على هامش اطلاق المشروع السياحي الدولي طريق الفينيقيين امس، أكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، أنَّ صناعة الأمل والفرح هي في مقابل صناعة الموت (التي تصنعها داعش)، وعلى الناس أين تريد وأين تصب، وبالطبع لدينا ايمان كامل بأن الشعب العربي يريد صناعة الفرح والأمل.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد قام قبل يومين بتدمير آثار قديمة في متحف مدينة الموصل التاريخي شمال غرب العراق، من بينها تماثيل لآلهة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين وتمثال للثور الآشوري المجنح داخل المتحف يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
وقال الرفاعي في لقاء مع المستقبل إنَّ الأداء السيء للسياحة في المنطقة العربية، ناتج من طبيعة الأوضاع السياسية والأمنية التي باتت معروفة من الجميع.
وتشير أحدث التوقعات الى أن المنطقة العربية خسرت نحو 30 مليار دولار مع بدء ثورات الربيع العربي، والتي بدأت خلال العام 2010.
وقال الرفاعي لكن علينا ألا نرسم مشهداً قاتماً للوضع السياحي العربي، فالمعدلات زادت الضعف رغم كل ما يحصل في المنطقة، فالمنطقة العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت نمواً في العام 2012 يقدر ب2،5 في المئة، والصورة ليست واحدة في الوطن العربي، فهناك بعض المقاصد السياحية التي تأثرت بشكل واضح وهناك مقاصد سياحية أخرى تأثرت ايجاباً، ولنأخذ دول الخليج العربي التي استطاعت أن تحقق نمواً سياحياً واضحاً، وذلك نتيجة تعادلات وتوازنات تحصل في المنطقة.
وضرب الرفاعي مثلاً على النمو الذي شهده القطاع السياحي في مصر وتونس عقب الثورات التي حدثت خلالها، وقال منتصف العام 2014، تحسنت المقاصد السياحية العربية التقليدية، مثل مصر وتونس، وعادتا الى قوتيهما، ونتوقع أن يتجاوز الأزمة نهائياً بنهاية العام الجاري، والعودة الى ما كانتا عليه قبل العام 2010.
وقال لا يمكننا أن نعطي صورة قاتمة أبداً، ربما هناك خسائر متراكمة على مدى سنوات في الوطن العربي تقدر بـ30 مليار دولار، وطبعاً الرقم تراكمي، وليس في مرحلةٍ واحدة.. الوطن العربي يحاول أن يوازن نفسه رغم المشكلات الصعبة التي يمر بها، وتجربة مصر التي تستقطب 12 مليون سنوياً مثال واضح على ما اقول، وحتى انه عندما تكون هناك مشكلات يمكن التعافي سريعا في ما لو كان للسياحة جذور عميقة، وهذه ليست في عالمنا العربي فقط بل في كل دول العالم يمكن للسياحة أن تعاود النهوض سريعاً.
وعن المعدلات المنخفضة للسياح الأجانب الى المنطقة العربية، قال الرفاعي صحيح أن نسبة السياح الأجانب الى المنطقة العربية لا تتجاوز 5 في المئة، حيث زار المنطقة العام 60 مليون سائح من أصل 1،1 مليار سائح هو مجموع السياح في العالم، إلا أنه لا يجب القياس بهذه الطريقة، وللنظر أين كنا وأين أصبحنا، بالتأكيد في العام 2010 كان عدد هؤلاء نحو 32 مليون سائح والآن أصبح 60 مليوناً، وهذا يعني أن الرقم تضاعف من 2،5 في المئة الى خمسة في المئة. تقديرات منظمة السياحة العالمية تقول إن 195 مليون سائح أجنبي سيؤمون المنطقة العربية بحلول العام 2030، وهذا مؤشر قوي على ما تختزنه دولنا من قيمة حضارية وثقافية، هناك من يقول إننا نعيش في كوكب آخر وكأنه لا أحداث في المنطقة، لكننا متمسكون بتقديراتنا رغم كل ما يحصل، والأحداث التي تحدث في المنطقة ليست فريدة من نوعها، في كمبوديا وفيتنام دامت الحرب نحو 20 سنة، ولكن عادت السياحة قوية، وفي كرواتيا التي مزقتها الحروب تستقبل الآن نحو 11 مليون سائد سنوياً، والأمر عينه في كولومبيا، حين نأخذ السياحة على محمل الجد ونؤمن بها، وحين تكون السياسة تريد أن تحافظ على هذا المورد، لا بد أن نرى ايجابية ترتسم أمانا، نحن ندرك ما يحصل حولنا، لكن لا بدمن التخطيط للمستقبل، وكما قلت لا بد من تشجيع السياحة وصناعة الأمل.
وقال الرفاعي الذي طهران مؤخراً، إن هدف الزيارة هو مساعدة ايران على الانفتاح والمضي قدماً في التعاون مع بقية أعضاء المنطقة، وايران هي عضو في المنظمة الدولية وفي منظمة السياحة العالمية. ولفت الى أنه زار مشهد التي يؤمها نحو 27 مليون زائر سنوياً، من داخل وخارج ايران، وهي سياحة دينية، التي تعطينا مثالاً على ضرورة الاستفادة من هذه الناحية.
أما في ما يخص التوقيع الذي ترعاه المنظمة العالمية وهو طريق الفنيقيين، فقال الرفاعي، إن الموضوع مرتبط بشقين، الاول لبناني بامتياز خصوصاً وان تعريف الفينيقيين بات مرتبطاً بلبنان وبالهوية اللبنانية. وهناك تطابق تاريخي بينهما، لذك الاعلان عن هذه الطريق من لبنان، كون لبنان مركز مهم جداً له. أما الشق الثاني، فإن المشروع يدعو الى التعاون ما بين 18 دولة تستفيد من الدولة الأخرى، وامكاناتها، واهميته أنه سيعطي للبنان بعداً اقليمياً ودولياً، وبالطبع السائح يبقى هو المستفيد الاول.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.