25 تموز 2020 | 17:56

منوعات

هل اختلفت حرارة "مياه المتوسط" عن أيام الامبراطورية الرومانية؟ ‏

كشفت دراسة حديثة أن مياه البحر الأبيض المتوسط كانت أكثر سخونة بنحو درجتين مئويتين ‏إبان عصر الإمبراطورية الرومانية مقارنة بمعدل حرارة المياه في الوقت الحالي‎.‎

وقام الباحثون من إسبانيا وإيطاليا بقياس نسب المغنيسيوم إلى الكالسيت المأخوذة من عينات من ‏الأميبا من الرواسب البحرية في قناة صقلية، كمؤشر على درجات حرارة مياه البحر‎.‎

وبحسب الدراسة فإن منطقة البحر الأبيض المتوسط شهدت في الفترة ما بين السنة الأولى ‏ميلادية وحتى عام 500 طقسا يعد الأكثر دفئا خلال الألفيتين الماضيتين‎.‎

بعد هذه الفترة شهدت مناخات المنطقة طقسا أكثر برودة وجفافا مع انهيار الإمبراطورية ‏الرومانية، حسبما تزعم الدراسة‎.‎

كما يقدم التقرير العلمي "معلومات مهمة" لتحديد التفاعلات السابقة بين التغيرات المناخية وتطور ‏المجتمعات البشرية و"استراتيجياتها التكيفية‎".‎

فبالمقارنة مع الفترة اللاحقة خلال الإمبراطورية الرومانية، تميز البحر المتوسط بمناخ أكثر ‏برودة من حوالي 500 قبل الميلاد إلى 200 قبل الميلاد‎.‎

وهذا، وفقا للدراسة، يتوافق مع بداية ما يسمى "المرحلة شبه الأطلسية" التي تتميز بالمناخ البارد ‏والشتاء الممطر الذي كان مناخا مواتيا لزراعة المحاصيل خلال الحضارات اليونانية والرومانية‎.‎

واستمر المناخ البارد والرطب في المرحلة شبه الأطلسية حتى حوالي 100 قبل الميلاد وغطى ‏الفترة الكاملة لـ"النظام الملكي" في روما‎.‎

وهذه المرحلة المناخية تتوافق مع ما يعرف باسم "المناخ الروماني الأمثل" الذي تميز بالازدهار ‏والتوسع في الإمبراطورية، والطقس الدافئ وأشعة الشمس المهمة للمحاصيل الزراعية‎.‎

وتقول البروفسورة إيزابيل كاتشو من قسم ديناميات الأرض والمحيطات في جامعة برشلونة: ‏‏"للمرة الأولى، يمكننا القول إن الفترة الرومانية كانت أكثر حرارة خلال الألفي سنة الماضية، ‏واستمرت هذه الظروف 500 عام‎".‎

وتوفر الدراسة بيانات عالية الدقة حول كيفية تطور درجات الحرارة على مدى الـ 2000 سنة ‏الماضية في منطقة البحر الأبيض المتوسط‎.‎

كما تحدد مرحلة الاحترار التي اختلفت خلال الإمبراطورية الرومانية في منطقة البحر الأبيض ‏المتوسط وتركز على إعادة بناء درجة حرارة سطح البحر على مدى السنوات ال 5000 ‏الماضية‎.‎

وتقول البروفيسور كاتشو: "تسلط دراستنا الضوء على أهمية الإمبراطورية الرومانية في فهم ‏أفضل لسلوك مناخ البحر الأبيض المتوسط - على وجه التحديد الدورة الهيدرولوجية - في ‏الظروف الدافئة مقارنة بالظروف السائدة في المشهد الحالي لتغير المناخ‎".‎

مع ذلك، ارتبط التغير الاحتراري خلال الإمبراطورية الرومانية بالنشاط الشمسي الكبير، الذي ‏يتناقض مع التهديدات الحالية لكوكب الأرض المتمثلة بغازات الاحتباس الحراري‎.‎

ويعتبر البحر الأبيض المتوسط بحرا شبه مغلق، لأنه محاط باليابسة ويكاد يكون متصلاً ‏بالمحيطات بمنفذ ضيق، مما يعد "نقطة ساخنة" للتغير المناخي، حسبما تقول أبحاث سابقة‎.‎

ويتوسط البحر الأبيض المتوسط مناخيين متغايرين في شمال أفريقيا والمناخات الأوروبية، ‏ويحتل "منطقة انتقالية"، تجمع بين المنطقة القاحلة من تدفقات الهواء شبه الاستوائية الرطبة ‏والشمالية الغربية‎.‎

وهذا يجعل منطقة البحر المتوسط عرضة للتغيرات المناخية، مثل التغيرات في معدلات هطول ‏الأمطار ومتوسط درجات الحرارة لسطح البحر، وهي ذات "أهمية خاصة" للباحثين‎.‎

وفي وقت سابق من هذا العام، زعم فريق آخر من الباحثين بأن ثورانا بركانيا هائلا في ألاسكا ‏حدث قبل أكثر من 2500 عام تسبب في صدمة مناخية عالمية على الجانب الآخر من الأرض ‏أدت إلى سقوط الجمهورية الرومانية، التي سبقت الإمبراطورية‎.‎

وبحسب الدراسة فإن ثوران بركان جبل أوكموك عام 43 قبل الميلاد – وهو حدث يعرف باسم ‏أوموك الثاني قذف جزيئات الرماد والغبار في طبقات الجو والتي ظللت أشعة الشمس وحجبتها ‏لتنخفض درجة حرارة الكوكب‎.‎

ويقول العلماء إن هذا سبّب موجة من البرد القارس في البحر الأبيض المتوسط خلال فترة ‏الصيف في أوروبا والتي اعتبرت ثاني أبرد فصول الصيف خلال السنوات الـ 2500 الماضية‎.‎


سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 تموز 2020 17:56