8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

طرابلس مرأب كبير لفوضى النقل العمومي والاختناق المروري: 3 اقتراحات بإنشاء 3 محطات تسفير بين سندان التمويل والخلافات البلدية

تعاني طرابلس اختناقا في حركة النقل وهي تزيد نهارا كون العاصمة الثانية هي شريان اساسي يصل محافظة عكار بمحافظة جبل لبنان ويرتادها مواطنون من مختلف الأقضية الشمالية.
وفشلت محاولات تنظيم ازمة السير في هذه المدينة التي تختزن داخلها نحو 700 ألف نسمة، لا سيما لناحية افراغ وسط المدينة من سيارات السفر الخارجي الى محطتي التسفير الشمالية والجنوبية، لتتحول العاصمة الثانية الى موقف ومرأب كبير للسيارات.
ولا يزال الحلم يراود الطرابلسيين بانشاء محطتي التسفير، لكنْ المراوحة هي التي تطبع المرحلة الحالية، كون الخلافات التي تعصف بالمجلس البلدي، تشكل سبباً من أسباب عدم التقدّم على هذا المسار، فيما لا تزال فكرة إنشاء محطة تسفير في المنطقة الجنوبية من المدينة مجرّد اقتراح لم توضع لهُ دراسة جدوى اقتصادية، وهو ما يسهم في عدم جعل طرابلس مدينة سياحية خصوصاً وأن نقل الركاب المتاح من طرابلس واليها، يقتصر عبر سيارات الأجرة والباصات مما لا يقدم خيارا للسائح. وعلى العموم، فإن السائح أو الزائر لا يلمس أي مظهر من مظاهر التنظيم السياحي في مجال وسائل النقل ويتولد لديه إنطباع أن مدن الفيحاء لا تزال تفتقر الى سيارات عامة خاصة بالقطاع السياحي لجهة الترقيم واللون وتنظيم الرحلات واضافة عدادات التسعير.
في البدء، كانت هناك محطة تسفير في منطقة البحصاص، تابعة لوزارة النقل. اقترح المشروع منذ بدايات العام 2005، إلا أنّ تنفيذه لا يزال حبراً على ورق، خصوصاً وأن تكلفة بنائه آنذاك قدرت بنحو 7 ملايين دولار، ومدة التنفيذ 18 شهراً. ويقع مشروع بناء محطة التسفير في البحصاص جنوب المدينة، وتبلغ مساحة الأرض المخصصة بالمشروع (قدمتها مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك) نحو 50 ألف متر مربع. وهي تحتوي على المحطة القديمة لسكك الحديد في منطقة البحصاص، في الطرف الجنوبي لمدينة طرابلس، على بعد 600 متر من مفترق البحصاص، الذي يحدد مدخل المدينة الجنوبي، وعلى بعد 2,7 كيلومترين من ساحة التل في وسط المدينة، حيث نقطة التقاء شبكة نقل المدينة مع شبكة نقل المناطق المحيطة بها.
وتقع الأرض عند التقاء محورين رئيسيين: غرباً أوتوستراد بيروت ـ طرابلس، شرقاً طريق طرابلس ـ بيروت القديمة، ومنطقة المشروع تتصل بالمنطقة الصناعية الموجودة في جنوب المدينة، والمنطقة السياحية المتمركزة عند المخرج الجنوبي للمدينة باتجاه بيروت، ويبعد عنها معرض رشيد كرامي الدولي نحو 2,2 كيلومترين، ومرفأ طرابلس 4,5 كيلومترات، والملعب الأولمبي نحو 600 متر، والمراكز التجارية ضمن محيط 800 متر. إلا أنّ التمويل لم يتوافر واقترحت البلدية إنشاء محطة تسفير.
