الحراك المدني للملمة تداعيات الأحداث: خطة إنمائية للمناطق المتضررة في طرابلس

أعادَ الحراك المدنيْ في طرابلس ومدن الفيحاءِ، تموضعه على خارطةِ القوى الفاعلة في العاصمةِ الثانيةِ، مثبِّتاً أن المجتمع الأهلي الطرابلسي، لا يزالُ مختزناً للكثيرِ من مقومات التضامن والتكامل في مواجهة الصعوبات والتحديات، لا سيما في أعقابِ الجولةِ العشرين التي شهدتها المدينة قبل نحوِ أسبوعين.
وإذ شكل الاجتماع الأول الذي عقد قبلَ أسبوع من الآن، بدعمٍ واضحٍ من تيار المستقبل ومن هيئاتِ الحراك في المجتمع المدنيْ، مساحةً للعمل المشترك، فإن الاجتماع الثاني جاء ليؤكد خارطة الطريق بالنسبةِ للأهداف التي ينبغي العمل عليها، لإزالة ما خلفته الأحداث الأخيرةِ من تداعيات.
وبالفعلِ، فقد عقد الاجتماع الثاني، بحضور 75 شخصية يمثلون جمعيات وهيئات مدنية متنوعة وأحزاب، بدعوةٍ من تيار المستقبل في مركزهِ الرئيسي بطرابلس. وتداول المجتمعون في سبل دعم الخطة الانمائية والاجتماعية والاقتصادية المقترحة من قبلِ قطاعِ المرأة في تيار المستقبل، والقاضيةِ بانشاءِ صندوقِ دعمٍ لطرابلس، ولا سيما لمنطقتي الأسواق وباب التبانة اللتين تضررتا في أعقاب الجولةِ الأخيرة في المدينة.
البيان
وأذاعتْ منسقة القطاع في التيار عفيفة السيد، بيان الاجتماع:
- يتوجّهُ المجتمعون بالعزاء لعائلات الشهداء المدنيين والعسكريين الذين سقطوا في الأحداث الأخيرةِ، التي عصفتْ بالمدينة والشمال، مع التمنيات بالشفاءِ العاجل للجرحى والمصابين.
- اقترح المجتمعون وضعَ خطة انمائية شاملة للأحياءِ المتضررة، لا سيما في منطقتي الأسواق وباب التبانة، واشراك المجتمعين في اللجان الثلاث التي شكلت لهذه الغاية وهي: اللجنة الاستشارية، اللجنة الادارية واللجنة التنفيذية.
- قرر المجتمعون متابعة اللقاءات الدورية، لتفعيل العمل وتسريع الخطة المقترحة، لإعادة الحياة الى دورتها الطبيعية في المناطقِ المتضررة.
- نوه المجتمعون بالمبادرة التي أطلقها نواب تيار المستقبل والمتمثلة بالقانون المعجل المكرر لانشاء مجلس انماء لمحافظتي الشمال وعكار.
السيد
وقالت السيّد على هامش اللقاء الذي استمر زهاءَ الساعتين، إن الاندفاعة والحماسة في المجتمع الطرابلسي تبشّران بالخير، كما تجلى في اللقاءين. ونحنُ نعولُ على الاستمرار في هذا الاندفاع مع تشكيل اللجان وتأطيرِ العمل، خصوصاً في ظلِّ الأوضاع الطارئة والعصيبة التي مرّت بطرابلس. ونحاول من خلال هذا اللقاءات البحث عن مساحة مشتركة للجميع، من أجل استنهاض المناطق التي تضررتْ، إلا أنّه يجب عدم الخلط بين المكرمة الحريرية التي قدمت لرفع الأضرار عن المدينة، وعملنا الذي يقتصر على العمل الاجتماعي والمساعدة لأولئك الناس في منطقتي الأسواقْ وباب التبانة، وهذا يحتاجُ جهداً، لا سيما أن الاحصاءات لدينا هي من محصلة الجولات السابقة، بيد أن هناك لجنة ستحدّث المعطيات الجديدة حول الأضرار.
أضافت السيد أن العمل، هو بالجانب الاجتماعي، وقد يمتد الى مساعدات عينية، لا سيما الى داخل البيوت أو المحال التجارية التي تضررت، أو بمساعدة الأشد فقراً عبر تشكيل لجنة للتواصل مع المصارف للحصول على قروض ميسرة للمشاريع الصغيرة جداً، لكننا لا نزال في إطارِ البحث والتشاور مع المجتمعين الذين قدموا مقترحات عدة في هذا الشأن، وعلينا توحيدها. وطبعاً اللجان ستقوم بعملها فورَ تشكيلها.
ناشطون
وقالت ندى السيد ورلى دبليز من لبنانيون أحرار، إن الاجتماع مهم جدا، ويشكل بارقة أمل، لكن التنفيذ على الأرض هو من سيعطي تأكيداً للوعود.
ولفتت سناء النجار وهي ناشطة معروفة، الى أن الاجتماع يشكل اقتراباً من نبض الشارع خصوصاً انّه يضم تنوعاً واضحاً سياسياً ومجتمعياً وأيضاً على صعيد الأعمال التي تقوم بها هذه الهيئات. وبالتالي أن نقوم سريعاً بعمليات التلزيم ومساعدة التجار ومساعدة الفقراء لإعادة المدينة الى مرحلةِ النشاط.
وكان المجتمعون قد رفعوا مقترحات متعددة، وأفكاراً من شأنها تفعيل الحراك والنشاط، تهدف في مجملها الى رفض تركيع الاقتصاد وتوسيعِ هوّة الفقر في العاصمةِ الثانية، خصوصاً ان الحركة في العاصمة الثانية تعاني كثيراً في ظلِّ مؤشراتٍ اقتصادية وتجارية سالبة جداً.