العهد والتيار الحر، تجاهل الحيثية السنية للحريري، أو الحريرية السياسية في حال رفض الأخير العودة. وحسب الحريريين، فإن زعيم المستقبل الذي تتوجه إليه الأنظار بعد حدثي تفجير المرفأ وقرار المحكمة الدولية باغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يشترط حكومة فاعلة يتمتع فيها بالصلاحيات الضرورية لمواجهة المرحلة المقبلة وجذب المساعدات. ولعل ذلك هو ما سيفتح الباب أمام الانفتاح على العرب والعالم، بالتوازي مع الشروع في الإصلاحات التي لا خروج للبلاد من أزمتها من دونها. هذان الحدثان سيعززان من الحاجة الى الحريري الذي سيتخذ من الماضي القريب في عملية تشكيل الحكومة، مثالاً لتأكيد مقاربته اليوم. وهي شروط يضعها الحريري بناء على التجربة السابقة، خاصة مع العهد أي رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر باسيل. وبنظرة بسيطة على الإنهيار الذي شاب العلاقة بين عون وباسيل من جهة، والحريري من جهة أخرى، لا يبدو أن الفجوة ستردم قريباً. للجانبين روايتهما الخاصة للأسباب التي أدت في كل الاحوال الى نتيجة واحدة. يرى الحريري أنه كان وراء ما عرف بالتسوية الرئاسية التي أوصلت عون الى الرئاسة. وفي ذلك جانباً من الصحة كون الحريري أحدث انقلابا في رؤية الجانب السني في البلاد الذي كان تاريخيا يرتاب من عون، قائدا للجيش فمعارضا منفيا ومن ثم زعيما للأكثرية المسيحية التي تتحالف اليوم مع حزب الله. ومن ناحية رئيس الجمهورية، فهو يعتبر أنه جاء بتسوية لمصلحة البلاد وجميع الأفرقاء ومنهم السنة، وبتسوية أفاد منها الحريري نفسه الذي وقف العهد معه بصلابة خلال أزمته في السعودية. وهناك الكثير من الكلام حول ما حققه التياران، المستقبل والحر، من مكتسبات في سياسة تحاصصية في إدارات الدولة وفي تفاهمات على القطعة في السياسة والإقتصاد وغيرها.. وهي تفاهمات ما لبثت أن تفجرت فجأة بعد تاريخ 17 تشرين خلافا سياسياً وشخصياً. تتهم بيئة التيار الحر الحريري بمحاولة إقصائها عن التمثيل الحكومي مع اشتراطه سابقاً حكومة تكنوقراط برئاسته في خروج عن التسوية التي أُبرمت، وبمحاربة حكومة دياب سياسياً وإعلامياً وخارجياً حتى سقوطها. وتستنكر عودة الحريري بعد أن لفظه الشارع وفي محاصصة جديدة سادت ما قبل 17 تشرين، فما الذي تغيّر؟
"الديار": هذه هي خارطة طريق "القوات" للإستحقاق الحكومي المقبل
كتب فادي عيد في "الديار": هذه هي خارطة طريق "القوات" للإستحقاق الحكومي المقبل
أكد مصدر قيادي قواتي لـ "الديار"، ان القوات قامت بتقديم البرنامج الحكومي على مسألة التكليف والتأليف، إذ بالنسبة لـ القوات، فإن الأولوية ليست للتكليف ولا للتأليف، وإن كان تأليف الحكومة يجب أن يراعي اعتبارات الحياد والإستقلال، لكن الأهمية تبقى للبرنامج الحكومي، والذي يجب أن يتضمن أربع نقاط اساسية: 1ـ أن تتعهّد الحكومة المقبلة بتقصير ولاية مجلس النواب، وهذا الأمر يجب أن يكون هدفاً أساسياً، إذ على الحكومة أن تدير وتشرف على الإنتخابات، لأن الوضع لم يعد يُحتمل، ويجب تغيير الواقع الحالي، وانطلاقاً من هذا الأمر، تقدّمت «القوات» باقتراح قانون معجّل مكرّر من أجل تقصير ولاية مجلس النواب، والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، وهذا هدف أساس من أجل إعادة تشكيل السلطة بعدما بات الأمر الواقع اليوم يشير إلى شكوك بمشروعية معظم القوى السياسية، ولذلك، يجب الذهاب إلى انتخابات نيابية، وهذا أمر بديهي نتيجة كل التطورات التي حصلت منذ 17 تشرين إلى اليوم. 