خاص- "مستقبل ويب"
النهار
الى الشارع مجدداً والحريري: كفى السرايا بهدلة
الجمهورية
الحكومة تنقلب على خطّتها الإصلاحية
اللواء
الشارع يغلي.. ووعود غجر الفارغة تصيب المازوت!
اعتراض أمريكي على خطة إعادة النازحين.. ووعد بدراسة بعض الإعفاءات من قانون قيصر
نداء الوطن
شينكر: يُصرّون على 3 معامل للكهرباء ليستفيدوا مالياً
"نأي" عربي عن لبنان: مشكلتكم عون و"حزب الله"
الأخبار
الحكومة تدفن خطتها "الإصلاحية": الأمر لحزب المصارف
الشرق الأوسط
الحريري يأسف لـ"تدني خطاب رئيس الحكومة"
أكد أن العلاقة مع السعودية ودول الخليج ممتازة
الشرق
الحياد يقسم اللبنانيين عون يرفضه ومناهضون يهاجمون البطريرك
سفير ايران في الديمان وابو الغيط يحذر والمعارضة تستجمع نفسها
الديار
"حركة" دون "بركة" والشروط السياسية تتظهر: "النأي بالنفس" مقابل المساعدات
"برودة" رئاسية حيال "الحياد"... الراعي "يتهم" حزب الله... وتجاهل للعروض الايرانية؟
أسبوعان حاسمان لمواجهة موجة كورونا الثانية... "طيف" واشنطن يلاحق لودريان الى العراق
-----------------
الحريري: موقع رئاسة الحكومة "تبهدل"... وسيكون لي كلام في 7 آب
توقفت الصحف عند دردشة الرئيس سعد الحريري مع الإعلاميين في بيت الوسط، حيث أسف ردا على كلام الرئيس حسان دياب عن تدخلات مع الدول العربية لعدم مساعدة لبنان، أن يتحدث موقع رئاسة الحكومة بتدخلات مع الدول العربية، معتبرا أن الخطاب في هذا الموقع تدنى إلى ما لا يتخيله أحد، وقال:"نحن آل الحريري كنا نساعد الجميع ولن ادخل معه في جدال، موقع رئاسة الحكومة "تبهدل" وانا لم اتصل بأحد."
وإذ وصف علاقته بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج عموماً بأنها ممتازة، لفت الى أن حركة اللواء عباس ابراهيم ضرورية، قائلاً:"نحن ضمن الجامعة العربية وهذه الدول ولا سيما دول الخليج وقفت مع لبنان وإقتصاده مثل السعودية والإمارات وقطر وغيرها، واليوم هناك تصعيد إقليمي غير مسبوق ويجب أن نكون على تواصل معهم لنحصل على مساعدات منهم. هم قدموا كثيرا وعلى لبنان الآن أن يقدم إصلاحات".
الحريري الذي شدد على ضرورة أن "أن ننأى بنفسنا عن كل المشاكل في المنطقة"، اعتبر أن "هذا هو الحياد"، وقال:" ما حدن يزايد علينا بموضوع عداء إسرائيل".
وأضاف :"عندما نقول أن هناك نأياً بالنفس يجب أن يكون بالفعل لا بالقول.التصعيد الإقليمي بين أميركا وإيران نحن ندفع ثمنه، هذا ما يقوله البطريرك الراعي.وعندما طرحنا شعار لبنان أولا جاء من يقول أننا نتخلى عن القضية الفلسطينية، لبنان أولا يعني قبل سوريا وقبل فلسطين وقبل كل الدول كي يعيش اللبناني وكرامته."
وفي الملف الحكومي والاقتصادي قال الحريري:"ننتظر هبوط سعر الدولار وناطرين الحكومة. فلتقدم الحكومة شيئا منطقيا ونحن معه."
وعن قرب صدور قرار المحكمة الدولية قال الحريري:"علينا احترام كل القرارات الدولية المعنية، والناس طالبت بالحقيقة والعدالة وفي ٧ آب سيصدر الحكم وسيكون لي كلام حينها".
الحريري وردا على كلام باسيل عن عودته الى رئاسة الحكومة قال:"باسيل قال عن الكهرباء ٢٤ على ٢٤ وكذلك هو كلامه عن طريق الرجعة التي قصدني بها".
..ويرد على فرنجية
إلى ذلك، أضاءت الصحف على ردّ الرئيس سعد الحريري في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، على كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حول التسويات التي يقوم بها الحريري.
وكتب الحريري، "عزيزي سليمان بك، وانا بحبك كتير كمان واحسن شي فيك صدقك وكلامك المباشر لكن رسالتك إلي ما كانت بمحلها، صحيح انا رجل تسويات وترشيحي إلك كان نوع من تسوية، لكن بحب تتطمن المؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، وانا رجل مؤمن الحمدلله".
وردّ فرنجية في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، على رد الرئيس الحريري بالقول: "عزيزي دولة الرئيس، لا أشك بصدقك ونحن لُدغنا من الجُحر ذاته. ردّك يقطع الشك باليقين ويطمئن كل حريصٍ على لبنان".
وكان فرنجية أشار في حديث لبرنامج "restart" مع الاعلامية ديما صادق إلى أنه "عندما يريد سعد الحريري العودة الى رئاسة الحكومة سيجلس مع جبران باسيل ليتفاهم معه من جديد و"نحنا منطلع برّا"، معتبرا انّ هناك ضياعاً عند فريق 8 آذار فيما يخصّ الموضوع الاقتصادي. وقال: "أنا احترم الرئيس الحريري، ولكن لا أثق بأنه لن يقوم بتسوية جديدة مع باسيل".
عون والحياد.. والراعي وهيمنة "حزب الله"
أشارت "اللواء" إلى أن دعوة البطريرك بشارة الراعي الى توفير حياد لبنان بقيت موضع نقاش وردود فعل مباشرة وغير مباشرة، حيث اعتبر الرئيس عون امام وفد من تجمع العلماء المسلمين، «ان موضوع الحياد لا يعني تنازل الدول عن حقها بالدفاع عن نفسها، ومن هنا علينا ان نبقى على موقفنا، بحيث اننا لن نعتدي على احد ولن نؤيد الخلافات والحروب مطلقاً، فيما نحن مُلزمون الدفاع عن انفسنا أكنا حياديين او غير حياديين».
واوضحت مصادر رسمية مطلعة على موقف الرئيس عون لـ"اللواء" ان موضوع الدعوة الى الحياد موضوع حساس وله تفسيرات مختلفة بين الجهات الرسمية والقوى السياسية، التي ينظر كلٌ منها الى الحياد من منظاره السياسي، عدا عن وجود مخاوف لدى البعض من ان تتحول مطالبة الامم المتحدة والمجتمع الدولي بضمان حياد لبنان الى نوع من التدخل اكثر في شؤون لبنان الداخلية وفرض إملاءات وشروط سياسية عليه.
ورأت "نداء الوطن" أن مقاربة عون لمفهوم حياد لبنان الذي ينادي به البطريرك الماروني لم تكن موفقة. وتساءلت: هل من أحد أساساً في لبنان أو في العالم دعا اللبنانيين إلى الحياد مع إسرائيل؟ لا بل البطريرك نفسه ما انفك يكرر عبارة "باستثناء إسرائيل" عشرات المرات وآخرها كان من قصر بعبدا لكي لا يُؤخذ كلامه على غير مراميه. فإذا كان مفهوماً أنّ يلجأ "المطبخ" الإعلامي لقوى 8 آذار إلى تحوير مفهوم الحياد الإيجابي ووصم مطلقيه بتهم تخوينية ومؤامرات "صهيو – أميركية"، لكن ما ليس مفهوماً هو ألا يبدي رئيس البلاد الحماسة المأمولة منه إزاء طرح الكنيسة المارونية الإنقاذي للوضع اللبناني ومساهمته في تمييع جوهر الحياد ومحاولة تفخيخ مضمونه بصاعق المواجهة مع إسرائيل وحق الدفاع عن النفس.
ولفتت الصحف إلى أن السفير البابوي جوزيف سبيتيري طالب أمس بوقوف لبنان "على مسافة واحدة" من المحاور المتصارعة في المنطقة واستعادة "دوره التاريخي المتعلق بمفاهيم الحياد". لكن وببساطة شديدة أيضاً قالها الراعي لـ"فاتيكان نيوز": "هناك هيمنة من حزب الله على الحكومة وعلى السياسة اللبنانية بسبب الدخول في حروب وأحداث عربية ودولية لبنان لا يريدها بالأساس"... ولأنّ لبنان الرسمي أصبح كذلك، نأى العرب بأنفسهم عنه ولسان حالهم يقول للبنانيين: مشكلتكم عون و"حزب الله" ولا ثقة لنا بنظام لبناني تحكمه هذه الثنائية".
"الجمهورية": "الحياد الفاعل" بدل "النّأي بالنّفس" لبنان بعد مئة سنة يواجه أسئلة مصيريّة
كتب جوزيف خوري في "الجمهورية": "الحياد الفاعل" بدل "النّأي بالنّفس" لبنان بعد مئة سنة يواجه أسئلة مصيريّة
منذ إعلان الكيان اللبناني قبل مئة سنة يتعرّض لمحاولات احتواء وسيطرة عربية أو اقليمية أو دولية، تتظهر في انحياز فئات أو جماعات أو طوائف فيه الى دول أو قادة أو أحزاب أو تنظيمات في الخارج، تستسهل فكّ الانتماء اليه للإرتماء في أحضان غيره، وبذلك تستهين به وبشعبه من اللبنانيين الآخرين. فكأنّه كُتب على لبنان منذ إعلانه كياناً في 1 ايلول 1920 أن يواجه مصيره جيلاً بعد جيل، وأن يصدّ تحدّيات تفرضها صراعات سياسية تلبس لبوس الطائفية، فلا تفسح له المجال للاستقرار والتطور.
إنّ العوامل التي واجهها الكيان اللبناني عند انشائه واجهها اللبنانيون المقتنعون بأحقية كيانهم بإسلوبين:
الأول، الإصرار على انّ للكيان وجوداً تاريخياً يعود الى قرون خلت، فكرة تشبث بها أهله الأصيلون الذين استمروا يبنون وطنهم في فكرهم ويعبّرون عنه في كتاباتهم ويحتوونه في ارادتهم ويرسمون امجاده بخططهم واعمالهم.
والثاني، في مرحلة لاحقة، دعوة جماعات التعايش اللبناني، خصوصاً التي استجدّ وجودها بعد إلحاق الأقضية الأربعة بجبل لبنان، الى كلمة سواء في المحافظة على هذا الكيان بميثاق وطني وصيغة عيش وحكم. (أخطأ الذين دعوا أخيراً الى تعديل الميثاق وتغيير الصيغة، لأنّ الميثاق هو علّة وجود لبنان سيداً حراً مستقلاً عن الشرق والغرب ، والصيغة هي اتفاق اللبنانيين على العيش معاً، فأيّهما يجب ان ننقض؟ إنّ طرح اي تغيير يهدم كيان لبنان ويُسقط رسالته).
فهِم الأولون علّة وجود كيانهم، لذلك بحثوا في التاريخ والآثار والجغرافيا والديموغرافيا، ليدعموا حججهم ويثبتوا نظريتهم، أنّه في عصر القوميات كانت لهم قومية هي اللبنانية، لا السورية ولا العربية، وأدركوا أنّ دورهم وضع الأطر النظرية للكيان اللبناني الذي صار واقعاً قائماً بإعلانه.
يبدو أنّ هذا الكيان بعد مئة سنة على إعلانه يواجه الأسئلة المصيرية التي سبقت هذا الاعلان أو أعقبته، وهو يحتاج الى فكر جديد يرفد ايديولوجيته اللبنانية في مواجهة ايديولوجيات متطرفة في المنطقة، تغيّر أنظمة وتزيح حدوداً، وتطرق باب الكيان اللبناني بعنف، ما أثار حمية مفكّرين لبنانيين، لوضع اسس جديدة مستحدثة، تستلهم التجارب الفكرية والممارسات السياسية لمن عايشوا مرحلة تأسيس الكيان، أو سبقوا بنظرياتهم إعلانه دولة، أو دافعوا عنه بعد الاعلان وما زالوا يدافعون.
إنّ لبنان الوطن تتناوب عليه الصراعات وتتآكله الخلافات والانشقاقات في الداخل ويتعرّض للمؤامرات من الخارج، وقد وُضع أمام مصيره بعد مئة سنة من وجوده الفعلي. وعلى المفكرين الذين يؤمنون بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، أن يبحثوا في السبل التي يمكن أن تنقذه من صراعات قد تقضي عليه إذا استمرت دون حل.
لذلك، بادر البروفيسور فيليب سالم الى طرح مجموعة أفكار في مقالة بعنوان: «نحو قومية جديدة»، علماً أنّ أفكاره السياسية والاصلاحية ونزعته القومية اللبنانية لا تقتصر على مقالة، بل تمتد الى مجموعة من الكتب أصدرها على مدى ثلاثين عاماً.
ما هي المقاربة التي حمّلها سالم حلولاً لمستقبل الكيان في ذكراه المئوية الأولى؟
إستند الى الميثاق كي يجدّده ويبعث فيه الحياة، ورسم خطة عرض فيها أفكاره، وهي قابلة للمناقشة كي يلاقيه مفكّرون آخرون يبحثون في سبل المحافظة على الكيان اللبناني. وعلى صعيد القومية أرادها حضارية، جوهرها الانسان، وقيمتها من قيمته نموذجاً لوحدة الوجود، وبذلك يقارب المستقبل بإنشاء انسان جديد على أسس تربوية حديثة.
لن يقوم لبنان الذي نريده إلّا بعد أن يندفع ابناؤه على طريق الولاء له وحده. إنّ عدم الولاء للبنان وحده يطغى على نسبة كبيرة من اللبنانيين، لذلك يتوجّه فيليب سالم اليهم :» يجب أن يكون ولاؤكم للأرض مقدّساً. هذه الأرض المصلوبة هنا في الشرق. وحدها هذه الأرض من بين جميع بقاع الأرض هي أرضكم، وإذا ما ذهبتم بعيداً عنها فخذوا حفنة من ترابها حتى لا تنسوا أبداً من تكونون». إنّ الوطن هو أرض وشعب ولا يمكن أن تكون لبنانياً إلّا إذا شدّك الحنين الى تراب الوطن وانسانه.
أخفق السياسيون اللبنانيون في بناء الدولة بعد انهيارها عام 1975 ، ولم تقم حتى بعد اتفاق الطائف، بل ازدادت تشرذماً وانهياراً ...حتى الإفلاس، لأنّ الولاء للبنان حُسم في الدستور على الورق وليس في الواقع، حيث زادت الشرذمة والصراعات والانقسامات التي صارت تهدّد وجود لبنان ومصيره. منذ إنشاء لبنان ظلّت ولاءات قسم من اللبنانيين للعروبة أو للقومية السورية أو الأمة الاسلامية، قبل لبنان. وخلال الحرب وجدنا لكل دولة عربية أو أجنبية فئة من اللبنانيين تتبع توجّهاتها وتخلص لها دون الولاء للبنان. وبالتالي فإنّ الانتماء للبنان والولاء له أولاً، ليسا أولوية لدى كثيرين من اللبنانيين، وفي هذا الخلل تكمن العلّة في العجز عن بناء الدولة والوطن.
والخلل الآخر هو في النظام السياسي الطائفي الذي يجعل ولاء اللبنانيين لمرجعياتهم الطائفية سواء دينية أو حزبية. ولن يقوم لبنان الذي يرغب فيه المخلصون من أبنائه إلّا إذا حرّرناه من النظام الطائفي بفصل الدين عن الدولة، وهي القاعدة التي تتبعها دول العالم المتقدّم.
وما دام الأمل مفقوداً من الأجيال الحالية، فإنّ المراهنة على الأجيال المقبلة، بعد تغيير العمارة التعليمية والتربوية، من أجل بناء انسان قادر على إقامة لبنان جديد، يعكس أبناؤه في الداخل والخارج عظمته ومجده.
إنّ القومية اللبنانية الحضارية، حسب مفهوم فيليب سالم، تفترض «الولاء للبنان وحده أولاً وأخيراً. ولن يقوم لبنان إلّا عندما تنتصر القومية اللبنانية على القوميات الأخرى».
وبالنسبة لما يُطرح حول حياد لبنان، يتحدّث سالم عن كيفيّة التنسيق بين لبنان والدول العربيّة، ليكون دور لبنان فاعلاً. هناك خيارات وصيغ عديدة يمكن إستخدامها، لأنّ «لبنان ليس فقط ذا وجه عربي، بل هو دولة عربيّة من رأسه حتّى أخمص قدميه». لذا يضيف سالم: «يجب أن ننسّق جيّداً مع جامعة الدول العربيّة ومع العالم العربي وفق سياسة فاعلة، وليس سياسة «النّأي بالنفس»، لأنّ إتّباع هذه السياسة يعني أنّ لبنان ضعيف ولا يقدر أن يضع سياسة فاعلة للحياد الذي أسمّيه بـ»الحياد الفاعل».
إنّ الصلاة هي رسالة مهنة للبروفيسور في الطب، وهي مبادرة إصلاحية في وطن هزمته الطائفية، وهي خطوات ثورية يرسمها لشعب مقهور، وهي آمال كبيرة لمجد مفقود، وهي دعاء قبل النوم على كل لبناني أن يردّدها كي يمحض وطنه ولاءه المطلق، فيردّد في أعماقه: «انا قومي لبناني حضاري. ابي هو لبنان هذا، امي هي هذه الارض، أهلي هم كل اللبنانيين. ديني «اعبد لبنان بعد الله». منطقتي كل حبة تراب من أرضي، احب اخوتي إلّا انني لا أحب اخي الذي لا يلتزم الولاء لأبي وامي. أعاهد الله ان اكون انساناً حضارياً، وأعاهد لبنان ان اكون مواطناً اقوم بواجباتي قبل ان اطالب بحقوقي. انا قومي لبناني، إلّا انني اعتبر البشرية جمعاء عائلتي».
إنّ القومية الحضارية تفترض احترام الانسان بتطبيق الشرعة العالمية لحقوق الانسان وليس ايرادها في الدستور فقط. ولا احترام للانسان إلّا بدولة علمانية، لا دينية ولا طائفية، تُبنى على أفضل القوانين الحضارية في العالم. علماً أنّ دستور لبنان لا ينصّ على دين للدولة ولا قوانينه مستندة الى الشريعة، إلّا في ما يتعلق بالأحوال الشخصية للطوائف.
تبدو الديموقراطية البرلمانية ملائمة للبنان، حفظت نظامه السياسي (الذي يحتاج الى تحديث) خلال مئة سنة، فلمَ لا تكون صالحة خلال المئة المقبلة؟
إنّ لبنان البلد الصعب، يبدو علاجه مستحيلاً، لكن إذا كان نشؤوه ممكناً، فلمَ يكون استمراره مستحيلاً؟
"الجمهورية": شرط أوحد للحياد
كتب شارل جبور في "الجمهورية": شرط أوحد للحياد
الجانب الأساس للأزمات اللبنانية هو من طبيعة خارجية، وهذا لا يعني تبرئة الداخل من دوره في هذه الأزمات، إنما مجرد تعطيل الدور الخارجي أو التفاهم معه يؤدي إلى قطع الأوكسجين أو المبرر والذريعة لتماهي الداخل مع هذا الخارج.
لم تنجح التجربة اللبنانية منذ انطلاقتها في توحيد اللبنانيين حول نهائية المشروع اللبناني، بل بقيت كل مجموعة مشدودة إلى مشاريعها التي تتراوح بين تذويب لبنان في قضايا أكبر منه، وبين تَصغيره منعاً لتذويبه في غياب الانتماء إلى لبنان، وفِي كل مرة خرجت فيها دولة إقليمية باحثة عن دور إقليمي يتجاوز حدودها وجدت في لبنان أرضاً خصبة لتطلعاتها.
وعندما تَصدّرت معادلة «لا شرق ولا غرب» ميثاق العام 1943 وكانت تعبيراً عن فهم عميق ودقيق للتركيبة اللبنانية التعددية التي لا تستقيم من دون حياد، بدليل انه في كل مرة سقط فيها الحياد سقط الاستقرار، فإنّ فرنسا كانت قد خرجت وأخرجت نفسها من سياسة النفوذ والتأثير والتدخُّل، والسلطنة العثمانية لم تعد موجودة ولم يكن قد برز بعد البديل عنها بدور إقليمي، فشهدت انطلاقة الجمهورية استقراراً قلّ نظيره. ولكن مع صعود نجم الرئيس عبد الناصر اهتزّت التركيبة اللبنانية وسقط الحياد، فكانت حوادث العام 1958 قبل ان يرسي الرئيس فؤاد شهاب تفاهماً مع عبد الناصر، إنما سرعان ما سقط هذا الحياد مجدداً مع اتفاق القاهرة في العام 1969 و»فتح لاند»، واستمر هذا الوضع مع «أبو عمار» ومن ثم «أبو باسل» وصولاً إلى «أبو هادي».
ووفقاً للتجربة التاريخية فإنّ سقوط الحياد يبدأ من الخارج إلى الداخل الجاهز دوماً للتفاعل والربط مع هذا الخارج، إمّا لاعتبارات سلطوية باستغلال النفوذ والدور الخارجيين لتعديل موازين القوى الداخلية لمصلحته على حساب الآخرين، وإمّا لأسباب عقائدية وأديولوجية ودينية، وإمّا الإثنين معاً، ما يعني استحالة التوافق داخليّاً على الحياد سوى في حال انتفاء العوامل الخارجية، وفي الحالة الراهنة المتمثِّلة بـ»حزب الله» فلن يتراجع عن دوره الإقليمي ولا عن سلاحه ولا عن إبقاء لبنان ساحة رسائل ساخنة وباردة لإيران ما لم تتراجع الأخيرة عن أدوارها الإقليمية او أن تعدِّل بهذه الأدوار من أمني وعسكري إلى سياسي، لأنّ الحزب ليس مستقلاً بقراره، وحتى لو كان مستقلاً إنما يشكل جزءاً لا يتجزّأ من المنظومة الإيرانية ببُعديها الديني والسياسي، والأولوية الإيرانية تتقدّم عند الحزب على الأولوية اللبنانية، ولذلك لا يجب ان يكون هناك من أوهام على هذا المستوى، فأيّ بحث جدي يبدأ من طهران لا الضاحية الجنوبية.
