8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أزمة المخطوفين تسقط السياحة بالضربة القاضية وقطاع التذاكر يبدأ عدّ الخسائر

إزداد الوضع السياحي تأزّماً مع جرعة التهديد التي تلقاها الرعايا العرب والأجانب، بعد عمليات الخطف التي قام بها ما يسمى الجناح العسكري لآل المقداد للسوريين في لبنان وقطع طريق المطار، والعجز الحكومي واضطرار الدول الخليجية ولا سيما المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والامارات والبحرين، الى تحذير رعاياها من التوجه الى لبنان وارسال طائرات لإجلاء من يزور منهم لبنان. فبالإضافة الى الخسائر التي مني بها القطاع الفندقي خصوصاً والسياحي عموماً، منذ أوائل العام نتيجة تدهور الوضع السياسي والأمني وانعكاس الأوضاع المضطربة في سوريا على لبنان، ازاداد الأمر تفاقماً مع الغاء حجوزات وصلت الى 30 في المئة حتى يوم أمس، فيما هرع الكثيرون من السياح والمغتربين الى حزم حقائبهم والغاء اقامتهم في لبنان، خشية تدهور الأوضاع أكثر، مع فقدان أي بصيص أمل بمعالجة المخطوفين سواء اللبنانيين في سوريا أو السوريين في لبنان.
والوضع السياحي ليس على ما يرام منذ مطلع العام الجاري، وهو الذي يشكو من الأصل تراجعا على مستوى الإشغال الفندقي (من 37 الى 42 في المئة) على مستوى بيروت وجبل لبنان، فيما هي شبه معدومة في المناطق، وكذلك فإن تراجع الايرادات المالية للسياحة قد تراجعت بنسبة لا تقل عن إيرادات القطاع أربعة مليارات ونصف مليار دولار هذه السنة.
وقال نقيب أصحاب مكاتب السفر والتذاكر جان عبّود، إنّ عمليات الاختطاف للسوريين في لبنان التي حصلت خلال اليومين الماضيين، أثارت حالا من الذعر والهلع في أوساط السيّاح، وأدت الى تراجع في السوق وكذلك الى الى مزيد من التدهور في القطاع الفندقي. وتخوّف من تفاقم الممارسات الميدانية التي سجلت في الساعات الأخيرة، محذراً من كارثة اقتصادية وسياحية في حال تطورت الامور إلى الأسوأ. وقال الممارسات الأخيرة تركت أثراً بالغاً في عمق الحركة السياحية في البلد، وخلقت تراجعاً في ملاءة حجوزات الطيران بنسبة 80 في المئة. وكلما استمرت هذه الممارسات على الأرض زادت نسبة التراجع المذكورة، فهي ولدت أيضاً ذعراً لدى الموجودين في لبنان من مغتربين ولبنانيين يعملون في الخارج، خوفاً من تفاقم الأمور، وبالتالي تردّدوا في تمضية عطلة العيد في لبنان والتي تراوحت بين 20 يوماً وشهر، ويحاولون مغادرة لبنان اليوم قبل الغد، هذه الصورة ليست دليل صحة على الإطلاق.
ولفت إلى أن تهديد الرعايا الأجانب شكّل عاملاً سلبياً مميتاً للقطاع السياحي عموماً وقطاع مكاتب السياحة والسفر خصوصاً. وقال فعلياً لم يكن هناك من رعايا عرب في لبنان، إنما الممارسات الأخيرة عززت عدم مجيئهم أكثر وأكثر إلى لبنان، والكلام عن قدوم طائرات سعودية لإجلاء رعايا المملكة من لبنان هو مجرد شعار سياسي. وفي حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه فستتفاقم الامور أكثر بالطبع. وأبدى عبود تخوّفه من استمرار الوضع على هذا النحو، وقال إن المغترب الذي يمضي عطلته في لبنان والذي يعوّل عليه لتحريك العجلة الإقتصادية في البلد، لم يعد يرغب في تمضية إجازته كاملة بل يغادر قبل انتهائها، هذا الواقع مميت للوضع السياحي.
وعادت أمس حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، تسير بشكل طبيعي وعادي وذلك بعد أن فتحت طريق المطار فجر أمس، وتشهد حركة الاقلاع والهبوط في المطار حركة عادية. وعلم أن شركة اير فرانس ستعاود رحلاتها بشكل طبيعي بدءا من بعد ظهر أمس بعد ان كانت قد حولت احدى رحلاتها مساء امس الى لارنكا بدلا من عمان وكانت آتية من باريس. أما بالنسبة للرحلات الى المملكة العربية السعودية فإن شركة طيران الشرق الاوسط قد وضعت رحلات اضافية عدة الى كل من جدة والرياض والدمام لنقل من يرغب من الركاب والمسافرين بالمغادرة. كما ان الخطوط السعودية تقوم برحلاتها العادية، فيما باقي شركات الطيران الوطنية والعربية والاجنية تسير رحلاتها من والى المطار بشكل عادي وطبيعي.
الغاء حجوزات وخسائر
وقال عدد من أصحاب المكاتب إن عملية الغاء الحجوزات قد بدأت فعلياً منذ الاول من امس، ولا سيما لتلك الرحلات السياحية الى الخارج.