2ـ على الحكومة أن تتعهّد بالذهاب إلى لجنة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت، وقد تقدّمت «القوات» بعريضة ترمي بشكل إساسي للطلب من مجلس الأمن بلجنة تحقيق دولية لأنه لا يمكن الوصول إلى الحقيقة والعدالة إلا بالتحقيق الدولي. 3ـ على الحكومة أن تتعهّد بالحياد، وأن تعلن أنها ستدفع باتجاه ترجمة مذكرة البطريرك بشارة الراعي، لأنه لا خلاص للبنان إلا بالحياد، فالخلاص لا يكون بالترقيع ولا بالتسويات الجزئية، لأن الحياد وحده يؤدي إلى تحييد لبنان عن كل نزاعات المحاور القائمة، ويؤدي إلى استعادة استقراره. 4ـ أن تتعهّد الحكومة بالإصلاحات المطلوبة التي تبدأ بإقفال المعابر، ولا تنتهي بمعالجة مشكلة الكهرباء، إذ لا يجب أن تبقى وزارة الطاقة مع الفريق نفسه الذي تولاها لسنوات ولم ينجح في تأمين التيار الكهربائي. وخلص المصدر القواتي، إلى أنه ما لم تتضمن خطة الحكومة العتيدة هذا البرنامج الرباعي، فإن القوات لن تكون معنية بأي شيء، وستواصل مواجهتها لكل هذا الواقع، وتواصل سعيها باتجاه انتخابات نيابية مبكرة من أجل تغيير هذه القوى السياسية التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه اليوم.
"الجمهورية": كلهم يلعبون في الوقت المستقطع
كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": كلهم يلعبون في الوقت المستقطع
المنظومة السياسية التي حكمت لبنان منذ الطائف قد هُدمت بالفعل في انفجار المرفأ، بعدما تمكنت أعمدتها الراسخة من الصمود أمام زلزال العام 2005، وبعده زلزال العام 2006، وبعدها مجموعة الزلازل التي هزّت المنطقة العربية، ولا سيما سوريا، بعد العام 2011، ما يعني أنّ العقد السياسي الجديد الذي تحدّث عنه ماكرون لا يمكن أن يتحقق إلّا بضمان أن تؤدي التسوية الجديدة وظيفة إقليمية محددة للبنان. بهذا المعنى، تصبح مسائل مثل التحقيق الدولي في ما حدث في مرفأ بيروت، وتقاطر البوارج والسفن الحربية إليه تحت عناوين إنسانية، أداة ضغط دولية لفرض هذا الدور الوظيفي، من بين أدوات ضغط أخرى، ابتداءً من وصفات العلاج للأزمة الاقتصادية، وصولاً إلى تنفيذ العدالة بعد الحكم الصادر عن المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي ربط إحقاقها بـالعيش المشترك. هكذا يبدو اللعب في الوقت المستقطع مجرّد ترتيب للأوراق ضمن المعادلة الماكرونية نفسها - العقد السياسي الجديد في مقابل تغيير النظام - فالأول أدواته باتت واضحة، أي حكومة الاجماع الوطني أو حكومة الوحدة الوطنية، وهو لا ينتظر سوى تقديم العرض النهائي من الخارج للأسماء والآليات المحتملة، وقبل ذلك الدور الوظيفي للتسوية. أما الثاني، فقد بدأ التحضير له منذ فترة لكي يكون جاهزاً «غب الطلب» لو فشل خيار التسوية، إن لجهة الحديث المتجدد عن اللامركزية الموسّعة (إدارياً ومالياً) أو بإعادة طرح قضايا كانت، ولا تزال، عنواناً للانقسام الداخلي، ومن بينها فكرة الحياد التي يبدو أنها لم تعد مجرّد أفكار طوباوية. هكذا يُراد أن يكون لبنان بين سندان تسوية تُعيد إحياء رميم منظومة حاكمة قتلت اللبنانيين ببطء طوال السنوات الثلاثين الماضية، ثم اختارت قتلهم بسلاح دمار شامل في الرابع من آب؛ وبين مطرقة فدراليات الطوائف التي من شأنها ان تؤدي الدور الوظيفي في مرحلة التحولات الإقليمية... لكنّ هناك خياراً ثالثاً، يتمثّل في «الدولة المدنية»، الذي وحده يمكن أن ينتزع لبنان من القدر المحتوم، لو قدّر له أن يتحول من مجرّد فكرة طوباوية الى طرح عملاني قابل للتحقيق.
