14 آب 2020 | 07:43

أخبار لبنان

تسابق دولي على الدعم والمطالبة بالإصلاحات

تسابق دولي على الدعم والمطالبة بالإصلاحات

كتبت صحيفة " الجمهورية " تقول: ‏‎حوّل انفجار المرفأ شهر آب، وهو شهر عطلة مبدئياً، شهراً ‏غير مسبوق بتطوراته وأحداثه ‏التي أسقطت الحكومة وفتحت باب التفاوض على حكومة جديدة ‏على وَقع انقسام داخلي ‏واهتمام دولي قلّ نظيرهما يتولى فيهما الفرنسي محاولة إخراج لبنان من ‏أزمته، حيث لا ‏يكاد يودِّع ديبلوماسياً حتى يستقبل آخر، وقد تزامَن هذه المرة وجود وكيل وزارة ‏الخارجية ‏الاميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل، مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، ‏ومن ‏دون ان يعرف ما إذا كان هذا التزامن مقصوداً أم عفوياً، خصوصاً انّ زيارة هيل ‏كانت ‏محددة منذ وقت سابق‎.‎

وفي موازاة الحركة الدولية الناشطة على أكثر من اتجاه وعنوان، فإنّ الحكومة العتيدة ‏تستأثر ‏بمعظم النقاش داخل الكواليس السياسية بين من يريد "حكومة أقطاب"، ومن يدعو ‏الى "حكومة ‏وحدة وطنية"، ومن يتمسّك بـ"حكومة حيادية ومستقلة"، ولا يبدو انّ رئيس ‏الجمهورية العماد ‏ميشال عون في وارد الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية ‏رئيس الحكومة العتيدة قبل ‏الاتفاق والتوافق على طبيعة الحكومة المقبلة، فيما لا يبدو انّ ‏هذا التوافق مؤمّن حتى اللحظة على ‏رغم المساعي الفرنسية المكثفة والحثيثة‎.‎

وفي وقت ما زالت الناس المفجوعة وجميع اللبنانيين في انتظار إنهاء التحقيقات، منذ ‏الأحد ‏الماضي كما وعدت السلطة، في جريمة مرفأ بيروت وما يمكن أن تكشفه حول ‏الأسباب ‏التي أدّت إلى هذا الانفجار، فإنّ الأنظار عادت لتتجه مجدداً إلى المحكمة الدولية التي ‏تعلن ‏حكمها الثلاثاء المقبل في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري‎.‎

وعلى رغم من ضخامة الأحداث اللبنانية ومأسويتها، إلّا انّ الحدث الإماراتي-الإسرائيلي ‏بإعلان ‏اتفاق سلام بين الدولتين برعاية أميركية استأثر بكل اهتمام ومتابعة، نظراً لتأثيراته ‏وارتداداته ‏وانعكاساته، وبما يؤكد سخونة الوضع الإقليمي وما يمكن ان يحمله من تطورات ‏قبل الانتخابات ‏الأميركية، وتأثير كل هذا الوضع على لبنان واستقراره‎.‎

فيما تنشط المشاورات والاتصالات على مستويات عدة وفي مختلف الاتجاهات محلياً ‏واقليمياً ‏ودولياً، في شأن الاستحقاق الحكومي، قبل ان يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون ‏الى تحديد ‏موعد للاستشارات الملزمة مع الكتل النيابية لتسمية رئيس الحكومة العتيدة، ‏يتوالى وصول ‏مسؤولين أجانب الى لبنان، وكان منهم أمس وزير الخارجية الايرانية محمد ‏جواد ظريف ووزيرة ‏الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، ومساعد وزير الخارجية الأميركي ‏للشؤون السياسية ديفيد ‏هيل‎.‎

وأكدت أوساط مطّلعة لـ"الجمهورية" انّ هناك ضغطاً دولياً كبيراً لتشكيل الحكومة الجديدة، ‏وفق ‏مواصفات ومعايير مختلفة عن تلك التي كانت معتمدة في السابق‎.‎

‎ ‎وكشفت هذه الاوساط انّ التعاطي الدولي مع هذا الاستحقاق الدستوري، خصوصاً ‏على ‏المستويين الفرنسي والأميركي، يجري انطلاقاً من قاعدتين: الأولى، التصرّف بحزم ‏وقسوة ‏مع الشخصيات التي تحوم حولها شبهة الفساد ما لم تتعاون في ملف تشكيل ‏الحكومة. ‏والثانية مراقبة سلوك الحكومة الجديدة وطريقة مقاربتها لمسألة الإصلاحات ‏المطلوبة ‏حتى يُبنى على الشيء مقتضاه‎.‎

