8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

باسيل يجرّ الحكومة الى إعادة مناقصة دير عمار

نجح وزير الطاقة جبران باسيل في جرّ مجلس الوزراء، الى مخالفة قانونية جسيمة تمثلت في الغاء مناقصة معمل دير عمار، وهي الخطوة التي سبق لكتلة المستقبل ان حذرت من تداعياتها السلبية على لبنان.
فقد وافق مجلس الوزراء في جلسة الأمس، على إعادة تقرير المناقصة المفتوحة لتلزيم مشروع اشغال انتاج الطاقة الكهربائية في موقع محطة دير عمار الثانية، وفقاً لدفتر شروط جديد يتم اعداده من قبل الوزير باسيل، بحجة عدم خفض السعر حيث أنّ المبلغ الذي كان معروضا للمناقصة يتخطى الإعتماد الموجود فتم الإتفاق على إعادة المناقصة من جديد وهي مناقصة مفتوحة للجميع.
وقد اثار هذا القرار استغراب الاوساط الاقتصادية المتابعة، واثيرت تساؤلات عن المبررات والحجج غير الصحيحة التي اوردتها حكومة القول لا العمل، اذ ان الشركة الاسبانية آبينير الفائزة بالمناقصة قدمت سعراً متناسباً مع تقديرات خطة الكهرباء التي اقرتها حكومة الرئيس سعد الحريري في العام 2010، ومتناسبة مع الدراسات العلمية التي اجراها الاستشاري السويسري المشرف على دفتر الشروط. كما ان المناقصة تمت وفقاً للقانون 181 اي من قبل ادارة المناقصات. الامر الذي يطرح السؤال عن القطبة المخفية التي دفعت باسيل الى الغاء المناقصة؟.
لكن القطبة لم تعد مخفية لأن باسيل نفسه افصح عنها في برنامج بلا حصانة، مع الزميل جان عزيز على التلفزيون العوني أول من أمس، اذ سأل عزيز ضيفه وزير الطاقة: بعد ان خسرت صديقاً اول في البترون هو مدير عام وزارة الطاقة (فادي قمير) ها انت وبتطيير مناقصة دير عمار تخسر صديقا آخر (الدكتور نزار يونس)، فمن يبقى لك هناك؟، فاجاب باسيل: المحبون كثر في البترون، اما عن الخسارة فقد سبق وخسرت صديقا، بسبب المناقصة، هو شربل حبيب الذي استبعدته من المناقصة.
من هو شربل حبيب وما هي قصته؟ تؤكد مصادر عليمة أنه صديق باسيل التجاري ورفيق سفراته التجارية الخارجية وقد اصيب معه في حادث السير الشهير في نيجيريا، وهو ايضا واجهته في مشروع اعادة اعمار الضاحية الجنوبية. اما قصته فهي انه تقدم بعرض للمشاركة في مناقصة دير عمار ممثلا لشركة xrox، لكن إدراة المناقصات، وليس وزير الطاقة، رفضت اشراك عرضه لانه لا يتوافق مع دفتر الشروط الذي وضعه الاستشاري السويسري والبنك الدولي، واستبعد تماما من العملية رغم الضغوط الهائلة التي مارسها باسيل لتمرير عرضه.
فازت الشركة الاسبانية بالمناقصة، فأثار باسيل على الفور اشكالية التمويل الوهمية، زاعماً ان العرض اعلى من الاعتماد المرصود لمعمل دير عمار. وأقنع مجلس الوزراء بذلك في جلسة تشرين الثاني ، طالباً اعادة التفاوض مع الشركة الفائزة او اعادة المناقصة. لكن الفضيحة انه قدم في الجلسة نفسها عرض صديقه حبيب، بالاضافة الى عرض من شركة صينية وكيلها انطوان حداد (مسؤول في التيار العوني). والعرضان مفبركان بقيمة مليون دولار. وقصة الـ 500 مليون دولار باتت معروفة وقد عرضها النائبان غازي يوسف ومحمد الحجار في مؤتمر صحافي مشترك في مجلس النواب. فهي مجرد اختراع حسابي لوزارة الطاقة ناتج عن اجندة ينفّذها باسيل على حساب القانون 181، وعلى حساب المصلحة العامة التي تقتضي بناء معامل جديدة لتوليد الكهرباء بدلا من صرف الاموال على معامل قديمة متداعية. فقد خصص وزير الطاقة بلا مبرر او اساس قانوني، من الاعتماد المرصود (وقيمته 1160 مليون دولار) 850 مليون دولار لمعامل الانتاج.
يحاول باسيل اليوم اعادة احياء عرض صديقه مواربة، فقد كان قرار مجلس الوزراء الاول تحدث عن اعادة المناقصة على ان تكون محصورة بالشركات الاربع المتأهلة. الا ان قرار الامس لحس القرار السابق لسبب بسيط هو ان شركة شربل حبيب غير متأهلة لانها استبعدت من المناقصة منذ البداية. يذكر ان باسيل مهد لجلسة الامس بتسريب التقرير الذي رفعه لمجلس الوزراء الى بعض الصحف ونشر امس. ويذكر في التقرير اعادة اشراك كل الشركات وعددها بما فيها شركة شربل حبيب. وسبق ذلك تسريب خبر الى احدى الصحف الموالية عن انجاز صفقة المولدات الارتدادية لمعملي الجية والذوق. وهي الصفقة التي منحت لشخص مقرب من حلفائه السياسيين، بتكلفة عالية جدا. اذ تزيد تكلفة الميغاوات الواحد الف دولار عن 1،250 مليون دولار تقديرات خطة حكومة الحريري، وعن سعر الشركة الاسبانية لمعمل دير عمار.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00