8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

شو صعبة الرجعة عَ لبنان.. العرب يحجمون والأجانب يخشون الأوضاع

قبل نحو السنتين، كان اللبنانيون يسمعون بكلمة الصيف الواعد، أمّا اليوم، فيبدو أن طغيان الهم السياسي والأمني، هو عنوان المرحلة.
مصدر كبير معنيٌ بأمر السياحة يتساءل كيف يمكن السؤال عن السياحة، في ظل أوضاع يُخشى فيها على الاقتصاد اللبناني ككل. لا مطار ولا من يحزنون.. بل الأوضاع الى مزيد من التدهور، خصوصاً وأنّ الأوضاع الإقليمية ولا سيما في سوريا ترخي بكل ثقلها على الشارع، مضافاً إليها الخطابات السياسية المتشنجة والحوادث الأمنية المتفرقة والمتنقلة من شارع الى شارع.
رغم أنّ شهر رمضان يفرض بصماته على المطاعم والملاهي والمقاهي، بيد أنّ الحركة ما بعد الإفطار لا تزال قليلة، وتغيب عن وجه السياحة النكهة العربية التي كان لبنان مركزاً لاستقطابها، لكن تطورات الوضع في سوريا ومن ثمّ التهديدات التي وجهت للعرب، لم تبقِ ولم تذر منهم أحداً، اللهم إلا باستثناء النازحين السوريين الذي اضطروا لإشغالات فندقية ولا يمكن احتسابها في خانة السياحة.
والى الآن، لم تعد دول الخليج النظر في قرار الطلب من رعاياها عدم السفر إلى لبنان، وهو بالطبع ساهم الى حدٍ كبير في تفاقم الوضع السياحي. وقد ترجم في تراجع عدد الوافدين من الدول العربية، إذ سجلوا في حزيران الماضي 42،015 مقارنة مع 54،140 وافداً مسجلين في حزيران 2011.
وقد بلغ عدد الوافدين عموما في حزيران نحو 157،361 سائحاً، متراجعاً بنسبة 11 في المئة مسجلة في حزيران 2011، حيث سجل مجيء 177،916 سائحاً.
وبلغ عدد الوافدين للأشهر الستة الأولى من العام 2012 نحو 713،9 أي بنسبة تراجع بلغت 7،79 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2011 حين سجلت مجيء 774،214 سائحاً. وتزداد نسبة التراجع لتصل الى 25،94 في المئة بالمقارنة مع الفترة نفسها خلال العام 2010 حين سجل مجيء نحو 964،067 زائراً.
على أنّ الوضع السوري الذي أرخى بظلاله على القطاع السياحي، بالاضافة الى الحظر الذي مارسته الدول الخليجية، ليست الأسباب الوحيدة لهذا التدهور السياحي. فالأوضاع الأمنية المتنقلة بين المناطق والخطاب السياسي المتشنج، هو مثار قلق لدي السيّاح، ذلك أنّ الاستقرار هو ما ينشده هؤلاء والى الآن لا يبدو أنّ لبنان بلداً مستقراً، ويأتي قرار الولايات المتحدة بتحذير رعاياها من هجمات إرهابية ليزيد عامل الخوف من السياح، خصوصاً مع العقوبات التي طالت حزب الله.
وتأثّر الاقتصاد اللبناني ككل وليس قطاع السياحة فحسب، من جراء التطورات الاقليمية والمحلية. ورغم أن نسب الاشغال في بيروت تراوح بين 60 و70 في المئة، فإن التراجع واضح جداً على صعيد عدد الوافدين، منذ بداية العام الجاري:
فكانون الثاني سجل تراجعاً بنسبة 2،15 في المئة مقارنة كانون الثاني 2011. ففي كانون الثاني الماضي بلغ عدد الوافدين 95,8 ألف زائر مقارنة مع 97,9 ألفاً مسجلين في كانون الثاني 2011. وفي شباط بلغت نسبة التراجع 8,87 في المئة، فخلال هذا الشهر بلغ عدد الوافدين 97,5 زائراً مقارنة مع 107 آلاف مسجلة في شباط 2011، أما في آذار الماضي فقد سجل تراجع كبير بلغت نسبته 11,22 في المئة مع مجيء 1204 زائرين مقارنة مع 1356 زائراً أمّوا لبنان في آذار 2011. أما في نيسان فقد بلغت نسبة التراجع 8,7 في المئة مع مجيء نحو 123 ألف سائح مقارنة مع 134،8 ألف سائح جاؤوا الى لبنان في نيسان 2011، أما في أيار الماضي فنسبة التراجع فهي 0,88 في المئة. فقد جاء الى لبنان نحو 119,6 الف سائح مقارنة مع 120،7 ألفاً أموا لبنان خلال الشهر نفسه من العام 2011. وبالتالي، فإن عدد الوافدين خلال النصف الأول من العام الجاري تراجع بنسبة 7،7 في المئة مع تسجيل نحو713919 زائراً الى لبنان فيما بلغ عددهم خلال النصف الأول من العام 2011 نحو 774214 سائحاً.
وفي الربع الأول من العام الجاري، سجل أيضاً تراجع بلغت نسبته نحو 30 في المئة بسبب إحجام السياح العرب عن زيارة لبنان وكذلك المغتربون اللبنانيون.
وتراجعت حركة السياحة البحرية 70 في المئة، وقال الامين العام للنقابات السياحية البحرية جان بيروتي، إن الأوضاع السياسية مضافاً اليها شهر رمضان هي السبب في تراجع هذا النوع من السياحة وقال إنها لا تزال دون الـ30 في المئة عن العام الماضي. ودعا المعنيين بالقطاع الى البحث عن أسواق سياحية جديدة فلا العرب يأتون خلال الشهر المبارك وكذلك الأجانب يخافون مما يحصل اليوم. ورمضان سيكون ضيفاً على موسم الصيف مدة 5 سنوات.... على السياسيين توقيف الخطاب السياسي المتشنج وعلى الدولة أن تأتي بسياح من دول جديدة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00