‎ ‎في السياق نفسه نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر غربية مطلعة قولها "إنّ ما ‏ينتظره ‏المجتمع الدولي هو تشكيل حكومة من شخصيات تحظى بموافقة الأحزاب ‏السياسية كافة، بشكل ‏مختلف عن الحكومتين السابقتين، شخصيات تحظى بثقة الناس، ‏شخصيات مستقلة". وأضافت أنّ ‏‏"الانطباعات الأولية عن ردة فعل اللاعبين الرئيسيين ‏القادرين على التعطيل لم تكن مشجعة"، ‏متحدثة عن أنّ "انطباعهم هو أنّ ضغط الشارع ‏ليس قوياً بما فيه الكفاية لكي يقدّموا تنازلات في ‏هذا الصدد‎".‎

مبادرة بري

في غضون ذلك أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في كلمة خلال الجلسة النيابية العامة ‏التي ‏انعقدت امس وقبلت خلالها استقالة 8 نواب، انّ "الوطن يحتضر أمامنا ولم يعد لدينا ‏سوى العملية ‏الجراحية، وهذا ممكن حتى من خلال نصوص دستور "الطائف" لنعكس ‏تطلعات الشعب اللبناني ‏الذي نحرص على تمثيله‎".‎

وطرح بري مبادرة لحل الازمة تتضمن العناوين الآتية‎:‎

‏"‏‎أولاً: دولة مدنية ليتأكد اللبناني انه مواطن في بلده، وللطوائف الحق في وجودها ‏وحقوقها من ‏خلال مجلس للشيوخ‎.‎

ثانياً: قانون انتخابات نيابية من دون عائق مناطقي او مذهبي، والإقتراع في اماكن السكن‎.‎

ثالثاً: قضاء مستقل ـ أعطني قاض وخذ دولة‎.‎

رابعاً: توحيد الضرائب على ان تكون تصاعدية‎.‎

خامساً: ضمان اجتماعي للجميع‎.‎

وأخيراً والآن، الاسراع في تأليف حكومة بيانها الوزاري الاصلاحات ومحاربة الفساد‎.‎

شدّد بري، في مداخلة له في الجلسة، على "أنّ الجيش اللبناني هو أحد أهم رموز الوحدة ‏في لبنان ‏ويجب وضع ثقتنا به"، مضيفاً: "لقد كان هناك مؤامرة للاستقالات من المجلس ‏النيابي، ولكي ‏تصبح الحكومة تحاسب المجلس وليس المجلس يحاسب الحكومة‎".‎‎

هيل في الجميّزة

الى ذلك، تتركز الاهتمامات اليوم على المحادثات التي سيجريها وكيل وزارة الخارجية ‏الأميركية ‏للشؤون السياسية ديفيد هيل، الذي بدأ زيارة للبنان أمس تستمر حتى غد. وقد ‏استهلّ زيارته ‏بجولة على المرفأ المدمّر والمناطق المنكوبة، وقال في محلّة الجميّزة: "انّ ‏مكتب التحقيقات ‏الفدرالي سينضَم قريباً إلى المحققين اللبنانيين والأجانب، للمساعدة في ‏الإجابة عن الأسئلة التي ‏أعرف أنّ كل شخص يطرحها إزاء الظروف التي أدت إلى هذا ‏الانفجار". وأضاف أنّ ‏‏"المشاركة تأتي تلبية لدعوة من السلطات اللبنانية‎".‎‎

وينتظر ان تستمر زيارة هيل الى غد السبت، وعلى جدول أعماله اليوم لقاءات مع ‏مسؤولين ‏سياسيين ورجال دين وشباب وممثلين عن المجتمع المدني. وقال لدى استماعه ‏إلى شروحات ‏مُسهبة من شبّان متطوعين في أعمال رفع الأنقاض والإغاثة، إنّ بلاده ‏‏"مستعدة لدعم حكومة ‏لبنانية تعكس إرادة الشعب وتستجيب لها، وتلتزم وتعمل بصدق ‏من أجل تغيير حقيقي"، لافتاً الى ‏أنه سيجتمع مع المسؤولين ويطلب منهم إجراء ‏الاصلاحات. وقال: "نتعاون مع 4 أو 5 منظمات ‏موجودة في لبنان، في وقت يحتاج العديد ‏إلى تقديم الدعم. لكن يجب ان نعلم ما الذي يحتاجونه ‏بالتحديد". وأكد "أننا سنسجّل ‏معلومات الأشخاص الذين ساعدناهم، وسنعمل على التواصل معهم ‏لكي نعرف إذا ‏وصلتهم المساعدات أم لا‎".‎‎

