أكدت المُؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة بيروت أنستيتيوت الزميلة راغدة درغام، أنَّ بيروت هي عاصمة التفكير الحر في المنطقة العربية، ومن حقها أن تتموضع مثل دافوس على خارطة التفكير والتخطيط سواء على المستوى العربي أو العالمي، ولفتت الى ان بيروت أنستيتيوت التي تضم شخصيات سياسية عربية كبيرة، ستنظم مؤتمرها الأول في أبوظبي في 10 و11 تشرين الأول المقبل، عن تموضع المنطقة العربية في الرقعة العالمية بما يتعدى الاقتصاد السياسي والتهديدات الأمنية، بمشاركة نحو 120 شخصية عربية وعالمية سياسية واقتصادية، كما أن لبنان يشارك بشكل موسع في الحدث، وستقدم القمة رؤى وتصورا للمنطقة العربية من أجل مستقبل أفضل للمنطقة، سواء على صعيد المدن الذكية والنساء والتكنولوجيا ومستقبل الطاقة، بالاضافة الى دراسة تداعيات الاتفاق النووي الايراني والخطر الداعشي الذي يتهدد المنطقة.
وتحدثت درغام الى المستقبل، عن توقيت المؤتمر في هذه المرحلة التي تشهد حركة غير مستقرة في البلدان العربية، لافتة الى انه لا بد من التفكير وبعمق في أي وضع تمر به المنطقة العربية، سواء أكان ايجابياً أو زلزالياً مخيفاً، وبالتالي لا يمكن غض النظر أو دفن الرؤوس في الرمال سواء في مرحلة التغيير أو الاسترخاء او الأزمات، نحن قررنا أن تعقد قمة بيروت أنستيتيوت في أبو ظبي، لأننا كنا قد حاولنا أن نعقد المؤتمر التأسيسي للمؤسسة في بيروت، ولم نتمكن بسبب الظروف غير المستقرة آنذاك، وكان ذلك في العام 2013، وبسببها ألغينا المؤتمر التأسيسي، لقد تقرّرَ المؤتمر قبل أن تحصل الزلالزل في المنطقة العربية، وبعد أن وافقت وزارة الخارجية الاماراتية، على أن يكون المؤتمر الاول لـبيروت أنستيتيوت في أبوظبي، مما أضفى فعلاً على هوية هذه المؤسسة الفكرية طابعاً تنفيذيا، اذ هي مؤسسة فكرية للمنطقة العربية ذات طابع دولي. ستتضمن القمة نقاشاً حول تموضع المنطقة العربية على الساحة الدولية، نحن نريد الاطلاع على الجيل الخلاق المبدع الجديد تكنولوجيا ودور الفن والاخراج، بما يسهم في تحصين المجتمع وتقويته في مواجهة الزلالزل، وطبعا لن يكون الحديث مقتصراً على أن نبحث معاً كأفراد من المنطقة العربية فقط بل مع أطراف من كافة الدول الغربية، فهناك مشاركون من صناع القرار والمؤثرين في صنع القرار من مختلف القطاعات ومن كل أنحاء العالم، علينا أن نتحاور فكرياً من أجل مستقبل المنطقة وتموضعها ايجابياً بأفكار عملية فعلية قابلة للتنفيذ، تأخذنا وتأخذ صناع القرار الى النظر أكثر الى ما هو أمامهم من صورة متحجرة عن المنطقة العربية، مهمتنا أن نضع خيارات أمام هؤلاء، بحيث انهم أمام ورشة فكر وعمل للنهوض معاً بهذه المنطقة التي ينبغي المحافظة على تنوعها، اثنياً وعرقيا وغير ذلك من الفيسفساء الموجودة بمنطقتنا، بدلاً من الاصرار على الانزلاق بشكلٍ دائم.