ويشير رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، الى أن المجلس البلدي تقدم باقتراح لانشاء محطتي تسفير في الشمال والجنوب من المدينة، تستطيع حل أزمة السير المتفاقمة، إلا أن ما حدث أن محطة التسفير الشمالية التي بنيت بتكلفة 3 مليارات ليرة، لم تنجح بسبب مرور مشروع الأوتوستراد العربي فيها، وهو ما جعلها عرضة للسرقات. ولقيت كافة الاقتراحات البديلة معارضة لعدم ملاءمتهِا لمسألة الخروج والدخول من الأوتوستراد واليه، كما أن المنطقة لا تزال من مناطق البؤر الأمنية، لا سيما وأنها تقع تحت جسر الملولة.
ويشير غزال في حديثه الى المستقبل، الى أنّه في العام 2010، تم اقتراح محطة التسفير الجنوبية بالقرب من مستديرة القدس والملاصقة لمجرى نهر هاب، لكن اتضح وفقاً للمكتب الهندسي، أنّهُ لنجاحِ المشروع نحتاجُ الى عملية استملاكات واسعة النطاق، وهذا غير ممكن الآن، ولا نزال ننتظر.
ومن جهته، يقول عضو المجلس البلدي (رئيس لجنة انماء الأحياء والمناطق في البلدية) المهندس عمر الهوز، أن الاقتراح كان يقضي بانشاء محطة التسفير الجنوبية على مساحة نحو 7000 متر مربع تعود ملكيتها للبلدية، إلا أنّ القطعة ورغم مساحتها مختنقة بمجموعة من الأراضي الخاصة، وبالتالي لا يمكن انشاء المحطة دون عملية استملاكات، خصوصاً وأن الانشاء على الأرض الحالية، يزيد من العرقلة، لا سيما في مسألة الخروج من والى المحطة الى الأوتوستراد، وهو امر لم تقتنع به المكاتب الهندسية، كما ان هناك اعتراضا من داخل المجلس البلدي عليها.
ويشير الهوز الى أنّ المشروع مجمّد الآن، ولا يزال مجرد اقتراح إذ كان يفترض أن يتم وضع دراسة جدوى اقتصادية لهُ، حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
و يشير عضو المجلس البلدي خالد صبح، أنه سبق للمجلس البلدي في العهد السابق ان اتخذ قراراً في نهاية عهده بانشاء محطة تسفير جنوبية، وكنا في بداية عهدنا اكدنا على إنشاء على ذلك. اضاف للاسف لم يقم رئيس البلدية باعداد دفتر الشروط لتقديم الدراسة لهذا المشروع ولم تعرض على المجلس اي دراسة، فدفتر الشروط بجري اعداده في الدوائر المختصة لاعداد الدراسة اللازمة، وكنا في الشهر الثالث من عام فد تقدمنا من خلال مذكرة اعددتها الاكثرية في المجلس البلدي، مؤلفة من بندا.. منها التساؤل عن عدم القيام بتنفيذ القرار الخاص بانشاء محطة التسفير الجنوبية، وايضاً إنشاء محطة تسفير شمالية بدلاً للمحطة التي انشئت في عهد رئيس بلدية طرابلس السابق العميد شعراني. والمنشأة في وسط الطريق في السقي الشمالي، للأسف لم يحصل ذلك حنى الان.. مؤخراً تقدمت بكتاب الى حضرة الرئيس طالبت بموجبه بفك المحطة الشمالية المهجورة، خصوصاً وانها في الطريق الرئيس، وجرى تخريبها بسبب الزمن وانشاء سوق الاحد.. وتركيبها مؤقتاً في محطة التسفير الجنوبية لحين التنفيذ من بعد التلزيم.
وقال صبح نحن بحاجة لهذه المحطة وخصوصاً لان الجامعة اللبنانية ستنتهي خلال سنتين، وطلاب المناطق بحاجة لذلك وتحديداً القادمين من عكار،كما من شأنها تخفيف حدة عجقة السير في المدينة والحركة الغير منضبطة لتجوال الفانات، وقوننة المواقف والمرائب.. وفك قيد الارصفة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00