وهذا لا يعني أيضاً انه على الداخل ان يبقى مكتوف الأيدي بانتظار نهاية الكباش الأميركي-الإيراني، لأنه على الداخل ان يتحمّل مسؤولياته في قضية هو المعني بها مباشرة، خصوصاً انّ الانهيار وصل إلى حد يُنذر ليس فقط بسقوط هيكل الدولة على خطورته، إنما بانهيار كل المؤسسات والقطاعات ودخول البلد في تجربة لا مثيل لها حتى في عزّ الحرب الأهلية، ولكن ما لم يقطع حبل السُرّة بين طهران والحزب عبثاً الوصول إلى النتيجة المتوخّاة، لأنّ الأخير لن يسلِّم أوراقه حبياً ولا سلمياً، ولن يتراجع تحت عنوان المصلحة الوطنية والأولوية اللبنانية، بل سيتعامل معها كمؤامرة ضد المحور الذي ينتمي إليه وسيكون على استعداد لإشعال البلد قطعاً للطريق على محاولات إسقاط الورقة الإيرانية في لبنان.
فلا الولايات المتحدة، ولا غيرها، سترسل قواتها لمواجهة «حزب الله»، ولا إصدار قرار دولي سيكون قابلاً للتنفيذ، بل سيكون مصيره كالقرارات الأخرى وفي طليعتها 1559 و1701، إنما من دون شك قرارات من هذا النوع تحفظ حق لبنان دولياً ولو بعد سنوات وعقود، وتقيم ربطاً فعلياً للنزاع، إنما سيواجه لبنان وضعاً مثيلاً للوضع السوري، وفي أفضل الأحوال العود على بدء باستنساخ المواجهة بين 8 و14 آذار.
فالدينامية التي أطلقها البطريرك الراعي تحت عنوان حياد لبنان مطلوب استمرارها كونها خشبة الخلاص الوحيدة للبنان، إنما عن طريق تحويلها إلى عنوان حواري لا صدامي، وتهيئة المناخات الداخلية المواتية لنقاش في عمق الأزمة اللبنانية وجوهرها، والربط مع الخارج من أجل الالتقاء في اللحظة المطلوبة تماماً كما حصل مع القرار 1559 وانسحاب الجيش السوري من لبنان.
ويخطئ كل من يعتبر انّ الحلّ يكون باللبننة او عبر تدويل المسألة اللبنانية فقط، ويكفي الارتكاز إلى التجارب الموجودة من سوريا إلى اليمن وما بينهما العراق لتبيان عدم جدوى الرهان على التدخُّل الفوري والسريع لإنهاء الأزمة اللبنانية وفصلها عن الإقليم وفرض الحياد بالقوة، فيما الحلّ الحقيقي والنهائي والثابت يكون بالاتفاق الأميركي مع طهران او بإرغامها على التخلي عن دورها الإقليمي، وخلاف ذلك يعني سَورنة لبنان وتسخين الجبهة الداخلية والعودة إلى الانقسام العمودي.
وما تقدّم ليس تسليماً بالأمر الواقع، إنما هو تصوير لهذا الواقع على حقيقته بعيداً عن الأوهام، لأنّ «حزب الله» ما زال يملك القوة الكافية التي تتيح له مواجهة أي محاولة لنزع سلاحه بالقوة او فرض شروط سياسية عليه، وسيكون على استعداد لتحويل لبنان إلى أرض محروقة، خصوصاً انّ الخناق يضيق عليه إقليمياً وداخلياً بدءاً من الأزمة المالية والعقوبات والغضب الشعبي، وصولاً إلى المحكمة الدولية ومراجعة مهمة اليونيفل وترسيم الحدود. وبالتالي، الطريق الأسلَم في هذه المرحلة يكمن في تَجنُّب الاصطفاف والانقسام السياسيين، وتوفير أوسع قاعدة وطنية لطرح البطريرك، أي بما يتجاوز 14 آذار إلى الثورة وكل القطاعات الحيوية المتضررة مما آلت إليه الأوضاع في البلد، وبما يُهيّئ الأرضية الداخلية بانتظار أن تستوي الطبخة الإقليمية التي شارفت على الانتهاء، لأن لا حاجة لإقحام لبنان في حروب لا طائل منها باعتبار انّ مفتاح الحلّ في نهاية المطاف خارجي لا داخلي.
وتهيئة الأرضية الداخلية يكون بنقاش هادئ ورصين تحت عنوان مصلحة اللبنانيين أولاً وأخيراً بين مشروع سياسي أدى إلى انهيار لبنان وإفلاسه، وبين مشروع خلاصي وإنقاذي ليس مُستلهماً من اي تجربة أخرى، ولا غريباً عن التجربة اللبنانية، إنما يشكل جزءاً لا يتجزأ من تجربته التاريخية التي أدى الالتزام بها في محطات تاريخية إلى ازدهاره وتطوّره وعمرانه، فيما الخروج عن هذه الثوابت أدى إلى ما أدى إليه من فشل وفقر وتعتير.
فلن يبصر الحياد النور داخلياً وبأدوات داخلية وأممية، ولا يكفي إعلان دولي بحياد لبنان عبر استلهام التجربة السويسرية أو النمسوية او غيرها، لأنّ لكل تجربة خصوصيتها وفرادتها، إنما يبصر الحياد النور عن طريق الاتفاق الأميركي-الإيراني القاضي بتعديل وتغيير الدور الإيراني في المنطقة، وبالانتظار يجب التعامل مع التطورات بحكمة وعقلانية من أجل اجتياز الأمتار القليلة المتبقية بأقل خسائر ممكنة.
"اللواء": دياب يُمعن في هدم مكانة الرئاسة الثالثة... ويُمهّد لتغييرات في الإدارة
كتبت رولا موفق في "اللواء": دياب يُمعن في هدم مكانة الرئاسة الثالثة... ويُمهّد لتغييرات في الإدارة
مُذهل ما يقوم به رئيس الحكومة حسان دياب، لا بل أضحى من العار الانحطاط الذي يُصيب موقع الرئاسة الثالثة في البلاد الذي يؤكد ساكن «السراي الكبير» مع إطلالة كل يوم جديد أنه لا يفقه في السياسة شيئاً، ولا يعي ماذا يُشكّله موقع رئاسة الحكومة في النظام اللبناني والذي تحوَّل ألعوبة في يد مَن هم داخل السراي ومَن هم خارجها. في الداخل، رئيس تكنوقراط جاهل ومستشارون بلا حكمة يفيضون نقصاً في المعرفة وقلة الإدراك وقصر النظر، وبدل أن يصونوا السلطة التنفيذية ويسهموا في تعزيزها بترسيخ مفاهيم الدستور والقانون، يدفعونبها إلى الحضيض. وفي الخارج، قوى سياسية تُشكل الغالبية البرلمانية ينتمي إليها العهد وتياره وداعمو نظام بشار الأسد، رافعتها «حزب الله»، الذي يقود المقود من الخلف، مُتيحاً هامشاً من الحرية لشريكه في «الشيعية السياسية» من موقعه المتميّز والمتقدم في لعبة الشطرنج اللبنانية، وفهمه للخطوط الحمر التي يرسمها راعي «محور إيران» في لبنان.
لم يرق توصيف المعارضة السياسية للواقع الداخلي إلى توصيف دياب في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء حيث قال إنه «لم يتم توقيف أو محاكمة أي تاجر رغم أن الأسعار تحلّق من دون رادع. تجار المازوت يتحكمون بالسوق ويبيعون المازوت في السوق السوداء، وتجار السياسة يلعبون بسعر الدولار. هناك تحركات احتجاجية من شركات ومتعهدين وقطاعات، بعضها مشبوه الأهداف بالتوقيت، ويحمل إما أبعاداً سياسية أو ابتزازاً للدولة».
كلام دياب يُشكّل فضيحة على أكثر من مستوى، يضع اللائمة على «عدّة الشغل» داخل الإدارة ويتهمها بعرقلة الحكومة، ممهّداً لتغييرات ينوي القيام بها في الإدارة لأسباب سياسية بعدما كان يرفض سابقاً «الضغوط عليه بتغيير «العدّة»على قاعدة أننا لا نستطيع أن نعمل بـ«عدّة» غيرنا، وكان يُصرّ على أن هذه «عدّة» الدولة وليس «عدّة» قوى سياسية ولا «عدّة» أشخاص وتمسّك بها لكنها صارت مكشوفة كثيراً».
مَنْ هم هؤلاء في إدارة الدولة ويُفترض أنهم من كبار الموظفين كي يستطيعوا أن يفتعلوا عراقيل بالدولار الأسود وغلاء الأسعار والكهرباء والنفايات والمازوت والبنزين والترابة وغيرها من الملفات،عن أي مواقع في الدولة يتحدث دياب؟ هم يُفترض أن يكونوا ممن يتوفر لهم غطاء لكي يكونوا جزءاً من «المافيا» المتحكمة؟ هل يريد رئيس الحكومة أن يقنعنا أن موظفين محسوبين على المعارضة، ولاسيما على تيار المستقبل والحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية، قادرون على أن يسيروا في الإدارة عكس التيار السياسي الحاكم فيما القيّمون عليهم سياسياً يسيرون «جنب الحائط»، يُهادنون «حزب الله» رغم إدراكهم الأثمان التي يدفعها لبنان نتيجة زجّه من قبل»الحزب» كذراع إيرانية في سياسة المحاور في المنطقة وفي أتون الصراع مع أميركا. ألا يصل إلى مسامع دياب أنّ مَن كانوا يوماً يُصنّفون في خانة القوى السيادية ارتأوا أن يقفوا متفرجين على المواجهة الدائرة بين واشنطن وطهران على الساحة اللبنانية، إما لأنهم غير راغبين أو غير قادرين على الانخراط في نزاع داخلي سيُعيد البلاد إلى حرب أهلية جديدة، بينما الحلول هي ذات طبيعة إقليمية ودولية؟
ثمة غرابة أن يتلذذرئيس الحكومة بأخبار يُسرّبها حيناً عن كيفية إهانته لسفيرة الدولة العظمى التي يتوق إلى دعمها، وأن ينتشي بانتقادات يوجهها حيناً آخر إلى سفير المملكة العربية السعودية التي هي «المفتاح للدول العربية والشقيق الأكبر للبنان»،وفق تعبير المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم من دارة السفير السعودي وليد بخاري. والاستهجان يصل إلى غلو دياب في اتهام مسؤول حزبيبـ»الخيانة الوطنية» لإقناعه دولاً عربية لديها رغبة بمساعدة لبنان بألاًّ تُقدّم أي مساعدة. أراد زعيم المستقبل سعد الحريري من ردّه القول بأنه المستهدف، ولكن ألم يفطن رئيس الحكومة بأن الدول العربية تسير بموجب سياسات يحددها قادتها ومصالحها وعلاقاتها وتحالفاتها؟ وأن عليه أن يسأل عن علاقته بهذه الدول وبممثليها في لبنان، وعن نظرتهم إليه وإلى حكومته وإلى العهد برمته وإلى الراعي الأكبر لكل هذه المنظومة. أَوَلَم يَسُرّ له أحد ممن رافقوا حكومتيّ الحريري الأولى والثانية في عهد ميشال عون أن الرياض تحديداً سجَّلت الكثير من الملاحظات على «الابن المدلّل»،واعتبرت أنه قدَّم تنازلات أضرَّت به وبالمصلحة اللبنانية؟
فالوصفة التي من شأنها أن تضع لبنان على سكّة الإنقاذ يُدركها جيداً رئيس الحكومة، وقد سمعها من الممثلين الدوليين في مجموعة دعم لبنان ومن الدول المانحة في مؤتمر سيدر ومن القيّمين على صندوق النقد، وهي تتمثل بعنوانين أساسيين: أولهما، الإصلاحات التي لا تزال السلطة الحاكمة اليوم تناور وتعاند في الذهاب إلى خطوات ملموسة ترسل إشارات إيجابية عن الرغبة في سلوك هذا الدرب. وثانيهما، اعتماد سياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، وهذا عنوان يُطرح اليوم تحت مسمى «الحياد» أو «التحييد» ويتبلور معه أكثر فأكثر الانقسام اللبناني حوله بين معسكرين، يدعو الأول إلى اعتماده نهجاً حيال سياسة المحاور التي تتحكّم بالمنطقة، بما يُخرج لبنان من حال الحصار المفروض عليه ويُعيد امتداده الطبيعي مع محيطة العربي وشبك علاقاته التقليدية مع الغرب، فيما يرى المعسكر الآخر المتأطر في محور إيران أن المطالبة بالحياد هدفها إضعاف لبنان، ويُدرك «حزب الله» أنه المستهدف من هذا الطرح في هذا التوقيت حيث المواجهة على أشدها بين الولايات المتحدة وإيران، والتي يُشكّل لبنان ساحة من ساحات المواجهة لطهران وورقة ثمينة في يدها.
فلا الإصلاحات ستشق طريقها بيسر ما دام راعي الحكومة يعتبرها جزءاً من أدوات محاصرته في ظل العقوبات المفروضة عليه، ولا النأي بالنفس أو الحياد سيلقى قبولاً وتأييداً ما دام في مقدور «حزب الله» ضمان بقاء العهد على موقفه المؤيّد لمشروعه الاستراتيجي في المدى المنظور. وبانتظار تطورات كبرى سيبقى رئيس الحكومة يُبحر في عالم آخر.
"النهار": أين "الوطن الرسالة"؟
كتب الياس الديري في "النهار": أين "الوطن الرسالة"؟
الآن بدأت ملامحٌ من نتائج ما حصل تظهر تباعاً. وعلى هذا الأساس يمكن القول بالنسبة إلى الوضع اللبناني: مكانك ترقدي أو تستريحي. فتفاصيل المسألة المُعقّدة تبدأ من حيث انتهت حتّى الآن. وبما نشرت من عجائب وغرائب، فضلاً عمّا لا يزال في رعاية الغموض والالتباسات، مع أنّ المثل يقول لنا إنّ المكتوب يُقرأ من عنوانه.
بصورة عامّة وبسيطة في تفاصيلها، تكوّنت لدى جميع القريبين كما البعيدين أفكار لا بأس بها تجعلهم يُكوِّنون فكرة شاملة عمّا أصاب لبنان. كما بات الشرق والغرب على علم ووضوح بكل ما أُصيب به "الوطن الرسالة".
هنا، ندخل في بعض التفاصيل التي لم تعد من أسرار الآلهة. إذا لم يُبادر الذين يتحكّمون بالقرارات "الدقيقة" إلى الموافقة على اقتراح البطريرك بشارة بطرس الراعي، فعبثاً تُحاولين يا فوتين. وعبثاً يُحاول من يسعى إلى انتشال هذا اللبنان اليتيم حقّاً من الانزلاقة الصادمة، فما من حلول تجد جواباً.
وغالب الظن أنّ المسألة ستتّجه صوب المزيد من التعقيدات، سواءً بخصوص "الحياد" الذي سيُلاقي عراقيل جاهزة، أو بما يُماثله في صدد الوضع الشامل بكل انزلاقته الماليّة التي لم يسبق للبنان أن عرف مثلها حتّى إبّان حروب بوسطة عين الرمّانة، وطوال 15 عاماً.
وهنا يجوز لنا أن نطرح سؤال الأستاذ غسّان تويني: لبنان إلى أين من هنا؟
الذين حملنا إليهم بعض الأسئلة بصورة عامّة وخاصة، وهم من قُدامى المراجع الموثوق بهم، كانت إجاباتهم تتشابه تقريباً، وفي اتجاه واحد.
وفي الخلاصة ترجِّح التحليلات أنَّ من أوصل لبنان إلى ربوع التشرُّد المالي الإفلاسي، وعلى النحو الذي حصل، لا يعقل أن يُسهِّل المرور لاقتراحات حكيمة مثل اقتراح البطريرك الراعي. لقد انهارت الجمهوريّة الفريدة من نوعها بالنسبة إلى مُحيطها على الأقل، حتّى إنّها ذهبت مثالاً ونموذجاً.
كيف لا والجمهوريَّة اللبنانيّة، التي تمتدّ على عشرة آلاف وأربعمئة واثنين وخمسين كيلومتراً مربّعاً، تضمّ بجوانبها ثماني عشرة طائفة. ومن دون أي التباس، بل كالسمن والسكَّر. وعلى مدى أعوام. ومن دون شرح يطول الآن في هذا الصدد، كون حنفيّات الهجرة عادت تجود بما عندها من شبّان وشابات أيضاً.
قد يكون الحق مع الذين يقولون إنّ ما كُتب قد كُتب، أمّا الباقي من التفاصيل. والحقيقة الراسية الآن على الضفاف والشواطئ تظهر توقُّعاً قديماً لما حصل أخيراً، ولما جرف لبنان بكل هذه الاندفاع الذي لا يختلف عن الحقد والثأر.
هذا الكلام كلّه لا يصبُّ في خانة أي جواب عن الأسئلة المصيريَّة، كون المؤشِّرات التي بدأت تنتشر تصرُّ على منح التطوُّرات "الجديدة" مُهمّة "التمهيد". إلّا أنّ ذلك لم يعد يُقدِّم أو يُؤخِّر.
كما يكون من المُفيد المُدهش أن يعمل الجميع، بمن فيهم الذين يتفرّجون عادة، على إصلاح ما أفسده الفاسدون واسترجاع ما خسره لبنان خلال هذه المرحلة السوداء، وإبقاء "الوطن الرسالة" في موقعه، مع حلّته المميَّزة، وصفاته التي كانت تشدُّ الناس من أقصى القارات الخمس إلى حيث الدنيا هي الجنّة التي كثُرت الأحاديث حولها.
مع الأسف الشديد، لم يبقَ للناس من ذلك اللبنان سوى الذكريات.
"النهار": هل يكون مصير دعوة بكركي للحياد كمصير "إعلان بعبدا"؟
كتب اميل خوري في "النهار": هل يكون مصير دعوة بكركي للحياد كمصير "إعلان بعبدا"؟
يبدو أن مصير دعوة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى حياد لبنان قد يكون مصيرها كمصير الدعوة إلى "لا شرق ولا غرب" في عهد الرئيس الشيخ بشارة الخوري ومصير "إعلان بعبدا" في عهد الرئيس ميشال سليمان.
أن ضغط النفوذ البريطاني في عهد الرئيس الشيخ بشارة الخوري لضم لبنان إلى جامعة الدول العربية اعتبره فريق من اللبنانيين مخالفاً لمقولة "لا شرق ولا غرب"، لأن لبنان سيكون عند التصويت في اجتماعات الجامعة مع طرف ضد طرف. فعاد الانقسام في لبنان بين من هم مع الشرق وبين من هم مع الغرب لا بل بلغ الانقسام حد الانحياز بين "شرق شرق وغرب غرب".
وخالف "حزب الله" "إعلان بعبدا" في عهد الرئيس ميشال سليمان بتدخله عسكريّاً في الحرب السوريّة دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد المُثير للخلاف الحاد داخل لبنان. وها إن دعوة البطريرك الراعي إلى حياد لبنان تواجه شرط توافق كل مكوّنات لبنان عليها وهو توافق بعيد المنال في الظروف الراهنة خصوصاً أن لإيران نفوذاً فيه وفي عدد من دول المنطقة ولا مصلحة لها في أن يتخلّى الحزب عن سلاحه، وهي في حاجة إليه تنفيذاً لسياستها التوسُّعية في المنطقة، وترى أن لا معنى لحياد لبنان فيما إسرائيل لا تزال تحتل جزءاً من أراضيه، ولكي يكون للحياد معناه يجب أن تنسحب اسرائيل من هذه الأراضي وعندها يصير توافق على هذا الحياد.
لذلك يمكن القول أن لا تغيير في لبنان ما لم تغيّر إيران سلوكها، وتغيير هذا السلوك رهن بمصير الصراع الأميركي – الإيراني. فإذا انتهى بغالب ومغلوب فسيكون للمنطقة وجه آخر غير وجهها اليوم وإذا انتهى الصراع بتسوية، وكان لكلّ طرف حصّته منها فلا أحد يعرف كيف ستُوزّع هذه الحصص وحصة من سيكون لبنان؟!
لذلك لا بُدّ من انتظار مصير الصراع الأميركي – الإيراني لمعرفة مصير لبنان لا بل مصير المنطقة أيضاً، فالاستقرار السياسي والأمني والإقتصادي في لبنان والتوازن الداخلي الدقيق منه لن يتحقَّق إلّا بالحياد في حين أن الانحياز يزعزع الاستقرار، ويحلّ بهذا التوازن الدقيق سياسيّاً وطائفيّاً وما يمكن قوله هو أن لا تغيير في لبنان ولا في المنطقة ما لم يعرف مصير الصراع الاميركي الإيراني ولمن ستكون الغلبة فيه... أو كيف ستكون التسوية إذا كان لا بُدّ منها ولا يكون فيها غالب ومغلوب. فعلى لبنان إذاً الانتظار الذي كان دائماً سيّد كل موقف في الأزمات، إلّا إذا فرض الخارج الحياد كما فرض اتفاقات القاهرة والطائف والدوحة.
"الديار": تحييد لبنان مدخل لإنقاذه
كتب فؤاد أبو زيد في "الديار": تحييد لبنان مدخل لإنقاذه
زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي قصر بعبدا ولقائه رئىس الجمهورية ميشال عون، يفترض ان تكون بين رجلين لا ثالث معهما، لبحث نداء هام اطلقه الراعي للرئىس عون، وللامم المتحدة، وللدول الصديقة والشقيقة، لتحرير الشرعية من جهة، والمساعدة على تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة، لكن ما تمّ تسريبه عن هذا اللقاء يشي ربما بأن احدا ما كان في الاجتماع، وسرّب بعضا مما دار بين الرجلين، او ان ما نسب الى الرئيس عون دعوته بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الى عدم استفزاز حزب الله هو غير صحيح ومفتعل وهدفه زيادة التوتر على الساحة اللبنانية وبالتالي يفترض بالقصر الرئاسي وببكركي توضيح الامر لأن ما نقل عن الرئىس عون اذا كان صحيحا ليس بالامر البسيط والسهل، فهو اعلان غير مباشر لرفض تحييد لبنان حتى ولو كانت اكثرية الشعب اللبناني التواقة الى اعادة لبنان الى حالة الهدوء والسلام والاستقرار ترغب بتحييد لبنان واذا اقتضى الامر لماذا لا يعدّل الدستور ويطرح الامر على الشعب في استفتاء حرّ، وللتذكير ان الرئىس عون كان دائما يطالب بإجراء استفتاءات في القضايا المصيرية التي يواجهها لبنان.
