8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أدوية مزوّرة للسكري والضغط والقلب يرجح تسبّبها بوفيات

الأمن الصحي للبنانيين بخطر.. ففضيحة الأدوية المزورة وضعت نحو 5 ملايين لبناني أمام خطر محدق، ذلك أن بعضاً منها، يؤدي الى الهلاك لا سيما تلك المتعلقة بأمراض القلب والسكري والضغط، وهو ما يتطلب رفع مستوى معالجة هذا الملف الى إعلان حال طوارئ صحية للململة آثار الفضيحة وتداعياتها، ليس من الأروقة السياسية بل من الصيدليات والمستشفيات والمستوصفات. كثيرون تورّطوا صحياً بهذه الأدوية، وكان يفترض بحكومة حزب الله أن تعلن حال الطوارئ الصحية. لكن كيف يكون ذلك وهي القاضي والحكم خصوصاً أن المتورط في العملية هو شقيق وزير ونائب في حزب الله. ولن يقلل رفع الغطاء أو استدعاء فنيش من أهمية الفضيحة، لا سيما وأنّ الأدبيات السياسية درجت على تسويق مصطلحات خطرة جداً ومنها الاتفاقات الرضائية في كل شيء بدءاً من السياسة والأمن ووصولاً الى الاقتصاد، فهل تكون صحة كل اللبنانيين أيضاً بالتراضي، لنصل الى ما يشبه الجريمة الكاملة The perfect crime.
وما تبرير وزير الصحة علي حسن خليل الذي اعتذر عن عدم تلف هذه الأدوية الفاسدة إلا مقدمة خطرة لما سيرشح عن هذا الملف.
كذلك، فإن مذكرة الوزير الذي طلب بموجب القرار 1689 ضبط أدوية مخالفة وسحبها من السوق، تعكس إرباكاً أقل ما يُقال فيه إنّه إرباك أهل البيت الواحد، فقد أورد في القرار يكلف المفتشون التابعون لمصلحة الصيدلة في وزارة الصحة العامة، بضبط المستحضرات المذكورة... وحفظها مُحكمة الإقفال في مستودعات الأدوية المعنية، لإعادة تصديرها على نفقة صاحب العلاقة. وهنا السؤال هل وزعت الأدوية فقط في الصيدليات؟، وما المانع من تلفها وما هي الإفادة من إعادة تصديرها؟، هل يُراد إقناع الجميع بأن الأدوية كانت صالحة؟.
حكومة الفساد ـ مع فضيحة التشيبس والمازوت الأحمر واللحوم والخضر الفاسدة وغيرها لم يرفّ لها جفن أيضاً مع فضيحة الأدوية المزورة، والفشل اللاحق بها لم يقتصر على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، بل تعداها الى المستوى الصحي لكل مواطن لبناني، وهو ما تكشفه مجموعة من الأطباء والصيادلة رفضوا الإفصاح عن أسمائهم لسبب بسيط، وهو أن الحكومة حكومة حزب الله. ويسألون الحكومة الى متى يتوالى مسلسل الفضائح، ولا سيما على المستوى الصحي وهي ليست الأولى، والى متى ستبقى السلامة العامة والصحة العامة بالتراضي.
حقائق كشفها أطباء وصيادلة
هناك أنواع متعددة، مما كشف النقاب عنه لكن يبقى ذلك رهناً بما سينتج عن التحقيقات التي تجري بهذا الشأن. وفي كل الأحوال، فإن ما حصل يمثل جريمة كاملة بحق 5 ملايين لبناني، على مستوى الأمن الصحي، الخطير في الموضوع أنّ هناك أدوية تؤدي الى الوفاة، وقد تكون تسببت بذلك، وهذا لا يمكن تأكيده إلا بتشريح جثث من توفوا خلال تناولهم هذه الأدوية المزورة، ولا سيما تلك الأدوية المتعلقة بأمراض الضغط والسكر في الدم والقلب وتخثر الدم، فهي بدلاً من مداواة المريض، تأخذه يداً بيد الى الموت، وربما يُقال إن المريض توفي نتيجة عدم تجاوبه مع الأدوية، وهنا لا أحد يعلم أن الدواء المزوّر يكون قد فعل فعله.
يقول هؤلاء: ربّما كان هناك قسمٌ من الأدوية قد تمّ تغيير مصدر استيراده، ومن المعروف أنّ الأدوية الأوروبية العالية الجودة تختلف عن تلك المستوردة من دول شرق آسيا ولا سيما الهند. هناك فارق في الأسعار، والأهم هو الفارق في الجودة والنتيجة التي ستعطي مفاعيلها للمريض، باعتبار أن أوروبا هي الأكثر تجربة وأن أدويتها هي الأصح والأسلم، أما الأدوية التي زوّرت وأدخلت الى السوق فيتم تغيير تاريخ المصدر أو محتويات علبها أو الكبسولة بهدف الربح المادي. أي علبة دواء ثمنها 5000 ليرة تصبح بـ50000 ليرة، أمّا في حال كان الدواء مضروباً أو عبارة عن بودرة أو طحين أو إبر ماء، فنحن أمام جريمتين: جريمة مالية وجريمة أخرى قد تؤدي الى وفاة المريض الذي أمامنا.