وقال: "سيكون لديّ المزيد لأقوله غداً (اليوم)، بعد لقاءاتي، عن رسالة أميركا إلى ‏الشعب ‏اللبناني. لديّ يوم كامل مع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين، وكذلك مع المجتمع ‏المدني ‏والزعماء الدينيين والشباب. أنا هنا للاستماع إلى جميع اللبنانيين وجميع الأصوات التي ‏تريد ‏أن تسمع، وسوف أحمل هذه الرسائل معي الى واشنطن‎".‎‎

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنّ هيل "سيؤكد خلال زيارته إلى بيروت، دعمنا ‏لحكومة ‏تمثّل اللبنانيين وتلتزم التزاماً حقيقياً بأجندة الإصلاح هذه وتعمل وفقاً لها". ولفتت إلى ‏أنّ ‏‏"هيل سيؤكد الحاجة الملحّة لإرساء الإصلاح الاقتصادي والمالي، وإنهاء الفساد ‏المستشري، ‏وتحقيق المساءلة والشفافية، وإدخال سيطرة الدولة على نطاق واسع من ‏خلال ‏المؤسسات العاملة‎".‎‎

الى بكركي

والى الجولة الرسمية التي تشمل اليوم رئيس الجمهورية والمسؤولين اللبنانيين الكبار، تقرّر ‏أن ‏يلتقي هيل في بكركي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي ‏سينتقل ‏اليها من الديمان‎.‎

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ الراعي دعا عدداً من الشخصيات الصديقة ‏للمشاركة في ‏اللقاء، لإطلاع الضيف الاميركي على المشروع الذي أعدّه في شأن حياد لبنان، ‏اضافة الى ‏التشاور في الاوضاع اللبنانية وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وما تفترضه المرحلة ‏المقبلة من ‏خطوات لمواجهة التحديات‎.‎‎

وفي ضوء التعديلات الطارئة على برنامج هيل، نُقلت سلسلة من المواعيد، ومنها مع ‏رؤساء ‏الاحزاب اللبنانية، الى يوم السبت‎.‎‎

ظريف

الى ذلك، وصف ظريف زيارته للبنان التي بدأها مساء امس بأنها "تضامنية مع لبنان". ‏من ‏المقرر ان يلتقي عون بعد ظهر اليوم، وكذلك سيلتقي بري ومسؤولين آخرين‎.‎

‎ ‎جنبلاط في بعبدا قريباً

وفي إطار المشاورات الجارية لتحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة، كشفت مصادر ‏مطلعة ‏في بعبدا انّ عون اتصل امس برئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، ‏ودعاه الى لقاء ‏معه مطلع الاسبوع المقبل للتشاور في آخر التطورات، ولا سيما منها ما ‏يتصل بشكل الحكومة ‏العتيدة التي تستطيع إنقاذ لبنان، فضلاً عن البحث في الشخصية ‏المناسبة لتولّي رئاستها. وقالت ‏المصادر انّ عون يرغب في التواصل مع جنبلاط وغيره من ‏القيادات السياسية والحزبية من ‏اجل التوصّل الى تصوّر يُقرّب موعد الاستشارات قدر ‏الامكان، وانّ الإتصال لم يتناول الحكومة ‏بتفاصيلها، وجرى استمزاج الرأي في حكومة ‏الاقطاب التي طرحت في لقاء الرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون مع رؤساء الاحزاب والكتل ‏النيابية في قصر الصنوبر‎.‎

حالة الطوارئ

وكان مجلس النواب صادقَ أمس على حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة لأسبوعين في ‏بيروت ‏عقب انفجار المرفأ، وذلك في خطوة تثير خشية منظمات حقوقية لِما قد تتضمّنه ‏من تضييق على ‏الحريات، خصوصاً التظاهر‎.‎‎

وقال مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس" إنّ "حالة الطوارئ سارية منذ أن أعلنتها ‏الحكومة"، ‏وهي تعني عملياً "وضع القوى العسكرية كافة تحت إمرة الجيش من أجل توحيد ‏المهمات وتنظيم ‏مرحلة ما بعد الانفجار"، في وقت يتسلّم الجيش المساعدات التي تتدفّق ‏على لبنان من دول عربية ‏وغربية ويُشرف على توزيعها‎.‎‎