"النهار": تململ واحباط داخل "التيار الوطني الحر": جبران باسيل جمرة تحرق من يقترب منها
كتب غسان حجار في "النهار": تململ واحباط داخل "التيار الوطني الحر": جبران باسيل جمرة تحرق من يقترب منها
لعل الوصف الابرز للعلاقة مع باسيل يصفها احد النواب بانه "اقتراب من جمرة يشعر بالدفء، لكن الاقتراب اكثر يحرق". ويقول ان الاحتقان الذي يسود في الشارع، ينعكس على "التيار" وجمهوره الذي يحتاج صدمة ايجابية بعدما شعر ان الرأي العام انقلب عليه، وان الرئيس عون لم يعد في معزل عن تلك النقمة الجارحة. ينظر "التياريون" اليوم الى انفسهم فيشعرون بالعزلة. العلاقة مع الحليف الابرز "حزب الله" باتت متأرجحة، ورغم التفسير الاخير لباسيل لنوعية العلاقة، فان المحازبين باتوا يشعرون بالهوة التي تتسع بين الطرفين، ويراقبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرفض الشيعي لهم و"الانقلاب" عليهم كما يدعي البعض. ولا يمكن البناء على العلاقة المستجدة مع حركة "امل" اذ بعدما قال باسيل عن بري انه "بلطجي" واتهم "التياريون" الحركة بالفساد، فان اللقاءات بين بري وباسيل لم تعد تنفع في "التكويعة" لدى جمهور الطرفين. سنيا، فان سقوط التحالف مع "تيار المستقبل" ورئيسه سعد الحريري، افقد التيار حليفا قويا، لا يمكن لاعضاء "اللقاء التشاوري السني" مهما فعلوا ان يعوضوه، خصوصا ان الاخير لا يعتبر ذي شأن حتى لدى فريق 8 اذار الذي ابتكره، بدليل ان الرئيس نبيه بري رفع احدى جلسات مجلس النواب بعد انسحاب نواب "المستقبل" بذريعة عدم ميثاقيتها، في اعلان واضح وصريح ان لا قيمة تمثيلية سنية لـ"اللقاء التشاوري". يبقى ان "التيار الوطني" يعيش عزلة مسيحية غير مسبوقة، وهو يرفض الانتخابات النيابية المبكرة حتماً، لانه سيكون الخاسر الاكبر، وسيتقدم حزب "القوات اللبنانية" اكثر. التيار وحيدا في الساحة المسيحية، فالبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي استعاد مواقف سلفه الراحل نصرالله بطرس صفير، واكتشف ولو متأخرا، الكيفية في علاقة "حزب الله" ببكركي وسيدها. كما ان العلاقة مع "القوات" والكتائب و"المرده" والاحرار والكتلة الوطنية في اسوأ مراحلها، كما العلاقة مع المذاهب غير المارونية، فالارثوذكس مستاؤون من التعامل معهم في المواقع التي تخص الطائفة، ومثلهم الكاثوليك الذين بلغ التدخل معهم حد اعلان لائحة انتخابية للمجلس الاعلى لطائفتهم من منزل باسيل دون احترام الخصوصية الكاثوليكية، وتضاف اليها محاولات تحجيم الطائفة عبر الغاء ميشال فرعون في بيروت وميريام سكاف في زحله.
