14 آب 2020 | 08:03

أخبار لبنان

المياه الحكومية لا تزال "عكرة"‏

المياه الحكومية لا تزال

كتبت صحيفة " نداء الوطن" تقول: ‏‎بينما ينصرف حسان دياب في فسحة تصريفه أعمال ‏‏"السراي" إلى استكمال الهواية الأحب ‏على قلبه "تشكيل اللجان وإصدار التعاميم"، فاستولد ‏بالأمس لجنة لـ"تفعيل التنسيق ‏الصحي"، واستفاق "بعد خراب مالطا" على إصدار تعميم يطلب ‏فيه من الإدارات والبلديات ‏الإبلاغ عن "أي مواد كيميائية سريعة الاشتعال متفجرة أو خطرة"… ‏ينكبّ رعاة تكليفه ‏وإسقاطه على حصر أضرار 8 آذار وتحديد حجم خسائرها السياسية ومحاولة ‏الحد منها ‏حكومياً ومجلسياً، فتم حصرها تنفيذياً بفرط حكومة دياب مقابل اقتصارها تشريعياً ‏على 8 ‏استقالات، لينطلق النقاش والكباش تالياً إلى حلبة "التكليف والتأليف" واستشراف ‏سقوف ‏‏"الممكن وغير الممكن" تحصيله من مطالب وضمانات في التشكيلة المقبلة، وسط ‏تأكيد ‏مصادر سياسية رفيعة لـ"نداء الوطن" أنّ المرحلة الراهنة هي مرحلة "جس نبض" ‏باعتبار ‏أنّ "المياه لا تزال عكرة" ويصعب من خلالها استكشاف أعماق المشهد بوضوح، متوقعةً ‏أن ‏يحتاج صفاء الصورة بضعة أيام إضافية لاتضاح آفاق المسار الحكومي‎.‎‎

ومن هذا المنطلق يبدو رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط متأنياً في ‏خطواته ‏بانتظار انقشاع الرؤية الضبابية في أكثر من اتجاه، داخلي وخارجي، بغية حسم ‏اتجاهاته، ‏وهو آثر التريث في زيارة قصر بعبدا لكي تكون مبنية على أرضية واضحة من ‏المعطيات ‏والتقاطعات. وفي هذا الإطار علمت "نداء الوطن" أنّ جنبلاط تلقف بإيجابية مبادرة ‏رئيس ‏الجمهورية ميشال عون أمس إلى الاتصال به وأبدى تجاوباً مع رغبة الأخير بالتواصل ‏معه ‏واللقاء به، غير أنه لم يحسم توقيت الزيارة واكتفى بالقول: "منشوف"، سواءً في ‏معرض ‏تأكيده لعون على أهمية الانفتاح والتواصل بينهما، أو في سياق ما أعاد التشديد عليه ‏خلال ‏الاتصال الهاتفي الذي تلقاه لاحقاً من النائب فريد البستاني لإعادة التأكيد على ‏مضمون ‏اتصال رئيس الجمهورية وحثه على زيارة بعبدا، بحيث أجابه جنبلاط: "أكيد ما بقول ‏لأ، بس ‏خليني شوف إيمتى"، مذكّراً بالظروف والانشغالات الضاغطة التي فرضتها ‏المستجدات ‏على البلد‎.‎‎

ولا يزال جنبلاط بحسب مطادر مطلعة على موقفه "متمسكاً بشرطين أساسيين في مقاربة ‏ملف ‏تشكيل الحكومة العتيدة، الأول ألا تكون في ترجمتها للمفهوم التكنوقراطي على ‏شاكلة حكومة ‏دياب، والشرط الثاني ألا تكون في مفهومها السياسي على نسق حكومات ما ‏قبل 17 تشرين ‏الأول، بمعنى أنها إذا كانت حكومة يرأسها سعد الحريري ألا تكون مكبلة في ‏تركيبتها ومحاصرة ‏من داخلها كما كان سائداً في المراحل السابقة، بل يجب أن تأتي بناءً ‏على تفاهمات وضمانات ‏صلبة وأكيدة تتيح لها الإنجاز الفعلي والإصلاح الحقيقي‎".‎‎

