8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

خسائر السياحة 3,5 مليارات دولار وتقلّص حجمها من الناتج المحلي الى 4%

3,5 مليارات دولار هي الخسارة المتوقعة حتى اليوم في قطاع السياحة الذي كان يشكل نحو 20 في المئة من الناتج المحلي وتراجع العام الماضي الى 8 في المئة، ولا يتوقع أن تقفز النسبة الى أكثر من 4 في المئة بحسب الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي.
هذه الخسائر المقدرة أعلنها بيروتي في تصريح لـالمستقبل، قائلاً إن لبنان لم يعد يجذب سوى السوقين العراقية والسورية، والأخيرة رهن تطورات الوضع في الداخل السوري، خصوصاً وأنه لا يسمح للسوري الذهاب الى عمّان أو القاهرة ولا ملاذ لهُ إلا بيروت، ما يعني أن زيادة المؤشر السياحي باتت منوطة ومرتبطة بهاتين السوقين.
على أنّ بيروتي، أطلق تحذيراً من تفاقم الوضع بعيد عيد الأضحى، ولا سيما على المؤسسات السياحية التي باتت تنفق من جيبها الخاص من أجل الاستمرار، وهذا لن يستمرّ طويلاً، متهماً الأطراف المعنية ولا سيما الحكومة من أنها لا تولي الوضع السياحي أي اهتمام فلا خطة انقاذ ولا من يحزنون الى الآن، وهذا يمكن تلمّسهُ ليس على الصعيد السياحي بل في كلِّ القطاعات، وحتى الاستثمار السياحي توقّف في لبنان.
وما قالهُ بيروتي عن توقف حركة الاستثمار السياحي في البلد، أكّدتهُ مصادر في وزارة السياحة لـالمستقبل. وقالت إنّ مجلس الوزراء كان وافق في العام 2010، على إنشاء استراحات للسيّاح عندَ معبري العريضة والمصنع، تضم منطقة للتجارة الحرّة (DUTY FREE)، وصالون استقبال (VIP) ومطاعم ومحال تجارية، وهو قرار أوجبه الضغط السيّاحيْ للوافدين عبر الحدود، حيث احتّلَ لبنان في ذلك العام المرتبة السابعة بين أكثر 10 بلدان حول العالم من حيث الطلب على السفر والسياحة. علماً أنه في 2010 بلغ عدد السيّاح مليونين و167 ألفاً و989 سائحاً، لتبدأ الأمور بعد هذا العام بالتراجع الى أن طالت القطاع ككل.
ولفتت المصادر الى أن قيمة إنشاء الاستراحتين، كانت ما بين مليونين و5 ملايين دولار، وتم وضع الدراسات الأولية بين الوزارة وكل من مجلس الإنماء والإعمار ودار الهندسة. للأسف توقّفَ كلُّ شيء، نتيجة الوضع الأمني والسياسي داخلياً، وفرضت الأزمة السورية إيقاعاتها على المسار الاستثماري السياحي، ولا يزال الى الآن المشروع حبراً على ورق تقول المصادر.
وفي خضم هذه الأجواء التشاؤمية، يضفي رئيس مجلس المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار في لبنان (ايدال) نبيل عيتاني لمسة ايجابية على احتمال استعادة السياحة دورها وأن تكون جاذبة للاستثمارات. وهو قال في هذا السياق إنّ لبنان لا يزال وجهة للاستثمار السياحي رغم من عزوف السياح عن لبنان، لكن المستثمر يدرك أنّ الوضع لن يستثمر في حال المراوحة السلبية، وهو يتحيّن الفرص لتثبيت الاستقرار أوضاعه، وقد تلقت ايدال ثلاث طلبات خلال العام الجاري في هذا المجال.
وأشار في تصريح لـالمستقبل الى أن هناك طلباً لإنشاء فندق كبير في العاصمة بحجم يصل الى 180 غرفة، وبتكلفة تصل الى 170 مليون دولار، من قبل مستثمر لبناني، كما هناك طلب آخر لإنشاء فندق في منطقة عاليه (بانيوس أوتيل) بحجم 189 غرفة وبتكلفة تصل الى 60 مليون دولار، بالإضافة الى أعمال التوسعة والتحديث التي يقوم بها فندق البريستول وتصل تكلفتها الى نحو 15 مليون دولار.
وأكّد عيتاني أن لبنان لا يزال ملاذاً آمناً للاستثمارات السياحية رغم كل الأوضاع القائمة، وسينتهي الوضع المتأزم عاجلاً أم آجلاً.
وفي شق إيجابي آخر، عاد المؤشر الصادر عن وزارة السياحة الى الارتفاع محققاً زيادة في عدد الوافدين في آب بنسبة 19,46 مقارنة مع الشهر المماثل من العام 2012، فبلغ عدد السيّاح 137293 مقابل 114929 سائحاً سجلوا في آب 2012.
وحتى الشهر الثامن يكون عدد السيّاح الذين أمّوا لبنان هو 891069 سائحاً مقابل 986649 خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، وتكون نسبة التراجع نحو 9،68 في المئة.
ومنذ بداية العام كان المؤشر سلبياً، إذ سجل نسبة تراجع في كانون الثاني بـ15,40 في المئة مقارنة مع الشهر المماثل من 2012، وفي شباط بلغت نسبة التراجع 10,41 في المئة، و11,85 في المئة في آذار، و17,58 في المئة في نيسان، و7,23 في المئة في أيار، و13,41 في المئة في حزيران، و17,43 في المئة في تموز.
واعترف وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود، بفداحة المقاطعة السياحية الخليجية للبنان، وقال خلال استقباله وفداً اغترابياً من أصل لبناني برئاسة رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في الأرجنتين نستور حاج، أعلم أنه لا يمكن أن يتم توجيه لبنان نحو مصدر سياحي واحد، لأنه ولأسباب سياسية قرر أهل الخليج مقاطعة لبنان، وهذا ما خفض الدخل السياحي بنسبة 35 في المئة من العام 2010. وقال لقد وضعنا استراتيجية جديدة للسياحة تعتمد على فتح أسواق سياحية جديدة خصوصاً باتجاه أميركا الجنوبية، واعتبر أن البلد الذي لديه أكثر من 15 مليون لبناني منتشر في العالم يجب ألا يعاني من أي مشكلة سياحية. وأعاد التذكير أنّ السياحة هي الدخل الأول في الاقتصاد حيث تبلغ 22 في المئة من الدخل القومي، وقد جاء الى لبنان في العام 2010 أكثر من مليوني سائح أنفقوا 8 مليارات دولار.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00