"نداء الوطن": من باسيل إلى نصرالله... بدّل!
كتب طوني أبي نجم في "نداء الوطن": من باسيل إلى نصرالله... بدّل!
يلعب باسيل، كما نصرالله، على قاعدة "صولد وأكبر"، ولذلك لا يكتفيان بالرهان على متغيّرات إقليمية ودولية، بل يعمدان إلى تهديد الداخل: نصرالله يُهدّد بـ"حرب أهلية" وباسيل يُهدّد بتحرّك ميليشيوي على الأرض، في تناغم لافت في عزّ انتفاضة اللبنانيين ونقمتهم على كل الطبقة الحاكمة. هذا التناغم الذي ظهر جلياً في محاولة منع إسقاط الحكومة أولاً، ومن ثم رفض أي بحث في انتخابات نيابية مبكرة باعتبار أنّها "مؤامرة"، من دون أن يشرح كلّ من نصرالله وباسيل كيف يمكن لأي انتخابات مبكرة أن تُشكّل مؤامرة، إلا إذا كانا على ثقة بأنّ اللبنانيين سيغيّرون الأكثرية الحاكمة التي يتحكّم بها "حزب الله" ولذلك يعتبر الإنتخابات المبكرة "مؤامرة" عليه! المواجهة باتت واضحة المعالم: "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تحديداً اختارا مواجهة المجتمعين العربي والغربي إنطلاقاً من الإصطفاف في المِحور الإيراني والرهان على تغيّر المعادلات الدولية بعد الانتخابات الأميركية، في مقابل الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الرافضين لسياسة الإنخراط في المحاور، والمُصرّين على عودة لبنان الطبيعية إلى الحضنين العربي والدولي، الكفيلين بإنقاذ لبنان من الإنهيار المالي والإقتصادي وإعادة إعمار ما تدمّر نتيجة إنفجار مرفأ بيروت! إنّها المواجهة الكبرى داخلياً والتي تترافق مع المواجهة الكبرى خارجياً التي قد تقود لبنان بالفعل إلى الحرب الأهلية، لا سمح الله، وذلك في حال أصرّ "حزب الله" على المكابرة والتصرّف على قاعدة هدم الهيكل على رؤوس الجميع لمحاولة إبقاء لبنان رهينة للمصالح الإيرانية في معركتها الكبرى! من باسيل إلى نصرالله... بدّل: سأخوض بحر العقوبات معكم، ولن أطعن بكم في مقابل الكرسي!
"نداء الوطن": حبّذا لو يصمت البعض!
كتب رامي الرّيس في "نداء الوطن": حبّذا لو يصمت البعض!
لقد يئس اللبنانيون من التهديد والوعيد والرسائل المبطّنة والأصابع المرفوعة التي يستخدمها من يملك فائض القوّة ومن يتلطّى خلفه ويستعير قوّته! فإذا كان مفهوماً (وليس مُبرّراً) أن يحذّر من يملك القوّة الزائدة من استخدام قوّته (بالرغم من فشل التجربة في المحطّات التاريخية السابقة واستحالة أن يُلغي أحد أحداً في لبنان)؛ ولكن من غير المفهوم كيف يُمكن لمن يدّعي الحرص على الدولة استخدام الأسلوب ذاته وبقوّة سواه، وليس بقوته الذاتيّة! كيف يُمكن لمن يحتلّ منصب رئاسة الجمهوريّة ويترأس أكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي، ويتدافع مع الآخرين لنيل المقاعد الوزاريّة التي يلهث في سبيلها (وفشل في النجاح في أي منها على مدى سنوات) أن يخرج ليقول: "لا تجرّبونا"ّ! المشكلة أنّ اللبنانيين جرّبوكم في الحرب والسلم، في الحروب العبثيّة المتتالية، وفي الخطابات الخاوية في السلم. جرّبوكم في رفع الشعارات الواهية والفارغة، التي لا ترمي سوى إلى أن تروي عطشكم المُزمن والمريض للسلطة! المشكلة أنّ نظام المحاسبة والمساءلة معطّل. توقِفون التشكيلات القضائيّة لزرع أزلامكم في المراكز الحسّاسة، نعم، أزلامكم من القضاة المُرتهنين. تُفرِغون الهيئات الرقابيّة من دورها لإسقاط أي جهد إصلاحي جدّي. هل تذكرون التفتيش المركزي وديوان المحاسبة وهيئة التفتيش القضائي، وسواها من المؤسسات التي يُمنع عليها القيام بدورها ووظيفتها؟ بعد إنفجار مرفأ بيروت، الصمت أفضل من الكلام اللامسؤول!