أما الأجواء السائدة في قصر بعبدا فتشي بأنّ رئيس الجمهورية يخوض في تقصي آفاق ‏الدعم ‏الأميركي للمسعى الفرنسي، ويمنّي النفس، كما مختلف قوى 8 آذار، بأن يؤمّن تزامن ‏زيارتي ‏وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف ومساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ‏هيل إلى ‏بيروت، تقاطعاً إيرانياً - أميركياً ضامناً وراعياً لأجندة التفاوض الحكومي. وهذا ما ‏بدا من ‏تسريبات قصر بعبدا أمس التي ركزت على أهمية ومعاني تزامن الزيارتين ووجوب ‏ترقب ‏انعكاسات ذلك على الساحة اللبنانية، بينما جددت مصادر مقربة من رئاسة ‏الجمهورية التأكيد ‏لـ"نداء الوطن" على أنه حتى الساعة "لا يزال من المبكر الحديث عن ‏موعد الاستشارات النيابية ‏الملزمة قبل انتهاء المشاورات وتحديد التوجهات لدى الفرقاء ‏بحيث لا تأتي الاستشارات لتعمّق ‏الأزمة إنما لتسرّع في انتاج صيغة حلها‎".‎

ورداً على سؤال، أجابت المصادر: "يبدو راهناً أنّ هناك رعاية وضمانات دولية لإنهاء ‏الأزمة ‏السياسية وانعكاساتها الاقتصادية والمالية، وهذا تطور على طريق إنهاء الأزمة في ‏لبنان"، ‏مشددةً في ما يتصل بمقاربة عون للملف الحكومي على أنّ "الظرف الراهن يفرض ‏أن ‏تكون الحكومة العتيدة أكثر تمثيلاً لأكبر عدد من الفرقاء والمكونات السياسية والنيابية، ‏في ‏حين أنّ الخيارات المطروحة سواءً لجهة كونها حكومة وحدة وطنية أو حكومة أقطاب ‏يتم ‏الاتفاق عليه لاحقاً‎".‎

‎ ‎

أما على ضفة "معراب" فيبدي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أسفه لإعادة ‏إحياء ‏طروحات وتجارب أوصلت لبنان إلى الكارثة التي يتخبّط فيها وطنياً وسياسياً ومالياً ‏واقتصادياً ‏ومعيشياً ومؤسساتياً، وقال في اتصالٍ أجرته معه "نداء الوطن" أمس: "حكومات ‏الوحدة الوطنية ‏ليست اختراعاً جديداً، بل شكّلت امتداداً للحكومات المتعاقبة منذ 30 عاماً، ‏وقد فشلت فشلاً ذريعاً ‏والعودة إلى هذا النوع من الحكومات أكبر جريمة ترتكب بحق ‏لبنان". وأضاف: "لا نريد حكومة ‏وحدة ولا حكومة أقطاب إذ إنّ النهج الكارثي المتبع في ‏حكومات الوحدة مردّه إلى نهج الأقطاب ‏نفسه، ولبنان لم ينزلق إلى هذه الكارثة سوى ‏بفعل غياب التوجه الإصلاحي لدى معظم ‏المسؤولين‎".‎‎

جعجع الذي رأى أنّ طبيعة المرحلة "تستدعي تشكيل حكومة إنقاذ مستقلة وحيادية وجديدة، ‏لا ‏تأثير فيها لأي فريق سياسي وتحديداً الثنائي "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ‏وحلفاؤهما"، شدد ‏في المقابل على وجوب أن تتعهّد الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري ‏‏"بتقصير ولاية مجلس ‏النواب وتحويل انفجار مرفأ بيروت إلى لجنة تحقيق دولية، وتبني ‏طرح البطريرك مار بشارة ‏بطرس الراعي بحياد لبنان، والشروع بالإصلاحات المطلوبة التي ‏تبدأ من إقفال المعابر غير ‏الشرعية وضبط الشرعية، ولا تنتهي بإنهاء فضيحة العصر في ‏الكهرباء، وإلا فإنّ تشكيل أي ‏حكومة خلاف ذلك سيعني استمرار فصول الانهيار.‏

نداء الوطن ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 آب 2020 08:03