يضيفون: أما أدوية الأنسولين التي تهدف الى تعديل منسوب السكر، في حال كانت إبرة مائية، فهي لن تعدّل مستوى السكر، وقد تؤدي بالتالي الى ارتفاع هذا المعدل، ما يؤدي الى الوصول الى الموت السريري أو الكوما وبعدها مباشرة الى حالة الوفاة، وإذا كان الأنسولين منتهي الصلاحية أو فاسداً فنحن حكماً نضع المريض أمام حالة موتٍ مؤكد، وما ينطبق على أدوية السكر ينطبق أيضاً على أدوية الضغط. فالدواء الفاسد بإمكانه الإطاحة بالمريض، كون هذا المرض الثعلبي، يصعد ويهبط وعدم فعالية الدواء في تعديله أو كبح جماحه قد تؤدي الى تجلط في الدم أو الوفاة، ومن الممكن أن تكون مجموعة من الوفيات قد حدثت وعلى المختبرات كشف هذا الموضوع الخطر جداً على صحة الناس، والأهم أنّ الأدوية التي دخلت لا تعكس الشروط والمواصفات التي وضعتها وزارة الصحة العامة. وحتى لو كانت الأدوية التي جرى إدخالها هي جنريك فهي حكماً مضرّة، لماذا؟، لأن الأدوية لها شروط للنقل والحرارة والتخزين، من ذا الذي يدلنا على تاريخ انتاجها الصحيح، خصوصاً وأن أوراق المختبرات والتحاليل قد زوّرت، ومن يدلنا على كيفية التعرف الى نسبة الفعالية في كل دواء تم تهريبه الى السوق، خصوصاً وأنّه لم تجرِ عليه، أي تحاليل. إنّ كل مخالفة في هذه الشروط لها حكمها ومفاعيلها السلبية على صحة وحياة المريض، والأهم والأخطر تلك الأدوية الأبرية التي تعطى بالأوردة، وهي قد ينتج عنها وفيات، وقبلاً قد تضر بالتشخيص.
أين فواتير ألأدوية المباعة؟
يقول الاختصاصيون: من المهم معرفة أن كميات كبيرة استهلكتها السوق المحلية، وأكثر من ثلاثة أرباع المستشفيات حصلت عليها، وكذلك المستوصفات التي تنتشر كالفطريات على الأراضي اللبنانية. طبعاً الصيدليات حصلت على هذه الأدوية، لكن يمكن تهديد أي صيدلية لا تتجاوب بسحب الأدوية، لكن كيف ستسحب من المستشفيات أو من المستوصفات؟ وهل يستطيع وزير الصحة أن يؤكد سحبها من هذه الأمكنة، إنّ المسألة معقدّة جداً وهنا خطورتها، إلا إذا اتخذت تدابير استثنائية وأعلنت حالة طوارئ صحية، تقضي بالآتي:
أن تعرف كميات الأدوية ونوعها والمستودع الذي خرجت منه، وأين وزعت (مستشفيات، صيدليات، مستوصفات..) وفي أي مناطق، وذلك لا يمكن كشفه إلا من خلال فواتير بين طرفي العلاقة البائع (الشركة والمستودع) على أن تقارن بفاتورة الدفع من المستهلك (الصيدلية، المستشفى أو المستوصف).
أدوية قد تكون تسببت بوفاة
ويضرب الأطباء والصيادلة مجموعة من الأمثلة على بعض الأدوية التي وزعت في السوق المحلية، التي من الممكن أن تشكل خطراً:
1 ـ الأدوية المضادة للالتهابات كبسولات أو حبوب عن طريق الفم: zithroforteK levenuc, flemningK azimycine, amoxiclline, ampicilline.
2-الأدوية المضادة للالتهابات عن طريق الحقن الوريدي أي مع المصل: ceftriaxone , gentamycine, cefpin , cefradine .
ويشيرون الى أن خطورة هذه الأدوية كبيرة، لسببين: الأول أنّ المريض ينال دواء غير فعال، ما يعني أن الدواء لن يكون شافياً، وخصوصاً في حالة المريض داخل المستشفى، الذي تكون حالته متدهورة، فيتدهور الوضع أكثر فأكثر. والثاني وهو الأخطر إذا كان الدواء يحتوي كمية قليلة من المادة الفعالة فمن الممكن أن تكتسب الجراثيم مناعة ضد المضاد الحيوي، وبالتالي حتى الدواء الأصلي يصبح غير ذي فعالية مستقبلاً.
3-أدوية الضغط : bisoprolol . amlodipine الخطورة أن المريض يتعاطى هذا الدواء، لأنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم وبما أن الدواء المزور غير نافع، من الممكن أن يتعرض المريض لارتفاع مفاجئ وكبير في ضغط الدم، مما قد يسبب نزيفاً في الدماغ أو سكتة دماغية، وهذا خطر مميت أو في أحسن الحالات يصاب بالفالج.
