8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مرأب التل نحو التنفيذ بعد فضّ المناقصة وإدخال التعديلات المطلوبة

الى الآن لم يتم الإعلان رسمياً عن اسم الشركة الفائزة بمناقصة انشاء مرأب التل، لكن مجلس الانماء والاعمار فضَّ المناقصة.
وقالت مصادر هندسية في الشمال، إن البدء بعملية التنفيذ لن يكون قبل تضمين التعديلات التي باتت قاب قوسين أو أدنى من رفعها الى المعنيين.
وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أن مناقصة مرأب التل، قد انتهتْ، لافتا الى ان العملية ستأخذ مجراها في التنفيذ بعد التعديلات المطلوبة. فيما قال مستشار الرئيس سعد الحريري، عبد الغني كبارة إن موضوع المرأب الذي يشهد تقدماً مهماً على صعيد التعديلات، تنموي بامتياز، موضحا ان الموضوع ليس قضية مرأب بل احياء منطقة تعتاش على تجارة التجزئة وتشكل 60 في المئة من اقتصادها. وقال كل ما في الأمر نحن نريد أن تسترد الكتلة التجارية زبائنها، وأن تحيا المنطقة اقتصادياً، المرأب هو تنموي بامتياز.
وأعلن تجار منطقة التل، أنَّ المرأب يشكل حالة من التوازن في منطقة التل، ونحن لدينا شكوك بأن المعارضة تهدف الى إقامة أسواق حديثة في مناطق أخرى على حساب المدينة التاريخية، ونسأل هل بامكان المعنيين إدخال سياراتهم الى هذه المنطقة، إن ما يحصل من معارضة هو مؤامرة.
درباس
الوزير درباس ابدى أسفاً لما حصل إزاء المرأب، وقال في اتصالٍ مع المستقبل إننا لا نبحثُ عن معركة، بل عن مصلحةِ العاصمة الثانية، ولا ينبغي أن تكون قضية المرأب قضيتنا المركزية، موضحاً أنَّ َالرئيس نجيب ميقاتي اتصل بهِ، في حضور رئيس بلدية طرابلس نادر غزال، طالباً إضافة مجمع تجاري فوق المرأب، وهو يريده مشروعاً متكاملاً، وحين قلنا لهُ إن اللجنة الهندسية مكلَّفة بالطوابق السفلية للمجمع، قال إنه سيتبرع بمجموعة مهندسين ومن حسابهِ، لدراسة امكان إقامة مجمع تجاري فوق المرأب المزمع إقامتهُ.
ولفت درباس الى أن المرأب قررتهُ بلدية طرابلس عام 2002 برئاسة العميد (الراحل) سمير شعراني، والغرض منهُ مهم كونهُ تحسين بيئة وسط لطرابلس، لكن للأسف هناك من يحاولُ أخذ المرأب الى غير وجهته. واوضح ان المشروع ليس سياسياً، انما هناك من يحاول الاصطياد في الماء العَكِرْ، وهذا ما جعلهم يستهدفوني وأنا أتعرض لهجومٍ غير مبرر، ولكنني أسامحْ.
ولا يفوت درباس الاستماع الى الملاحظات حول بعض المشاريع التي اعترتها شوائب، وقال إن ذلك لا يبرر رفض كل مشروع بحجةِ أنَّ مشروعٍ ما قد فشل. وقال نأسف لموضوع الاتهامات التي وضعونا بها، فطرابلس بحاجةٍ الى كل الإرادات الطيبة، ونحن لا نريد إقصاء أحد ولا مناكفةً مع أحدْ، وإنما نريدُ زيادة الخير لمدينتنا، نحن لا نمحو أفعال من سبقنا بل نستكمل.
كبارة
من جهته، قال مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون منطقة الشمال، عبد الغني كبارة، إن 60 في المئة من اقتصاد العاصمة الثانية يقوم على تجارة التجزئة المفرق، لافتا الى ان أصحاب المحال المتنوعة في مبيعاتها في ساحة التل وفي الاسواق الداخلية، تضرروا بشكل مباشر من الأحداث التي ألمت بالمدينة، من جراء جولات العنف والتفجيرات التي تكررت في شارع المصارف ومسجدي التقوى والسلام، خلال السنوات الاربع الماضية. واوضح ان هذه الأحداث شلَّت كلياً هؤلاء، وكان الضرر الأكبر في الصورة التي تمَّ رسمها عن طرابلس، بقصد الاساءة اليها وتشويهها كمدينة للتعايش والسلام، وهذا ما أدى الى خسارة طرابلس زبائنها وروادها من الأقضية ومحافظة عكار المحيطة بها، والتي ترجمت بافلاس الكثير من أصحاب المحال التجارية، ولا سيما في منطقة التل التي تعتبر الشريان الرئيسي للمدينة، ومدخل الأسواق التجارية.