لم يعد مقبولا ابدا ان تهمّش الناس وان تكبت الاصوات خصوصا عندما يكون المطلب يصبّ في مصلحة لبنان ومصلحة جميع اللبنانيين دون استثناء احد اما القول بأن لا تحييداً بوجود «اسرائىل» فهو كلام حق يراد به الباطل لان لبنان والبطريرك الراعي لا يمكن ان يكونا حياديين بالنسبة الى الحق الفلسطيني، ولا يمكن ان يقبلا بوجود دولة «اسرائىل» ولكن لبنان غير قادر وغير منطقي وغير طبيعي ان يتحمل هذا العبء وحيدا ومن حق شعبه ان يعيش الحياة الطبيعية التي يعيشها غيره ولو ان الحكومات التي تعاقبت منذ عقود، وكانت بمعظمها غير حيادية، قدّمت للبنان غير الدماء والدموع والدمار والهجرة، كان يمكن القول ان نداء البطريرك الراعي في غير وقته ولا قيمة له، ولكن في وضع لبنان الحالي التعيس، هناك امكانية كبيرة ان يكون تحييد لبنان خطوة ايجابية واساسية في انقاذ لبنان من الانهيار الشامل، على يد اشقائه واصدقائه وايدي الشعب اللبناني.
الجامعة العربية: الوضع في لبنان خطير.. ومشكلتكم "حزب الله"
أضاءت الصحف على موقف مفاجئ للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي ذهب الى التحذير من أن "الوضع في لبنان خطير للغاية، ويتجاوز كونه مجرد أزمة اقتصادية أو تضخماً"، معتبراً أنها "أزمة شاملة لها تبعات اجتماعية وسياسية خطيرة، ويمكن وياللأسف أن تنزلق الى ما هو أكثر خطراً". وأعرب عن تخوّفه من أن "يتهدّد السلم الأهلي في البلاد، بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي يتعرّض لها اللبنانيون".
وقال في حديث إلى "وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية: "إن نصف اللبنانيين الآن يعيشون تحت خط الفقر، ويقبع الربع تحت خط الفقر المدقع، وهو وضع مقلق للغاية في بلد له تركيبة خاصة نعرفها جميعا، لذلك فإنني أتفهم تماماً معاناة اللبنانيين وأتألم لما نشاهد ونقرأ عنه من مآس اجتماعية، كانتحار مواطنين بسبب الفقر وعدم قدرتهم على تلبية حاجات أبنائهم الضرورية".
وأضاف: "أرجو بكل صدق أن تستشعر الطبقة السياسية هذه المعاناة غير المسبوقة، لأنني حتى الآن لا أرى أن رد فعل الطبقة السياسية في مجملها على الأزمة يعكس ما كنا نأمله من استشعار للمسؤولية الوطنية أو الإدراك الكافي لخطورة الموقف الذي يواجه البلد، فما زال هناك تغليب للمصالح الضيقة على مصلحة الوطن، وهو ما يعمّق الأزمة".
ووجه نداء إلى الدول والهيئات المانحة "ألا يُترك اللبنانيون وحدهم في هذا الظرف الصعب"، مؤكداً أنه "لا بد من أن يكون هناك حل لإنقاذ الوضع الاقتصادي، لأن تبعات ما يجري ستطاول الجميع في لبنان وخارجه".
ونقلت مصادر مطلعة على حقيقة الموقف العربي من لبنان لـ"نداء الوطن" أنّ "المشكلة المحورية التي يعاني منها اللبنانيون حالياً تكمن في إمساك "حزب الله" بمفاصل السلطة الرسمية في البلد، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التعاطي العربي، لا مع العهد العوني ولا مع حكومة حسان دياب، سوى من هذا المنظار، فالكل يعلم أنّ رئيس الجمهورية كان عملياً مرشح "حزب الله" للرئاسة الأولى، وكذلك دياب أثبت بأدائه أنه رئيس حكومة يديرها فعلياً الحزب والتيار الوطني"، وعليه، تابعت المصادر: "من المستغرب أن تكون الأسرة العربية مطالبة بتقديم يد العون لنظام لبناني يحكمه حزب لم يترك ساحة عربية إلا وخرقها واخترقها وقاتل ودرّب وشكّل الخلايا فيها، فكيف يمكن مطالبة المملكة العربية السعودية بمساعدة من لم يترك وسيلة سياسية وإعلامية وعسكرية إلا ودعم فيها الحوثيين الذين يقصفون الرياض، وكيف يُطلب على سبيل المثال من دولة الكويت أن تقدّم المليارات لبلد لم يقدّم لها حتى الساعة مجرد أجوبة حول ضلوع "حزب الله" بما بات يُعرف بـ"خلية العبدلي" التي كانت تستهدف الأمن الكويتي الداخلي؟ وقبل يومين فقط تم اكتشاف خلية جديدة أخرى لتبييض الأموال في الكويت متهم فيها عناصر تابعة لإيران والحزب".
ورداً على سؤال، أجابت المصادر لـ"نداء الوطن": "لم تعد تجدي لا المجاملات ولا المناورات، والأمور لا بد أن تقال بأسمائها من اليوم فصاعداً، أحد أبرز الشروط العربية هو وقف "حزب الله" لأعماله العدوانية التي تطال دول المنطقة، فالدول العربية حريصة طبعاً على لبنان وشعبه، وهي من منطلق حرصها هذا ترى ضرورة بسط السلطات الشرعية سيادتها على أراضيها وعلى سياساتها الخارجية، لكن بطبيعة الحال لا أولوية تتقدم على أولوية الدول العربية في تحصين استقرارها الداخلي في مواجهة محاولات "حزب الله" زعزعة هذا الاستقرار... على أمل أن تكون الرسالة وصلت إلى "حزب الله" وإلى كل من يعنيهم الأمر في لبنان".
"نداء الوطن": وادخلوا الخليج من أبوابه...
كتب محمد نمر في "نداء الوطن": وادخلوا الخليج من أبوابه...
لا تحيد المملكة العربية السعودية عن قناعتها في دعم الشعوب العربية وفي مقدمها لبنان، ولكن ليس كيفما اتفق، انما لرفع الظلم عن اللبنانيين من الأقربين قبل الأبعدين.
الرسالة السعودية واضحة للبنان ولا تحتمل أي تأويل: "عندما تكون الحكومة اللبنانية مستقلة بقرارها السيادي والعروبي فإن المملكة والمجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي ستقف إلى جانب لبنان". موقف ثابت حاول العهد الذي يقوده "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" خرقه بدخول الدول العربية من النافذة، فأعادت الكويت تصويب البوصلة نحو الباب بزيارة للواء عباس ابراهيم إلى اليرزة، خارجاً من منزل السفير السعودي في لبنان بجملة رسائل محلية واقليمية، يمكن وضعها في الاطار التحليلي الآتي:
أولاً: لا يمكن فتح اي قناة بين لبنان والدول العربية من دون جواز سفر سعودي، وقالها ابراهيم من اليرزة "السعودية مفتاح الدول العربية".
ثانياً: إن المملكة ثابتة في موقفها تجاه الحكومة اللبنانية التي يسيطر على قرارها "حزب الله"، وكان هذا واضحاً بأن السفير السعودي استقبل موفداً مكلفاً بجولته من قبل العهد، لكنه لم يزر او يستقبل حتى اليوم ممثلاً لرئيس الجمهورية أو الحكومة، كوزير الخارجية ناصيف حتيّ الذي يشاهد ابراهيم متنقلاً من دولة إلى أخرى من دون أن يظهر تدخلاً أو تهديداً بالاستقالة أقله. ذنبه أنه وزير للخارجية في حكومة العزلة العربية والدولية.
ثالثاً: من يَعُد إلى أرشيف العلاقات اللبنانية – السعودية، يستنتج أن سياسة المملكة قائمة على أن ينعم الشعب اللبناني بدولة تحافظ على مقدراته، وبالتالي: لا يمكن للسعودية أن تقف إلى جانب حكومة تجوّع شعبها، وتغرقه بالنفايات والظلمة، لا يمكن للمملكة أن تقدم دعماً لعهد يعيش على المحاصصة وخطف ثروات اللبنانيين تحت حجج طائفية.
رابعاً: لم تتوقف السعودية عن مساعدة اللبنانيين في هذه الأوضاع الحرجة، ومن يطّلع على نشاط مركز الملك سلمان للاغاثة، يستنتج ان مساعدته وصلت إلى أقصى الشمال والجنوب، وآخرها مساعدات إلى قرى لبنانية حدودية مع فلسطين المحتلة. وبالتالي المساعدات الغذائية التي تطلبها الحكومة هي أساساً تصل عبر مركز "الملك سلمان" إلى منازل اللبنانيين، أما "الفيول" فمن المبكر الحديث عنه.
جولات اللواء ابراهيم وضعته في موقع "وزير خارجية" والتحركات السياسية والديبلوماسية طوال الأسابيع الماضية وحتى اليوم، تضع الديمان بمثابة "قصر بعبدا" و"بيت الوسط" بمثابة "السراي الحكومي"...
فهل يخرج أولياء الحكومة من حالة "الانفصام"... وإلا فإنهم يخرجون عن الإجماع العربي في دعم شعوب المنطقة العربية ضد الأنظمة والحكومات الجائرة و"المارقة" التي تبيد شعوبها لإطالة عمرها.. ويبقى بشار الأسد نموذجاً!
"الديار": لبنان في دائرة الخطر لانكشافه أمام أيّ حدث إقليمي
كتب فادي عيد في "الديار": لبنان في دائرة الخطر لانكشافه أمام أيّ حدث إقليمي
لا زالت الأوضاع السياسية والإقتصادية تدور في حلقة مفرغة، لا بل ثمة أجواء تؤشّر إلى أن البلد يتّجه نحو رفع منسوب التصعيد السياسي، وهناك مخاوف من حصول أحداث وإشكالات أمنية، وربما اغتيالات وفق تقارير مستقاة من مراجع أمنية محلية وخارجية، حتى أنه لوحظ أن بعض الزعامات والقيادات السياسية اتخذت في الأيام الماضية تدابير مشدّدة واحترازية، معلّلة هذه المخاوف بعدم التوصل إلى أي حلول سياسية لإنقاذ البلد من أزماته، إلى الفراغ القاتل الذي يجتازه لبنان والمنطقة، ربطاً باستحقاقات داهمة ومفصلية تتمثل بالإنتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين المقبل، وهذا ما ينسحب على وضع المنطقة بشكل عام، وتحديداً الملف السوري، حيث المفاوضات الأميركية ـ الروسية متوقفة، وما يجري حالياً إنما ينحصر في بعض الأمور اللوجستية، لكن الحل الشامل، أو إعادة هيكلة الوضع السوري جيوسياسياً، فذلك لن يحصل قبل الإنتخابات الأميركية، وهذا ما ينسحب على الملف الأميركي ـ الإيراني، إضافة إلى المفاوضات بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا.
وبناء على هذه المعلومات والأجواء السائدة حالياً، فمن الطبيعي أنها ترتد على الداخل اللبناني، وتقتصر حركة العواصم الدولية على النظر للبنان من زاوية مواصلة الدول المانحة تقديم المساعدات الغذائية والصحية والتربوية على خلفية وجود أكثر من مليون نازح سوري في لبنان، ودون ذلك، ليس هناك أي توجّه دولي لإنقاذ لبنان من التفليسة المالية التي وصل إليها، والظروف المحيطة باللبنانيين على خلفية الجوع والفقر والقلق من حصول فوضى اجتماعية نتاج الحالة الإقتصادية المهترئة.
وتضيف المعلومات نفسها، لافتة إلى أن الحراك الذي يحصل حالياً على الخطين الأوروبي والخليجي قد يؤدي إلى أقل من تسوية سياسية، كي لا تفلت الأمور في لبنان إلى حد إشعال حرب جراء الوضع الإجتماعي الذي ولّد حالة يأس عند الغالبية من اللبنانيين، وبالتالي، تؤكد أكثر من جهة سياسية متابعة، بأن هذا الحراك لن يتعدّى السعي للحفاظ على الإستقرار في لبنان، أما دعمه وإنقاذه من الإنهيار المالي وإعادة انتظام مؤسّساته الدستورية والإدارية وكافة القطاعات، فذلك لن يكون هذا الصيف، وربما ما بعد الإنتخابات الأميركية، حيث تكون قد تبلورت السياسة الخارجية للإدارة الجديدة، أكان تمكّن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب من البقاء في البيت الأبيض، أم فاز جو بايدن، وعليه، فإن هذه السياسات لن تتبلور قبل ثلاثة أشهر من ولاية الرئيس الأميركي الجديد وفق التقليد المتبع في البيت الأبيض من خلال رسم سياسة شرق أوسطية جديدة.
ويبقى أن المعلومات المشار إليها من قبل المواكبين لهذا المسار، تؤشّر إلى بقاء لبنان في دائرة الخطر الدائم، وخصوصاً مع مواصلة الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي وتفاقم الخلافات السياسية، وما بينهما من استحقاقات داهمة على غير صعيد، فكل ذلك يبقي الساحة المحلية عرضة لأي تطور سياسي وأمني، ويعتبر ذلك انتظاراً ثقيلاً للإستحقاقات الدولية، ومن خلال هذا الفراغ، فإن البلد عرضة لكل الإحتمالات كونه مكشوفاً على أي حدث إقليمي وأمني، وهذا ما يثير الهواجس من أن يدفع لبنان من جديد فاتورة الصراع الإقليمي الحاصل جراء انخراطه بسياسة المحاور، على الرغم من أن البعض ممن يتواصلون مع سفراء دول كبرى، يؤكدون بأن القرار الدولي للحفاظ على استقرار لبنان، أي منع حصول حرب لا زال ساري المفعول.
"الأخبار": رسائل أميركيّة - فرنسيّة - خليجيّة إلى لبنان: ضغوط واشنطن لن تتراجع
كتبت هيام القصيفي في "الأخبار": رسائل أميركيّة - فرنسيّة - خليجيّة إلى لبنان: ضغوط واشنطن لن تتراجع
ثلاثة مواقف تبلّغتها المراجع الرسمية في غضون أيام قليلة، صادرة عن الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج وفرنسا، وخلفها دول أوروبية معنيّة بالوضع اللبناني. أبلغت واشنطن عبر دوائرها الدبلوماسية في بيروت وواشنطن، أن لا قرار أميركياً جديداً في شأن لبنان. سبق للإدارة الأميركية أن أبلغت الأمر نفسه قبل مدة، ولم يطرأ أي تغيير عليه، وهي لن تتراجع عن موقفها المتشدّد تجاه حزب الله وأن الكلام عن تهدئة آنية ليس في مكانه، بل هناك ضغط تصاعدي يتعلق بالحزب. والسؤال عن انعكاس هذا الموقف على الشعب اللبناني برمّته، لا يُقابل إلا بإعادة التأكيد على الموقف ضد حزب الله وأن البديل حكومة جديدة مستقلة عن القوى السياسية كافّة. في موازاة ذلك، جاء الموقف الخليجي، غير المحصور بما عبّرت عنه الكويت وقطر بشأن المساعدة المالية، وقبلهما السعودية، بل إنه تبلور بصورة أكثر وضوحاً لجهة أن أي مبادرة خليجية، مهما كان شكلها وحجمها، لا يمكن أن تتم إلا بالتنسيق مع واشنطن. وحالياً الموقف الأميركي معروف، ولا ضرورة لهذه الدول حتى أن تسأل واشنطن عن إمكان دعم لبنان. وتبعاً لذلك لن تكون هناك أي مساعدة - سواء وُعِد بها لبنان أم لم يوعَد - ما دام المسؤولون عن ملفه في الخارجية الأميركية تحديداً لم يعطوا أي ضوء أخضر. ومن المستغرب أن يتوجه لبنان إلى هذه الدول طلباً للمساعدة، فيما هو يعرف تماماً حقيقة الموقف الأميركي والخليجي منه. أما الموقف الفرنسي الذي بات معروفاً، فقد زاد من حدّته شكل زيارة وزير الخارجية جان ايف لودريان إلى بيروت. المعطى الأساسي بعد اطّلاع فرنسا على المواقف الرسمية للسعودية، ومن ثم لقطر والكويت، أن أي تحرك فرنسي لم يعد طارئاً. يضاف إلى ما تقدّم أن فكّ الاشتباك الذي كان يعوَّل عليه بين واشنطن وحزب الله لم يحصل، رغم ارتفاع منسوب الكلام عن احتمالاته. وتحوّل زيارة لودريان إلى محطة في جولة إقليمية، هدفها إبلاغ المسؤولين في بيروت، وجهاً لوجه، ما سبق أن قاله علناً وما نُقل أيضاً عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وفحوى الجو الدولي والعربي تجاه لبنان.
والمفارقة في كل ما سبق أن «التبليغات» الثلاثة على حدّتها، قوبلت في لبنان على مستوى رسمي بالتجاهل، ليس من باب رفض هذه الرسائل، مع أن لبنان هو الذي سعى بنفسه إلى طلب الحصول على المساعدة من هذه الدول، بل من باب التقليل من خطورتها. رغم أنه للمرة الأولى تتبلور بهذا الوضوح، وفي فترة زمنية قصيرة، مواقف حاسمة من الأزمة الراهنة. لكن المراجع الرسمية لم تتعامل معها على مستوى خطورتها وجديتها، وسط رهان على أنها مؤقتة، وأن هناك من لن يسمح بانهيار الوضع اللبناني والمسّ باستقراره. وهذا الأمر يتعمّم حتى على بعض القوى السياسية التي تحاول الإمساك بالأزمة من المكان الذي يلائمها، فتحولها إلى مناسبة للكيدية وتصفية حسابات أمام دوائر دبلوماسية عربية وغربية لغايات محلية صرف، من دون الأخذ في الاعتبار أن متغيرات حقيقية قد حصلت في سياسة هذه الدول بهذا الشكل الصارم، ليس في ما يتعلق بحزب الله فحسب، كموقفَي الرياض وواشنطن، إنما أيضاً في الموضوع المالي والاقتصادي والفساد المستشري في مؤسسات الدولة وتحميل القوى السياسية كافة مسؤولية ما وصل إليه الوضع السياسي والمالي. فلبنان الرسمي، عهداً وحكومة (وهنا لا يتعلق الأمر بمقاربة حزب الله لهذه الرسائل)، يصرّ على غضّ النظر عن كل المعطيات السياسية المسؤولة عن الأزمة النقدية والاقتصادية، مع علمه بأن «مفتاحها سياسي» أولاً وآخراً، كما يصرّ على التعامل معها سواء في الاتصالات الدولية أو العربية، وكأنها مجرد أزمة مالية محلية تُعالج ببعض ترتيبات مالية من هذه الدولة أو تلك، وعبر هبات وودائع، ستنقذ الوضع، من دون أي اعتبار لما تعرفه هذه الدول من احتمالات تبخّر هذه المساعدات كما تبخّرت سابقاتها، فضلاً عن حقيقة الأزمة المالية والاقتصادية التي تحتاج إلى سنوات لمعالجتها حتى لو توفّر الغطاء السياسي الدولي. ولم تظهر إدارة الأزمة الداخلية، أمام الدوائر الدبلوماسية والدولية المعنية، بأنها على مستوى ما يفترضه الفقر والجوع اللذان يصيبان المجتمع اللبناني. حتى التعامل مع مفاوضات صندوق النقد الدولي يتم وكأنه تواصل مع أحد الصناديق المحلية الكثيرة. علماً بأن صندوق النقد، حين يتحدث عن أرقام وسياسة عامة، لا يفعل ذلك فقط من تلقاء ذاته، بل إن خلفه مجموعة دولية لها كلمتها في السياسة قبل أي قرار مالي. وما يجري من تجاذب بين القوى السياسية على مختلف اتجاهاتها، بالتكافل والتضامن مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وبين الأوراق التي قدمتها الحكومة، بات مفصّلاً على طاولة الدول المعنية بتقديم المساعدة. وما يقوله المدير العام لوزارة المال المستقيل ألان بيفاني، بمعلوماته ووثائقه أمام الرأي العام الدولي وفي المجالات الدولية المتخصّصة، وفي عالم دبلوماسي وإعلامي بات يعرف كل خفايا الفساد في لبنان، سلطةً سياسية ومصرفية، يتحول إلى كرة ثلج، تعجز عن مواجهتها تغطية السلطتين السياسية والدينية لحاكم مصرف لبنان والمصرفيّين ومقالات التبجيل لهم ولسياستهم التي تمعن في إفقار اللبنانيين. والمشكلة أن الحكم لا يزال يتعامل مع الرسائل الدولية بالأهمية نفسها التي يتعامل فيها مع خسارة اللبنانيين لأموالهم وأدويتهم وصحتهم وكرامتهم.