"النهار": "حقوق المسيحيين"
كتب سمير عطالله في "النهار": "حقوق المسيحيين"
كتب تُرى ما هي "حقوق المسيحيين"؟ حاول ان تقرأها على هذا الجدار الذي لم نلاحظه قبل اليوم. بؤس مستور وراء جدران عتيقة، وحزن موارى خلف صوت الموسيقى. وكأنما الدراما المسيحية ترفض الا ان تكتب نفسها في كل فصل، فقدمت "الكتائب" بيتها وامينها على مذبح الوحش النووي، تذكيراً "للمسيحيين المستجدين" بالفارق بين اصحاب لبنان واصحاب الشأن. من "النهار" الى مصلّبية برج حمود، شاهدت بيروت تكتوي وتذوي مساء 4 آب. الى يساري كانت المباني تنهار وامامي كانت الناس هالعة تهرب. اتطلع في الوجوه فأرى اكثرها ملطخاً بالدماء. كنت لا ازال اعتقد انه كان مجرد زلزال تحذيري ضرب بيت الوسط لتأديب المحكمة الدولية. وسط الموت والهلع اطل ايمانويل ماكرون مثل الفارس دارتنيان في روايات الكسندر دوما، شاباً وشهماً وشجاعاً، فيما يختبىء سياسيو لبنان، خلف بيان آخر أو وعد فارغ. شاهدت لمحة من يوم القيامة وأنا عائد من "النهار" وعلى ثيابي دماء من سبقني في الهرب. ولم تخطر لي "حقوق المسيحيين" التي جعلت دكاناً تافهاً في عملية التسوق. لم يخطر لي شيء سوى أنني لن انسى ذلك الدوي الرهيب المصوَّب الى لبنان. وكنت اعرف أننا بلد بارع في تتفيه الموت. وأننا سوف نضحك على الموتى بإفادة "الشهادة". لكن المأساة الكبرى كانت في مأساة الأحياء. 6 آلاف مصاب و 300 الف مشرد. بأي تسمية نضحك عليهم؟ بأي مؤتمر صحافي نرمم بيوتهم؟ مأساة في هذا الحجم وسياسيون في هذا الحجم. وهوة مريعة ترسم الفارق بين الناس والسياسة. ملعونة هي القلوب الفظَّة. ومبارك هذا الشعب الذي لم يرقَ حكامة مرة الى نبله وعاطفته ومشاعره. مثل دارتنيان هبّوا الى اللهفة. مثل الأم تيريزا. مثل ابطال الاطفاء والاطباء والممرضات. مثل لبنان الحقيقي الذي يقوم كل يوم لينفض الرماد عن الرماد والشر عن الجمر. خطرت لي خواطر شتى وأنا اعبر الركام والهلع والخوف من مشهد النهايات واليوم الأخير. وحزيناً تذكرت اننا متروكون إلى حكومة حسان دياب ووزيراتها وسلطة "اجراء اللازم".