اضاف نحن حاولنا ونحاول تأمين قروض ميسرة لتجار أبناء مدينتنا، ليعيدوا رسملة تجارتهم، ولم نتوقف عند هذا الحد، بل حاولنا ترميم الصورة عن طرابلس وتصحيحها، فطرابلس مدينة صديقة ومسالمة بخلاف التشويهات التي حاول البعض أن يعطي هذا الانطباع عنها، وهي مدينة للتعايش والصداقة، وطبعاً مستمرون بهذا الأمر، من أجل إعادة المتسوقين الى طرابلس. وبالطبع انتقلنا الى الأشياء العملية لتوفير ما تحتاجه أسواق المدينة وشوارعها التجارية من رفع قيمتها، خصوصاً وأن التنظيم المدني كان قد ضيع الخصوصية المهمة لبعض أسواق المدينة، وفي طليعتها منطقتي التل والأسواق الداخلية، فقد تراجعت المنطقتان بفعل عوامل عدة من أهمها، التخبط العشوائي لمواقف السيارات وعدم وجود انارة أو أرصفة واسعة، ولأاول مرة كنا نشهد وجود محلات مقفلة في هذهالمدينة التي تحتل مكانة تجارية مهمة.
وأشار كبارة الذي عقد اجتماعات عدة مع الجمعيات والنقابات التجارية، الى أننا كمسؤولين في هذه المدينة، علينا إعادة احياء طرابلس وأسواقها، وهناك العديد من المشاريع التي ستسهم في ذلك، وتكون مترابطة مع بعضها بما يشكل تحفيزا للاقتصاد الطرابلس واطلاق خطة النهوض بالاقتصاد المتعثر، وفي طليعةهذه المشاريع، ايجاد مواقف وتنظيم السير، وهو يأتي من ضمن سلة متكاملة تشمل موضوع الانارة والتشجير وطبعاً ستقوم البلدية بعملها لهذا الغرض. وضرب مثلاً على ذلك شارع الحمراء الذي كان قد شهد أزمة مماثلة لما تشهد منطقة التل الآن، وبالفعل استطاع مجلس الانماء والاعمار اعادة احيائه مع تخصيص مواقف للسيارات وتوسيع الارصفة والانارة والتنظيم، كذلك نضرب مثلاً بشارع مار الياس ومنطقة الاشرفية، وهذا مانعول عليه لاعادة احياء منطقة التل والاسواق الداخلية.
أضاف كبارة طرابلس وبكل أسف تعاني مشكلات مستعصية وكثيرة ومعقدة، وبالتالي علينا مواجهتها جميعاً بالتكاتف. ونحتاج الى امكانات الجميع، فالفقر يحتل مساحة واسعة تزيد عن 70 في المئة من أبناء المدينة وكذلك التسرب المدرسي الذي وصل الى 65 في المئة. ودعا الى تأطير الطاقات وتجميعها لانجاح مشروع المرأب وغيره من المشاريع المخصصة لطرابلس، التي تشكو وضعا اقتصاديا متدهورا بسبب أوضاع البلد وبسبب ما مر عليها. أضاف الآن هناك مشروع المرأب وهو من ضمن سلة من المشاريع ولن يكون لوحده، ولكن هل نوقف مشروع المرأب الذي يحتاج مدة سنتين أو ثلاث للتنفيذ ونوقف كل المشاريع، علينا أن نقبل بمشروع يتكامل مع المشاريع الأخرى المخصصة للمدينة لا أن نعتمد سياسة الغاء المشروع من أجل الغاء مشروع آخر.
التجار
ورأى تجار من منطقة التل، إن لمشروع المرأب فوائدَ جمّة. فخضر مصري الشعراني قال علينا أن نبدأ من هذه الخطوة، على أن تليها خطوات تتعلق بترميم وتعريض الأرصفة، جميع الدراسات تشير الى ضرورة فتح مرأب قبل أن يأتي الزائرين الينا، وعدم وجود مرأب هو السبب عدم زيارة الزبائن لنا، لعدم قدرتهم الدخول الى المنطقة. ولفت الى وجود نحو 250 مؤسسة، تم صرف نحو 750 عاملاً بسبب جولات العنف التي ألمت بالمدينة، وما تلاها من أوضاع اقتصادية سيئة للغاية، لافتا الى ان التل هو الشريان الرئيسي وألأساسي للأسواق، وهو يشكل ما نسبه 60 في المئة من حركة الأسواق في العاصمة الثانية.
وقال الحاج بسام المصري، إن المرأب يشكل حالة من التوازن في منطقة التل، ونحن لدينا شكوك بأن المعارضة تهدف الى إقامة أسواق حديثة في مناطق أخرى على حساب المدينة التاريخية، ونسأل هل بامكان المعنيين إدخال سياراتهم الى هذه المنطقة، إن ما يحصل من معارضة هو مؤامرة. ولفت الى ان جملة من التعديات حصلت لسوق التل الذي كانت بدايته من العام 1850، وهي تشمل، احتلال السيارات (التاكسيات) وأصحاب البسطات، والسؤال هل يجب أن تتحمل منطقة التل كل هذه الفوضى؟. نحن لا نريد أن نتحدث إلا عن الحل والبداية مرأب ينظم هذه الفوضى، معظم المحال التجارية هم من المالكين وهم موافقون، لكن للأسف بسبب التعديات والتشبيحات أسهم بإخراج أضخم المؤسسات من التل، وهذا يتم بشكلٍ مبرمج. ونضرب مثلاً بمقهى فهيم الشهير الذي أقفل أبوابه رغم أنه بدأ في العام 1870 عملهُ. وأشار الى أن معظم تجار التل هم على شفير الافلاس، داعيا الى اخراج المرأب من البازار السياسي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00