"النهار": لبنان "بوسطة" مُدمَّرة هل "تُصلَّح" أم تُستبدل "بفانات"؟
كتب سركيس نعوم في "النهار": لبنان "بوسطة" مُدمَّرة هل "تُصلَّح" أم تُستبدل "بفانات"؟
السياسيّون اللبنانيّون ولا سيّما منهم من كانوا مسؤولين ولهم علاقات جديّة مع الدول الكبرى المعنيّة والمُهتمّة ببلادهم فيها الكثير من الثقة المُتبادلة والصراحة والابتعاد عن الغشّ والتشاطر والرغبة في استشراف الوضعَيْن الإقليمي والدولي لمعرفة الاتجاه الذي سيسلكه الوضع اللبناني البادئ انهياره على كل صعيد، هؤلاء السياسيّون يلتقون أكثر من مرّة في السنة مع مسؤولين كبار في الدول المُشار إليها يتبادلون خلالها التحليلات والتوقُّعات وأحياناً المعلومات. أحد هؤلاء التقى منذ مدّة غير بعيدة مسؤولاً فرنسيّاً مُهمّاً فسأله الأخير بعد السلام والتحيّة رأيه في وضع لبنان المأزوم إلى أقصى درجة فكان جوابه الآتي: "لنشبّه لبنان بسيارة نقل ركّاب كبيرة، أي "بوسطة" باللّغة العاميّة استعملها مالكها أو الذين تعاقبوا على ملكيّتها مدّة طويلة جدّاً من دون أن يُبادروا إلى إجراء صيانة دوريّة لها، الأمر الذي جعلها مهلهلة وفي حاجة دائمة إلى "تصليح" وقطع غيار غير مُتوافرة لقِدَمِها كي تصمد إلى أن تنقل إلى مستودعات "الكسر". كما تعاقب عليها سائقون كثيرون بعضهم كان بارعاً في القيادة وبعضهم الآخر كان جيّداً في العناية بها وبعضهم الأخير غير خبير لا بالقيادة، ولا بالميكانيك، وأثَرُ ذلك على إدائها معروف. هذه "البوسطة" كانت تنقل ركّاباً مُكتملي العدد من منطقة جرديّة إلى الساحل. بعد مرور وقت غير طويل شعر سائقها أن هناك خللاً فيها (تقطيش مثلاً) فأبطأ سرعتها لكن ذلك أشاع القلق في نفوس الركّاب. وبعد مرور وقت آخر بدأ يشعر أن "الفرامل" فيها لم تعد تلبّيه كما يجب. فأوقفها إلى جانب الطريق وحاول استكشاف ما يجري ربّما لإصلاحه. لكنّه فشل في ذلك. وبعد مرور وقت ثالث عجز عن تخفيف سرعته التي زادت بسبب "الفرامل" فعمل المستحيل لإيقافها، ونجح في ذلك بعدما صدمها بـ"الجبل" الذي على يمينه لتخفيف سرعتها ثم وقفت وحدها بعد اصطدامها بصخرة كبيرة إلى جانب الطريق كما بشجرة مُعمّرة. طبعاً خاف الركّاب لكن السائق خاف أكثر فغادر "البوسطة". هنا قام راكب يعرف القيادة أو ربّما مارسها فـ"حرتق" في محرِّكها وكوابحها ثم اتّكل على الله وتابع السير وفي أصعب مرحلة "نزول"، ففقد السيطرة عليها و"تدهورت" فوصلت إلى الوادي بركّاب بعضهم مُصاب بجراح طفيفة وبعضهم الآخر بجراح خطيرة وبعضهم الثالث بدا أنّه انتقل إلى جوار ربّه أو أنّه في طريقه إليه". هنا سأله المسؤول الفرنسي: "ماذا حصل بعد ذلك؟". أجابه السياسي اللبناني: "كان أمام مالك البوسطة حلّان. الأوّل إخراج حُطام "البوسطة" في الوادي وإرسالها إلى "الكاراج" لـ"فحصها" ومعرفة إذا كان تصليحها مُمكناً. والتصليح في حالتها يعني إعادة صنعها من جديد أي بلغة أبناء المهنة: حدادة وبويا ومُحرّك جديد ودواليب أي تغيير كل شيء. طبعاً نادراً ما يقول صاحب كاراج أنّ التصليح مستحيل، وقليلاً ما يقول أن نجاحه لا يعني أن "البوسطة" عادت جديدة مئة في المئة أي "خْلَنْج". ولذلك على صاحبها أن يُقرِّر سواء جرّاء نصيحة صاحب "الكاراج" أو جرّاء إحساسه وعقله إمّا التصليح وإمّا إرسالها إلى "الكسر" وشراء واحدة جديدة بدلاً منها. فإذا اعتمد إعادتها إلى السير بعد إجراء اللازم لها يكون وضع نفسه وركّابها في حال دائمة من الخوف. أمّا إذا قرّر اقتناء واحدة جديدة فإنّه لن يلجأ إلى شراء "بوسطة" جديدة كبيرة لأسباب عدّة منها سعرها الباهظ ومنها ضيق طرقات لبنان وعدم حصولها على العناية اللازمة. كما لن يلجأ إلى ترك المهنة لأنّ عنده زبائن. وسائقها يكون أمام بديل واحد هو شراء ثمانية "ميني فان" أو "ميكروباص" تكفي لنقل زبائنه. لكنّ السؤال الذي يُطرح هنا هو: هل يشتري ميني فانا جديدة أو مستعملة؟ ولبنان اليوم في حال كهذه فدولته ونظامه سقطا بل ماتا وشبعا دفناً، وصار في حاجة إلى دولة جديدة وصيغة جديدة ونظاماً جديداً قد تكون الفيديرالية أو اللامركزيّة الفضفافة (8 ميني فان) واحدة منها. علماً أنّ ذلك لا يعني حلّ مشكلة لبنان لأنّ الميني فان الـ"مستعملة" تكون قابلة للتعطُّل أحياناً كثيرة على رغم تصليحها في استمرار. وعلماً أيضاً أن الجديدة قد تتعطَّل في سرعة بسبب الركّاب والسائقين وقلّة الإدراك وأحياناً الطمع".
إنطلاقاً من ذلك يتساءل المسؤولون المعنيّون من الأجانب أمام أصدقائهم من اللبنانيّين عن الوضع الحالي للبنان ومستقبله. والجواب عن هذا التساؤل هو أن محاولة "خنق" "حزب الله" ستستمرّ من قبل الولايات المتّحدة وحلفائها من العرب وعدوّتهم إسرائيل أو على الأقلّ إرهاقه بقوّة. طبعاً تُستبعد هنا الحرب الأهليّة إذ يكفي لتحقيق الهدف استشراء الفوضى على أنواعها وإن أسالت دماء على نحو مُتقطِّع والفقر وانحلال الدولة. وعندما يحين الوقت، علماً أنّه قد يكون طويلاً، اي عندما يُستنزف "حزب الله" ويصل إلى مقربة من الاختناق تستدرجه إسرائيل إلى حرب أو يجد نفسه هو مُضطرّاً إلى استدراجها إليها لإعادة جمع البلاد وشعبه وحتّى قسماً من أعدائه في مواجهتها كونها عدوّة الجميع. وستكون إذا حصلت حرباً طاحنة وأقسى بكثير من حرب تموز 2006 وأطول من حيث المدّة إذ أنّ الـ 33 يوماً لحرب 2006 قد تتضاعف، وأكثر ضرراً وبما لا يُقاس بشراً وحجراً ومؤسَّسات دولة وإن فاشلة. وبذلك تتخلّص إسرائيل في اعتقادها من الصواريخ الدقيقة والمُوجَّهة وغير الدقيقة. أمّا الأسلحة الأخرى فلا تهمّها كثيراً.
هل حرب كهذه مُمكنة؟ الكثيرون في الخارج والمحيط العربي لا يستبعدونها. والمراقبون الجديّون يعتقدون أن "الحزب" لن يستدرج اسرائيل إليها، وأن إيران لا تريدها الآن وأن حصولها أو عدم حصولها ينتظر انتخابات الرئاسة في أميركا والفائز فيها وسياسته وموقفه حيال إيران. وهم يعتقدون أيضاً أن حرباً كالمُشار إليها تُضعف "حزب الله" لكن شعبه ومُقاتليه سيقفون وسيعودون إلى دور داخلي قويّ، لكنّها تُنهي أعداءه في لبنان أو تضعفهم إلى حدٍّ كبير، علماً أنهم أساساً ضُعفاء.
"الشرق": لا تسامح ولا تعايش يعني لا عرب!
كتب عماد الدين اديب في "الشرق": لا تسامح ولا تعايش يعني لا عرب!
كل ما نشهده في المنطقة الآن من عنف ودماء هو نتيجة مؤامرة! نعم مؤامرة لكنها ليست خارجية بقدر ما هي مؤامرتنا نحن على أنفسنا! إنها حالة من «الانتحار الجماعي» لمجموعات من البشر قررت أن تستبدل العقل بالجنون، والتسامح بالكراهية والتعايش والإنسانية بالتصفيات الجسدية، والتفاهم الفكري بالإلغاء التام للآخر!
ومنذ أكثر من نصف قرن ونحن نعيش في منطقة يسودها العنف اللفظي، وخطاب الكراهية العرقي، القبلي، العنصري، الطائفي، المذهبي.
باختصار نحن نعيش في منطقة غاب عنها التسامح فاستحالت فيها أي صيغ للتعايش!
لا تسامح يعني لا تعايش، ولا تعايش يعني لا سلم أهلي، ولا سلام يعني لا استقرار، ولا استقرار يعني لا وطن، واللاوطن، يعني اللا شعب، واللا شعب يعني اللا دولة، واللا دولة وطنية يعني التقسيم والتشرذم والفوضى.
هكذا تضيع الأمم، وهكذا تنهار الحضارات، وكما يقول المؤرخ العظيم «أرنولد توينبي»: «الكراهية تعني الثأر، والثأر يدمر الحاكم والمحكوم إذا أصبح أسلوباً للحياة».
انظروا، كيف أدى الفكر القبلي العائلي، الطبقي، العنصري، الديني، الثأري، إلى بدء فتح ملفات قضية مذهبية عمرها 1400 عام في العراق.
انظروا كيف أدى ذلك إلى قتل أكثر من 600 ألف إنسان وإنسانة، ولجوء ونزوح أكثر من 12 مليوناً، وإعاقة أكثر من 3 ملايين، وخسارة نصف تريليون دولار من الأملاك والعقارات والبنية التحتية في سوريا.
انظروا إلى جنون الطائفة والمذهب والقبيلة والجهة والمنطقة في اليمن الذي أدى إلى اندلاع حرب مدمرة أكلت الأخضر واليابس في دولة تعاني من تحديات اقتصادية مخيفة.
نحن نعيش في زمن نعطي فيه لمعيار القبيلة والمنطقة والطبقة والطائفة والمذهب والجنس والعرق واللون الصدارة في قراراتنا وأسلوب حياتنا العامة والخاصة.
فاتنا، بل أغفلنا أو تغافلنا أن معيار ماهية الإنسان هي في حجم إنسانيته قبل أي معيار آخر.
كان أمية ابن أبي السلط يردد دائماً: «إذا كان أصلي من تراب فكل أرض الله بلادي وكل العالمين أقاربي».
من هنا لا بد دائماً أن نعلي قيم التسامح من أجل التعايش لنزع الغلو والعنف من نفوس العباد، ولنتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله من سفك دم بغير حق».
كان الإمام الشافعي يقول: «أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان».
نحن نعيش منذ سنوات سلسلة من الحروب استمرت أكثر من 62 عاماً على الأقل، ومازالت تدمر وتقتل حضارة من أقدم حضارات العالم.
وما يحدث الآن في ليبيا هو استمرار لهذا الجنون، وما كان قبل ذلك في الصومال ورواندا ومالي وتشاد ويوغوسلافيا السابقة وأفغانستان هو نقطة من بحر هذا الجنون القائم على اعتماد سياسات الثأر والكراهية والابتعاد عن التسامح والتعايش.
ولكن ماذا نعني بـ«التسامح» و«التعايش»؟
التسامح يأتي من السماحة، وهي إذا ما دخلت في شيء زانته وإذا خلت منه شانته.
التعايش يأتي من إحياء الأشياء والقيم.
نحن مجتمعات لم تعرف إشاعة التسامح في ثقافتها الوطنية، لذلك لم نتمكن من التعايش، فاستحالت الحياة وبدأت الكراهية والاقتتال والحروب الأهلية.
لذلك كله، كان مهماً جداً، وسابقاً لمدارس التفكير التقليدي أن تتأسس في الإمارات المتحدة ثقافة التسامح والتعايش، وأن يكون لها وزارة، ووزير، ومنهج، ورسالة ودور.
العقل التنفيذي الأول لهذه الوزارة هو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الذي كان أحد عناصر التنوير وتطوير التعليم منذ أن شغل منصب الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات عام 1976 وكليات التقنية العليا عام 1988 وجامعة زايد 1998 ثم وزيراً للتسامح منذ عام 2017.
يطبق الشيخ نهيان هذا التسامح عملياً، ويحقق منهج التعايش في حياته اليومية، فالرجل يؤمن بأنه لا قيمة لمبدأ لا يمارس عملياً، ولا لشعار لا يصدقه الواقع المُعاش.حينما تعامل مجلس الشيخ نهيان تتمنى أن كل مجالسنا وبيوتنا تكون مفتوحة العقل والقلب، مثل عقل وقلب صاحبه.
في مجلس هذا الرجل، ترى كاهناً مارونياً، وشيخاً شيعياً، ومفكراً بوذياً، ورجل دين هندوسياً، وراهبة بروتستانتية، وممثلاً للكنيسة القبطية في الإمارات.
في هذا المجلس ترى البسطاء وأصحاب الأعمال، ورجال الدين والمفكرين، والديبلوماسيين والساسة.
كل هؤلاء في مجلس واحد مجتمعون قبل وبعد صلاة الجمعة ويتناولون معاً طعام الغداء في سلام ومحبة وسكينة.
تحتوى الإمارات على أرضها أكثر من 83 ديانة وطائفة ومذهباً تمثل أكثر من 180 جنسية، لم نسمع يوماً عن مشاحنات أو مصادمات طائفية أو عنصرية بينهم، حتى لو كانت محتدمة إلى حد الاقتتال في بلادهم، لكنها لا تؤثر على علاقاتهم في الإمارات.
لماذا يقتتلون في بلادهم ويتسامحون ويتعايشون في الإمارات؟ لماذا لا يتقاتل المسلم والمسيحى أو السني والشيعي أو السيخ الهندي والمسلم الباكستاني؟
إن مصدر الاقتتال هو العنف، والعنف يبدأ من فكرة فاسدة جاهلة، إذا تم التعامل معها بعلم واستنارة وتسامح وحوار وتعقل تم القضاء على مستصغر الشرر قبل أن يتحول إلى نار تلتهم الأخضر واليابس.
الذين يتقاتلون في سوريا كبروا على سيادة طائفة حاكمة ضد الأخرى، دستور المظلومية الشيعية في العراق له جذوره التاريخية التي تمت تغذيتها في حكم البعث، والتميز القبلي في عهد القذافي هو أساس قوى لخلاف الشرق والغرب الليبي قبلياً ومناطقياً.
انظروا إلى لبنان، كيف تم تركيبه طائفياً منذ عام 1943 حتى تعلموا أن منطق الدولة الوطنية قد غاب عنه في التعليم والثقافة والإعلام، وحصص العمل والنظام الانتخابي والمحاصصة الطائفية في كل شيء وكل مجال.
وفي التعديل الحكومي الأخير أضيف إلى وزارة التسامح مسمى ووظيفة أخرى هي التعايش، بحيث أصبح وزارة التسامح والتعايش، ووزيرها المسؤول هو الشيخ نهيان بن مبارك.
من التجربة أصبح واضحاً أن التسامح لا يمكن أن يبقى حبيس شعار أو مبدأ، ولكن يجب أن ينطلق من كونه ثقافة وطنية تم إطلاقها طوال العام الماضي، حتى أصبح شعاره عام التسامح في الإمارات، إلى أن يصبح أسلوب حياة.
التسامح هو المصل الواقي من الكراهية، والتعايش هو الدواء من فيروس العنف القاتل.
يا عرب بدلاً من شراء أسلحة للقتل طوروا مناهج التعليم، وبدلاً من إطلاق قنوات تلفزيونية للتحريض بكافة أشكاله علموا الناس التسامح للتعايش.
إن الخلل العظيم في تفسير كل ما يحدث لنا في المنطقة العربية هو تفسير كل ما يحدث على أنه مؤامرة كونية كبرى!
نعم، هناك مؤامرة، ومؤامرات من الأتراك والإيرانيين والإسرائيليين، ومن الروس ومن الأمريكان، ومن العلمانيين والمتأسلمين، ومن الرجعيين والليبراليين، باختصار الجميع يتآمر على الجميع!
لكن ذلك ليس هو السبب الرئيسي لمصائبنا، ولكن يرجع إلى تحول المنطقة العربية، سابقاً، وحالياً، ولسنوات طويلة لأكثر مناطق العالم اليوم ظلماً وعدواناً، وفساداً، وقلة شفافية، واستبداداً، تمارس فيها كل أشكال العنف والطائفية والقتل على الهوية، ويعيش فيها المواطن حالة من الحرب الأهلية التي يمارس فيها الاقتتال بكافة المستويات.
ما أحوجنا نحن العرب إلى إشاعة التسامح وتخصيص جهات تنفيذية مدعومة بقوة لتحقيق ذلك. لماذا؟
تقول الإحصاءات إن نصف ضحايا الحروب والنزاعات في النصف قرن الأخير من العرب!
وتقول الإحصاءات، وحسب دراسة في جامعة واشنطن وجامعة جونز هوبكنز، إن سوريا والعراق واليمن ولبنان، بالإضافة إلى أفغانستان وإيران هي أكثر دول العالم في ضحايا الحروب الأهلية؟
المأساة والمؤلم، أن هؤلاء يجمعهم خط واحد أنهم عرب، شرق أوسطيين من دول إسلامية؟
إذن أين الخلل؟ لا يمكن أن يكون الخلل في الإسلام أو في الأديان؟
لم يبعث أي نبي أو رسول ممن حدثنا عنهم سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، والذين حصرهم في أكثر من 121 ألف نبي ورسول منذ بدء الخليقة، إلا وكان يدعو للتسامح والتعايش والإخاء والمساواة وحفظ النفس والمال والعرض والأوطان.
العيب ليس في الأديان، ولكن في بعض الجهلة أو أصحاب الغلو في الفكر. وليس العيب في الإسلام العظيم ولكن في بعض المسلمين الذين تبنوا الإرهاب التكفيري وأسموه ظلماً وبهتاناً الجهاد المقدس!
"نداء الوطن": المُكابرة والخِفّة تُغذّيان الأوهام
كتب وليد شقير في "نداء الوطن": المُكابرة والخِفّة تُغذّيان الأوهام
عاش بعض أطراف السلطة وأوساط "حزب الله" وهماً لم يدُم سوى بضعة أيام، بإمكان تجاوز التشدّد الأميركي والغربي والعربي عموماً، في الحصول على المساعدات المالية، وبأمل ألّا تتمسّك هذه الدول باشتراطها الإصلاحات الموعودة.
إستند هذا الوهم إلى فهم مبتور للتصريحات الأميركية والأوروبية بالإستعداد لتقديم المساعدة، وإلى تقدير بأنّ واشنطن وغيرها من الدول، "خافت" من "التوجّه شرقاً" من قبل الحكومة اللبنانية، بناء لما طلبه منها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، و"ارتبكت" من أن يتّكل لبنان على المساعدة الإيرانية، وأنها دخلت حلبة منافسة مع الصين وإيران لإرسال المساعدات إلى البلد، لأنّ نصرالله هدّدها بالويل والثبور. وزاد على المُكابرة والخِفّة في فهم الموقف الغربي، ما سرّبه رئيس الحكومة عقب لقائه السفيرة الأميركية دوروثي شيا، بعدما كان انضمّ إلى منطق القاضي مازح في "مزحة" منعها من التصريح وفي انتقاد تصريحاتها. فأوهامه بعد الزيارة تفتّقت عن تسريب أخبار حول "فتح صفحة جديدة بين الجانبين"، وعن استعداد واشنطن للدعم، فيما البحث تناول إعفاءات للبنان من تطبيق قانون "قيصر" للعقوبات على التعامل مع النظام السوري.
ذهب خيال البعض إلى تحميل التحرّك الذي قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي لا أوهام لديه، في الكويت ومع السفير السعودي وليد بخاري، وفي اتّجاه قطر، أكثر مما يحتمل، إلى حدّ انتظار ودائع بالمليارات، وتوقّع "تحسّن موقف دول عربية من الحكومة"، التي يتجنّب السفراء العرب لقاء رئيسها، فيما أخذ السفراء الغربيون يُجاهرون بأنّها فشلت في تحقيق وعد الإصلاحات. لم يلتقط هذا الوسط الواهم أنّ أقصى المساعدة في التصريحات الديبلوماسية هي المُتعلّقة بالمساعدة الإنسانية، المُختلفة عن الدعم المالي.
شوّهت هذه الأوهام مهمّة اللواء ابراهيم، الذي أطلق تحرّكه الإستكشافي عن نية إيجابية، وحمية وطنية أمام قصور من عليهم التحرّك مع الدول. وبالرغم من أنّ حركته حظيت بدعم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و"حزب الله" خصوصاً، فإن الأجوبة التي تلقّاها هي نفسها التي يسمعها الجميع في بيروت من السفراء ومن العواصم المعنية. أي أنّ المساعدات المالية للمساهمة في تصحيح الإقتصاد مُتوقّفة على تنفيذ الإصلاحات أولاً، وعلى اعتماد سياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، وخصوصاً من "حزب الله"، مع ما يُرتّبه ذلك من خطوات عملية، لم تعد تكفي معها البيانات، كما حصل العام 2017 حين عاد الرئيس سعد الحريري عن استقالته.
أضيف إلى هذا الجواب المزدوج تأكيد الكويت ما يعرفه الجميع باستثناء من ركب في رأسهم الوهم، عن أنّ قرار مساعدة لبنان مُرتبط بالموقف السعودي. ومع أنه لم تتسرّب معلومات عن الجواب القطري، فإن العارفين لا يتردّدون بالتأكيد أنه مرهون بالموقف الأميركي.
حتى جواب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على رسالة كان بعثها عون طالباً المساعدة، جرى تشويهه لتُبنى على أساسه أوهام أخرى. فالسيسي ربط مساعدة لبنان بالإصلاحات أيضاً، وبـ"إبعاد لبنان عن التجاذبات الإقليمية". الجواب هو نفسه أينما كان.
المسخرة تكمُن في أنّ رئيس الحكومة يستخفّ بعقول مسؤولين عرب، حين يُكرّر معزوفته بأنّ قيادات لبنانية تطلب من هذه الدول عدم مساعدة لبنان لإفشال حكومته، كأنّ هذه الدول تبني سياساتها على ما يطلبه سياسيون لبنانيون. أكثر المأمول من التحرك الحاصل بعض الفيول للكهرباء، وبعض المواد الغذائية.
شينكر: حكومة دياب لا تبدو جدية بشأن الإصلاحات وسلوكها لا يوحي بالثقة
أضاءت الصحف على سلسلة مواقف أطلقها خلال الساعات الأخيرة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر تؤكد المؤكد حيال نظرة واشنطن والمجتمع الدولي للوضع اللبناني، فهو إذ رأى في الحديث عن "مفاوضات" بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي توصيفاً فيه شيء من "المبالغة" باعتبار أنّ ما يجري راهناً هو كناية عن مجرد "محادثات لم تتطور لبلوغ مرحلة المفاوضات"، أعرب شينكر في ندوة إلكترونية عقدها مع حلقة ضيقة من الإعلاميين اللبنانيين عن أسفه لكون حكومة دياب "لم تبذل جُهداً يُذكر للمضي بالأشياء قدماً، ولعلّ ذلك نتيجةً لوجود ائتلاف من حلفاء "حزب الله" معارض بشدة للإصلاحات لأنها تقوّض قدرة الحزب على الاستفادة من المؤسسات المالية اللبنانية"، مشيراً في المقابل إلى وجود تناغم بين الموقف الأميركي والموقفين الفرنسي والبريطاني حيال الأزمة اللبنانية. وأضاف: "عمر الحكومة اللبنانية 140 يوماً ولكنها لم تقم بأي تقدم فعلي ملموس نحو تطبيق الاصلاحات أو اللجوء إلى برنامج من صندوق النقد الدولي، لا يبدو أنّ هذه الحكومة تشعر بأنها أمام حالة طوارئ"، لتبرز في سياق تطرق شينكر إلى كون حكومة دياب "لا تبدو جدية بشأن الإصلاحات وسلوكها لا يوحي بالثقة للشركاء الدوليين"، إضاءته على تعاطي هذه الحكومة مع ملف معمل سلعاتا للكهرباء من دون أن يسميه، مشيراً بكل وضوح إلى أنّ "الإصرار على 3 معامل للكهرباء هو لكي يتمكنوا من توظيف أصدقائهم والاستفادة مالياً من الموضوع".