وشدّد المصدر العسكري على أنّ حالة الطوارئ "لا تتضمن قمع حريات أو أي شيء ‏آخر"، ‏مؤكداً "نحن مع حق التظاهر السلمي حتى خلال حالة الطوارئ‎".‎‎

محقق ولجنة تحقيق

على الصعيد القضائي، عيّن مجلس القضاء الأعلى القاضي فادي صوان محققاً عدلياً في ‏قضية ‏انفجار مرفأ بيروت. وقد التقت وزيرة العدل ماري كلود نجم، القاضي صوان مساء ‏أمس، ‏وأبلغته قرار تعيينه الذي يستتبع وضع يده على القضية فوراً، وشددت "على ضرورة ‏الاسراع ‏في التحقيقات والحرص على إجرائها بمهنية وشفافية". كذلك، شددت على "انّ ‏هذه المهمات ‏تفترض تفرّغاً تاماً، وتعاوناً وثيقاً مع الخبراء الدوليين المختصين لجلاء ‏الحقيقة كاملة‎".‎‎

عريضة نيابية

وكانت كتل "المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"اللقاء الديموقراطي" قد أطلقت عريضة ‏نيابية ‏للمطالبة بتحقيق دولي في انفجار المرفأ، "لأن لا ثقة بأيّ تحقيق محلي واضحة ‏التدخلات فيه، ‏ولأجل الحقيقة ولمحاسبة كل مسؤول عمّا حصل"، على حد ما غرّد رئيس ‏‏"اللقاء الديموقراطي" ‏النائب تيمور جنبلاط‎.‎‎

وقال أمين سر كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن انّ هذه العريضة ‏ستسلك طريقها ‏بعد استكمالها الى مجلس الامن الدولي، "لأننا بكل صراحة لن نجرّب ما ‏هو مجرّب في هذه ‏السلطة". ودعا الى "وَقف العبث في مسرح الجريمة، وإقفال هذا ‏المكان الى أن يسلك التحقيق ‏الدولي الشفّاف مساره السليم‎".‎‎

خبير إسرائيلي

من جهة ثانية نقلت وكالة "رويترز" أمس عن خبير إسرائيلي في الزلازل والذخائر، أنّ ‏انفجار ‏مرفأ بيروت سبقته سلسلة انفجارات، كان آخرها اشتعال ألعاب نارية تسبّب على ما ‏يبدو ‏بانفجار مستودع نيترات الأمونيوم‎.‎‎

وقال بواز هايون من مجموعة "تامار" الإسرائيلية، وهو ضابط مهندس سابق في الجيش، ‏إنّ "6 ‏انفجارات وقعت قبل الانفجار الرئيسي بفارق 11 ثانية". وأضاف أنه "تمّ رصد ‏الانفجارات ‏الأولية الستة بواسطة أجهزة رصد الزلازل ركبها مشروع (أيرس) الجيولوجي ‏الدولي على بعد ‏نحو 70 كيلومتراً قبالة الساحل اللبناني". وتابع: "لا يمكنني القول بنحو ‏قاطع ما سبب هذا، لكن ‏يمكنني القول إنّ تلك الانفجارات كانت في الموقع ذاته‎".‎‎

واشار إلى أنّ "هناك علامة أخرى على وقوع انفجارات تحت الأرض"، وهي الحفرة التي ‏خلّفها ‏الانفجار في مرفأ بيروت بعمق 43 متراً، وما كان لها أن تحدث نتيجة انفجار كمية ‏نيترات ‏الأمونيوم التي أعلنت عنها السلطات اللبنانية. وأضاف: "كان من المفترض أن تكون ‏أقل عمقاً، ‏‏25 أو 30 متراً كحد أقصى‎".‎

وأشار إلى أنّ "الانفجار السادس كان أكبر من الخمسة التي سبقته، ويتّسِق مع رصد حريق ‏قرب ‏مستودع نيترات الأمونيوم"، مشدداً على أنّ اللقطات التلفزيونية لذلك الحريق جعلته ‏مقتنعاً بأنه ‏نتج "بشكل لا لبس فيه" عن احتراق ألعاب نارية، وأنّ هذا بدوره كان يكفي ‏لتفجير نيترات ‏الأمونيوم‎.‎‎

اردوغان ينتقد ماكرون

وفي المواقف الدولية، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس لنظيره الفرنسي ‏إيمانويل ‏ماكرون، ووصف زيارته الأخيرة لبيروت ‏بـ"الاستعراضية" وسط زيادة حدة التوتر بين أنقرة ‏وباريس‎.‎

