لا يزال قطاع السياحة يشهد انحدارات حادة تنذر بموسم قاس ان لم تتخذ تدابير سريعة للجم تدهوره وتحريكه. فالارقام الرسمية الصادرة حول سياحة بدايات العام الجاري، تشكل جرس انذار لحال هذا القطاع الذي انهكته سياسة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وذلك رغم التوقعات الايجابية للمجلس العالمي للسفر والسياحة في تقريره الأخير (التأثير الإقتصادي لقطاع السفر والسياحة للعام 2014). فالتقرير اشار الى ان هذا القطاع يسهم بنحو 19.2 في المئة (8.78 مليار دولار) من الناتج المحلّي، وبنحو 18,4 في المئة من سوق التوظيفات اللبناني مع وجود 255 ألف وظيفة مسجلة في العام 2013، ووصول إجمالي الإستثمارات في قطاع السفر والسياحة إلى 1.32 مليار دولار في 2013، أي ما يشكّل 9.4 في المئة.
فرغم هذا الايجابية، لا يزال القطاع يشهد انحداراً مع التراجع في الوافدين الى لبنان على مدى ثلاث سنوات من حكومة ميقاتي، التي نأت بنفسها عن دعم هذا القطاع، مضافاً الى انعدام هذه الرؤية الأحوال الأمنية الداخلية والاقليمية والتي جعلت من لبنان بلداً متأثراً بالأزمة الى حدٍ بعيد.
فعدد السياح تراجع خلال الشهر الأول من العام الجاري نحو 8,69 في المئة مع تسجيل دخول 74019 الف سائح، لتكمل رحلة التراجع هذه مع الشهر الماضي بنحو خطر مع وصول النسبة الى 17،78 في المئة بالمقارنة مع شباط من العام 2013، وهو ما بررهُ مراقبون للقطاع السياحي، باستمرار مرحلة اللاستقرار الأمني رغم استمرار الأوضاع المضطربة في منطقة الاقليم وتحديداً في سوريا.
وقال الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي لـالمستقبل، ان الوضع مستمر على حالهِ.. لا شيء تغير، أمام الحكومة 8 أسابيع ما بامكانها فعله هو إصدار قرارات انقاذية سريعة للحد من أزمة القطاع ولا سيما على صعيد الغاء غرامات التأخير للقطاع المنكوب بكل معنى الكلمة، بالإضافة الى اعادة الدعم للاستثمارات في القطاع والتي بالامكان رفعها الى مستوى 7 في المئة، بعد أن خفضتها الحكومة الماضية الى 4،5 في المئة، ويجب إعادة الدعم على الفائدة للمصاريف التشغيلية. أضاف لقد رفعنا بالأمس الى وزير السياحة ميشال فرعون مذكرة مطلبية، ونحن فعلياً أمام كارثة هناك فنادق مقفلة وكذلك مؤسسات سياحية ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع.
تجدرُ الاشارة الى أن الإشغال الفندقي الذي تراجع نحو 18 في المئة في الشهرين الأولين من العام الجاري مقارنة مع الشهرين المماثلين من 2014، بلغت نسبة الإشغال فيه35 في المئة في بيروت و25 في المئة خارج بيروت، ويؤكد بيروتي أن هذه النسب يمكن رفعها فيما لو حظي القطاع بدعم وبقرارات سريعة.
وفي قراءة رقمية لوزارة السياحة، للشهرين الأول والثاني من العام 2014، فقد بلغ عدد الوافدين للشهر الأول والثاني من العام 2014= 145،891 زائر وبالمقارنة مع العام 2013 يلاحظ تراجع بنسبة 13،40 في المئة إذ بلغ عدد الوافدين الاجمالي 168،471 زائر. وبلغ عدد الوافدين الاجمالي في شهر شباط من العام 2014= 71،782 زائر.
هناك تراجع بنسبة 17،78 في المئة مقارنة مع شباط من العام 2013 حيث بلغ 87،411 زائر. وفي التفصيل لشهر شباط 2014:
يأتي الوافدون العرب في المرتبة الأولى وعددهم 26،407 زائر وهم بالتفصيل:
أولاً: العراقيون 11،484 زائر
ثانياً: المصريون 4،388 زائر.
ثالثاً: الأردنيون 4،240 زائر.
مع الاشارة الى ان السعوديين والكويتيين يمثلون نسبة 6 في المئة من عدد الوافدين العرب.
أما الوافدون من الدول الأوروبية في المرتبة الثانية وعددهم 23،460 زائر وهم بالتفصيل:
أولاً: الفرنسيون 6،504 زائر.
ثانياً: الالمان 2،806 زائر.
ثالثاً: البريطانيون 2،682 زائر.
يأتي في المرتبة الثالثة الوافدون من قارة اميركا حيث بلغ عددهم 9،607 زائر وهم بالتفصيل:
أولاً: الولايات المتحدة 4،661 زائر.
ثانياً: الكنديون 3،400 زائر.
ثالثاً: الفنزواليون 631 زائر.
يليهم في المرتبة الرابعة الوافدون من قارة آسيا وعددهم 6،845 زائر لا سيما منهم الايرانيون حيث بلغ عددهم 887 زائر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.