"الشرق الأوسط": خطة الحكومة اللبنانية لإعادة النازحين السوريين تقوم على التنسيق مع دمشق
كتبت بولا أسطيح في "الشرق الأوسط": خطة الحكومة اللبنانية لإعادة النازحين السوريين تقوم على التنسيق مع دمشق
أقر مجلس الوزراء اللبناني مطلع هذا الأسبوع «ورقة السياسة العامة لعودة النازحين (السوريين)»، وهي أشبه بخطة لإطلاق عملية جماعية لإعادتهم تم حصرها بوزارة الشؤون الاجتماعية، بعدما تم تسجيل عمليات لإعادة النازحين رعاها أكثر من طرف في السنوات الماضية، ولم تحقق إلا عودة بضع مئات منهم.
وتعتبر الخطة أن «أحد أهم أركان نجاح العودة الآمنة للنازحين هو التعاون والتنسيق مع الدولة السورية، من منطلق أنها الجهة الوحيدة القادرة على تأمين الضمانات اللازمة لتحقيق العودة الآمنة للنازحين». وعليه تدعو لتشكيل لجنة لبنانية - سورية مشتركة (على أن تمثل وزارة الشؤون الاجتماعية الجانب اللبناني منها) تعنى بملف النزوح، وينبثق عنها لجان فرعية تقوم بالتنسيق فيما بينها.
وبينما يعتبر البعض أن موافقة الحكومة اللبنانية على التنسيق والتعاون مع سوريا أقله في هذا المجال من شأنه أن يعرض لبنان لعقوبات شتى، مع انطلاق تطبيق قانون «قيصر»، يستبعد آخرون ذلك باعتبار أن المفاوضات الدبلوماسية لا تعني تقديم دعم للنظام في سوريا.
ويشكل النازحون السوريون - بحسب الورقة التي تم إقرارها - ثلث سكان لبنان. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين نسبة إلى عدد سكانه؛ حيث تقدر الحكومة وجود 1.5 مليون لاجئ سوري. أما عدد المسجلين لدى المفوضية فلا يتجاوز885 ألفاً.
وترتكز خطة الحكومة على 8 مبادئ أساسية، أبرزها التمسك بحق النازح السوري في العودة ورفض التوطين، وأي شكلٍ من أشكال الاندماج في المجتمع اللبناني، وفق ما نص عليه الدستور اللبناني، وعدم الإعادة القسرية، وعدم ربط عودة النازحين بالعملية السياسية في سوريا. كما تذكر الخطة ترحيب الدولة السورية بعودة كافة السوريين، واستعدادها لبذل ما يلزم لتسهيل إجراءات هذه العودة، من خلال ترميم آلاف المدارس، والعمل على إعادة المؤسسات والخدمات وتأهيل البنى التحتية، وتأمين متطلبات مواطنيها، وإحداث مراكز إيواء مؤقتة، وتقديم مستلزمات العيش الكريم.
ويشير الدكتور عاصم أبي علي، مستشار وزير النازحين اللبناني، والمشرف العام على خطة لبنان للاستجابة للأزمة، إلى أن الخطة تقسم إلى 3 أبعاد، بُعد لبناني، وبُعد لبناني – سوري، وبُعد لبناني – دولي، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العودة الجماعية المنشودة ستتم على مراحل من دون إمكانية تحديد إطار زمني لها؛ خصوصاً أن عوامل كثيرة قد تؤثر عليها، أبرزها في المرحلة الراهنة وباء «كورونا» والأزمة (الاقتصادية) التي يمر بها لبنان.
ويؤكد أبي علي أن وزير الشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية الذي زار دمشق في مارس (آذار) الماضي وبحث ملف إعادة النازحين مع المسؤولين السوريين، لمس استعدادهم للتعاون، ولعل أبرز ما سمعه كان حول بناء شبكة أمان اجتماعية لاستقبال العائدين.
من جهته، يشدد رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية، الدكتور بول مرقص، على وجوب أن يجلس ممثلون عن الحكومة اللبنانية في أسرع وقت مع ممثلين عن وزارة الخزانة الأميركية، للحصول على استثناءات بما يتيح للبنان التوفيق بين مصالحه الحيوية وعدم التعرض للعقوبات. ويشير مرقص في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأجواء تشير إلى أن هناك توجهاً مماثلاً تمثل وبشكل أساسي في اللقاءات التي سجلت بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والسفيرة الأميركية في بيروت، كما بينها وبين رئيس الحكومة حسان دياب، مضيفاً: «التركيز في هذه الاجتماعات كان على استثناءات تطال القطاعات عموماً؛ لكن لا شك أن هناك مصلحة للبنان أن تشمل الاستثناءات ملف النازحين السوريين، باعتبار أن عودتهم مصلحة وطنية».
"الشرق": مخالفة "الطائف" أصبحت بدعة … وكل بدعة ضلالة
كتب عوني الكعكي في "الشرق": مخالفة "الطائف" أصبحت بدعة … وكل بدعة ضلالة
اللواء عباس إبراهيم رجل المهمات الصعبة، فهو من الرجال الذين حققوا معجزات لا ينكرها عاقل، في ملف «داعش»، الى جانب ملفات أمنيّة حسّاسة، نجح فيها بحنكته وحكمته المعهودة. لكن تحميله أعباء مستحيلة التحقيق، فأمر غير طبيعي يدعو الى الاستغراب وغير مقبول البتّة.
من حيث المبدأ، لا جدل في أنّ اللواء ابراهيم خير من يمثّل لبنان في قضايا خاصة تحتاج الى حلول سريعة ومحكمة، فالأمر هنا لا خلاف حوله، ولا أحد يمكن أن يعارض هذا الرأي الذي يحظى بإجماع منقطع النظير.
أما أن يتجاوز رئيس الجمهورية «الطائف»، ثم يقوم بإرسال ممثل له الى الدول العربية، فأمر غير مقبول، لأنه هذا الأمر يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء بعد بحثه وتمحيصه وإشباعه درساً. ويتساءل المرء: أين وزير الخارجية، أليْسَت هذه «وظيفته» الأساسية؟ أليْس هو المخوّل بالاتصال مع دول العالم؟ ثم أليْس هذا العمل هو من صلب وصميم عمله؟
إنّ تجاوز رئيس الجمهورية مجلس الوزراء «مجتمعاً» أمر غير مقبول هو الآخر.
أذكّر بأنّ هذه المخالفة، ليست هي المخالفة الوحيدة التي يقدم عليها فخامة الرئيس، إذ ان رفضه «الطائف» يوم كان رئيس حكومة، كلّف من الرئيس أمين الجميّل بإجراء إنتخابات، هذا الرفض مخالفة أيضاً، فالجنرال عون يومذاك لم يقدم على إجراء الانتخابات… وكان تكليفه سابقة في تاريخ لبنان لأنه قائد جيش أقدم على تشكيل حكومة عسكرية، وجاءت نكاية من الجميّل بسوريا بعدما فشل في إقناعها بالتجديد له أو حتى التمديد.
إنّ الجنرال عون يوم تسلم رئاسة الحكومة العسكرية فعل كل شيء، باستثناء ما كان يجب عليه فعله وهو إجراء إنتخابات تمهّد لقيام مجلس جديد يبشّر بفجر جديد للبنان.
ونعود الى قضية أخرى، هي أم المخالفات، انها قضية عدم التوقيع على التشكيلات القضائية بحجة «ملتوية» أو بحجج أخرى واهية.. أحياناً يطالب فخامته بالفصل بين المحاكم المدنية وبين المحاكم العسكرية، وفي أحايين أخرى يدعو وزيرة العدل الى رفض توقيع التشكيلات، بعد إعلانها انها تنتظر هذه التشكيلات لتوقعها، وكان الإعلان هذا قبل يوم واحد من تراجعها.
لقد تراجعت وزيرة العدل عن رأيها بعدما طلب الرئيس منها ذلك، إذ أشارت بعد تراجعها انها ليست صندوق بريد، بل عليها أن تدرس التشكيلات قبل البت بها… وأخيراً وافقت على توقيعها ولكن على مضض. إنّ الهدف الآخر من عدم توقيع الرئيس على التشكيلات هو إبقاء القاضية غادة عون في بعبدا إكراماً للوزير جبران باسيل لأنها تلبي رغباته. إنّها محاولات حثيثة للإلتفاف على «الطائف»، وآخر هذه المحاولات رفض قانون مجلس النواب حول آلية التعيينات والطعن به أمام المجلس الشورى.
يا للفظاعة… ويا لهول ما يحدث… فهل أصبح لبنان بلد الخروج على القوانين وابتكار طرق تجاوزها؟ وأكبر بدعة ما قيل من أنّ الرئيس ينتظر نتائج القضاة الذين من المحتمل أن يتخرّجوا كي يختار أعضاء منهم.
يا فخامة الرئيس.. هؤلاء المتخرّجون، بحاجة الى ثلاث أو أربع سنوات على الاقل، لاكتساب الخبرة الضرورية… كي يصبحوا مؤهلين لملء المراكز التي تحدثنا عنها. إذ لا يمكن لمتخرّج جديد تسلّم مَرْكز بهذه الأهمية من دون أن يكون قد أمضى مدة طويلة، يكتسب خلالها الخبرة المطلوبة.
وإذا حدث العكس، فالويل كل الويل.. لوطن لا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
"النهار": "صراخ في الطنجرة الفارغة"!
كتب راجح الخوري في "النهار": "صراخ في الطنجرة الفارغة"!
تبدو الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لو دريان لبيروت، وكأنها محاولة أخيرة من باريس، لمنع لبنان من ان ينزلق الى الجحيم، إنطلاقاً من تحذير "وكالة الصحافة الفرنسية" قبل أيام من هذا الأمر، بالأحرى تبدو وكأنها لنفض اليد من هذا البلد المنهار والضارب في الفساد، بعد اليأس من إمكان قيام الحكومة اللبنانية بأي إصلاحات تشترطها فرنسا وصندوق النقد الدولي وكل الدول تمهيداً لتقديم المساعدة، بعدما بات نصف اللبنانيين تحت خط الفقر وهو ما يهدد بإنهيار كامل تتبعه فوضى مدمرة!
لكن المؤسف وما لا يصدق ان المسؤولين في عالم آخر تماماً، وليس من المتوقع ان يباشروا عملية إصلاحية فعلية على رغم كل التصريحات التي نسمعها، لأن أي عملية من هذا النوع تعني تغييراً جذرياً في الأوليغارشية الفاسدة، التي نهبت البلد وتمسك بالقرار السياسي. كان ذلك واضحاً تماماً للفرنسيين الذين يكافحون بقوة لإنقاذ هذا البلد، الذي قال السفير الفرنسي برونو فوشيه قبل أيام للزميل البير كوستانيان في محطة " LBC": ان بلادي تحب لبنان وفرنسا هي الدولة الوحيدة التي تحب لبنان لنفسه، رغم شعورنا بخيبة أمل لأن الحكومة فشلت في تحقيق النتائج التي كنا نتوقعها لجهة الإصلاح كمدخل إلزامي للحصول على المساعدات!
لكن الإصلاح عملية ميؤوس منها تماماً على ما يبدو، ولا تزال الصورة حيث هي ففي ١٣ تشرين الأول من عام ٢٠١٨ أنهى سفير "مؤتمر سيدر" سلسلة لقاءاته مع المسؤولين بالصدمة والخيبة، عندما أبلغ الصحافيين صراحة ان أحداً لم يُلزم لبنان التوقيع على مقررات "سيدر" إذا كان المسؤولون عاجزين عن تنفيذها وهي التي تشترط الإصلاح مدخلاً للمساعدة. أكثر من هذا، قال: "ينعتوننا بالجنون إذا كنا مقتنعين بإمكان تنفيذ الإصلاحات"!
هل تغيّر شيء من ذلك التاريخ؟ قطعاً لا ففي ١٤ حزيران الماضي قال لودريان لنظيره ناصيف حتي: نسمع كلاماً كثيراً حول خطة الحكومة للإصلاح ولكن لا نرى شيئاً يتقدم وينفذ، وهذا يعني أنكم لن تحصلوا على أي مساعدات. جواب حتي فاجع تماماً : الوضع معقد جداً خصوصاً ان هناك تعطيلاً قوياً جداً ومعارضة داخلية للإصلاحات!
يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي قال لودريان أمام مجلس الشيوخ الفرنسي: هناك خطر إنهيار وأقول لأصدقائنا اللبنانيين ساعدونا على مساعدتكم. لم تجرِ أي محاربة للفساد وأي إصلاحات تمَّ تعهدها بها ونحن قلقون جداً وانا حزين بشأن الوضع "ومن الواضح تماماً عدم وجود وعي كافٍ لدى مجمل الشركاءالسياسيين لخطر الانهيار".
في ٢ تموز عقدت ورشة عمل بين الإليزيه والكي دورسيه ورجال الأعمال في الإدارة الفرنسية لبلورة أفكار لمنع إنهيار لبنان، ورغم الأزمة المالية الخانقة قال كبار المستشارين إن لبنان يحتاج في الدرجة الأولى الى إصلاحات سياسية تنقله من ثقافة المافيا وثقافة الطائفة الى ثقافة الدولة وثقافة المواطنة، وبدا ان باريس فقدت الثقة كلياً بالأوليغارشية الحاكمة في لبنان، في حين ذهبت صحيفة "الموند" في التعليق على تصريحات المسؤولين الى القول إنها "مجرد صراخ في الطنجرة الفار.غة".
وليس غريباً ان يرى البعض ان إتهام لودريان السلطة بتأخير الإصلاحات، يعني استطراداً انها مسؤولة عن وقف المساعدات لإنقاذ الوضع وعن تعجيل في الإنهيار، لكن الحكومة العظيمة تتهم دائماً غيرها بعرقلة الحصول على المساعدات، ولهذا يبقى السؤال : ماذا سيأتي لودريان ليفعل في لبنان، إلا اذا كانت باريس تحرص على إلقاء نطرة أخيرة على النعش!
"النهار": عن حكومة تصريف الفراغ!
كتب نبيل بومنصف في "النهار": عن حكومة تصريف الفراغ!
لن يحتاج اللبنانيون الى انتظار وقت مستقطع إضافي للتثبت من ان لبنان يواجه أخطار اجتياز غير مأمون وغير مضمون اطلاقا لازمة وجودية بكامل المعايير تحت وطأة الإدارة الحكومية الأشد سوءاً وإخفاقا في تاريخ الحكومات المتعاقبة منذ الطائف. قد يرى البعض في هذه الخلاصة تجنيا وتجاوزا للموضوعية السياسية والتاريخية، ولن نلومه لان من كواه الحليب ينفخ اللبن ولم يعد اللبنانيون في حاجة أيضا الى مجرد تشريح لواقع سلطاتهم البائسة ويفتشون عن مسارب الامل والحلول ولو كانت سرابا. ومع ذلك من غير المنطقي ولا المقبول في أي شكل ان تنزلق البلاد بسرعة مخيفة الى ما تنزلق اليه يوميا فيما تصمت القوى السياسية التقليدية كما المدنية المندرجة في اطار مبدئي او عملي اسمه الانتفاضة او الثورة او ما شئتم عن حكومة باتت تلهو برعونة جنونية بلعبة ملء الفراغ ولا نقول تصريف الاعمال ابدا. هذه المعادلة التي تدور في اطارها الاعيب الحكومة بالتواطؤ مع العهد من خلال الهجوم على قضم مواقع التعيينات وتقاسمها ومحاصصتها مع القوى الموالية النافذة طبعا فيما تتعفن الازمات الكبرى المصيرية التي تخنق البلاد باتت أخطر بكثير من كل يوميات السخافة التي تتلهى بها قوى السلطة او ما يسمى المعارضة التقليدية او ما يصطلح عليه حديثا بقوى الثورة التي لا ندري كم يمكن بعد الرهان عليها كإطار حقيقي جدي لإحداث التغيير الجذري نحو يقظة الدولة الحقيقية وقيامتها. لا يحتاج اللبنانيون اطلاقا لا الى الولايات المتحدة وسفيرتها في بيروت ولا الى وزير خارجيتها جورج بومبيو ولا أيضا الى فرنسا والأمم المتحدة ولا كذلك الى الدول العربية والخليجية ولا الى سائر المنظومة الدولية لاسدائهم النصائح او التحذيرات ورسم خريطة الطريق أمامهم في ما يجب او لا يجب القيام به لاستجرار الدعم الدولي للبنان قبل انزلاقه الدراماتيكي النهائي نحو الانهيار الشامل. ولا حاجة باللبنانيين طبعا الى التوقف ولو لوهلة امام خطاب التخوين والتهويل والترهيب الذي يمارسه أولئك النمطيين الذين يمتهنون الازدواجية الكاذبة في رفع شعارات الممانعة وخوض معارك الآخرين ودفع فواتير التبعية لهم فيما يهولون على اللبنانيين شركائهم بدروس ملفقة حول السيادة والاستقلال. لا تترك الحكومة بلسان رئيسها أي مناسبة او فرصة الا وكأنها تقول ضمنا ان نصف سنة من ولايتها باتت اكثر من كافية بل تحولت الى السبب الأول في استدامة التعفن بفعل الديماغوجية التي تمارسها وبفعل القصور الذي يطبع سياسات اكثرية أعضائها وبفعل التبعية العمياء لمنطق التخوين الباهت والرديء الذي يتوسله رئيس الحكومة ظنا منه انه يحظى عبره بدرع تثبيت مستدام من رعاة حكومته بما يكشف هشاشة واقعه أصلا. لن نستغرق في تفصيل التداعيات الأشد سوءاً على كل ما يضرب البلاد من اهوال على ايدي القصور الحكومي والإفلاس السلطوي الشامل في ظل "النجاحات" المنقطعة النظير لوزراء نجوم نراهم يتبجحون على الشاشات بخطاب ينضح بكل ما يدين هذه التجربة الحكومية الفاشلة لئلا نزيد. بل لم يعد الكلام عن فشلها مجديا ما دامت دوامة العجز عن التغيير الجذري للسلطة تمثل الوجه الآخر لمأساة اللبنانيين. وما لم يقم ما يكسر هذا اليأس فاننا امام فراغ بهياكل سلطوية شكلية بلا زيادة او نقصان!
"النهار": الرئيس المنسي
كتب مروان اسكندر في "النهار": الرئيس المنسي
رئيس الوزراء أصبح منسيّاً لدى اللبنانيين. والسبب الرئيسي للنسيان ان الرئيس دياب عبر عن الخطة التي كشفها بأنها أفضل دراسة اقتصادية اجتماعية انجزت في لبنان منذ السبعينات، والحقيقة ان الخطة لم تكن خطة ولا هي قابلة للتصحيح والتنقيح لتصبح خطة. فالذين وصفوا ما سمّي الخطة كانوا يقصدون الترويج لحكومة أعلن رئيسها انها ستحقق المعجزات خلال 100 يوم.
وهو في الواقع صدق حدسه. فالحكومة مضى على تشكيلها خمسة أشهر ولم تحقق انجازًا واحدًا. والخطة التي ابلغ عنها لم تحظ برضى المعلقين الاقتصاديين، وفريق صندوق النقد الدولي اعتبر ان وصف صفحات الدراسة العشوائية والمبسطة بالخطة نكتة سمجة تسهم في تأخير بت حاجات لبنان الملحة، وهذه الحاجات حتى تاريخه لم تحز عناية حقيقية وما دام الامر كذلك، لن تكون هنالك انتفاضة انشائية استثمارية في وقت قريب، لان شروط استقطاب اصحاب الاموال الى لبنان مفقودة. والكويتيون الذين استثمروا في لبنان وأنجزوا مشاريع متكاملة لاقامة عائلاتهم في مناطق جبلية جميلة، اقبلوا على التخلّي عن ملكياتهم بأسعار بخسة، واقبل اللبنانيون على شراء عقارات كان يملكها الكويتيون هربًا من مصادرة أموالهم وهم يدركون ان هذه الحكومة برئيسها وبعض مستشاريها يرغبون في تغطية عجزهم بمصادرة ودائع اللبنانيين، وهذا الامر يرجح ان يتأخر لأن نسبة ودائع المهاجرين الشيعة تبلغ 70 مليار دولار من مجموع الودائع الذي أصبح ما بين 130 و135 مليار دولار وهم حصلوا على هذه المدخرات بعرق الجبين وليس بمنافع غير مبررة وغير قانونية تحققت لمسؤولين في الحكم اللبناني.
أعجب ما يدفع اللبنانيين إلى التشكيك في كفاءة رئيس الوزراء انه لا يولي اهمية لتقارير الهيئات الدولية. فأول تقرير عن حاجات اصلاح الكهرباء أنجره عام 1999 البنك الدولي وقد أوصى بوضوح وتشديد بأن اصلاح الكهرباء وتأمينها بصورة اقتصادية ومستدامة يستوجب انجاز أربع مهمات على الأقل.
أولى التوصيات إنشاء هيئة ناظمة لقطاع الكهرباء والمياه تكون صلاحياتها شاملة لانجاز دراسات الحاجات المستقبلية ووضع مواصفات معامل انتاج الكهرباء بما فيها اللقيم الأنسب... وماذا نجد بعد شعور الوزير الحالي بالضغط الشعبي والتشكي من حال الكهرباء البائس؟ تقديمه لائحة منتقاة للتعيين في مجلس الادارة، مع الاحتفاظ بمركز رئيس المجلس للمدير العام الحالي لمصلحة كهرباء لبنان. وعلى صعيد أهم، قدم الوزير اقتراحًا بتأليف الهيئة الناظمة، لم يأخذ طريقه الى الحياة حتى تاريخه. يُخضع مشروعه الهيئة الناظمة لقرارات الوزير، علماً بأن توصيات الهيئة الناظمة سواء من البنك الدولي، أو كهرباء فرنسا، هي واضحة وتصر على ان الهيئة هي المشرفة على مخططات الكهرباء ومشاريعها، وجميع اللبنانيين يعرفون ان حصر صلاحيات الهيئة يعني استمرار نزف الكهرباء، الذي تأخر قليلاً بسبب هبوط اسعار اللقيم في هذه السنة، ولو كان الوزير على يقظة لكان اختار شراء عقود مستقبلية بالأسعار المتدنية التي سادت منذ أربعة أشهر.