ولا تفوِّت درغام الحديث عن اهمية المشاركة المدنية والشعبية في صناعة القرار في المنطقة العربية في ضوء التغييرات التي حصلت، وقالت اعتقد اننا بحاجة الى المزيد من المؤسسات الفكرية ووظيفتها في المنطقة العربية ليس فقط بيروت أنستيتيوت، وليت يكون منها المئات، لأنها جزء ضروري من العملية الديموقراطية.
وأشارت الى أنَّ المؤتمر يتطلع الى تحقيق تأثير عملي تطلعي وايجابي على صعيد السياسات المحلية والعالمية المرتبطة بالمنطقة العربية. وأهميته من الناحية الفكرية أنه علينا ان نستبق الاشياء. وكمؤسسة فكرية علينا توقع الحدث والتفكير في الخيارات وليس الخضوع للأمر الواقع، هناك بلدان فيها دائماً خطط خماسية أو عشرية واستراتيجيات، اما البلاد التي تخضع لردة الفعل فقط، فهي لا تقدم استراتيجيات وليس لديها حالة رؤيوية لمعالجة مشكلاتها، تتلقى دائماً الحدث وتتعامل مع افرازاته، بدلاً من المشاركة في صناعة الحدث والتاريخ. وهنا أهمية هذه المؤسسة الفكرية، فمثل هذه المؤسسات لا يمكن أن تنمو خلال سنة أو سنوات قليلة، فالمؤسسات الفكرية الكبرى عمرها عشرات السنوات مثل المنتدى العالمي في دافوس، أو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس وغيرها، مؤسستنا تريد تمكين الأجيال الجديدة لصناعة الحاضر والمستقبل وايجاد منبر لهم، فهذا الجيل حذق، وعليه أن يحجز له مكاناً في المستقبل.
ولفتت الى أهمية المؤتمرات والافادة منها، موضحة كلما شاركت في مؤتمر مثل دافوس أو في مؤتمرات على صعيد اقليمي في الدوحة أو ابوظبي، تكون هناك استفادة هائلة. كمؤسسة تلقينا دعماً معنوياً من حكومة أبو ظبي لاستضافة المؤتمر، كما أن هناك دعماً فعلياً من وزارة الخارجية الاماراتية لتغطية تكاليف المؤتمر، القمة تتألف من شطرين، شطر يتعلق باجتماعات مغلقة وفقاً لقاعدة تشاتام هاوس وهذه الاجتماعات ومقرراتها لسيت للنشر أو الاعلان، بل هي لتمكين المؤتمرين من التفكير بصوتٍ عال والبوح بكل شيء من دون خوف، بحيث يتم التداول بصراحة في جلسات عصفٍ ذهني، ومن ثم تؤخذ في شكل توصيات سياسية ترفع الى صناع القرار ويستفاد من هذا العصف الذهني. وهذا لـ120 شخصا، ومن ثم يتم افتتاح المؤتمر رسمياً لنحو 120 شخصية عربية وعالمية من خبراء سياسيين واقتصاديين ورؤساء شركات، وسيكون الافتتاح على مدى يوم ونصف اليوم بحيث يتضمن جلسات علنية، وسيتناول اموراً جيوبوليتيكية واقتصادية وتكنولوجية ومستقبل المدن والسياسة والاقتصاد وغيرها من الأمور التي تهم المنطقة. مضيفة أن المؤتمر غير موجه فقط لبلدان الربيع العربي، إن تعبير الربيع العربي بات من الماضي، نحن سنتطرق الى كافة المشكلات بما فيها تداعيات الاتفاق النووي الايراني والخطر الداعشي، وغير ذلك من المسائل التي تتعلق بالمنطقة، مضيفة ان المؤتمر لا يهدفُ الى تكديس أوراق، بل يتطلع الى آراء جدية تساعد في تنمية الفكر، وخلق الفرص بين الناس، فالمؤتمرات تسهمُ في بناء العملية الديموقراطية في البلاد مهما طال الوقت.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.