8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

رفيق الحريري أراد لبنان سويسرا شرق مضيئة.. ولو كرٍه الظلاميون

من المثير للضحك ألا يتنبّه الجنرال وصهره، أنّ ورقة سياسة قطاع الكهرباء، التي يتبجحان بها ما هي إلا نتاج حكومة الرئيس سعد الحريري، التي أقرتها في حزيران (يونيو) 2010، وهي مولودة من رحم المشروع الاقتصادي الكبير للشهيد رفيق الحريري، ورغم ذلك لم يظهر لأن أداء الكهرباء خلال العامين المنصرمين كان الأسوأ، تعززه الوقائع اليومية والسجالات القائمة التي تعتري هذا الملف الحيوي، حيث شهدنا تراجعاً انحدارياً، لن تنفع معه باخرتان لإقالة القطاع من عثراته، ولا كثرة الكلام الباسيلي عن إصلاح القطاع، فالمكتوب يُقرأ من عنوانهِ كما يقولون.
لا بأس، في ذكراه الثامنة، من إعادة التذكير بأهم مشروع للشهيد الحريري، الذي لو نفّذ لكان لدينا وفر محقق على صعيد الكهرباء، ولم نكن بحاجة للإصغاء الى فلسفة الوزير باسيل، ولم نكن لنشهد السجالات المنسوخة والمتكررة، على طريقة الابتلاء بالجدل العقيم، وما الحكومة الميقاتية، إلا استنساخاً لمقولتها الشهيرة النأي بالنفس في كلّ الملفات، ومن أهمها هذا الملف الحيوي، وهو ما يعيد كل اللبنانيين بالذاكرة الى حقبة رفيق الحريري، قتِل الرجل بطن ونصف طن من المتفجرات، ولكن أطناناً لن تقتل فكره التقدمي والاقتصادي، وفلسفتهُ القائمة على استنهاض لبنان، سواء بالعمران البشري أو الحجري.
فالرئيس الشهيد رفيق الحريري أنفق 1،4 مليار دولار، أنشأ بقيمتها 4 مصانع كبيرة، هي: دير عمّار، الزهراني، صور وبعلبك، مضافاً اليها صيانة المعامل الأخرى ولا سيما المائية منها، كما أنه أزال أضرار الحرب، وأقام الشبكة المتكاملة التي لا زالت متوقفة الى اليوم في المنصورية، لتصل الكهرباء في عهده في العام 1996 الى 24 على 24 ساعة يومياً، وعندما اعتدت إسرائيل في ذلك العام ودمرت جزءاً مهماً من البنية التحتية للكهرباء، استطاع إعادة بنائها وإعادة الكهرباء الى ما كانت عليه في حزيران (يونيو) 1997، أي 24 على 24 ساعة في اليوم، هذا هو رفيق الحريري وإنجازاته رغم عين الحسود. ومهما تفذلك الحاسدون عن الحقبة التي مضت، حكومات الرئيس الشهيد، فإنها لن تلغي حقيقة المشاريع الجبّارة التي قام بها، إذ إن الرئيس الشهيد استطاع بعد تعرض قطاع الكهرباء للتدمير خلال الاجتياح الإسرائيلي العام 1982، أن ينشئ معملي الزهراني ودير عمّار، وبالتالي العودة بالقطاع أفضل مما كان. أمّا المشروع الآخر، والأهم، فهو اقتراح الرئيس الشهيد، تخصيص الكهرباء لجهتي التوزيع والانتاج.
وزراء تعاقبوا بعده، والآن 48 مستشاراً في وزارة الطاقة، ومعهم البروباغندا العدائية، لم تقدّم كيلو ميغاوات واحداً عمّا قدمته حكومات الرئيس الشهيد، الذي فضل العمل بالصمت بوجه المهاترات السياسية التي كانت تهدف إلى إجهاض مشروع إعادة الإعمار والتطوير والتحديث. إن من نتائج العرقلة المقصودة لمشروعه على صعيد الكهرباء، كانت انهيار القطاع، بالإضافة الى ضياع فرص التطوير والتحديث، وحلول الأعطال والتقنين مكانها، والمحصلة تحويل القطاع من رابح إلى خاسر وزيادة العجز الذي يرهق خزينة الدولة يومياً، فتحويلات الخزينة الى المؤسسة وتكلفتها الناتجة عن تزايد الدين العام بلغت 25431 مليار ليرة منذ العام 1982 حتى العام 2008، أي ما يعادل نسبة ثلث الدين العام بنهاية العام 2008، إضافة الى خسائر في الاقتصاد الوطني قدرت بـ2,1 ملياري دولار عام 2008. إن العراقيل التي وضعت بوجه تنفيذ ما تبقى من مكونات مشروع الرئيس الشهيد الذي وضعه عام 1995 لقطاع الكهرباء، تحديداً عندما كان خارج الحكم بين الأعوام 1998 و2000، أدت الى كارثة حلت بهذا القطاع وأدت الى تقنين حاد في التيار الكهربائي استمر حتى يومنا هذا. بلغت قدرات معامل الانتاج المجهزة اسمياً، عندما بدأ الرئيس الشهيد مشروعه لتأهيل قطاع الكهرباء عام 1993 1459,3 ميغاواط. فمرحلة التأهيل شهدت زيادة قدرات الانتاج الى نحو 1100 ميغاواط أي زيادة 50 في المئة عما كان قبل مرحلة التأهيل، حيث أن واقع الاستثمار خلال سنوات الحرب، لم يسمح بتأمين الحد الأدنى من ضرورات الصيانة الدورية والآنية، كما أن استمرار تعرض الشبكة لحالات القطع، ترك آثاره في آلات الكهرباء نفسها، فقد عمل بعض الآلات أكثر من 40 ألف ساعة، من دون أي صيانة دورية. وقد أُعيد تأهيل وحدتي إنتاج في معمل إنتاج الطاقة المائية والكهربائية في مركبا، تبلغ قدرة إنتاج كل واحدة منهما 17 ميغاواط، وبلغت تكاليف إعادة تأهيلهما 5.3 ملايين دولار. وفي أوائل العام 1996 وبعد إعادة تأهيل قطاع الكهرباء، استطاعت مؤسسة كهرياء لبنان أن تؤمن التغذية بالتيار الكهربائي على مدار الساعه، في بيروت تحديداً، حيث أقنعت الدولة أصحاب المولدات الخاصة، بالتوقف عن استعمال هذه المولدات بعد تحسين أوضاع الكهرباء، والأهم هو إنجاز قانون الكهرباء 462 في العام 2002، والذي حدد مسار القطاع، وهو ما يعتبر دستوراً ومرجعاً لها، هذا هو إنجاز رفيق الحريري، الذي أراد لبنان سويسرا شرق مضيئة... ولو كرِه الظلاميون.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00