وأكد اردوغان في خطاب من أنقرة أنّ بلاده "موجودة في لبنان بموجب الأخوة الأبدية مع ‏الشعب اللبناني، ‏وليس لالتقاط الصور كما يفعل البعض". وأضاف: "تفجير بيروت أحرق قلوبنا ‏واستَنفَرنا ‏وزاراتنا المعنية وهيئاتنا الإغاثية كافة، وأرسلنا وفداً رفيعاً إلى بيروت للوقوف إلى ‏جانب ‏الشعب اللبناني، وأرسلنا مساعدات وفرقاً طبية وغذائية‎".‎‎

وأوضح أنّ الشعب اللبناني أظهر محبته الكبيرة لتركيا، من خلال الاستقبال الحافل لنائب ‏الرئيس ‏التركي فؤاد أوقطاي ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو. وقال: "ترحيب الشعب ‏اللبناني ‏بالوفد التركي الرسمي ورَفعه الأعلام اللبنانية والتركية وإطلاقه الهتافات، هي دليل ‏على مدى ‏الأخوّة المتجذرة بين الطرفين". ولفت إلى أنّ مؤسسات الإغاثة التركية قدّمت ‏الدعم إلى لبنان بعد ‏انفجار مرفأ بيروت‎.‎‎

وأمر أردوغان بالإسراع في افتتاح مستشفى للطوارئ والحروق في مدينة صيدا، بعدما ‏قدمت ‏بلاده مساعدات عينية ولحوم أضاح في طرابلس‎.‎

روسيا

من جهتها أكدت روسيا دعمها لوحدة لبنان وسيادته، ومعارضتها أي تدخل بشؤونه ‏الداخلية ‏وتسييس المساعدات المقدمة له، تعقيباً على استقالة الحكومة اللبنانية ومحاولات ‏دول ‏فرض تصوّرها للحكومة الجديدة‎.‎‎

وأكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أنّ موسكو تدعم ‏تقليديّاً ‏سيادة الدولة اللبنانية واستقلالها وسلامة ووحدة أراضيها. وأضافت: "تنظر روسيا ‏إلى الأحداث ‏السياسية الجارية في لبنان على أنها شأن داخلي خاص، وتدعو إلى توافق ‏وطني من دون تدخل ‏خارجي". وقالت: "نعتبر الوضع السياسي الراهن والأحداث السياسية ‏شأناً داخلياً بحتاً للبنان. ‏وتقليديّاً، نحن ندعم سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه‎".‎‎

وأشارت زاخاروفا إلى "أنّ موسكو تدعو إلى حل جميع القضايا المستعصية على ‏الأجندة ‏السياسية الداخلية اللبنانية في المجال القانوني، من خلال الحوار والوصول إلى ‏توافق ‏وطني واسع من دون تدخل خارجي‎".‎

روما تنتقد

واعتبرت نائبة وزير الخارجية الإيطالي، إيمانويلا ديل ري، أنه "لا يمكن للآخرين أن ‏يقولوا ‏للبنانيين ما هي الحلول التي يجب تبنّيها لحل مشاكلهم"، في انتقاد لمبادرةٍ طرحها ‏الرئيس ‏الفرنسي‎.‎

وكتبت ديل ري، في مقال على صفحات دورية (ليمس) الجيوسياسية، نشرت نصّه ‏وزارة ‏الخارجية، انّ زيارة ماكرون لمكان الانفجار في مرفأ بيروت أثارت "ضجة"، وكذلك ‏‏"إعلانه ‏عن رغبته في صياغة مقترح للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي الذي يشلّ ‏لبنان". ‏وأضافت: "نؤمن بشدة بأنّ اللبنانيين هم من يجب أن يبنوا مستقبلهم، خصوصاً في ‏هذه ‏اللحظة التي يكون فيها الشعور بأنهم روّاد تسطير تاريخ بلادهم أمراً أساسياً‎".‎‎

ورأت ديل ري (التي تنتمي الى حركة "خمس نجوم") أنه "حان الوقت في لبنان للترويج ‏لمفهوم ‏جديد للمواطنة يتجاوز الانتماءات الطائفية". وقالت: "لا يمكن أن يكون الآخرون هم ‏الذين ‏يقولون للبنانيين الآن ما هي الحلول التي يجب عليهم تبنّيها لتجاوز مشاكلهم. ينبغي ‏على اللبنانيين ‏أنفسهم تحديد الأشكال والطرق، والتي نأمل أن تكون سريعة"، وبعدئذ ‏‏"يمكننا مرافقة العملية" ‏السياسية هناك. ‏



الجمهورية

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 آب 2020 07:43