أكد المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ان طرابلس تدفع ثمن دعمها لثورة الاستقلال الثاني، وستبقى مثالاً للتعايش، لافتاً إلى ان الأساس هو خدمة الناس وسماع متطلباتهم والانطلاق لبناء مدينة أفضل للمستقبل، وركز على ضرورة دعم مثقفي المدينة والمجتمع المدني فيها.
وشدد في حديث إلى المستقبل امس، على ان حزب الله يمارس لعبة الموت في سوريا واستجرار المناخ العدائي المتطرف بسببها.
أنا فخورٌ بمدينتي، التي ستبقى مثالاً للتعايش، وهي تدفع الآن ثمن دعمها لثورة الاستقلال الثاني، لقد دفعتْ طرابلس ثمناً كبيراً إبان الوجود السوري فيها، ولا يمكن نسيان تلك المرحلة بكل تداعياتها على أوضاع المدينة الاقتصادية، وكيف تمّ افقارها وتهشيل رساميلها، وازدادت معدلات الفقر فيها بشكل ملحوظ، وما دفاعي عن قادة المحاور إلا لأنهم دافعوا عن مدينتهم وناسهم وأهلهم. أين كانت لهم عراضات خارج المدينة أو خارج محاورهم؟ وهل هم من أشعل جولات العنف المتكررة، أم هم من حاول لجم هذه الجولات بالقدر الممكن؟ لقد دفع هؤلاء ثمن ما ارتكبه النظام السوري في لبنان خلال مرحلة وجوده ولا سيما المجزرة المشهودة بحق باب التبانة خلال ثمانينات القرن الماضي.
هكذا يطرح اللواء ريفي، بنبرته الهادئة وصراحته المعهودة وجهة نظره وأفكاره ورؤيته لمدينة طرابلس وأهلها وناسها، مع ان امكانية عودته الى المديرية العامة للأمن الداخلي لا تبدو مطروحة، خصوصاً مع الفيتوات التي وضعت على عودته كـمكافأة لانجازاته الوطنية، إنْ على صعيد تفكيك الشبكات الاسرائيلية أو غيرها من الشبكات التي كانتْ تحاول العبث بأمن البلد وأمن سوريا معاً، والمكافأة الأعظم كانتْ بوضع اسمه على لائحة الشهود الزور، فهكذا يكافئ النظام السوري من يخدمون أوطانهم، وهكذا يُكافأُ من خلص حزب الله من تلك الشبكات. فاللواء ريفي يعتبر أنه حقق انجازاً تاريخياً بتغلبه على جهاز الموساد الاسرائيلي وتفكيك شبكات عملائه في لبنان، لكن الأهم هو ما تحقق على صعيد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، والتي ما زالت أولوية عندهُ.
إنا مصمم على تنفيذ برنامجي حتى النهاية، ما زلنا شباباً ولو في الستين (مبتسماً)، وبامكاننا أن نقوم بالكثير من أجل بلدنا ومدينتنا، بغض النظر عما يحدث، منذ نشأتي ونضالي في قوى الأمن الداخلي، كرستُ دمي من أجل الاستقلال والعدالة والحفاظ على بلدي، والمحكمة الدولية خير شاهد على دفاعنا من أجل هذا الاستقلال ومن أجل سوق المجرمين الى العدالة، يضيف ناقلاً الصورة الى المكان الجديد الذي اختاره، وسط المدينة، الجغرافي والسياسي، حيث بالامكان التواصل مع الجميع من أجل انهاض المدينة من كبوتها بعدما أخفق الكثيرون في احتضان الشارع، ويتابع فهناك من يحاول أن يخدع الجمهور كثيراً، بالتبرؤ من أبناء مدينتهِ نهاراً، ومناجاتهم ليلاً، وهذا هو السبب في انكفاء المدينة وتأخرها بسبب هذه المواقف المتذبذبة، وعدم الصراحة بما نريد من أجل مدينتنا.
ويشدد على ان الأساس هو خدمة الناس وسماع متطلباتهم، من هنا يمكننا الانطلاق لبناء مدينة أفضل للمستقبل، وإعادة العمل بما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري ينوي القيام به ومن بعده الرئيس سعد الحريري، وهو الانماء المتوازن والنهوض الاقتصادي، لذلك علينا إعادة دراسة أوضاع مدينتنا التي أثرت فيها الحقبة الماضية ولا سيما ايامَ كانت القبضة السورية متمكنة، والتي جعلت من مثقفي المدينة يصمتون، هؤلاء والمجتمع المدني يجب دعمهما، يجب إعادة إطلاق روح مجتمعنا الطرابلسي، المثقف والمناضل، الذي انطلق بتظاهرات كثيرة داعمة للحرية منذ بدايات القرن الماضي، لقد أهلكت القبضة الأمنية التي عرفها لبنان كل المثقفين وكان المطلوب كمّ الأفواه عما يحدث وعما يرتكب، الآن يجب إعادة الثقة الى مجتمعنا بأنه بامكاننا أن نفعل الكثير في ما لو اجتمعنا بصراحة وقلنا هنا مواجعنا ومن هنا يمكننا الخروج من أزماتنا، فمثلاً علينا الآن دعم الحراك المدني هذا البرعم الذي يجب تلقفهُ الآن واحتضانهُ ومساندتهُ من قبل الجميع، وهو إنّ دل فإنّما يدل على ثقافة مجتمعنا الطرابلسي، الذي يتوق للعيش بسلام وطمأنينة وإخاء مع الجميع.
ويلفت ريفي الى وجود كثير مَن يقومون باتصالات من أجل المجيء الى طرابلس للاستثمار، ففي المدينة الكثير من المرافق التي بامكانها ان تغدق الكثير على العاصمة الثانية، وتوفير فرص العمل لأبنائها، وحرام أن تبقى صورة طرابلس وكأنها تستجدي بل لديها الامكانات الذاتية الكفيلة باستنهاضها.
ويرى ريفي أن لبنان الذي تم زجه واقحامهُ في اللعبة السورية، سيدفع الكثير ثمناً لهذا التدخل السافر، وكنا نتمنى لو أن حزب الله لم يُمدد في صراعهِ في سوريا، لأن الصراع فيها مكلف على لبنان وعلى الحزب الذي يمارس لعبة الموت هناك، واستجرار المناخ العدائي المتطرف بسبب هذه اللعبة، وكل ما يحصل الآن هو نهاية عد الطرقات.
من الواضح أن اللواء ريفي يعدُّ عدته للانتقال من المرحلة الأمنية الى المرحلة السياسية، فطرابلس هي التي تحتل المساحة الأوسع من يومياتهِ، يعرف مشاريع خصومه وأفكارهم ويعرف جيداً الى أين يوجه البوصلة، وكيف سيأخذ موقعه بين أصدقائهِ وحلفائهِ، لتحقيق انجازات سياسية لمصلحة مدينته طرابلس وبلده لبنان بعد الانجازات الأمنية المشهودة، فقد بات بنظر الطرابلسيين... العلامة الفارقة التي بامكانها احداث تغيير جذري في المشهد السياسي والاجتماعي الطرابلسي الراكد.. الى حد الموت السريري.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.