"الشرق الاوسط": في البكاء الزائف على بيروت ولبنان
كتب حازم صاغية في "الشرق الاوسط": في البكاء الزائف على بيروت ولبنان
تباكى على بيروت، وعلى لبنان، كثيرون من أولئك الذين نعرفهم جيّداً. أولئك الذين سرقوه وأولئك الذين تعاقبوا على حكمه بطريقة أقرب إلى السرقة ممّا إلى السياسة. أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، كان الاستثناء الأبرز بين رموز السلطة بالمعنى الواسع لكلمة سلطة. حتّى التظاهر بالبكاء لم يجد مبرّراً له. لقد شغله الاحتفال بذكرى ما سماه انتصار حرب تمّوز. همُّه دائماً في مكان آخر. ضحكته غطّت وجهه. لبنان ليس إلاّ الوسيلة التي تبرّرها غاية القتال. لكنّ البلد الصغير شكّل مصدراً لإرباك مزدوج ألمّ بهذا الصنف من كارهيه: ذاك أنّ الذين يرفضون السلاح ليسوا حفنة عملاء وجواسيس، حسب ما يقوله الكلام السهل. إنّهم أكثريّات شعبية تستند مواقفها إلى خيارات صلبة في السياسة والتاريخ ورؤية المستقبل. ثمّ إنّ كراهية لبنان لا تحول دون تفضيله مكاناً للعيش، وبعض العيش هو الفرصة المتاحة للتعبير عن تلك الكراهية. والحال أنّ أكثر الأفكار بؤساً هي التي تعتبر العيش عاملاً لا يُحسب مُفضّلة، لأسباب آيديولوجية، البلدان التي يهرب منها المعارضون (ألمانيا الشرقية والاتّحاد السوفياتي السابقان وكوريا الشماليّة والصين وروسيا اليوم) على البلدان التي يهربون إليها. طلب الحرية وطلب العلم أو العمل أمور لا تستوقف الآيديولوجيّين. وبالفعل كانت تلك الكراهية آيديولوجيّة بقدر ما كانت بائسة. تباكيها اليوم بائس بدوره، إلاّ أنّ حظّها كبير: فبعدما هزمت ثورة الحرية في سوريا، هزمت حصن الحرية في لبنان. ونحن الآن جميعاً سواسية في الخراب العميم كأسنان المشط. لكنّنا بالتأكيد سنحرّر فلسطين!
"الشرق": يا ضيعان الشباب 2
كتبت ميرفت سيوفي في "الشرق": يا ضيعان الشباب 2
لقد أضعنا دماء شهداء ثورة الأرز منذ أعوام طويلة قبل أن تضيعها بالأمس عدالة الأرض، حزن اللبنانيين الحقيقي تراكم لكثرة ما قالوا: ضيعان اللي راحوا.. والحسرة على اللي راحوا ليست حزناً على ضياع الدماء وحقوقها، بل لأن الساسة في لبنان لا يستحقون وليسوا أهلاً لحملِ أمانة دماء الشهداء، وما يزالون!! ثمة حاجة ملحة لدى كثير من اللبنانيين لأن يقولوا لكثيرين اليوم: تباً لكم وللسياسة وللنفاق الأزلي الذي تمارسونه باسم مصالحكم التي تغطونها بعنوان مصالح الطوائف، وأن يقولوا أيضاً لكثيرين من الذين لا يكفّون عن تصدير أمنياتهم وتكرار اجترار مقولة بعد كلّ هذا الانتظار ليس علينا أن يخيب أملنا بإفلات المجرمين من العدالة لعدم كفاية الأدلّة، كان علينا أن نعرف أنّه منذ التحالف الرباعي الذي اختبأ تحته حزب الله تسبب لاحقاً بانفراط عقد 14 آذار، والتي ذبحت في 7 أيار 2008 واستبدل اتفاق الطائف باتفاق الدوحة، حتى أصبح لبنان اليوم يسمع من الحاضن الفرنسي نصائح عن نظام جديد، من فوق أشلاء المناطق المسيحية البيروتيّة العريقة المدمّرة بنيترات الأمونيوم وصواريخ غير معترف بها!! يا ضيعان الشباب ودماءهم، يا ضيعان الذين ماتوا واحداً تلو الآخر من أجل إقرار المحكمة الدوليّة، من وقف على قبورهم بالأمس ورندح لهم مع المساء يا ضيعانن راحوا؟ ذهب من يذهب وبقي من بقي ، إسمحوا لنا لسنا قطعاناً من الغنم ولا الماعز ويسير على رأس كلّ قطيع منها كرّازه، لسنا خاتم في إصبع السياسيين، فليأخذهم عصف نووي ويذروهم في فضاء بعيد، أو فتأخذهم عواصف الشتاء المقبلة ـ على البيوت المدمّرة والأبنية المتصدّعة والأبواب المخلّعة ـ وتُشرّدهم في بلاد لا يدري بهم أحدٌ فيها. رحم الله الشهداء، وبوركت دماؤهم التي ستزهر للبنان ربيعاً لا خريفاً منافقاً، وبورك في الذين ما يزالون على عهد دماء الشهداء باقين، وبارك في شعب لبنان الذي لا يُخدع ولا يُبدّل مهما حاولوا تبديلاً.
