8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بيروت تقترح خطاً أزرق بحرياً مع إسرائيل بإشراف الأمم المتحدة

لبنان يريدُ حلاً عادلاً لمشكلته البحرية مع اسرائيل استناداً الى الاتفاقية الدولية لقانون البحار. هذا ما لخصَّهُ مصدر معني بالمفاوضات التي دارت مع الموفد الأميركي، نائب وزير الخارجية، آموس هوشتاين، لافتا الى ان الايجابية المهمة هي الاجماع اللبناني، بكافةِ أطيافهِ السياسية، على تقديم رؤية موحدة لحل النزاعِ القائم مع اسرائيل ولا سيما في ما يتعلق بالنقطة 23، ومتحدثا عن امكان قيام محادثات غير مباشرة بين لبنان واسرائيل في الناقورة برعاية اليونفيل أو الولايات المتحدة.
وتبدي اسرائيل حذراً كبيراً، من امكان نشوب حرب حول حقولها النفطية والغازية أو أن تكون هدفاً استراتيجياً، وهو ما يمكن فعلياً أن يحدث في ما لو استمر التعنت الاسرائيلي والتدخل في المياه الاقليمية اللبنانية، وهو ما يجعل مهمة المبعوث الأميركي أيضاً تتعلق بتهدئة الأوضاع والذهاب الى حل سلمي للموضوع، خصوصاً وان اسرائيل تحتاج الى استقرار إذا ما أرادت البدء بعمليات الانتاج والتصدير من حقولها ولا سيما في كاريش وليفتان وتمار.
ولفت المصدر الى أنَّ لـالاتفاقية الدولية لقانون البحار مجموعة من الأساليب، إلا أننا نريدُ أسلوباً لا يقضم إنشاً أو سنتيمتراً واحداً من مياهنا البحرية الاقليمية، وهذا الاتفاق سيكون بين الطرفين في ما لو نجحت الوساطة الأميركية القائمة الآن. وقال إنَّ هناك جملة من الطروحات، كان آخرها قبل فترة تقضي بتقسيم المخزونات في الخزانات المشتركة، وبنسب مئوية معينة وفقاً للاتفاقية الدولية. وأضاف أن الجانب الأميركي أبدى استعدادهُ للقيام بدور وسيط بين الطرفين، ومصلحة لبنان هي في التعجيل بانهاء هذه الأزمة مع اسرائيل خصوصاً وأن الوقت يمر سريعاً دون أن يستفيد لبنان من الثروة النفطية والغازية.
ولفت الى أنَّ الموفد الأميركي لم يبحث في مسألة الحدود البحرية مع سوريا ولا في الاشكالية مع قبرص، لأن الأولوية الآن هي لحل النزاع مع الجانب الاسرائيلي الذي بدأ يقترب من خزانات لبنان، اما قبرص فلا تشكل قوة ضاغطة أو خطرة وهي الآن مهتمة بحقلها.
وإذ وصف خبير شارك بعملية المسوحات البحرية، أنَّ مشكلة الحدود البحرية ثلاثية الأضلاع، سواء مع اسرائيل أو مع سوريا أو مع قبرص، سائلا عن سبب عدم تسليط الضوء على المشكلة مع الجانب السوري التي دخلت في المياه الاقتصادية الخالصة نحو 15 ميلا بحريا، قال رئيس لجنة الأشغال والطاقة النائب محمد قباني لـالمستقبل إنَّ الحل مع الجانب السوري لن يكون قبل سنتين أو ثلاث ريثما تستقر الأوضاع في سوريا، والسؤال مع من سيتفاوض لبنان في سوريا، مع جبهة النصرة أو داعش أو النظام القائم.
وأثنى قباني على المبادرات الاميركية بهذا الصدد، ولفت الى أنَّ المهم هو ما يقوم بهِ الموفد الأميركي الآن، اذ يحاول معالجة المشكلة مع اسرائيل. وقال إنَّ لبنان يطالب الولايات المتحدة بأن تضغط على اسرائيل للقبول برسم بحري يحدد المياه الاقتصادية الخالصة كما ضغط سابقاً عقب الحرب التي حدثت عام 2006 ونتج عنها الخط الأزرق الذي يعيّن الحدود البرية بين الطرفين المتنازعين، وبالتالي هناك امكانية فعلياً لقيام خط أزرق بحري بيننا وبين اسرائيل.
واعتبر قباني انَّ حل المشكلة البحرية مع قبرص ممكنة بمجرد التوصل الى حل مع العدو الاسرائيلي، وقال إنَّ سيادة لبنان لا تتجزأ سواء في البر أو في البحر، وراى أنَّ مسألة البت بالمراسيم العالقة في مجلس الوزراء هي محض خلافات داخلية، وهي تحل في الداخل.
وإذا استبعد الخبراء والمعنيون الذين تحدثت اليهم المستقبل امكان قيام شركة مستقلة على النقطة المتنازع عليها مع اسرائيل، خصوصاً وان لبنان رفضها سابقاً، أو حتى التفاوض والجلوس مباشرة مع العدو الاسرائيلي على طاولة واحدة، قال الخبير النفطي ربيع ياغي إنَّ الموقف اللبناني موحد تجاه ما هو مطلوب من اسرائيل وهو أنه ممنوع عليها أن تتقدم في مياهنا البحرية. اضاف لا تراجع ولا تنازل عن حقوقنا ولا تمدد لاسرائيل داخل مياهنا الاقليمية، موضحا انَ لبنان يطالب لبنان بترسيم الحدود البحرية باشراف ورعاية المنظمة الدولية.
هوشتاين يزور المسؤولين
وأمس، استكمل هوشتاين جولاته على المسؤولين اللبنانيين، فزار، يرافقه السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل، رئيس مجلس النواب في عين التينة، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، وتناول الحديث ملف النفط وموضوع حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية للبنان. وتقرر ان يبقى التواصل مستمرا وجديا في هذا المجال الحيوي.
كما زار هوشتاين، يرافقه هيل وعدد من المستشارين، رئيس كتلة المستقبل النيابية، الرئيس فؤاد السنيورة، في مكتبه في بلس، وكان بحث معمق في موضوع النفط والغاز وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان بما يضمن للبنان حصوله على حقوقه العادلة في هذه المنطقة، كما جرى البحث ايضاً، في اخر التطورات في لبنان والمنطقة.
كما استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، هوشتاين في حضور هيل. وتخللت اللقاء مأدبة غداء تكريما للضيف.
وقال هوشتاين عقب اللقاء إنه لمن دواعي سروري دائما أن أزور لبنان، وأنا سعيد للقاء أصدقائي هنا في الحكومة اللبنانية، وأتطلع قدما الى زيارة مقبلة. إنها علاقة مستمرة، وأشعر بشدة أنه بالإمكان الاستمرار وتعزيزها أكثر على صعيد أمن الطاقة، والتطور الاقتصادي وما يخدم مصلحة لبنان. كما أنني على استعداد للقيام بلقاءات عدة في المنطقة ولبنان لتقوية هذه العلاقات بيننا، وسنستمر في العمل معا في المستقبل القريب من خلال تبادل ومشاركة الأفكار في ما بيننا لإحراز التقدم والنجاح في قطاع الطاقة وخلق فرص عمل وتأمين جو من الازدهار والأمن والسلام في المنطقة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00