26 حزيران 2020 | 23:27

تكنولوجيا

اكتشاف كوكبين شبيهين بالأرض ‏

اكتشف علماء الفلك كوكبين شبيهين بالأرض لكنهما يفوقانها حجما، ويدوران حول نجم يبعد 11 ‏سنة ضوئية فقط عن الشمس، وفقا لدراسة جديدة نشرت في دورية العلوم الخميس.‏

وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن قرب هذا النظام الكوكبي المثير للاهتمام والقريب من ‏المجموعة الشمسية يمكن دراسته بشكل أكبر في المستقبل.‏

ووفقا للباحثين، من المحتمل وجود كوكب ثالث يدور بعيدا قليلا عن النجم الذي يسمى بـ "غليز ‏‏887" وهو نجم قزم أحمر خافت يبلغ حجمه نصف كتلة الشمس تقريبا.‏

ونظرا لقربه، فهو ألمع قزم أحمر في السماء، إضافة إلى أنه واحد من أقرب النجوم إلى ‏المجموعة الشمسية.‏

ورصد فريق من علماء الفلك ممن يعملون في مشروع يسمى "النقاط الحمراء"، والذي يحاول ‏العثور على كواكب أرضية خارجية أقرب إلى شمسنا، حركة النجم عبر المرصد الفلكي الجنوبي ‏الأوروبي في تشيلي كل ليلة لمدة ثلاثة أشهر.‏

واكتشف الفريق العلمي الكوكبين الفائقين اللذين يدوران حول النجم غليز 887 عبر تقنية تسمى ‏‏"الطيف هاربز" ذات السرعة الشعاعية العالية الدقة.‏

وتمكّن تقنية الطيف هاربز من الكشف عن الأجرام السماوية باستخدام تقنية أخرى تسمى "تمايل ‏دوبلر" أو طريقة السرعة الشعاعية.‏

ويحدث هذا التمايل عندما يتحرك النجم ذهابا وإيابا على شكل تذبذبات صغيرة بسبب سحبه بقوة ‏الجاذبية من قبل الكواكب التي تدور حوله.‏

وأطلق علماء الفلك على الكوكبين اللذين تم اكتشافهما حول النجم غليز 887‏b‏ وغليز 887‏c‏. ‏ويكمل الكوكب الأول مدارا واحدا حول النجم كل 9.3 أيام أرضية، بينما يستغرق الكوكب الثاني ‏‏21.8 يوما أرضيا لإكمال مدار واحد.‏

كما اكتشف العلماء إشارة أبعد من ذلك يمكن أن تتوافق مع إشارة لكوكب آخر يستغرق 50 يوما ‏أرضيا لإكمال دورانه حول النجم.‏

يذكر أنه هذه الكواكب تسمى بـ"الأرض الفائقة" نظرا لأن حجمها أكبر من الأرض ولكنها أصغر ‏من الكواكب الأخرى مثل أورانوس ونبتون، وتقع في مدار فلكي صالح للسكن، وهو المدار الذي ‏يمكن فيه للكواكب الأرضية دعم وجود المياه السائلة على سطحها.‏

وبما أن النجم غليز 887 أكثر برودة من شمسنا، فإن منطقته الصالحة للسكن أقرب بكثير في ‏المدى إلى النجم - مما يعني أن الكواكب التي تدور حوله بشكل قريب يحتمل أن تكون أيضا ‏ضمن هذا النطاق.‏

ومع ذلك، فإن الأرضين الخارقتين قريبتان قليلا إلى النجم، مما يعني أنهما حارتان للغاية ولا ‏تستطيعان الاحتفاظ بالماء بشكله السائل.‏

كما أن الكوكبين يتلقيان طاقة من النجم تبلغ ما بين 2.5 و8 مرات أكثر مما تتلقاه الأرض من ‏الشمس.‏

لكن الكوكب الثالث المحتمل، الذي يمكن أن يكون أيضا أرضا فائقة، يمكن أنه يدور في منطقة ‏النجم الصالحة للسكن.‏

وقالت ساندرا جيفرز، المؤلفة الرئيسية للدراسة والمحاضرة في معهد الفيزياء الفلكية في جامعة ‏غوتنغن في ألمانيا، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى شبكة "سي إن إن": "النجم غليز 887 هو ‏أفضل نجم يقع على مقربة من الشمس لأنه نجم هادئ بشكل غير عادي، فهو ليس كالنجوم ‏المعتمة ولا تحدث فيه انفجارات نشطة مثل تلك التي نراها على الشمس".‏

ولو كان النجم نشطا مثل شمسنا، فإن رياحه النجمية ستتآكل وتكتسح الغلاف الجوي للكواكب ‏التي تدور حوله.‏

ويعتقد الباحثون أنه بما أن النجم هادئ، فإن من الممكن أن تحتفظ الكواكب المحيطة به بطبيعة ‏أجوائها. وقد يكون لديها أجواء أكثر سمكا من الغلاف الجوي للأرض.‏

ويقول أستاذ علم الفلك في قسم علم الفلك والفيزياء النظرية في جامعة لوند في السويد، ميلفين ‏ديفيز: "إذا كان لشخص ما أن يعيش في كوكب حول قزم أحمر، فمن الأفضل أن يختار نجما ‏أكثر هدوء مثل نجم غليز 887".‏

كما أن سطوع النجم ثابت للغاية، مما يعني أنه قد يكون من الأسهل اكتشاف الغلاف الجوي ‏المحتمل لهذه الكواكب، وأن تصبح أهدافا مثالية للبحث في البعثات الفضائية القادمة عبر تلسكوب ‏جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا.‏

ويمكن للتلسكوب، الذي من المتوقع إطلاقه في العام المقبل، أن يخترق الغلاف الجوي للكواكب ‏الخارجية ويساعد على توصيف تكويناتها.‏

وتقول جيفرز: "سيتمكن العلماء من خلال دراسة أجواء هذه الكواكب من فهم ما إذا كانت ‏الظروف صالحة للحياة على تلك الكواكب".‏

يذكر أن الفريق العلمي الذي يعمل في مشروع النقاط الحمراء كان قد عثر على كواكب خارجية ‏أخرى قريبة من شمسنا، مثل الكواكب التي تدور حول نجم بروكسيما سنتوري ونجم بارنارد.‏

وتساعد دراسة هذه الكواكب الخارجية القريبة على معرفة المزيد عن تكوين وتطور النجوم ‏والكواكب، فضلا عن البحث عن الحياة خارج الأرض.‏

وتحاول جيفرز وفريقها العلمي في المستقبل مراقبة النجم غليز 887 لتحديد ما إذا كانت الإشارة ‏الثالثة هي لكوكب آخر يدور حول النجم.‏

وكتب ديفيز: "إذا أكدت عمليات الرصد الأخرى وجود الكوكب الثالث في المنطقة الصالحة ‏للسكن، فسيصبح النجم القزم غليز 887 من أكثر النظم الكوكبية المجاورة للمجموعة الشمسية ‏التي تمت دراستها بشكل مكثف".‏


سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

26 حزيران 2020 23:27