إقفال حتى 7 أيلول
لاحظت الصحف أن تفشي وباء كورونا في البلاد حتم لجوء وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي إلى اقفال المؤسسات التجارية والخاصة في بيروت والمحافظات اعتباراً من صباح الجمعة 21 آب إلى صباح الاثنين 7 أيلول، على أن يمنع التجول من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً من كل يوم.. وذلك لضرورات المصلحة العامة، ومقتضيات السلامة العامة.
وجاء القرار بعد اجتماع لخلية الأزمة، برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بحث في تطورات فيروس كورونا، وتزايد عدد الإصابات.
أسرار وكواليس
عُلم أنّ مرجعية نيابية دخلت على خط التهدئة بين حليف سياسي و"حزب الله" بعدما كادت تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، والمساعي ما زالت جارية على هذا الصعيد.
يقول أحد النواب المستقيلين إنّ ثمة كلمة سر واحدة بين باريس وواشنطن والاتحاد الأوروبي والخليج، عنوانها لن ندعم الدولة اللبنانية ولا مساعدات مباشرة لها، ما يعني أنّ هناك حراسة دولية على البلد لأجل طويل.
تجري مداولات حكومية لتوفير دولار مدعوم للزجاج وقد تم الاتصال بحاكم مصرف لبنان لدعم المواطنين في اعادة ترميم منازلهم.
ستتوقف مشاريع حيوية في أكثر من منطقة في لبنان إن توقفت إحدى وزارات الدولة أو ألغيت من لائحة الوزارات.
تستعد جهات عدّة متضررة الى رفع دعاوى أمام مجلس شورى الدولة وقضاء العجلة ضد الدولة اللبنانية بعد تفجير المرفأ.
نقل أحد أفراد عائلة مسؤول كبير لقريبين منه "إنه لا يُخبر والده بما يُكتب ويُقال على مواقع التواصل الإجتماعي ضدّه خوفاً على صحته".
يخشى دبلوماسيون أن تمتد فترة طويلة تقديم المساعدات للمواطنين، عطفاً على ربطها بالاصلاحات البعيدة!
تقتصر فيزا شيغن، التي أعادت فرنسا منحها للبنانيين، فقط على حدودها، ولا تمتد إلى بلدان الاتحاد الأوروبي..
بات لدى القوى الأمنية وبعض السفارات تقارير عن الجهات التي أقدمت على افتعال عمليات التكسير، واللجوء إلى العنف في تحركات السبت ما قبل الماضي!
عُلم أن الاتصالات حول الاستشارات الملزمة لا تزال تصطدم بحائط مسدود في ظل استمرار رئاسة الجمهورية في رفض إجرائها قبل التوافق السياسي على التكليف والتأليف.
لوحظ خلال الساعات الأخيرة أنّ بعض الجهات الحزبية بدأت التداول بأسماء مرشحة لدخول الحكومة العتيدة.
يتردد أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لن يبقى في السراي الحكومي إلى حين التسليم والتسلّم.
إعداد: هيئة شؤون الإعلام
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.