التوصية الثانية للبنك الدولي منذ 21 سنة كانت تأليف مجلس ادارة والذي حصل ان التشكيلة توافرت من الوزير وادعائه إجراء مقارنات لخبرة المعينين، وهذا امر لم تبرز مستنداته حتى تاريخه.
التوصية الثالثة انجاز غرفة تحكم بتوزيع الطاقة تسمح باستغلال كامل طاقة المعامل لكفاية الحاجات.
التوصية الرابعة فرضت تكليف شركات عالمية مهمة التحقق من حسابات مؤسسة كهرباء لبنان والتدقيق في بنودها، وهذه المهمة اصبحت اكثر الحاحًا لان وزيرة الكهرباء السابقة تعاقدت مع شركة جديدة لتشغيل معملي الزوق والجية، وطاقتهما تشكل 50 في المئة من طاقة الانتاج الحالية التي لا تؤمن حتى مع استئجار البواخر، وهذه العملية أجراها سابقًا الوزير باسيل، وتجددت بعد انقضاء السنوات الثلاث الاولى.
"الديار": جنبلاط قلق إقتصادياً واجتماعياً واستقرار الجبل أولويّة ومستمرّ في تحصين الجبل تموينياً وغذائياَ
كتبت هيام عيد في "الديار": جنبلاط قلق إقتصادياً واجتماعياً واستقرار الجبل أولويّة ومستمرّ في تحصين الجبل تموينياً وغذائياَ
يسعى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، إلى تدوير الزوايا والحفاظ على أمن واستقرار الجبل، بحيث ينقل عن محيطين به قلقه ومخاوفه من استمرار التدهور الحاصل على المستويات الإقتصادية والمعيشية، ولهذه الغاية، يستنفر قيادة حزبه ويتواصل بشكل يومي مع وكلاء داخلية المناطق في الشوف وعاليه والمتن، وصولاً إلى راشيا وحاصبيا، حيث بات هناك مستودعات لأنواع من القمح وغيرها من الحبوب والدواجن، وذلك يعود إلى خشية زعيم المختارة من أي تطورات دراماتيكية قد تحصل معيشياً، وهذا ما قد يؤدي إلى نقص في هذه المواد الإستهلاكية، ولهذه الغاية، فإنه مستمر في تحصين الجبل تموينياً وغذائياً، إلى متابعته للمسائل الصحية، وبمعنى أوضح، أن هذه المسائل تأخذ الحيّز الأبرز في السياسة الجنبلاطية في المرحلة الراهنة.
أما في الشأن السياسي، تشير معلومات المحيطين بجنبلاط، إلى أن سيد المختارة ونظراً لما لديه من مؤشرات ومعطيات تبعث على القلق، فهو قام بخطوات لافتة انطلاقاً من المصالحة الدرزية ـ الدرزية، وصولاً إلى تنظيم الخلاف مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وحيث ينقل وفق هؤلاء، أن المؤشّرات والأجواء تشير الى التهدئة، وهذا ما أراده جنبلاط من خلال التوصل إلى تنظيم الخلاف مع بعبدا، في حين أن لا تواصل أو اتصالات مع الحكومة، بل أنه يعتبرها جنبلاط «غير موجودة»، في حين كان بالأمس لعضو «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة موقف واضح، عندما قال «ان الحكومة لا شيء» وبالتالي، أن تلقّف جنبلاط بإيجابية عظتي البطريرك بشارة الراعي عاد بالأمس النائب حمادة ليؤكد على أهميتها، ويقول لـ«الديار» ان «لبنان وعندما خرج عن الحياد انهارت مؤسّساته الدستورية وما الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية المأزومة إلا دليل على هذا المعطى وخروجنا عن الحياد».
من هذا المنطلق، فإن جنبلاط في صدد مواصلة هذه السياسات الإنفتاحية والتصالحية على كافة القوى السياسية والحزبية، وتنفي الأوساط المحيطة بالمختارة، وجود أي «فيتو» أو منع لأي حزب أو لتيار سياسي من ممارسة حقه في العمل السياسي والتعبير وإبداء الرأي في الجبل، وما ينقل عن بعض المواقع الإلكترونية إنما معروف الأهداف والغايات، حتى أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي يرفع الغطاء عن أي حزبي أو مناصر أو أيِ كان في حال تسبّب بأي إشكال في الجبل.
ويبقى، وفي سياق تعزيز أجواء مصالحة الجبل، والعلاقة بين المسيحيين والدروز، وعلى المستوى الوطني بشكل عام، فإن حدثاً بارزاً ستشهده بلدة بعقلين من خلال تدشين كنيسة مار الياس التي كان أعاد ترميمها النائب نعمة طعمه، وحيث ستشهد هذه البلدة حضوراً بارزاً من المطارنة والمشايخ ونواب ووزراء «اللقاء الديموقراطي»، وسيليها لقاء في قاعة آل حمادة، وعشاء جامع في المختارة، ما يحمل دلالات كثيرة في سياق تعزيز العيش الواحد والإستقرار في الجبل، وهذا ما يشدّد عليه الزعيم الجنبلاطي، ولا سيما أن بلدة بعقلين معروفة بقيمها الروحية والأدبية والثقافية والتعايشية، ويأتي هذا الإحتفال في ظروف بالغة الأهمية مما يحصّن الجبل، الأمر الذي سيترك أثراً لدى المسيحيين أيضاً من خلال الذبيحة الإلهية التي سيترأسها المطران مارون العمّار، خلال هذه المناسبة الروحية والوطنية.
"الديار": المعارضة العونيّة من "رفض لتحكّم باسيل بسياسة التيّار الى منحى إنقاذ لبنان من الانهيار"
كتبت صونيا رزق في "الديار": المعارضة العونيّة من "رفض لتحكّم باسيل بسياسة التيّار الى منحى إنقاذ لبنان من الانهيار"
لم يكن احد ليعتقد ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يتميّز بالصخب السياسي المشاغب وبعدد خصومه ، قد خفّ وهجه وغاب نوعاً ما اليوم عن منصّة الانتقادات الكثيرة، التي رافقته طيلة فترة وجوده في الحكم ،على الرغم من انّ مقولة «ما إلو صاحب»، لا زالت تنطبق عليه سياسياً في الداخل اي ضمن التيار، وفي الخارج حيث يتحوّل حليفه فجأة الى خصم وبالعكس وهكذا دواليك، لا يتعب ولا يكّل ويفرح بإزدياد عدد معارضيه، الذي تبادل معهم جبهة تصدّي منذ ان كان مسؤولاً في التيار فكيف حين اصبح رئيساً له...؟
فالاعتراضات للتنظيم الداخلي وكيفية تطبيقه لطالما تكررّت، وصولاً الى رفض الوراثة السياسية كما في معظم الاحزاب اللبنانية، حيث السلطة تكون دائماً في جيبة إبن الزعيم ومن ثم الحفيد، من دون ان تعطى الفرصة لقيادي خارج إطار العائلة الحزبية، وهكذا سار التيار الوطني الحر على هذا الدرب، مع انه كان من ابرز المعارضين له.
باسيل الذي نشط على خط تنظيم بيته الداخلي كما يكرّر دائماً، من خلال فرز قيادة حزبية مقرّبة منه جداً، قام بإطلاق سراح مَن يخالفه الرأي وما اكثرهم، خصوصاً اولائك المنتفضين ضد سياسة الاحتكار والتحكّم بالتيار الوطني الوطني الحر كما رددّوا خلال سنوات، فمنهم تمّ فصله عن التيار من دون معرفة الاسباب، وبعضهم الاخر عرف السبب من دون ان يطلقه في العلن، بإختصار ابرز الخارجين هم من مؤسسيّ التيار، الذين جهدوا وعملوا خلال فترة وجود العماد ميشال عون في المنفى الباريسي.
اليوم إبتعد معارضو باسيل نحو عمل نضالي مشابه جداً لنضالات التيار سابقاً، يسيرون بخطى واثقة ، لم يتجهوا نحو احزاب او تيارات اخرى، ولم يستبدلوا البارودة كما فعل البعض، إختاروا خريطة طريق بعيداً عن الضوضاء، لينسجوا خطوط تواصل مع قيادييّن وكوادر سابقة في التيار، هم على تنسيق مع النائب شامل روكز وشخصيات اخرى من ضمنها : العمداء المتقاعدون فؤاد الاشقر وطوني عبد النور وحنا المقدسي، إضافة الى اسماء عونية سابقة منها رمزي كنج وطوني مخيبر وطانيوس حبيقة ونعيم عون وطوني العتيق وانطوان نصرالله وايلي بيطار وغيرهم.
لا يخفي المعارضون إنضمامهم الى حراك 17 تشرين، ونصبهم الخيم ومشاركتهم في ندوات الانتفاضة ولقائهم مع معارضين من احزاب اخرى تتماشى وسياستهم.
وفي هذا الاطار يشير احد ابرز المناضلين الخارجين من التيار الوطني الحر القيادي السابق رمزي كنج في حديث لـ «الديار» الى اننا إنتقلنا من مرحلة المعارضة للتنظيم الداخلي للتيار، وللسياسة التي يتبعها رئيسه، الى مرحلة جديدة من العمل السياسي مع تسريع بالوتيرة، لان الوضع في لبنان اصبح متأزماً جداً لدرجة الانهيار، وهذا ما اردنا الاشارة اليه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدناه قبل فترة وجيزة في نادي الصحافة، لإطلاق معارضة من نوع آخر، ترتكز على مجموعات قيادية ناشطة، لخلق امل لدى اللبنانييّن بإمكانية التغييّر، وبالتالي لم يعد باسيل هدفنا لانه بات من الماضي بالنسبة الينا، ليصبح التركيز على الوطن ولما يتعرّض له، فالوضع خطير وعلينا العمل لإنقاذ لبنان من الهاوية، لان مصيره بات على المحك، فالازمات المعيشية والاقتصادية والمالية وحّدت اللبنانيينَ في مخاوفهم وقلقهم على المستقبل، الذي اصبح في مهب الريح، لان ملامحه تبدو سوداء قاتمة في ظل حكومة سقطت في الامتحان، بعد عجزها عن إتخاذ القرارات الصائبة.
وتابع كنج:» نعمل مع بعض البارزين في الثورة وخارجها، ومع السياسييّن الاوادم الباحثين عن التغييّر، الذين برزوا كأشخاص نظيفي الكف، لتأسيس جبهة هدفها التغييّر تكون بديلاً عن الطبقة الحاكمة، أي جبهة تكون محور ثقة لدى اللبنانييّن، بعد ان فقدوها مع توّلي الطبقة الحاكمة منذ العام 1990 ولغاية اليوم، لان الحكم مسؤولية متكاملة، وإنطلاقاُ من هنا اُطلق علينا تسمية « التيار الخط التاريخي»، لاننا بقينا على المبادئ والثوابت الاساسية للتيار ولم نبتعد عنها في أي مرّة، هدفنا إنتاج سلطة سياسية جديدة مشهود لها بالعمل والاخلاص، والحرص على المال العام ومحاربة الفساد جديّاً، واضعين تحقيق ذلك ضمن نتيجتين، او نصل الى ما نصبو اليه او الهجرة والمقبرة».
ورداً على سؤال حول اسماء السياسييّن الذي يشاركونهم في تشكيل هذه الجبهة، فضّل كنج عدم التطرّق حالياً الى الاسماء، قبل ان نعلن اطلاقها رسمياً، لكنها اسماء مشهود لها جداً. وقال: «ثمة صرخات نطلقها علّها تصل الى مبتغاها، في ظل ما يجري من انهيارات ومصاعب وويلات طالت الوطن، اذ كان من الضروري الاتجاه الى منحى آخر لإيجاد بدائل للبنان الجديد الذي نحلم به جميعاً».
وعن مدى وجود إيمان لديهم لتحقيق ذلك في ظل كل المصاعب الموجودة، اكد إيمانه وثقته بالشعب اللبناني وبإنتفاضته، خصوصاً اذا كانت بعيدة عن الاستغلال الطائفي والحزبي، وعندها من الوارد ان يتحقق هدفنا، لافتاً الى انّ الانتفاضة عادت لتنطلق من جديد، على غرار ما بدأت به في 17 تشرين الماضي، وهنالك إمكانية لخلاص لبنان اذا كانت الارادة جديّة والتضامن موجود.
وحول وجود إنقسامات بين مؤيدين للثورة ورافضين لها ما زالوا يدافعون عن الزعيم على الرغم من الفقر الذي يعانون منه، ختم كنج :«هذا صحيح ، لكن نأمل ان يعي البعض خطورة الوضع ، وينظر الى الحالة المأساوية التي وصل اليها لبنان، وهنالك الاسوأ الذي ينذر بالعواقب والمخاوف، خصوصاً خلال الاشهر المقبلة لان الوضع الاقتصادي سيسوء اكثر، املاً نهاية الجلجلة التي يعيشها وطننا وشعبه.
"الجمهورية":الحَلُّ ممكن في الخريف؟
كتب طوني عيسيى في "الجمهورية": الحَلُّ ممكن في الخريف؟
حتى الأكثر تفاؤلاً ما عادوا يتوقَّعون نهاية وشيكة للأزمة. يقولون: في الخريف، ربما تتقاطع محطات دولية وإقليمية تضع البلد على سكّة الحلّ. ولكن، في المقابل، هناك مَن يقول: قِصَّتُنا طويلة. تذكَّروا أنّ انتفاضة 17 تشرين التي بدأت كأنّها البارحة، دخلت الرُبع الأخير من عامها الأول. لا تُفكِّروا في الحلِّ خلال شهور. خُذوا نَفَساً عميقاً. فكِّروا في السنوات!
يسود اقتناع بأنّ هناك 5 استحقاقات دولية وإقليمية ومحلية متوقعة في خريف 2020، وستكون لها تأثيراتها المباشرة على الأزمة الحالية في لبنان:
1 - الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني. فإيران لا ترغب في التنازل للولايات المتحدة، وتضع في الحسبان أنّ الرئيس دونالد ترامب قد يفشل في تجديد ولايته، وأنّ تعاطيها مع رئيسٍ ديموقراطي في البيت الأبيض سيكون أفضل في أي حال.
2 - الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، في مجال توريد الأسلحة، والذي ينتهي في تشرين الأول. وتنتظر طهران هذه اللحظة بفارغ الصبر لاستعادة هامش التحرّك الذي تفتقده منذ 5 سنوات. ويعتقد خبراء، أنّها ستستغلّ الفرصة لتدعيم ترسانتها براً وجوّاً. ولذلك، تبذل واشنطن جهوداً حثيثة لتجديد الحظر والتشدّد فيه، لكنها تصطدم بروسيا والصين.
3 - دخول إسرائيل عسكرياً، وفي شكل مباشر، على خط المواجهة مع إيران. ففي موازاة ضرباتها الممنهجة ضد أهداف إيرانية في سوريا، هي توغّلت بعمليات نوعية إلى الداخل الإيراني، حيث تستهدف منشآت عسكرية وصناعية وتجارية حسّاسة. وعلى الأرجح، ستكون لهذا التطوّر تداعياته في الصراع.
4 - التطوّرات التي يمكن أن يشهدها، في الأشهر المقبلة، مسار السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ضمن «أجندة» «صفقة القرن».
5 - أزمة الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل، والتي يمكن أن تستدعي لاحقاً تحريك المفاوضات الثنائية، بتأثير أميركي مباشر، ما يؤدي إلى فرز معطيات جديدة.
السؤال هو: هل يمكن إنتاج تسوية للمأزق اللبناني الحالي، فيما هذه العناوين ستزداد سخونة خلال الصيف الجاري؟ وفي معنى آخر، هل السخونة تسرِّع المَخارج في لبنان أم تؤخّرها وتعطّلها؟
يبدو لافتاً هنا تعليق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قبل يومين، رداً على سؤال حول رهان «حزب الله» وحلفائه في الحكومة اللبنانية على رحيل ترامب من البيت الأبيض بعد الانتخابات. قال بومبيو: «الرهان على نتائج الانتخابات أمر بعيد عن الواقع». وإذ جدّد التأكيد على أنّ الإصلاحات هي المفتاح الحتمي للمساعدات، أكّد أن واشنطن ستدعم لبنان «سواء كانت في ظلّ الإدارة الحالية أو الإدارة المقبلة. فموقفنا واضح جداً ويدعمه الحزبان».
يعني هذا الكلام، أنّ واشنطن ليست مستعجلة في الملف اللبناني. فليست هي المحشورة، بل لبنان الذي يزداد اهتراء اقتصادياً ومالياً ونقدياً وسياسياً. وهو الذي يحتاج إلى الدعم الأميركي الطارئ، سواء في مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي أو في الحصول على أي مساعدة أخرى.
فالأوروبيون والعرب لن يقدِّموا دولاراً واحداً للبنان من دون ضوء أخضر أميركي. وأما الصين وروسيا وإيران وسواها من «المحور الشرقي» فمحظور على لبنان أن يتوجّه إليها، تحت طائلة فقدان التغطية الأميركية.
إذا تجاوب أركان السلطة مع مطالب الإصلاح وحصل فكّ الارتباط بين «حزب الله» والسلطة المركزية، فستكون هناك فرصة لتظهير ملامح التسوية في الصيف أو الخريف، وفق ما يتوقع المتفائلون.
لكن العارفين يقولون بواقعية: الصورة أقرب إلى التشاؤم. فقوى السلطة لن ترضخ للإصلاح، لأنّه سيقود إلى افتضاحها وزوالها. وفي الموازاة، مستحيل قبول «حزب الله» بفكّ ارتباطه بالدولة، إلّا ضمن صفقة كبرى بين إيران والقوى الدولية والإقليمية. وهذا الأمر يبدو بعيداً في المدى المنظور، ولن يصبح واقعياً إلّا في مراحل متقدّمة. إذاً، تطوّرات الصراع الأميركي- الإيراني والدينامية الإسرائيلية المتنامية قد تسرِّع الحلّ اللبناني، إذا أدرك أركان السلطة كيفية التعاطي مع الملف. ولكنها قد تطيِّر الحلّ إلى ما لا نهاية إذا استمرّ نهج التعاطي الحالي.
حينذاك، سيكون لبنان في وضع كارثي. ونموذج فنزويلا لن يكون مستبعداً. وفي هذه الحال، سيطول كثيراً عذاب لبنان، لسنواتٍ لا لشهور. وسيكون في الشارع صراخ الجائعين لا مطالب الانتفاضة الطالبية.
في هذه الحال، لن يكون المخرج بالرهان على تطيير ترامب، بل بالرهان على تطيير تركيبة السلطة في لبنان، بكاملها. وهذا يعني أنّ المخاض ما زال في مراحله الأولى، وأنّ كثيراً من الصراخ سوف يُسمَع قبل أن يُسمَع صراخُ المولود!
"الجمهورية": السيّد حسن والبطريرك عريضة
كتب جوزف الهاشم في "الجمهورية": السيّد حسن والبطريرك عريضة
نعم... "ويـلٌ لأمَّـة تأْكلُ مـمَّا لا تزرع..."
وفي الويلِ، لا بـدَّ من العودة إلى الأرض والترابُ في الأرض المباركة يتحوّل إل ذهب.
سهلُ البقاع، كان يـؤمِّن الغـذاء للسلطنة العثمانية ورعاياها...
وقائدُ إحدى الحملات الصليبية «بلدوين»، جَذَبَـهُ سهلُ البقاع عن محاصرة القدس فحاصر مدينة بعلبك وأبى إلاّ أنْ يتموَّن بثلث الغلال من البقاع.
ولبنان تاريخياً، مع أوائل القرن التاسع عشر كان يتميّز بتربية «القـزّ» زراعةً وصناعةً، ويرْفُـل بأثواب الحرير... ومنذ ذلك الحين لا يزال ينام على الحرير التاريخي، ويستلقي في سهل البقاع على فراش العشب ويتقلَّب على فراش الجوع.
السبب في هذا الإنقلاب الزمني، أنّ لا زراعة ولا صناعة ولا اقتصاد ولا مال ولا أعمال... بلا دولة...
ولا دولة ولا حكم ولا سلطة ولا حكومة.. بلا رجال دولة...
ولا يكون رجالُ دولة وحكّام ومسؤولون وسياسيون.. بلا عفَّـةٍ وضمير ونظافة كـفّ، ودستور إسمُـهُ الأخلاق...
وإلاّ... «وفي السماءِ رزقكُمْ وما توعَدون..»(1)
في الثورة الفرنسية، عندما راح الثوار يجتمعون على صراخ تحيا الأمّـة، قال أحد قادتها: «ينبغي على الشعب ألاّ يثـور للحصول عل السكّر، بل لتحطيم اللصوص... البلاط مصنعٌ للجريمة..»
والثورة لم تنتصر بالسكّر، ولا تزدهر أيُّ زراعـةٍ أوْ صناعة ، فيما البلاط مصنعٌ للجريمة.
في الملمّات الفواجع، وحين تفسد الطبائع، يبرزُ دورُ رجالِ الدين المتنوّرين في الإلتفاف حول خيرات الطبيعة الأمّ...
البطريرك أنطون عريضة شـنَّ حربـاً عارمةً في الثلاثينات على المفوض السامي الفرنسي، وعلى الحكومة التي تأْتمـر بأمـره، بسبب مشروع الإحتكار الفرنسي لصناعة التبغ وزراعته، بما يشكّل من ضـررٍ بالغ على المزارعين في الجنوب، وأبى إلاّ أنْ يتحقّق استقلال معامل التبغ الوطنية والتي تجسّدت لاحقاً في شركة الريجي.
وهكذا أحسن السيد حسن في الملمّات المشابهة بأنْ أَطلق الجهاد الزراعي والصناعي، حين سُـدَّتْ أبوابُ الدعم والإرتزاق والإستجداء، والخزينة يـرنّ فيها الصدى، والفلوس تكدّست في خزائن اللصوص.
