8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

رحلة كانا استغرقت 4 أيام و56 ساعة غوص بحثاً عن المياه العذبة

استمرت الحملة البحرية مدة أربعة أيام و56 ساعة غوص - إبحار في منطقة شكا، بالإضافة الى يومين من الإبحار في منطقة المعاملتين - جونيه بحثاً عن ينابيع محتملة لمياه عذبة، وذلك بالاستناد الى المعلومات المتداولة حول وجود مياه عذبة غزيرة في كل من المعاملتين - جونيه وشكا. وفي الأخيرة، موقعان يؤمل أن يحويا مياهاً عذبة (S2 S12)، وتمت دراستهما بالتفصيل لناحية نوعية المياه وقوة تدفقها ومصدرها. وتمخضت رحلة (N/R CANA-CNRS)، كما سابقتها شاليمار، غير الشاملتين، عن نتائج غير حتمية، إلا أنها تعتبر على الأكيد، مقاربة أولية لفهم الطبيعة ومصادر ووظائف الموارد والمنابع المائية البحرية والجوفية في منطقة شكا.
ذلك، ما يقوله كتاب رد وجهه الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة، الى وزير الطاقة والمياه آرتيور نظريان، بناء على كتابٍ وجهه الأخير ويحمل الرقم 1419/و بتاريخ 8 أيلول 2014، يطلب فيه من المجلس المذكور إجراء مسحٍ لمياه الينابيع البحرية.
ويلفت الكتاب الى أنه بنتيجة المسوحات البحرية، أعد المجلس تقريراً مفصلاً، يتناول الأوضاع الجيولوجية وخارطة قعر البحر وأحداثيات المواقع التي تمت دراستها مع عدد من التوصيات، أوجزها بالآتي:
1- تم تنفيذ المهمة البحرية في أجواء ملائمة مناخياً للإبحار والغوص، مما يعزز صدقية النتائج التي توصلنا اليها.
2- لم يسجل المسح البحري معطيات تؤكد أن الشبكة الهيدروغرافية الشاطئية تستمر في أعماق البحر بنفس المعطيات الجيولوجية. مما يشير الى فارق في التكوين الجيولوجي بين المنطقة الشاطئية المحاذية والمواقع البحرية التي تمت دراستها.
3- في منطقة شكا، موقعان اثنان يؤمل أن يحويا مياهاً عذبة (S2 S12). وقد تمت دراستهما بالتفصيل لناحية نوعية المياه وقوة تدفقها ومصدرها.
4- أجري المسح البحري اعتباراً من النصف الثاني من شهر آب، وهي من أكثر فترات السنة جفافاً، علماً أن موسم الأمطار عام 2014 - 2014 كان ضعيفاً جداً، ومن البديهي أن لا نتوقع نتائج واعدة.
5- تتميز المنطقة بعدم استقرار في مواصفات المياه الكيميائية في الموقعين (S2 - S12) وفي قوة التدفق، وهي مؤشرات سلبية لتحديد جدوى استخراج ونقل المياه الى الشبكة العامة على الشاطئ.
6- يتميز الموقع S2 بوجود مياه باردة، بدرجة حرارة أدنى من درجة حرارة مياه البحر المجاورة لها. ولكن التحاليل التي أجريت في الموقع وفي مختبرات المجلس المتخصصة أظهرت بوضوح ان هذه المياه، ليست صالحة للاستعمال، وأنها أقرب إلى المياه الجوفية شديدة الملوحة (25 غ/ل) وملوثة عضوياً بالمياه الآسنة.
7- في الموقع S12، الذي يبلغ قطر فوهته نحو 120 متراً، لم نجد أي فارق بين مياهه ومياه البحر ولم نلحظ أي تدفق من القعر باتجاه سطح البحر.
بناء على ما تقدم، فإن المجلس الوطني للبحوث العلمية يؤكد أن المواقع التي تمت دراستها لا تحوي في هذا الفصل من العام، أي نوع من المياه المعدة للشرب أو الاستهلاك المنزلي.
ويبدي المجلس استعداده لمتابعة بحوثه في هذا الموضوع مع التأكيد على أهمية مراعاة الآتي:
1- إجراء مسح بحري للمناطق الواعدة على طول الشاطئ اللبناني خلال عام كامل (فصل الأمطار والربيع والصيف) وتحديد نوعية وقوة تدفق الينابيع البحرية.
2- تثبيت عدد من الأجهزة المختصة(CTD) في قعر المناطق المؤهلة لفترة طويلة بهدف تحديد التغيرات الموسمية وجدوى هذه العملية.
