5 آب 2020 | 23:09

تكنولوجيا

انفجار بيروت.. أقوى من "أم القنابل" وأقل من "النووي‎"‎

انفجار بيروت.. أقوى من

شكل الانفجار الذي وقع في العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء، صدمة للعالم أجمع، نظرا لشدة ‏آثاره التي دمرت نصف المدينة، وضخامته التي امتدت إلى جزيرة قبرص، حيث شعر السكان ‏بالهزة التي أحدثها، لتعيد إلى الأذهان مشاهد الدمار التي خلفتها تفجيرات سابقة بقنابل أو مواد ‏كيماوية‎.‎

وسارع مسؤولون لبنانيون ووسائل إعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بتشبيه ما حدث ‏بأنه أقرب لـ"انفجار قنبلة نووية"، فأين يقع انفجار بيروت ضمن قائمة أشد الانفجارات فتكا؟‎.‎

بداية، تبين حسب السلطات اللبنانية أن الانفجار ناجم عن 2750 طنا من مادة نيترات الأمونيوم، ‏شديدة الانفجار، كانت مخزنة منذ سنوات في أحد مخازن الميناء‎.‎

ويفسر هذا الرقم شدة الانفجار، التي أدت إلى استشهاد 135 شخصا وإصابة أربعة آلاف آخرين، ‏فضلا عن إلحاق أضرار جسيمة بنصف منازل ومباني العاصمة اللبنانية، بحسب محافظها ‏مروان عبود‎.‎

وربط كثيرون بين الانفجار والقنبلة النووية، بسبب شكل سحابة الفطر التي خلّفها، والدمار الهائل ‏الذي أحدثه‎.‎

ويقول المتخصص في الانتشار النووي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فيبين نارانغ في تغريدة ‏على "تويتر": " أنا أدرس الأسلحة النووية. ما حدث ليس كذلك‎".‎

وعلى المنوال نفسه، رفض الباحث في التاريخ البشري للأسلحة النووية، مارتن فايفر "نظرية ‏هيروشيما"، وقال في تغريدة على "تويتر": "من الواضح أنه (انفجار بيروت) ليس نوويا‎".‎

ورأى أن الكارثة وقعت بسبب حريق أدى إلى اشتعال المتفجرات، أو انفجار مواد كيماوية‎.‎

وقال إن انفجار بيروت يفتقد إلى بصمتين تميزان الانفجار النووي، هما: وميض شديد البياض ‏يعمي العيون، والنبض الحراري أو بكلمات أخرى، الارتفاع الهائل في درجات الحرارة، مما ‏يؤدي إلى وقوع حرائق في كل المنطقة المحيطة بحيث يحرق جلد الناس هناك‎.‎

أضاف أن سحابة الفطر "ليست حكرا" على القنابل النووية، وإن كانت تعرف بها‎.‎

لكن الانفجار الذي حدث في بيروت، يفوق أقوى الأسلحة التقليدية غير النووية التي اخترعها ‏البشر، وهي "أم القنابل‎".‎

وبحسب موقع "بيزنيس إنسايدر" الأميركي، فإن انفجار نيترات الأمونيوم في بيروت 10 ‏أضعاف أم القنابل، أو ما يوازي 240 طنا من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار‎.‎

لكنه في الوقت نفسه، أقل من القنبلة النووية "الولد الصغير" التي ألقاها الجيش الأميركي على ‏مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945 بـ 1000 مرة‎.‎

واحتلت كارثة مرفأ بيروت مرتبة متوسطة في الخسائر التي سببتها مواد نيترات الأمونيوم خلال ‏مئة عام، بحسب إحصاء لوكالة "فرانس برس‎".‎

فبعض الانفجارات أدت إلى مقتل 15 شخصا، كما في حالة كارثة مصنع الأسمدة بولاية ‏تكساس عام 2013، وبعضها أدى إلى مقتل561 شخصا كما حدث في انفجار مصنع بألمانيا ‏عام 1921‏‎.‎

ومن أبرز الانفجارات التي وقعت بسبب مادة نيترات الأمونيوم‎:‎

‎- ‎انفجارات مدينة تيانجين الصينية‎:‎

انفجارات وقعت عام 2015، في مستودع بمدينة تيانجين الصينية، راح ضحيتها 173 قتيلا ‏و798 جريحا‎.‎

‎- ‎انفجار مدينة تولوز الفرنسية‎:‎

عام 2011، وقع انفجار في مصنع‎ AZF ‎للبتروكيماويات، في مدينة تولوز الفرنسية، مما أدى ‏إلى مقتل 29 شخصا وإصابة 2500 آخرين‎.‎

‎- ‎تفجير إرهابي بأوكلاهوما الأميركية‎:‎

أما في عام 1995، فقد أودى تفجير إرهابي في أوكلاهوما الأميركية باستخدام هذه المادة، بحياة ‏نحو 170 شخصا، من بينهم أطفال، كما أدى إلى جرح المئات‎.‎

‎- ‎انفجار مدينة تكساس الأميركية‎:‎

وفي مدينة تكساس الأميركية، عام ألف وتسعمئة وسبعة وأربعين، أدّى انفجار شحنة من مادة ‏نيترات الأمونيوم، إلى سقوط 580 قتيلا، وإصابة حوالي أربعة آلاف بجروح‎.‎

واليوم، ينضم لبنان إلى قائمة الدول التي عانت من ويلات الانفجارات التي سببتها نيترات ‏الأمونيوم، وهي مادة نستخدمها في حياتنا اليومية، إلا أنها قد تتحول في أية لحظة إلى قنبلة ‏موقوتة، تخلف حوادث غامضة تجوبها أسئلة كثيرة‎.‎



سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 آب 2020 23:09