الفارق بين عهد الإنتداب الأجنبي والإنتداب الوطني، أنّ البلاد اليوم تلامس عتَبـات الإنهيار السحيق، وعتبات اليأس المطلق، واليأس المطلق هو الموت البطيء والإنتحار.
العلاج الذي اقترحه السيد حسن نصرالله يستكملُ مفاعيلَهُ بما أعلنه ثاني الحسنـين: حسن فضل الله بقوله: «إنّ ثـمّة مستندات لو تـمّ الكشف عنها لأوْدَتْ برؤوسٍ كبيرة إلى السجن...»
فهل تكون التضحية برؤوس السواد الأعظم من هذا الشعب، من أجل تراكُمِ رؤوس أموال الرؤوس الكبيرة، أو تصبح مقاومةُ العدوان على الأرض في مستوى العدوان على الإنسان الذي يعيش عليها كما الأموات..؟
وهل من الصعب حقاً: «إمساكُ هـرٍّ أسود في غرفةٍ مظلمة..» كما يقول مثلٌ صيني...؟
وهل يمكن، أن يقوم بلـدٌ: المسؤول فيه غير مسؤول، والمرتكِبُ فيه مجهول، والفعل فيه بلا فاعل، وأهل الحكم كأنّهم أشباحٌ وقوافلُ جـنّ، فلا اقتصاص ولا حساب، ولا قانون ولا كتاب، «كأنهم أئـمَّةُ الكتاب وليس الكتابُ إمامَهُمْ..» على ما يقول الإمام عليّ.
مع هؤلاء الذين يحكمون، يبقى كلام أمير المؤمنين هو الحـلّ، في كتاب له إلى بعض عمّاله.(2)
«إختطَفْتَ ما قدِرْتَ عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم إختطافَ الذئب الأزلِّ... فاتّـقِ الله واردُدْ إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنك إن لم تفعل... لأضربنّك بسيفي الذي ما ضرْبتُ بـهِ أحداً إلاّ دخل النار.
خطيئة الحكّام، أنّهم لا يقرأون الإمام، وعابـدُ المال منهم كعابد النار: يهواها، وتُحرقُـهُ... وتحرقُـه ويُحرقنا.
خطة المصارف
لاحظت "الأخبار" أن اجتماع السرايا الحكومية مساء أمس أزال «الغباش» عن أعين من كان يظن أن الحكومة لا تزال متمسكة بخطتها للإنقاذ المالي. هي في الأساس لم تدافع عنها، بل تولى المهمة وفد صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى أربعة من أعضاء الوفد المفاوض: ألان بيفاني، شربل قرداحي، جورج شلهوب وهنري شاوول. استقال بيفاني وشاوول، ولم يبق سوى قرداحي وشلهوب، «يواجهان» وحدهما حيتان المال الذين يصرّون على إبعاد كأس تحمّل مسؤولية الخسائر عنهم، مقابل نقلها إلى الشعب اللبناني بكامله. فطبع العملة مستمر بكميات هائلة، تساهم في رفع سعر صرف الدولار إلى مستويات قياسية، مقابل إجراء هيركات على السحوبات النقدية، التي تخسر أكثر من نصف قيمتها الفعلية.
اجتماع أمس، بحسب مصادر لـ"الأخبار"، دفن خطة الحكومة، التي سيجري استبدالها بـ«خطة بديلة»، مبنية عملياً على خطة المصارف. وأضافت المصادر إن «الخطة البديلة» تفتح باب السطو على أملاك الدولة ومؤسساتها، عبر وضع صندوق إدارتها في عهدة مصرف لبنان، علماً بأن وزير المالية كان قد شرع بداية هذا الشهر بالطلب إلى الوزارات والمؤسسات الرسمية قوائم بممتلكاتها. وإذ ستخصص عائدات هذا الصندوق لإطفاء خسائر القطاع المصرفي، فإن تنفيذ خطة المصارف سيراعي، بالشكل، بعضاً من بنود خطة الحكومة، بما لا يؤثّر على التوجّه العام للخطة، التي بدأ رياض سلامة تطبيقها أمس، عبر إصداره مذكرة يؤلف فيها لجنة لإعادة هيكلة المصارف بما يناسبه.
في الخطة المتوقع أن تسوّق بوصفها خلاصة الاتفاق بين المصارف والحكومة أو خلاصة الجمع بين خطط الطرفين، ستطرح، بحسب "الأخبار"، مسألة استعمال جزء من رساميل المصارف لإطفاء الخسائر (بعدما كانت الخطة الحكومية تنص على استخدام كامل الرساميل)، مقابل استخدام جزء صغير من الودائع الكبيرة (أقل من ألف حساب) وتحويل نسبة صغيرة منها إلى أسهم في المصارف، لكن بما لا يؤثر بصورة كبيرة على التوزيع الحالي لنسب الملكيات الحالية للبنوك.
ولأن هذه الخطوة بحاجة إلى تسويق، فقد طلب من شركة «لازارد» الحضور إلى لبنان لإبلاغها بالخطة الجديدة، التي تحتاج عملياً إلى «موافقتها»، كونها المسؤولة عن عملية التفاوض مع الدائنين. وعليها أن تكون مقتنعة بخطة الخروج من الأزمة لكي تسعى إلى التوافق مع الدائنين.
واستكمالاً لانقلاب حزب المصارف على الخطة الحكومية، أطلق سلامة، عبر مذكرة أصدرها أمس، عملية إنقاذ المصارف من دون أي اعتبار للحكومة أو لصندوق النقد. ثبّت استقلاليته و«حقه» في إدارة الأزمة كما يحلو له، في ظل تواطؤ حكومي أو عجز غير مسبوق. الحاكم بأمره أصدر مذكرة أنشأ فيها «لجنة هيكلة المصارف»، تضم:
بشير يقظان، نائب الحاكم، رئيساً للجنة؛
بيار كنعان، مدير الشؤون القانونية في مصرف لبنان، عضواً؛
كارين شرتوني، مديرة وحدة الامتثال في المصرف، عضواً؛
مروان مخايل، من لجنة الرقابة على المصارف، عضواً؛
ربيع نعمة، نهال يموت، نعمة حنتس، من لجنة الرقابة على المصارف، عضواً؛
وليد روفايل، روجيه داغر، ألان ونّا، من جمعية المصارف، عضواً.
ومن خلال اللجنة، سيكون سلامة، بحسب "الأخبار"، قادراً على فرض ما يشاء من معايير للدمج أو لإعادة الهيكلة. طريقة التعيين تُشكّل إهانة للجنة الرقابة على المصارف التي كان يفترض أن تقوم وحدها بتقديم اقتراحات لمعالجة أوضاع المصارف إلى الهيئة المصرفية العليا، فإذا بسلامة يضع تراتبياً أسماء الأعضاء من موظفي المصرف المركزي قبل أسماء ممثلي اللجنة.
إعفاء من قيصر
لفتت الصحف إلى أن الحكومة اللبنانية بدأت مسعاها لتجنب تداعيات قانون قيصر على لبنان. وقد سلمت وزارة الخارجية طلباً رسمياً إلى واشنطن، عن طريق السفير اللبناني غابي عيسى، تطلب فيه إعفاءها من الالتزام بقانون العقوبات الأميركية على سوريا في ثلاثة مجالات:
استجرار الطاقة وتسديد ثمنها إلى سوريا.
مرور الشاحنات اللبنانية التي تنقل البضائع عبر سوريا، وتسديد رسوم الترانزيت لها.
استيراد وتصدير المنتجات الزراعية بين لبنان سوريا.
وبحسب "الأخبار" نقلاً عن مصادر في "الخارجية"، فمن المتوقع أن توافق الولايات المتحدة الأميركية على طلب الإعفاء اللبناني.
التدبير الرقم 6
علمت "الجمهورية" انّ جدالاً طويلاً دار خلال جلسة لجنة الادارة والعدل النيابية أمس لمناسبىة البحث في التدبير الرقم 6، وهو من بين التدابير الادارية التي أقرّها مجلس الوزراء لمكافحة الفساد.
وأشارت "الجمهورية" إلى أن هذا السجال امتدّ لأكثر من 3 ساعات، وتركّز بين وزيرة العدل ماري كلود نجم وبعض أعضاء اللجنة حول قانونية هذا التدبير، اذ اعتبره بعض الأعضاء مخالفاً للقانون، فيما اعتبرته نجم قانونياً ويهدف الى تفعيل القانون، علماً انّ التدبير الرقم 6 يقضي بإنشاء لجنة مهمتها جَمع المعلومات المتوافرة حول ثروات الشخصيات التي تَولّت مراكز عامة، أقلّه الى حين تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد المفترض في ايلول المقبل.
قطع طرقات احتجاجاً على انقطاع الكهرباء
لاحظت "النهار" أن السرايا الحكومية تطمئن من خلال وزير الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان عقب اجتماع عقد لمجلس إدارة المؤسسة برئاسة رئيس الوزراء حسان دياب، الى التحسن العائد في التغذية الكهربائية، فيما كانت أزمة التقنين والتعتيم تشتد وتتصاعد مثيرة ردود فعل شعبية ساخطة في الكثير من المناطق. ووسط نهج الانكار الذي يطبع سياسات هذه الحكومة في تعاملها مع الأزمات المتصاعدة ولا سيما منها أزمات الخدمات، نشطت حركة الاحتجاجات الشعبية على انقطاع الكهرباء وترجمت بحركة قطع طرق في عدد من المناطق، غير أن أبرزها سجّل على الطريق الرئيسية المؤدية الى مطار رفيق الحريري الدولي حيث قطع أولاً الطريق القديم ومن ثم قطع الأوتوستراد عند الأوزاعي، مما أدى الى زحمة خانقة.
واستغربت مصادر سياسية بارزة لـ"اللواء كلام وزير الطاقة ريمون غجر عن وعده بتحسن زيادة التغذية بالتيار الكهربائي ابتداء من منتصف الاسبوع المقبل وهو نفس الكلام الذي قاله الأسبوع الماضي ولم تتحسن نسبة زيادة التغذية، ما يعني ان على المواطنين الاعتياد على ازمة انقطاع الكهرباء طويلا وبلا أفق. اذ لا يعقل ان يطلق الوزير غجر وعودا لا تتحقق بل تزداد الامور سوءا ولم يعد أحداً مسؤولا والمواطن وحده يتحمل الخسائر والمعاناة جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل عن كل لبنان ولا احد يحاسب احدا.
واضافت: لا يقتصر قصور الوزير غجر بملف الكهرباء فقط بل ان ادارته لملف المازوت والازمة المترتبة عن سوء المعالجة توازي العجز بملف الكهرباء او اكثر لاسيما مع اعترافه بعدم القدرة على احاطة هذه المشكله ووضع حد لها.
أزمة نفايات
وأشارت "النهار" إلى أن هذه النماذج من التأزم لم تقف عند حدود أزمة التقنين والتعتيم، إذ أن شبح أزمة نفايات كبيرة عاد يثقل مجدداً على الوضع البيئي والصحي، مع الانذار الذي أعلنه اتحاد بلديات الضاحية والشويفات بوقف استقبال نفايات بيروت والشوف وعالية في مطمر الكوستابرافا في نهاية الشهر الجاري.
وتيرة تصاعدية
وسط تصاعد هذه الأجواء الخانقة، لفتت "النهار" إلى أن التحركات المتصلة بانتفاضة 17 تشرين الأول 2019 بدأت تتخذ وتيرة تصاعدية يبدو أنها ستشكل في حلقاتها المختلفة دفعاً جديداً للاحتجاجات التي يعتقد أنها ستعود الى تسخين الشارع بقوة.
ورأت "النهار" أن الأنظار تتجه اليوم إلى محطة احتجاجية شعبية عند الرابعة ونصف عصراً وسيكون مسرحها وسط بيروت حيث دعت "جبهة الانقاذ الوطني" الى اعتصام حاشد سيكون قطباه النائب العميد المتقاعد شامل روكز والوزير السابق شربل نحاس.
روكز لـ"الجمهورية": جميعهم مسؤولون عن الأزمة ولا أعفي رئيس الجمهورية!
كتب عماد مرمل في "الجمهورية".. روكز: جميعهم مسؤولون عن الأزمة ولا أعفي رئيس الجمهورية!
من تحت أنقاض الوضع الاقتصادي - الاجتماعي المتهالك، وجّه النائب العميد شامل روكز، بإسمه الشخصي وبإسم «حركة الإنقاذ الوطني»، التي تضمّ عسكريين متقاعدين، دعوة الى التظاهر في ساحة الشهداء عند الرابعة بعد ظهر اليوم. فما هي أبعاد هذا التحرّك ومن يستهدف؟
يخوض روكز، الذي سبق له ان اختبر كل أنواع القتال، مواجهة من نوع آخر، لا تشبه سابقاتها. هذه المرة، يقاتل المغوار المتقاعد على جبهة واسعة تضمّ مختلف قوى السلطة ومن ضمنها التيار الوطني الحر، الذي كان يشكّل حاضنته السياسية والشعبية، قبل أن يقع الفراق بين الجانبين.
منذ فوزه بالنيابة على لائحة التيار الحر في كسروان، راح روكز يتدرج في وتيرة التصعيد، إلى أن اتخذ قراره بالانخراط في معركة «كسر عظم» ضد الفريق الحاكم بكل تلاوينه، خصوصاً بعد انتفاضة 17 تشرين الاول، ما عرّضه لهجوم حاد من قِبل شريحة من مناصري التيار الحر، اتهمته بالغدر والخيانة، بعدما ادرجت مواقفه في خانة الانقلاب على الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل، والتحالف مع خصومهما.
الاّ انّ روكز لم يتأثر بالحملة التي تعرّض لها، بل اندفع اخيراً نحو إظهار شراسة اكبر في المواجهة السياسية، على الرغم من صلة القربى العائلية التي تربطه بعون وباسيل.
ويقول روكز لـ «الجمهورية»، انّ هناك حالة من الوجع والغضب والقرف واليأس تعم جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، وليس فقط جمهور ثورة 17 تشرين الأول، «والمفارقة انّ احداً في السلطة مش فارقة معو. وكأنّ الطبقة الحاكمة فقدت اي صلة بواقع الناس وهمومهم، وانا انبّه الى انّه اذا استمر الوضع في سلوك هذا المنحى الانحداري فسنكون خلال شهري آب وايلول امام موجة هجرة غير مسبوقة للشباب اللبناني».
ويوضح روكز، انّ التحرّك الشعبي الذي دعا الى المشاركة فيه اليوم، يهدف من جهة الى الضغط على السلطة، ومن جهة أخرى الى اعطاء الناس الغاضبين فرصة للتعبير عن نقمتهم على الوضع بطريقة سلمية ومنضبطة، من دون تحطيم الأملاك العامة والخاصة ولا قطع الطرقات، «بحيث نعيد النضارة الى الثورة ونقدّم نموذجاً حضارياً عنها».
ويعتبر روكز، انّ تظاهرة اليوم هي صرخة موجّهة ضدّ كل التركيبة الحاكمة بلا استثناء، «بدءاً من الحكومة «المبلطة»، الى كل المستويات الاخرى في السلطة».
ويضيف: «نعم.. لا استثني احداً، مني وجرّ، إذ اننا كنواب «ما طلع من أمرنا شي»، وبالتالي انا احمّل نفسي جزءاً من المسؤولية عن الأزمة المتفاقمة، مروراً بالسلطة التنفيذية، وصولاً الى رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر، الممثل بحصّة وازنة في الحكومة الفاشلة، وصاحب التجربة الطويلة ولكن المخيبة للآمال في وزارة الطاقة، التي كانت ولا تزال تستنزف الخزينة وتشكّل احد مزاريب الهدر الكبيرة، شأنها شأن وزارات أخرى كالاتصالات، وصندوق الجنوب وصندوق المهجرين ومجلس الإنماء والاعمار، وغيرها من مكامن الهدر والفساد في الدولة، من دون أن نغفل أيضاً ارتكابات المصارف والبنك المركزي».
ويتوقف روكز عند «المماطلة المريبة» في التعاقد مع شركة للتدقيق المالي، «الأمر الذي يؤشر الى أنّ هناك من يزعجه هذا التدقيق، ويحاول استبعاده او تأخيره تخوفاً من تبعاته ونتائجه».
ويلفت روكز الى انّ المطلوب فوراً تغيير الحكومة الحالية، التي اخفقت في مواجهة التحدّيات، بعدما اخذت فرصتها، مطالباً بتشكيل حكومة من المستقلين الأكفاء بصلاحيات استثنائية، تنفّذ الإصلاحات، التي من دونها لا امكان للحصول على دعم دولي للبنان، وتضع قانون انتخاب جديداً، يمهّد لانتخابات نيابية تفرز مجلساً مختلفاً، لانّ القانون الحالي سيعيد إنتاج التركيبة نفسها.
ويحذّر روكز من أنّه اذا لم يحصل التغيير سريعاً ولم يتمّ إحداث الصدمة الايجابية قبل فوات الاوان، «سنكون امام احتمالين أحلاهما مرّ، فإما يفرغ لبنان من شبابه وطاقاته ويُصاب بالشيخوخة والتصحّر، وإما يقع الانفجار الكبير، من خلال اندلاع ثورة عنفية، لن تستطيع القوى العسكرية والامنية السيطرة عليها، ما سيسمح بعودة حكم الميليشيات التي يبدو أنّ لدى البعض حنيناً اليها».
ويؤكّد روكز انّ الدعوة إلى التظاهر في ساحة الشهداء اليوم تشمل جميع اللبنانيين المدعوين الى رفع الصوت عالياً بدل الاستسلام لليأس. لكنه يلفت في الوقت نفسه الى انّ العدد ليس هو معيار هذا التحرّك، «بل المهم ان نوصل الرسالة، وان نعيد تصويب وجهة الانتفاضة الشعبية، بعيداً من الفوضى والعنف».
وتعليقاً على مطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي بحياد لبنان، يشدّد روكز على انّه لا يجوز أن يكون هناك حياد إزاء خيار العداء لاسرائيل ودعم القضية الفلسطينية، لافتاً الى تأييده للمفهوم الذي شرحه الراعي بعد لقائه الرئيس ميشال عون، والمستند الى قاعدة تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، «لأن اللي فينا مكفينا».
"اللواء": وافرحتاه
كتب عبد الحميد فاخوري في "اللواء": وافرحتاه
لو أمكنني الوصول إلى معالي الوزير ريمون غجر، لقبّلت يديه بعد أن أطلع اللبنانيين على الخبر السار والبهيج بأن شركة الكهرباء ستزيد ساعات التغذية التي ستصبح بين 4 و6 ساعات يومياً. ولو أمكنني الوصول إليه لاصطحبت فرقة موسيقية ومغنين وكتبت قصائد المدح على هذا الانجاز العظيم.
أما لماذا تركت الأمور لتصل إلى هذا الحد من الانقطاع فموضوع لا يجب أن تشغل بالك فيه وهو أمر تافه إذ متى كان التقصير من واجبات الدولة تجاه مواطنيها أمرا يخضع للتحقيق، وإذا لا سمح الله جرى التحقيق فيه فنهايته حفظ الملف لعدم كفاية الأدلة و«لفلفة» الموضوع.
يكفيني يا صاحب المعالي أنك أسعدت وأثريت فئة من اللبنانيين وهم أصحاب المولدات الكهربائية الذين لا يأبهون بتسعيرة الدولة كما لا يأبه أحد بتسعيرة جمعية الصرافين للدولار.
أما المواطنون اللبنانيون فلا يجب أن تكون مظاهراتها مصدر ازعاج لك فمعظمهم سينقسمون إلى قواتي وعوني ومستقبلي وأملي وكتائبي واشتراكي أو موالين للحزب مما سيؤدّي إلى إختلاف بينهم فينشغلون من الاحتجاج على نقص الكهرباء لظروف المعيشة إلى مطالبة بعضهم لتسليم السلاح غير الشرعي إلى الجيش اللبناني، كما أن بعضهم سيستنجد بالماما شيا والبابا بومبيو والمناضل الأممي ترامب لتنفيذ مطالبه.
لا عليك يا معالي الوزير القادم من الأيام سيثبت أن جهودك ستثمر في عودة الكهرباء، أما متى سيحصل ذلك، فعلم ذلك عند رب العالمين. لا بد في النهاية من أن أتوجه عبرك إلى نائب رئيس الجمهورية غير الرسمي والمدافع الأول عن حقوق المسيحيين الذي اعتبر أن مشكلته مع العدو الصهيوني هي مشكلة حدود لا غير بالشكر الجزيل على إنجازات وزرائه العظام في مختلف الحقول التي استلموها في عهد هذه الحكومة العتيدة.
"الجمهورية": بيروت... لا تموت
كتب فؤاد مخزومي في "الجمهورية": بيروت... لا تموت
منذ متى بيروت مكسر عصا للحاقدين الطمعانين، وفشّة خلق للفجعانين؟
منذ متى بيروت «رزق سايب بيعلّم الناس الحرام»؟
منذ متى بيروت تفتح شوارعها مطامر لنفاياتكم العابقة برائحة فسادكم؟
منذ متى أهل بيروت عطشى لنقطة ماء، غارقون في العتمة، «بيتصبّحوا بشحّادين على الطرقات، وبيتمسّوا بحراميّه معبّايين المفارق والساحات؟»
منذ متى أهلنا يخافون مرور الوقت وانتهاء الصيف ولا تفتح مدارس اولادهم؟
منذ متى أهلنا يخافون من الأمراض، من مراكز العلاج، من أوضاع الدواء والمستشفيات، وأولويّات السلطة المسيّسة على حساب صحّة الناس والوطن؟
منذ متى، بدلاً من انّ الشعب يحاسب حكومته، الحكومة «تشكو» من انّ الشعب «يتآمر» عليها؟
منذ متى الشعب في خدمة الحكومة والحكومة «بتتذمّر وبتنقّ»؟
منذ متى، بدلاً من ان نرى خططاً فعّالة لمعالجة غلاء الأسعار، يحتج وزير الإقتصاد على الشعب الذي لم يقل شكرًا قبل ان يذوق طعم الحسم الموعود على السلع التي ينوي دعمها؟
وكل إنسان يعرف انّ خدمة الشأن العامّ في بلدان العالم لا تنتظر كلمة شكر ولا تطلب بدل أتعاب.
إذا أحتج الشعب على الغلاء الذي لا يرحم لقمة العيش، تنصحه حكومتنا بتخفيف الاكل وتلومه على نظامه الغذائي «البطران».
نعم... الحكومة مظلومة والشعب لا يشبع.
