17 آب 2020 | 07:59

أخبار لبنان

استبعاد باسيل من لقاءات هيل رسالة أميركية لتغطيته ‏‏"حزب الله‎"‎

استبعاد باسيل من لقاءات هيل رسالة أميركية لتغطيته ‏‏

كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول: ‏‎سألت أوساط سياسية لبنانية عن الأسباب الكامنة وراء ‏عدم مبادرة رئيس الجمهورية ‏ميشال عون إلى تحديد موعد لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة ‏لتسمية رئيس الحكومة ‏المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وما إذا كان لتريّثه في إنجاز هذا ‏الاستحقاق الدستوري ‏لإعادة إنتاج السلطة في لبنان علاقة مباشرة بضرورة تجاوز التداعيات ‏المترتبة على ‏استعداد المحكمة الدولية لإصدار حكمها اليوم (الاثنين) في جريمة اغتيال رئيس ‏الحكومة ‏الأسبق رفيق الحريري، أم أنه يتوخّى من التأخير كسب الوقت لتعويم رئيس "التيار ‏الوطني ‏الحر" النائب جبران باسيل من خلال مطالبته بتشكيل حكومة أقطاب تتيح له بأن ‏يعيد ‏الاعتبار لباسيل؟‎

وكشفت الأوساط السياسية لـ"الشرق الأوسط" أن الرئيس عون يتذرّع بضرورة إجراء ‏مشاورات ‏سياسية تسبق تحديد موعد للاستشارات النيابية المُلزمة لعله يتمكّن من تسويق ‏باسيل من خلال ‏إصراره على تشكيل حكومة أقطاب، وقالت إنه أجرى نصف مشاورات ‏اقتصرت على "أهل ‏البيت"؛ أي القوى الحليفة له من دون أن تشمل قوى المعارضة‎‏.‏

ولفتت الأوساط نفسها إلى أن المشاورات لم تحقق الغاية المرجوّة منها لأنه لم يلق ‏التجاوب ‏المطلوب مع أنه حاول توسيع مشاوراته بانفتاحه على رئيس الحزب "التقدمي ‏الاشتراكي" وليد ‏جنبلاط مبدياً رغبته بلقائه‎‏.‏

وعلمت "الشرق الأوسط" أن لا مانع من لقاء عون بجنبلاط لكنه لن يبدل من موقف الأخير ‏الذي ‏لا يحبّذ تشكيل حكومة أقطاب ويدعو لحكومة قادرة على مواجهة التحديات‎‏.‏

وفي هذا، يبدو أن عون لم يقرر حتى الساعة ما إذا كان سيسحب عرضه بتشكيل حكومة ‏أقطاب ‏من التداول لمصلحة قيام حكومة وحدة وطنية، تجاوباً مع موقف رئيس المجلس ‏النيابي نبيه بري ‏وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله‎‏.‏

كما أن عون لم يكن مرتاحاً للقاءات التي عقدها وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون ‏الشرق ‏الأوسط ديفيد هيل لاستبعاده عقد لقاء مع باسيل، وبهذا الموقف يتساوى باسيل ‏مع "حزب الله" ‏الذي لم يكن مشمولاً باجتماعاته هو أمر طبيعي في ظل التأزُّم المسيطر ‏على العلاقات الأميركية ‏‏- الإيرانية الذي ينسحب على حليف طهران في لبنان‎.‎

ومع أنه لم تُعرف الأسباب التي أملت على هيل استبعاده لباسيل من الاجتماعات التي ‏عقدها رغم ‏أن لا غبار على علاقتهما الشخصية، وكان هيل التقاه في زيارته السابقة ‏لبيروت، ويحاول ‏رئيس "التيار الوطني" تبرير استبعاده بأنه لم يطلب موعداً للقائه‎‏.‏

لكن تبرير باسيل لا يُصرف في لعبة الصراع السياسي الدائر في لبنان لأنه أول من يدرك ‏بأن ‏هيل هو من أدرج لائحة بأسماء الرؤساء والشخصيات التي يود الاجتماع بها، وإن ‏كانت ‏السفارة الأميركية تنأى بنفسها عن الدخول في سجال حول خلو اسم باسيل من اللائحة‎‏.‏

وتأكد - بحسب الأوساط السياسية - بأن استبعاد باسيل من لقاءات هيل ما هو إلا مؤشر ‏على ‏موقف طارئ للإدارة الأميركية التي بدأت تتعامل معه كأحد أبرز الوجود السياسية التي ‏توفر ‏الغطاء لسياسة "حزب الله" في لبنان امتداداً إلى المنطقة‎‏.‏

ورأت بأن واشنطن كانت أدرجت اسم "حزب الله" على لائحة العقوبات واتهمته بأنه ‏يزعزع ‏الاستقرار في المنطقة ويتدخل في شؤون الدول العربية ويهيمن على حكومة ‏الرئيس ‏حسان دياب قبل أن يتقدّم باستقالة حكومته‎‏.‏

لذلك، فإن تذرّع عون بتأخير الاستشارات النيابية واستباقها بمشاورات سياسية لتسهيل ‏مهمة ‏التكليف والتأليف لم يلق أي تجاوب لأن ما يهمه أن يحجز مقعداً لباسيل في الحكومة ‏الجديدة التي ‏لن ترى النور قبل التفاهم على برنامجها الإنقاذي وتحديد مهامها في ضوء ‏عودة المجتمع الدولي ‏فور الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت للاهتمام بلبنان في محاولة ‏لانتشاله من قعر الهاوية‎‏.‏

وعليه، من السابق لأوانه تسليط الضوء على اسم المرشح لتشكيل الحكومة العتيدة إذا ‏كان ‏المقصود تهيئة الأجواء لعودة زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري إلى ‏رئاسة ‏الحكومة، مع أن الرئيس بري هو أول من رشحه وهذا ما أبلغه - كما علمت ‏‏"الشرق ‏الأوسط" - لهيل ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف الذي ربما فوجئ بتبنّيه من ‏قبل ‏رئيس المجلس‎‏.‏

كما أن عون ليس بعيداً عن ترشيح بري للحريري لتولي رئاسة الحكومة وهو أُعلم بموقفه ‏في ‏اتصال جرى بينهما أول من أمس، فيما يلوذ زعيم "المستقبل" بالصمت ويرفض ‏الدخول في ‏بازار الترشيحات لأنه يعطي الأولوية لاختبار مدى استعداد الأطراف للإفادة من ‏الفرصة التي ‏أعادت لبنان إلى خريطة الاهتمام الدولي لأنه ليس في وارد تفويت هذه ‏الفرصة وإهدارها‎‏.‏

وبكلام آخر، فإن المجتمع الدولي يشترط على لبنان بأن يتقدم برؤية جدية للإنقاذ مقرونة ‏ببرنامج ‏عمل، وهذا ما يتطابق وجهة نظر الحريري الذي يفضّل عدم العودة إلى رئاسة ‏الحكومة إذا كان ‏المطلوب إقحام البلد في دورة جديدة من الاشتباك السياسي‎‏.‏

فالكرة الآن - كما تقول هذه الأوساط - في مرمى رئيس الجمهورية، فهل يتخلى عن ‏مكابرته ‏وإنكاره للواقع السياسي الجديد وبالتالي يبادر في إعادة النظر في نهجه وأدائه ‏كأساس لتعويم ‏العهد القوي وإنقاذه بدلاً من أن ينصرف وكأولوية لتعويم باسيل‎.‎


الشرق الاوسط

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 آب 2020 07:59