كما يؤكد المجلس استعداده لمناقشة التفاصيل التقنية مع وزارة الطاقة والمياه، وبالتالي تحديد تكلفة وآلية تنفيذ المراحل المشار اليها أعلاه.
رحلة N/R CANA-CNRS
وضعت شركة N/R CANA-CNRS تقريراً عن رحلتها على طول الساحل اللبناني، جاء فيها أهم ما يلي: بالمبدأ تعتبر الدراسات المتعلقة بموضوع الموارد الجوفية البحرية في منطقة شكا إما غير موجودة وإما غير متطابقة، إلا متى كانت عامة وتتعلق بالموارد العديدة المندرجة على الساحل اللبناني، وقد ارتكزت هذه الدراسات على عناصر لم يتم التحقق منها. إن موقع الخليج الممتد من رأس شكا حتى منطقة أنفه لم تتم تغطيته في الرحلة البحرية التي قامت بها شركة شاليمار في 2003، إذ إن الشركة الفرنسية المذكورة لم تتمكن من الاستفادة من حال بحر ممكن الاستفادة منها نظراً للجفاف الذي كان سائداً حينها. أما هدف رحلتنا هذه فهو استخراج الموارد البحرية في المنطقة بهدف الكشف والوقوف على هيكلية البنية الجوفية الموجودة في الفوهات الجوفية، إن رحلة الأربعة أيام هذه والكشف لمدة 56 ساعة من الغوص، سبقها كشف شامل لخليج جونيه للبحث عن مكمن التدفق المائي في المعاملتين والذي يعتقد أنه يتدفق لنحو ثلاثة أمتار مكعبة في الثانية الواحدة. الواقع أن الرحلتين لم تفيدانا بأي جديد أمّا في ما يتعلق برحلة شاليمار، فهذه الرحلة الأولية هدفت الى الكشف على المواقع البحرية الجوفية تمهيداً لدراسة شاملة أكثر، غير ان توقيتها كان في مرحلة جفاف للموارد المائية نسبة الى الشتاء الجاف الذي حل في تلك السنة 2003، أهم النتائج التي توصلت اليها رحلة شاليمار ومع التنبيه الى أنها غير شاملة كما أنها لا تعطي نتائج حتمية غير أنها تعتبر على الأكيد مقاربة أولية لفهم الطبيعة ومصادر ووظائف الموارد والمنابع المائية البحرية والجوفية في منطقة شكا.
في ما يتعلق بقياس الأعماق الجوفية المائية والبحرية:
إن قياس الأعماق بحسب الخرائط المرفقة تبين وجود مسطح مائي شبه مشوه ومنحرف ولكن بوتيرة واحدة، كما أنه قليل الانحدار نحو الغرب، ويمتد هذا المسطح من خليج أنفه حتي رأس شكا، وقد تم تحديد هذا المسطح من الغرب والشمال عبر النظام البحري للمسطحات الذي تم اكتشافه في الرحلة البحرية شاليمار، أما في الجنوب فالمنطقة تلتقي بحدودها الطبيعية مع اليابسة التابعة لمنطقة البترون. المنطقة اذن متاخمة لحدود أراضٍ مشوهة بفعل الطبيعة، إلا أن الواقع أنه عند استعمال السونار بينت تردداته وانبعاثاته أنه في كافة زوايا التضاريس النافرة والضعيفة التي تظهر على الحواف المتقطعة، وجود صخور يتخللها لون رمادي غامق ما يؤكد وجود غلاف من الرواسب اللينة يرجح أنها من الرمل والصدف والمحار، بعد تصوير هذه الرواسب واستخراج القليل منها اتضحت الصورة أكثر، ونعتقد أن هذا الغلاف ليس سميكاً ولم يتم العبث يه وليس كثيفاً.