4-أدوية مضادة للتجلط plefix 75 وهو شبيه بدواء plavix الذائع الصيت، والذي تعرض للتزوير بشكل واسع سابقا نظراً لارتفاع ثمنه. فالتزوير في هذا الدواء جريمة كبرى، لأن المريض الذي يتعاطى هذا المستحضر يعاني من خطر شديد واحتمال كبير للإصابة بالجلطات الدموية والدواء المزور غير فعال في مكافحة هذا الخطر، وبالتالي المريض يبقى معرضاً وبشدة للإصابة بالجلطات الدموية التي تكون قاتلة في معظم الأحيان.
5-أدوية خفض الدهون في الدم : stator 20 . fenofibrate دواء مزور يعني غير فعال أي أنه يقود الى خطر ارتفاع مستوى الدهون في الدم بشكل مستمر مما يمكن أن يزيد خطر تصلب الشرايين وانسدادها مما يمكن أن يؤدي الى الذبحات القلبية ويزيد من إمكانية حاجة المريض لجراحات القلب المفتوح مستقبلا.ً
الأدوية الخافضة لمستوى السكري في الدم metformin
6 -الادوية الخافضة لإفرازات الأسيد في المعدة : omizec .omeprazole. nixim . omzekالدواء المزور غير فعال خصوصاً في حال كان المريض يتعاطى هذا الدواء لحماية معدته من الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
7-الأدوية المضادة للالتهابات : antiinflammatoires من الممكن أن يتعرض المريض لنزيف حاد في المعدة مما قد يضطره للخضوع لعملية جراحية مستعجلة .
8-هناك أيضاً بعض الأدوية في ملاحظة سريعة adrenaline على شكل حقن وهو دواء يستعمل في انعاش القلب أحياناً، وفي حال كان مزوّراً فلا الإنعاش ولا غيره يمكن أن ينقذه.
9- lidocaine على شكل حقن وهو دواء مخدر للأوجاع أو بنج والمزوّر غير فعال، ويؤدي الى أوجاع كثيرة.
-من أهم الأدوية التي أدخلت الى المستشفيات والمستوصفات اللبنانية:
(bicarbonate de sodium 8,4%-20 ml-25 ampoules)، (potassium chloride 7,46%20 ml-25 ampoules -)، (potassium chloride 7,46% -10 ml-50 ampoules)، (water for injection-10 ml-50 ampoules)، (gentamycin 80/2ml-10 ampoules)، (metoclopramide 10mg/2 ml-10 ampoules)، (hydrocortisone sodium succinate 100 mg/50vials)، (ranltidine 50 mg/2 ml-10 ampoules)، (potassium chloride 7,46% 20 ml/25 ampoules)، (magnesium sulfate 15%-10 ml/50 ampoules)، (timentin 1200-10 vials)، (lidocaine 2%-50 ml)، (adrenaline hydrochloride 1mg/1 ml)، (ceftriaxone sodium 1g/50 vial)، (dexamethasone injection 8 mg/2ml-100 ampoules)، (metronidazole 0,5/100ml-80 bottels plastic)، (cefpin 1g powder-10 vials)، (levenuc 500mg/100ml-1 vial)، (diciofenac 75 mg/3 ml-10 ampoules)، (ceftriaxone sodium 1g-vial)، (potassium chloride 7m46% 10 ml-50 and 25 ampoules)، (levenuc 500mg/100ml-1 vial).

-من أهم الأدوية التي تتناول على طريقة إبر أو الشرب:

(potassium chloride 7,46% 20 ml/25 ampoules)، (timentin 1200-10 vials)، (lidocaine 2%-50 ml) ، (perfalgan 10mg/ml-100ml/12 vals)، (adrenaline hydrochloride 1mg/1 ml)، (ceftriaxone sodium 1g/50 vial)، (diofenac 75 mg/3 ml-10 ampoules)، (dexamethasone injection 8 mg/2ml-100 ampoules)، (metronidazole 0,5/100ml-80 bottels plastic)، (cefpin 1g powder-10 vials)، (levenuc 500mg/100ml-1 vial) ، (adrenaline hydrochloride 1mg/1 ml) ، (ranitidine 50mg/2ml-10 ampoules)، (ceftriaxone sodium 1g-vial)، (potassium chloride 7m46% 10 ml-50 and 25 ampoules)، (furosernide 20mg/2ml-100 ampoules-cefradine 1g-50 vials).

ويختم الأطباء والصيادلة بالتوقف أمام مثل أخير ومعبّر: أن دواء مثل plefix الذي وزّع على أساس 10 حبات في كل علبة، الأصلي منه تحتوي علبته على 28 حبّة، ولا يستورد إلا من شركة mersaco، فمن أين أتت به شركة international pharma group؟.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00