شعب مغنّج يطالب بالكهرباء، كأنّه لا يرى الدخان متصاعداً من عواميد معمل الزوق 24 على 24، ولا يقدّر غيرة القضاء اللبناني على حقوقنا ويحاسب الشركات والدول الشقيقة...
البلد غارق في العتمة والناس «فطسانين بهالشوب»، ووزير الطاقة يُسمعنا وعوداً وتطمينات نحن لا نعرف قيمتها: البواخر التركيّة ملأناها والحمدلله... الإعتمادات فُتحت... المبالغ دُفعت... العمولة قُبضت... والمازوت تبخّر.
ماذا تريدون أكثر من هذا؟
لا ينقص اللبنانيون إلّا ان يطالبوا حكومتهم بإشارات سير «شغّالة»، «بدل ما يذوقوا لمّا يسوقو ويمرّقو بعضن بتهذيب».
ولا ينقص الحكومة سوى أن تعذّب نفسها وتعكس التيار لكي تضيء مصابيح البلدية ليلاً وتطفئها في النهار.
ماذا فعلتم بلبنان؟ ماذا فعلتم بالبلد؟
إما انتم مسؤولون، وإما إنتم مستقيلون.
الحكم مواجهة وليس وجاهة.
الحكم تخطيط وتنفيذ «مش نقّ وتذمّر».
وليس عمل المواطن أو النائب ان يخطط وينفّذ بدلاً من الحكومة والمجلس البلدي «يللي عاملين شغلتن يسمّعونا برامج يصرفوا عليها أموال الناس والبلد، وما نشوف منها شي على أرض الواقع».
ماذا فعلتم بلبنان؟ وماذا تفعلون لبيروت؟
بيروت الشرائع والعلم والإزدهار... ماذا فعلتم بها؟
لا، لا تستطيعون التمتع بمناصبكم ونصبكم على حساب بيروت.
رئاسة البلدية رسالتها المنفعة العامّة وليس الإنتفاع الخاصّ.
المؤتمنون على بلديّة عاصمتنا في رقابهم «كلّ عرق أخضر عم ينقبع ويُعطى مطرحو لباطون عشوائي».
في رقابهم، كل رائحة بشعة تتصاعد من طبيعة أدائهم وفضلات أطماعهم وصفقاتهم.
المؤتمنون على مدينتنا في رقابهم هجرة اولادنا، قرف أجيالنا، وحرقة قلب الذين تعبوا وربّوا، وكان جزاؤهم في النهاية وداع اولادهم والحرمان من أحفادهم، وينتهون محاطين بزبالة حكّامهم.
هذه ليست بيروت. هذه صورتكم إنتم.
وبيروت لن تعود الينا، إلّا اذا مزّقنا الصورة وأرجعنا الأصل.
بيروت... لا تموت.
"نداء الوطن": العميد حطيط: جودة وفرادة
كتب عماد موسى في "نداء الوطن": العميد حطيط: جودة وفرادة
كم تبدو حياة اللبنانيين اليومية قاتمة وموحشة.
نظراتهم منكسرة. ذلّ يحاصرهم في كل مكان: في المصرف. في السوبرماركت. في المكتبة. في المستشفى. في غرف النوم.
ولا شيء يلهي اللبنانيين عن حاضرهم المقيت سوى مشاهدة "أربع مجانين وبس" أول السهرة، وان يجاهدوا زراعياً بين أثلام اللوبياء ومساكب الكزبرة في ساعات الفجر الأولى، لكن ما يلهي ويسلّي أكثر من بزر البطيخ تناقل بعض الطرائف الطالعة من هنا وهناك، حتى لو جاءت على لسان خبير عسكري واستراتيجي لا ندّ له في الصين ولا في دول حلف الناتو: العميد المتقاعد أمين حطيط.
حدّق بوجه العميد جيداً. إن فيه من الصرامة ما في وجه النائب محمد رعد حين يكزّ على أسنانه. وفيه أيضاً ما يذكر بوزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحّاف. وفيه غرور وكبرياء. مع تقاعده من الجيش في العام 2004، تموضع حطيط في خط الممانعة، منظراً لانتصاراتها غير المسبوقة في سوريا واليمن وفلسطين، وشامتاً بأميركا المضعضعة ذهنياً وإسرئيل المنهارة نفسياً.
وغني عن القول أن سيادة العميد مرجع في مجال الطيران العسكري والصواريخ السوبر ذكية. أعطه صاروخ "عماد" البالستي القادر على حمل رأس نووي يحلّله. يدرسه بنصف ساعة. يشرّحه يفصفصه. يفرطه يركبه متل الـ"أم سكستين".
إسأله عن عمل عسكري معادٍ بعد دقيقة وربع من حصوله، يعطيك ما تحتاجه من تفاصيل وخلفيات وما سيتركه من انعكاسات ويرسم لك سيناريوات الرد. وآخر خبطة للعميد (أو الفيلد مارشال) حطيط تحليله العميق للضربات الجوية التي طاولت إيران. فكتب:
"إيران تستدرج اسرائيل وأمريكا لضرب مواقع إيرانية وهمية خالية لدراسة مدى تأثير وفعالية الأسلحة الأمريكية والدمار الذي تخلّفه".
ولك تسلملي تحليلاتك.
إستناداً إلى التحليل مع كل ضربة يُضاف فصل جديد على الدراسة. يعني ما حدا مبسوط بضرب إسرائيل للمواقع الإيرانية وما حدا ممنون أكتر من إيران نفسها.
العميد حطيط، الذي رسم في الأمس البسمة على وجوه قرائه، أضحكهم قبل سنة يوم تحدث عن أهمية صاروخ إيراني معروض على لبنان، "القادر على ملاحقة الطائرات العدوة حتى تل أبيب وإسقاطها، وتتفرّع من الصاروخ – الأم في الجو عدة صواريخ في حال وجود أكثر من طائرة بالجو. (صاروخ إنشطاري) والصاروخ الإيراني الذكي (فوق العادة ) بإمكانه إسقاط طائرات إف 16 ويميز بين الطائرات المدنية والعسكرية"، وإن أخطأ الصاروخ الإيراني هدفه وضلّ طريقه لا سمح الله قد يحفر قرب بيت العميد بئراً إرتوازية، ولو سقط في البلوك رقم 9 لطلع الغاز علينا ودخل لبنان فعلياً نادي الدول المنتجة والمصدّرة للنفط!
العميد حطيط جودة وفرادة. قطعة unique. إحذروا التقليد.
"الشرق الأوسط": لبنان يطلق "هيئة وطنية" للبحث عن المفقودين في الحرب
كتب يوسف دياب في "الشرق الأوسط": لبنان يطلق "هيئة وطنية" للبحث عن المفقودين في الحرب
أبصرت «الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسراً» النور، بعد مرور سنة وتسعة أشهر على إقرار قانون إنشائها، وتكليفها مهمة كشف مصير آلاف اللبنانيين الذين فقدوا خلال سنوات الحرب الأهلية. وأقسم أعضاء الهيئة اليمين أمام الرئيس ميشال عون، الذي اعتبر أن «إنجاز ملف المفقودين يطوي صفحة أليمة من صفحات الحرب اللبنانية؛ لا سيما لجهة معرفة مصيرهم».
وتنطلق الهيئة بمهمتها متسلحة بالقانون رقم 105 الذي أقره البرلمان اللبناني في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2018، وأعطاها صلاحيات لم تعطَ للجنة التي شكلت في عام 2000 ولم تصل إلى نتيجة.
وأكد مصدر في الهيئة لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمل سيبدأ من أرضية قانونية تسهل الانطلاق بفاعلية لتقصي الحقائق عن مصير المفقودين». وكشف أن الهيئة «ستتعاون مع كثير من المنظمات الدولية والهيئات المدنية»، لافتاً إلى أن «الجهد سينصب على اتجاهين: الأول اقتفاء أثر الذين قتلوا في معارك داخلية، ودفنوا في مقابر جماعية على أيدي الميليشيات إبان الحرب، والبدء في نبش هذه المقابر، والثاني كشف مصير المعتقلين في سجون النظام السوري».
ولم يعرف حتى الآن مصير حوالي 17 ألف لبناني فقدوا خلال الحرب الأهلية، أغلبهم من المدنيين الذين جرى اختطافهم على خلفية انتماءاتهم الطائفية والسياسية، وتتضارب المعلومات بشأن مصيرهم، وما إذا كانوا ما زالوا على قيد الحياة أم لا.
وتتحدث مصادر متابعة لدور الهيئة بأن هناك «ملفات كبيرة وقوائم تنتظرها، وهي ستستعين بكل من لديه معلومات بهذا الشأن، وكل من يرفض التعاون ستلجأ إلى ملاحقته قضائيا».
ويحتل ملف المخفيين في السجون السورية جانباً مهماً من دور هذه الهيئة. وتفيد المصادر المتابعة لقضية المخفيين اللبنانيين في السجون السورية، بأن «(قانون قيصر) الأميركي (الذي يفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الأسد وكل المتعاونين معه)، سيمنح الهيئة دعماً قوياً، وإن بطريقة غير مباشرة؛ لأن هذا القانون يفرض على النظام ضرورة تحديد مصير المعتقلين لديه».
ولفتت المصادر نفسها إلى أن النظام السوري «لا يمكنه المضي في إنكار وجود معتقلين لبنانيين لديه». وتقول: «هناك معتقلون سبق لذويهم أن قابلوهم في السجون السورية، وبعض الأهالي تلقوا رسائل خطية من أبنائهم، ومن حق هؤلاء الأهالي معرفة مصير أبنائهم، واستعادتهم أو استعادة رفات من مات منهم تحت التعذيب».
وشكل قسم اليمين الخطوة الأولى في مسيرة الهيئة المرجح أن تتخذ مقراً لها في السراي الحكومي، على أن تعقد الأسبوع المقبل اجتماعاً لها لانتخاب رئيس ونائب للرئيس، ووضع نظام داخلي وإداري ومالي لها، ورفعه إلى مجلس الوزراء لإقراره.
وتوقع المصدر المقرب من الهيئة أن تتم الاستعانة بمعتقلين سابقين في سوريا للاطلاع على معلوماتهم وتوثيقها، معتبراً أن «الهدف الأسمى للهيئة يكمن في إنهاء معاناة أهالي المفقودين الذين آن لهم أن يرتاحوا». وذكَّر بأن «مهمة الهيئة ليست محاكمة الخاطفين؛ بل تحديد مصير المخفيين قسراً، وإنهاء معاناة ذويهم».
وكانت اللجنة المكلفة من قبل وزارة العدل اللبنانية لمتابعة أوضاع المخفيين في سوريا، أجرت اتصالات ولقاءات مكثفة مع الجانب السوري، ولم تصل إلى نتيجة.
وأوضح أحد أعضاء اللجنة السابقة الذي رفض ذكر اسمه، أن اللجنة اللبنانية «عقدت لقاءات مع نظيرتها السورية، وسلمت الأخيرة قوائم بأسماء اللبنانيين المعتقلين في سوريا، والإثباتات على ذلك». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بعد اندلاع الثورة السورية انقطعت الاتصالات بين الطرفين، ولم نعد نعرف شيئاً عن مصير أعضاء اللجنة السورية، ووصلنا إلى حائط مسدود».
MEA تهرّب الدولارات
كتبت هديل فرفور في "الأخبار": MEA تهرّب الدولارات
في وقت تستجدي فيه البلاد دولاراً لتغطية استيراد كلفة الرغيف، تجهد شركة طيران الشرق الأوسط في حماية دولاراتها عبر «تهريبها» إلى حساباتها في الخارج، مراكمة الفوائد التي جنتها الشركة الوطنية من الأزمات المتلاحقة من «كورونا» إلى أزمة الدولار
مُعظم الأموال التي يدفعها المُسافرون الراغبون في السفر على متن شركة طيران الشرق الأوسط عبر بطاقات الدفع الدولية لا تدخل إلى لبنان، ويتم تحويلها إلى حسابات تابعة للشركة في الخارج. هذا ما يؤكّده مصدر في أحد المصارف رفض أخيراً تحويل أموال عدد من زبائنه إلى حساب الشركة في الخارج، فيما تدعم شبهة «تهريب» الأموال شهادات عدد من أصحاب مكاتب السفر، أكّدوا أن الـ«ميدل إيست»، منذ أشهر، تحوّل أموال التذاكر التي يُسدّدها المُسافرون «أونلاين» عبر بطاقات الدفع إلى حساباتها في الخارج، ومن ضمنها حسابها في لندن، في وقتٍ تستجدي فيه البلاد دولارات لتغطية استيراد الرغيف والمحروقات.
وفي ظلّ انهيار شامل تعانيه البلاد، تجهد الشركة الوطنية للاستثمار في الأزمات المتلاحقة ومراكمة أرباحها. في أزمة «كورونا»، مثلاً، ضاعفت الشركة أسعار بطاقاتها في عمليات إعادة لبنانيين من بلدان الاغتراب، متذرّعة بأن طائرت الإجلاء سُتقلع من مطار بيروت فارغة، وأنها ستعود بنصف حمولتها من الركاب بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي. لكن مسافرين أكدوا لـ«الأخبار» أنهم، في عزّ الأزمة، سافروا على متن طائرات الإجلاء في رحلات الذهاب، وأن هذه الطائرات كانت «شبه مُمتلئة وخلت من إجراءات التباعد». أحد الذين سافروا إلى فرانكفورت قال إنه أُجبر على حجز تذكرة سفر ذهاباً وإياباً على إحدى الرحلات التي كان يفترض أنها فارغة، رغم أنه كان يريد قطع تذكرة ذهاب فقط، «وقد فرضوا عليّ دفع 2400 دولار نقداً ثمن التذكرة». وبذلك، تكون الشركة قد حقّقت ربحاً مُضاعفاً، إذ استفادت من رفع أسعار التذاكر للوافدين إلى لبنان وفي الوقت نفسه لـ«الهاربين» منه!
الاستثمار طال أيضاً فحوصات الـ pcr. فمن المعلوم أن كلفة إجراء الفحص حُدّدت بـ 100 دولار (أصبحت 50 دولاراً لاحقاً) يدفعها الوافد إلى شركة الطيران في البلد الذي يأتي منه، على أن تُسلّم أموال الفحوصات (بالدولار بطبيعة الحال) إلى شركات تقديم الخدمات الأرضية. وثمة شركتان تقدّمان الخدمات الأرضية في مطار رفيق الحريري الدولي، هما شركة meag التابعة لـ«ميدل إيست»، وlat. وبما أنّ أموال الفحوصات تُسدّد إلى المختبرات اللبنانية بالليرة، فإنّ هناك نسبة تنجم عن الفارق في تصريف الدولارات تذهب إلى «جيب» الشركة.
دائرة العلاقات العامة في الشركة رفضت، في مراسلات مع «الأخبار»، التعليق على المعلومات حول تحويل أموالها إلى الخارج، واكتفت بالاستفاضة في الحديث عن فحوصات الـ pcr، مؤكدة أنّ هذه الأخبار «عارية من الصحة»، و«الشركة تتحمل على نفقتها الخاصة كامل تكاليف الفحوصات، وأن الإجراء المتبع في الدول التي لا يتوافر فيها فحص الـ PCR يقضي بأن يخضع مسافرو شركة طيران الشرق الأوسط لفحص أوّل على نفقة الشركة لدى وصولهم إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وفحص ثانٍ على نفقتهم الخاصة بعد 72 ساعة في أحد المختبرات المعتمدة وفق إرشادات وزارة الصحة العامة». وعن تكاليف التذاكر المرتفعة والتفاصيل المرتبطة برحلات الإجلاء، أكدت الشركة أن «أسعار التذاكر مخفضة وهي تنافس أسعار الشركات الأخرى (...) ومن صرح بذلك غير مطلع على الأسعار».
إلا أن مصادر «الأخبار» تؤكد أن الشركة أضافت كلفة إجراء فحص الـ pcr على بدل التذكرة، وبالتالي «لا صحة للحديث عن مجانية الفحص على حساب الشركة. أما المُسافرون على متن شركات طيران أخرى فيدفعون بدل الفحص في المطار بالدولار، وتسلّم الأموال الى meag وlat، ويذهب فارق تصريف التسعيرة بغالبيته الى الميدل إيست». ولفتت الى أن أسعار التذاكر التي تبرزها بعض المكاتب «كفيلة بدحض مزاعم الشركة في شأن أسعارها المخفضة».
هجوم جنبلاط على مراد: أريد حصّة لجامعتي
كتبت ميسم رزق في "الأخبار": هجوم جنبلاط على مراد: أريد حصّة لجامعتي
وراء كل تغريدة لوليد جنبلاط مطلب. الهجوم على الجامعة اللبنانية الدولية، مردّه الانزعاج من التراخيص التي منحها وزير التربية لفروع قديمة، بينما ينتظر رئيس الحزب الاشتراكي تراخيص فرعين لجامعة تابعة له.
أكثر من سبب، ربما، يقف وراء الهجوم المفاجئ لجنبلاط على جامعة رئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد. واحد منها، يتعلق بوزير التربية الحالي طارق المجذوب، لأن جنبلاط ينتظر تراخيص لفرعين للجامعة الحديثة للإدارة والعلوم التابعة له، في راشيا وجل الديب، وفقَ ما تقول مصادر مطلعة.
لكن بمعزل عن تغريدة جنبلاط، فإن نبش ملف تراخيص فروع «liu» بدأ منذ نحو أسبوعين، إذ جرى الحديث عن عدم استيفائها الشروط من جهة، ومن جهة أخرى أعيد طرح مسألة النزاع على ملكية الجامعة، لجهة القول إنها تعود لجمعية النهضة الخيرية الإسلامية، وإن «آل مراد يحاولون نقل هذه الملكية إلى شركة العائلة «ديبلوماكس»». فما الذي فعله الوزير المجذوب؟ ولمن تعود ملكية الجامعة؟
أخرج وزير التربية مرسوماً يرخّص للجامعة اللبنانية الدولية استحداث فروع واختصاصات، سبَق أن أعد حين كان الياس بو صعب وزيراً للتربية عام 2014. لكن المرسوم عُرقل مراراً في حكومات سابقة، حين تولّى مروان حمادة وأكرم شهيّب الوزارة، بحجة «عدم استيفاء الشروط». يقول مراد لـ«الأخبار» إن هذه التراخيص «لا تعني استحداث فروع جديدة، وإنما تراخيص لفروع موجودة أساساً، لكنها كانت مجمّدة بسبب الكيد السياسي». يضيف مراد إنه «سابقاً كان يحق لأي جامعة وفقَ الترخيص المُعطى لها أن تفتَح فروعاً في أماكن أخرى، إلى أن صدر قرار بإصدار تراخيص تسمَح بإنشاء الفرع». ولأن الفروع المذكورة كانت موجودة، وبناءً على قرار مجلس الوزراء الرقم 35، بتاريح 21 أيلول 2010 (إجازة التدقيق في الفروع الجغرافية التي استحدثتها مؤسسات التعليم العالي دون ترخيص مسبق)، زارت اللجان الفنية فروع الجامعة في بيروت، صيدا، النبطية وطرابلس. وبعدَ تنفيذ الجامعة لجميع توصيات اللجنة الفنية، أوصى مجلس التعليم العالي في الجلسة الرقم 2/2017 في 17 آذار 2017، بترخيص الفروع المذكورة كونها استوفت الشروط والمعايير بالكامل، ولذلك بعد مرور ست سنوات على الزيارات، وبالرغم من توصيات مجلس التعليم العالي بترخيص فروع الجامعة اللبنانية الدولية، لم تقرّ مجالس الوزراء السابقة ولأسباب سياسية معروفة ترخيص الفروع المذكورة، علماً بأنها أقرّت مراسيم تراخيص الفروع لجميع الجامعات الأخرى (قرار مجلس الوزراء الرقم 28 بتاريخ 5 تموز 2017). تجدر الإشارة إلى أن فروع الجامعة اللبنانية الدولية هذه، كانت قد تأسست في كل من بيروت عام 2002، صيدا 2003، النبطية وطرابلس 2006، وهذا يُبيّن أن هذه الفروع ليست جديدة، وإنما استحدثت قبلَ صدور قانون التعليم العالي الرقم 285/2014، كما باقي فروع الجامعة اللبنانية الدولية، لكن ملفات تراخيصها بقيت في أدراج وزارة التربية لسنوات طويلة.
أسرار وكواليس
صدم لبنانيون ممن اشتروا عقارات في قبرص وسجلوا ابناءهم في مدارس الجزيرة من اقدام السلطات على التضييق على سفر اللبنانيين بعدما كانوا يعتبرون ان قبرص ملجأهم في الضيقات.
عائلات عادت من الهجرة لتستقر في لبنان تعود عن قرارها وتقرر تصفية املاكها للعودة الى بلاد الاغتراب بشكل نهائي.
تشهد بعض المحال التجارية التي تسوّق لماركات عالمية زحمة لافتة، ومرد ذلك قرب إقفال تلك المحال في لبنان خلال الشهرين المقبلين.
لفت مرجع أمني إلى أن حزباً فاعلاً لن يتورط في اعتداءات يومية على الناشطين طالما أنه يمتلك إدارة مجموعات في أحزاب حليفة.
تلقّى مسؤول كبير نصيحة من حزب بارز بتبريد الخلاف مع موظف كبير لأن استمرار هذا الخلاف سينعكس مزيداً من الضرر على الواقع المالي.
لاحظ قطب نيابي إنعدام زيارات النواب إلى مراجع رسمية خلافاً لما كان عليه الحال في العهود السابقة.
يستبعد دبلوماسي "شرقي" حدوث تدهور للوضع في المنطقة الحدودية، بصرف النظر عن الآليات المجتمعة للتجديد "لليونفيل"..
يشكك نائب في 8 آذار في إمكانية وضع خطة إعادة النازحين موضع التطبيق..
لوحظ استنكاف عدد من محلات الصيرفة فئة "أ" عن ممارسة المهنة، لأسباب قد تعود لسحب البساط من تحت أرجلهم!
يردّد مقربون من "حزب الله" أنه اتخذ قراراً بعدم الرد مباشرةً على خطاب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
كواليس جلسة لجنة الإدارة والعدل النيابية أظهرت وجود "هجوم مركّز" على وزيرة العدل ماري كلود نجم من النواب إيلي الفرزلي، حسن فضل الله وعلي حسن خليل.
يبدي سفير دولة أوروبية بارزة انزعاجه من تجاوز مسؤولين لبنانيين موقعه والتعامل مباشرة مع رؤسائه.
إعداد: هيئة شؤون الإعلام
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.