تركيبة س2: إن دراسة الهيكلية الجوفية للموقع س2 التي قام بها أستاذان في الجامعة اليسوعية حيث تم اعتماد نظريتهما لمدة 14 شهراً سنة 2006ـ حيث استعانا بجهاز مختص بجوف الماء لاستخراج مواد تؤلف هيكلية تكوين الصخور الجوفية وذلك من أجل تنظيم خريطة مفصلة للنقطة المذكورة غير ان هذه الخريطة لم تتفق مع ما توصلنا اليه، ذلك أن ما استخرجناه في رحلتنا هذه على عدم وضوحه، يتميز بوضع هيكلية التكوين في بيئتها المناسبة، رغم عدم إمكانية القول بالصحة المطلقة لأي من النظريتين. فمساحة المسطح المائي القليل العمق والذي عليه أجريت الدراسات، يمتد لنحو ستين متراً وعمقه يمتد الى 18 متراً ومنفذه لحدود 22 متراً، شكله الهندسي مستطيل يمتد من الجنوب الشرقي الى الشمال الغربي، ببعد يمتد على طول محور الشاطئ بمسافة تسعين متراً، ومن خلال إلقاء النظر يتبين لنا شكل مقاعد صخرية مشكلة على طبقات متتالية ولكن حوافها مستديرة تتخذ شكل مدرج يصل لارتفاع خمسين سم، من ناحية أخرى نعتقد بوجود تركيبة أخرى من نفس المدرجات المذكورة بأحجام أصغر على بعد سبعين متراً في الشمال، بعد جمع عينات من الصخور يتبين أنها مشكلة من طبقة تشبه الطبشور شديدة البياض والنعومة بحيث أنه تطوف فيها أنفاق محفورة من قبل الكائنات الحية البحرية، حول هذا المسطح البحري وفي داخله تمكنا من رؤية حقول من الصوان وهذا ما يقودنا الى اعتبار هذه البنية بتكوينها تعود الى العصر الحجري، وهذه البنية يمكن أن تتكون لتصل الى مئات الأمتار في الأرض، وعليه نبني اعتقادنا بأن المسطح المائي الذي تكلمنا عنه ينتمي الى البنية ذاتها، إننا نعتقد أن ثمة إجابة واضحة ونهائية لتخميننا وظنوننا يجب أن تظهر لتقودنا لاقتراح نموذج لمصدر المياه التي تجري في النظام الجوفي البحري في منطقة شكا، فظهور تدفق الماء من الجوف البحري كثيف وحيوي وهذا ما أكده الغطاسون، وقد اعتبروا أنه من السهل رؤية الفوهة حيث يتدفق الماء من الجوف، لكن لا يمكننا تحديد مصدر التدفق، لكن مما كان ملحوظاً بشكل كبير هو واقع انخفاض حرارة المياه الى خمسة درجات مئوية بصورة واضحة وقاسية ومحددة الموقع علماً بأن المياه المحيطة بهذا الموقع هي بدرجة حرارة 29 درجة مئوية وهي تقارب حرارة الهواء والجو الخارجي.
الاستدلال النهائي العام
بعد الدراسات التي أجريت من قبل عدة رحلات متخصصة ولو أنها كانت في فترة جفاف نسبة الى فصل الشتاء غير أن هذا الامر ساعدها قي دراسة تكوين المواد البحرية من دون أي أثر للمياه العذبة التي كانت قليلة نسبياً، نستنتج أن القناة وشبكة المياه الساحلية الهيدروغرافية المائية لا تستمر حتى القاع البحري وهذا ما يدل أن الشبكة أو القناة الساحلية حديثة التكوين ولا تؤلف مورداً بحرياً، هنالك تركيبتان في البنية الجوفية وهي مرتبطة بالتدفق الحاصل ولكن لم يمكن حتى الساعة تحديد مصدر هذا التدفق، ذلك أن مجموعة النقاط المرتبطة بالتدفق الحاصل والتي وجدت في الدراسات لم يتم حتى هذه الساعة تحديدها نهائياً. إن خليج شكا يظهر كمسطح مائي قليل العمق يحده فجوات كبيرة على وتيرة واحدة وهو ينحدر غرباً، وهذا الوصف هو المصدر الأساسي لتعميم كيفية دراسة المصادر المائية والموارد البحرية، قد يكون هذا المسطح المائي قد ظهر نتيجة لتكون حجري لمادة تشبه الطبشور الناعم مغلفة بطبقة تحميها من فعل المياه.
نتائج دراسة خامة المياه في س2: درجة الحرارة: 23.5 درجة مئوية في مستوى التدفق فيما درجة حرارة مياه البحر على السطح هي 28.5 درجة مئوية أي بانخفاض 5 درجات، وهذا الاختلاف بمستوى الحرارة ملاحظ غالباً في القنوات التي تحتوي على مياه الأنهار، نهر ابراهيم انطلياس... ومياه البحر في المرحلة الربيعية للمياه السطحية.
خلاصة أخيرة
إن عملية المسح بالسونار لمنطقة شكا لم تظهر سوى بنيتين تتعلقان بمصدر النقطتين s2 s12.
الإحداثيات المتعلقة بهاتين البنيتين تعتبر بمعظمها خاطئة. في ما يتعلق بالكشف النظري يتبين ارتشاح واضح للمياه على الطبقات الخارجية للصخور. إن المياه المستخرجة من النقطة s2 غير نظيفة وغير صالحة للاستهلاك نظراً لملوحتها ذات النسبة العالية عن النسب الطبيعية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00