8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أسواق طرابلس تغرق في الخراب بعد الركود ومطالبة بخلية أزمة

بعدما استبشرت طرابلس خيراً بعودة حياتها العامة الى طبيعتها وأرخى الهدوء الأمني بظلاله على مختلف المرافق والمؤسسات العامة والخاصة، قفزت أحداثها الأكثر دموية وإيلاماً لتتصدر مجدداً واجهة الإهتمام الوطني على مختلف المستويات.
ومرةً ثانيةً، يتم استهداف الأسواق الداخلية في طرابلس، الأولى كانت خلال حزيران 2013. حينها تكبد التجارُ خسائر كبيرة، لكن الخسائر التي تكبدوها من هذه الجولة اكبر بكثير سيما وان العجوزات المالية هي المسيطرة على القطاع التجاري في العاصمة الثانية.
وتظهر الصور الاولية فداحة الأضرار في السوق العريض، وهو ما يعني أن تكلفة اعادة الاعمار ستكون مرتفعة جدا.
يصف أمين سر جمعية طرابلس غسان حسامي، الحال الذي باتت عليه اسواق طرابلس، بالقول الاضرار بالغة خصوصاً وطالت معظم المحال التجارية من تكسير ابوابها وواجهاتها الزجاجية وصولا الى بضائعها، مقدراً الخسائر بـعشرات الملايين من الدولارات.
اضاف انه بعد مرور 18 ساعة على ضراوة المواجهات بين الجيش اللبناني والمسلحين، انتقلت المعارك الى خارج الاسواق التاريخية التي سيطر عليها الجيش بشكل كلي، لتنتقل الى اسواق التبانة ومحيط نهر ابو علي، وهو ما يعني أن اضرار اسواق التبانة التجارية التي يأتي بطليعتها سوقا القمح والخضر وشارع سوريا، فادحة لاسيما المحال التجارية، فضلا عن المنازل السكنية التي اشعلتها نيران المعارك.
ودعا حسامي، الدولة والوزارات المعنية، الى خلق خلية ازمة خاصة بطرابلس من خلال مجلس اجتماعي اقتصادي خاص بها يوفر له سبل الدعم من الداخل والخارج عبر منظمات دولية لانقاذ ما تبقى من مقومات مدينة، والا سوف يكون هول الخراب هائلا وعظيما ويطيح الوطن.
ويقدر عدد التجار في السوق العريض ومفارقه بنحو 50 مؤسسة تجارية معظمها البسة جاهزة واقمشة واحذية. هذه السوق، فضلاًعن كونها نقطة استقطاب بالغة الاهمية، الا انها تشكل مدخلاً لعمق الاسواق الداخلية التاريخية ومنها يمكن الوصول الى الحمام الاثري حمام العبد كما سوق الذهب وخان الصابون الخ ...
ودعا حسامي، الى اعفاءات ضريبية استثنائية في هذه المرحلة يستفيد منها التجار، قد تكون بمثابة جرعة اوكسيجين تضخ في عروق التجارة، لاسيما صناديق يستفاد منها قروضاً ميسرة ومدعومة الفائدة دون تعقيدات وضمانات تعجيزية.
من جهته، قال رئيس تجمع رجال الأعمال في طرابلس والشمال عمر الحلاب إن طرابلس حزينة اليوم بسبب جميع الشهداء الذين سقطوا في المعارك من أولادنا في الجيش اللبناني ولأهالي والأطفال الأبرياء. الضرر حسب معلوماتنا شمل اكثر من مؤسسة تجارية، في المئة منهم ضررها فادح... مما لا شك فيه ان فرض هيبة الجيش وسيطرته على المناطق الساخنة ستنعكس إيجاباً على اقتصاد البلدة والمطلوب اليوم مشاريع جديدة لتحريك الاقتصاد بدلاً من جولات حرب تعكس ويلات ومزيدا من الفقر في المدينة.
أضاف الحلاب غداً علينا ان نكثف أعمالنا وتحركاتنا من اجل إيجاد بيئة حاضنة للأعمال تشجع المؤسسات لتطوير أعمالهم وتوسيعها بدلاً من تحجيمها وانكماشها. على جميع اصحاب العمل والمؤسسات والمصانع ان يبادروا بإعطاء انفسهم جرعة أمل ويبدأوا بالتفكير جدياً بكيفية المساهمة لحفز اقتصاد مدينتهم وحفز أعمالهم. على بلدية طرابلس تكثيف أعمالها وتنشيط حركتها لإعطاء صورة افضل من البارحة لطرابلس، على ادارة معرض رشيد كرامي الدولي ان تفعّل نشاطاته وموقعه لما له من أهمية وفرص مخبأة على اقتصاد المدينة وعلى الهيئات الاقتصادية تفعيل إنماء المدينة بجميع السبل المتاحة بالمشاركة مع القطاع المصرفي ووزارات الدولة المختصة.
أما أمين سر المال في غرفة طرابلس توفيق دبوسي، فدعا الى مبادرة تقضي بإعلان حال طوارئ قصوى والإسراع للوقوف الى جانب أصحاب المؤسسات والمحلات التجارية التي تضررت، والشروع في إجراء مسوح ميدانية وإعداد الإحصاءات الدقيقة والفعلية المتعلقة بالأضرار الناجمة عن الأحداث الراهنة. وقال إنّ التدابير الإنقاذية السريعة والملحة لا تقتصر على التعويضات المالية على أهميتها وحسب، إنّما يتوجب ربطها بخطة شاملة متكاملة تتضمن وضع برنامج إقتصادي إنمائي للنهوض بكافة القطاعات المتضررة وتقديم الدعم اللازم لها وفي ذلك فائدة مؤكدة تعود بالنفع على مجمل دورة الحياة الإقتصادية والإجتماعية ويتم من خلالها دعم ركائز الإقتصاد الوطني وماليته العامة.
ويبقى أنَّ طرابلس التي استفاقت من أزمتها، وتكبد تجارها اغلى الاثمان بالممتلكات والبضائع وتخريب فادح ببنيتها التحتية، هل ستسمع الدولة أنينها وتستجيب لانقاذِ ما تبقى من اقتصادها؟.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00