وقال عبود خلال اتصال هاتفي تراجعت نسبة الحجوزات الفندقية فوراً نحو 10 في المئة، فيما تراجعت نحو 8 في المئة في سوق قطع التذاكر (أي الغاء حجوزات) مع الأنباء القاتمة من لبنان، وأضاف الآن هناك عملية سريعة للسياح والمغتربين للتعجيل في سفرهم، وتقديم موعد سفرهم الى الخارج، خشية تفاقم الأوضاع، وقطع طريق المطار، وهو بالطبع ليس مؤشراً ايجابياً أبداً.
وأشار الى أن الضربة الأهم في هذه العملية هي للطيران بالنسبة للسياحة الصادرة خلال موسم الأعياد الى تركيا، أي ما بين 20 و23 الشهر الجاري، هناك حالة هلع وخوف وقد بدأت التلفونات تأتي للاطمئنان حول امكان القيام بهذه الرحلات القصيرة أو الغائها، وهناك من يلغي وبالطبع هذا الوضع يقلص من حجم الملاءة للمكاتب. وأمل عبود أن تمر هذه الغيمة سريعاً وان يعم الأمن والسلام الى لبنان سريعاً.
ومن جهته، قال الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي، ما حدث بالامس من قطع للطرق ومنها طريق المطار تحديداً، ومن خطف للسوريين يشكل ضربة قاضية للاقتصاد اللبناني، وإذا تكلمنا عن القطاع السياحي فلا شك أن ذلك وجه ضربة مميتة له، خصوصاً وأن الغاء الحجوزات قد أنهك القطاع.
وأشار الى أن الأجانب من الأصل لم يأتوا وكان هناك تخوف بالنسبة للسياح العرب والمغتربين بسبب الأوضاع المتردية، وقطع طريق المطار ليس ضربة سياسية بل ضربة للاقتصاد خصوصاً وانها تكررت مرات عدة خلال العام الجاري، وما جرى بالأمس قضى على ما تبقى من آمال بالنسبة للمعنيين بالموضوع السياحي، فالنسبة لهم كانت فترة الأعياد من الممكن أن تشكل رافعة ولو بسيطة لما تعرض له القطاع خلال النصف الأول من العام الجاري، للأسف منينا بضربة أكبر. وقال إنّ الحل بالنسبة للمواضيع المطروحة تكمن في الاطار السياسي والدبلوماسي وما يحصل لا يخدم الاقتصاد نهائياً.
وأعرب عن امتعاض كبير لما يحصل، وقال معلوماتنا تفيد أن الاماراتيين الذين يريدون التوجه الى لبنان منعوا من التوجه الى بلدنا خشية عليهم، حتى ولو كان السفر على عاتقهم الشخصي، وحتى السوريون المرتاحون لم يعد بمقدروهم المجيء براً بسبب ما حصل وامكان توقيف البعض منهم وبالتالي فإن لبنان يخسر كونه لم يعد وجهة سياحية مرغوبة.
وقالت ألينار عبد القادر وهي صاحبة مكتب (ألينور ترافل)، إن الاتصالات بلغت ذروتها اليوم لإغاء الحجوزات السياحية الى خارج لبنان، وكنا نعاني من الأساس ألا مجيء للسياح الى لبنان، الآن المشهد مختلف بلغت نسبة الالغاء نحو 30 في المئة لكل مكاتب السفريات، وربما تزيد في حال لم تشهد الأوضاع انفراجاً. وأوضحت ألينار أنّ الخسارة وقعت على المسافرين والمكاتب خصوصاً، وأن الالغاء لم يحصل قبل أسبوعين بل في اللحظات الأخيرة من مواعيد السفر، وقالت إن الفنادق في مثل هذه الحالة تحمّل المسافر دفع أول ليلة حجز وهي مرتفعة خصوصاً وأننا في موسم اعياد بالنسبة لولئك الذين ينوون السفر الى البلاد الواقعة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك مكاتب السفر التي لم تعد تبيع، موضحة أن المسافرين بدأوا يتحسبون لما ستؤول اليه الأوضاع في لبنان.
الفنادق الى الوراء در
وشهد أداء القطاع الفندقي تراجعاً، خلال حزيران (يونيو) الماضي، وقد سجّلت بيروت إنخفاضاً في معدّل إشغال الفنادق بنسبة في المئة، على صعيد سنوي خلال حزيران حيث وصلت نسبة الإشغال إلى في المئة، مقارنةً مع في المئة، في شهر حزيران من العام المنصرم.
وقد تراجع متوّسط تعرفة الغرفة من دولاراً في حزيران من العام إلى دولارين في حزيران من العام الجاري، في حين إنخفضت الإيرادات المحقّقة عن كل غرفة متوافرة بنسبة في المئة إلى دولاراً. وعلى صعيد تراكمي، سجّلت بيروت ثالث أعلى نسبة إرتفاع سنوي ( في المئة) بين عواصم منطقة الشرق الأوسط في متوسّط نسبة إشغال الفنادق والذي بلغ في المئة، مع نهاية النصف الأوّل من العام ، لتحظى بذلك مدينة بيروت على رابع أعلى نسبة إشغال فنادق بين عواصم المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، شهدت مدينة بيروت إستقراراً في متوّسط تعرفة الغرفة على مستوى دولارات بالإضافة إلى تسجيلها لإرتفاع بنسبة بالمئة في الإيرادات المحقّقة عن كل غرفة متوافرة إلى دولاراً.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00