8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تراجع عدد الوافدين 20,3% الى 134,8 ألف سائح في نيسان

تغط السياحة اللبنانية في سبات عميق، منذ انقلاب الأكثرية الجديدة على حكومة الرئيس سعد الحريري، وانعدام القدرة لهذه القوى على تشكيل حكومة جديدة، مضافاً اليها مجموعة من الوقائع الأمنية الداخلية، كان آخرها استهداف القوات الدولية في الجنوب اليونيفيل، فيما بقيت قضية الأستونيين الـ7 لغزاً الى اليوم، إلا أنه ليس كذلك خارجياً، وهو أنّ لبنان بات بلداً مكشوفاً أمنياً، وهو ما من شأنه حجب الثقة عن لبنان سياحياً.
ولأن الوضع الداخلي تتلاعب فيه الأنواء السياسية، فإن المقلق أيضاً هو أن وضع الشرق الأوسط برمته، يشبه برميل البارود القابل للانفجار في أي لحظة، وخصوصاً أن شظاياه بدأت تصيب الخاصرة اللبنانية، مع تفجر الوضع الأمني في سوريا، وهو ما يقلق المعنيين بالشأن الاقتصادي عموماً وبالسياحي خصوصاً، فالانحدار في أعداد السياح مؤشر له دلالته على سوء الأوضاع في البلد ومن الخطر الذي يحدق بالمؤسسات السياحية.
إذاً، تراجعت السياحة 20،39% في نيسان (أبريل) بالمقارنة مع الشهر المماثل من العام 2010، ففي نيسان الماضي بلغ عدد الوافدين 134،864 سائحاً مقابل 169،411 سائحاً في نيسان 2010.
ومنذ بداية العام تسجل أعداد الوافدين تراجعاً، ففي كانون الثاني (يناير) بلغت نسبة التراجع 7،63%، مع وصول عدد السياح الى 97،921 سائحاً مقابل 106،005 في كانون الثاني 2010، وفي شباط (فبراير) 16،63% مع تراجع عدد السياح الى 107،058 سائحاً مقابل 128،796 سائحاً في شباط 2010، وفي آذار (مارس) 14،34% مع وصول العدد الى 135،691 سائحاً مقابل 158،411 سائحاً في آذار 2010، إلا أن ذروة هذا التراجع في نيسان لا يختلف اثنان على قراءتها سياسياً أكثر منها سياحياً، على رغم فشل خطة وزير السياحة المستقيل فادي عبود من تحقيق أهدافها.
في العام 2010 دخل نحو 2،167،989 سائحا يقابلها اليوم 475،534 سائحا في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، أي بتراجع نسبته 78،07%، اما التراجع على مستوى الأشهر الأربعة 15،5%، ففي الأشهر الأربعة الأولى من 2010 أمّ لبنان 562،623 سائحاً بزيادة 87،1 سائح عن مثيلتها من العام الجاري.
ففي الاطار الرؤيوي للخطة، التي تهدف الى خلق صناعة سياحية متطورة، مستدامة، مسؤولة وتنافسية تمتد على فصول السنة كافةً وعلى جميع المناطق اللبنانية في إطار الإنماء المتوازن، وبالتالي تفعيل مساهمة القطاع السياحي في تحريك عجلة الإقتصاد الوطني، لم تحقق الخطة هدفها، والسؤال هو أين سياحة الـ365 يوماً؟، فلا تزال بيروت تستقطب 85% من إجمالي الإنفاق السياحي حتى نهاية نيسان (أبريل)، ومنطقة المتن 11%، ثم كسروان 2% وبعبدا 1%.
تراجع نمو الانفاق السياحي 6%
إن العسر السياسي لن يقابله بالطبع يسر سياحي، وهو ما تترجمه أرقام الانفاق السياحي عن شهر نيسان (أبريل) الصادرة عن غلوبل بلو المعنية بالضريبة على القيمة المضافة من السياح والمتسوقين الأجانب، مع تراجع نمو الانفاق من سنة الى الآن، بنسبة 6%، وتراجع معها الانفاق بحسب دولة السكن: مصر 30%، السعودية 20%، الكويت 26%، قطر 16%، في حين أن دولاً سجلت نمواً ومنها: الولايات المتحدة 31%، نيجيريا 24%، فرنسا 11%، سوريا 5% والامارات العربية 1%.
على أن نمو الانفاق منذ سنة الى الآن، شهد تراجعاً بنسبة 35% في بعبدا، و25% في كسروان، وفي المتن 14%، ولم تسلم سوى العاصمة مع نسبة محققة على مستوى نمو الانفاق 4%.
وقال مصدر في وزارة السياحة إن وضع القطاع مقلق، مختصراً بذلك الغيمة السوداء التي تقبع فوق الأمكنة السياحية، حيث لم يعد السياح يزاحمون أهل البلد في المقاهي والمطاعم والأسواق، ولا في استئجار السيارات، وحتى الانفاق السياحي تراجع وبشكل دراماتيكي، وتدر السياحة نحو 9 مليارات دولار سنوياً، فالناس تسأل عن السياسة والوضع الأمني، لا السياحة!!.
يصف نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة النقيب جان عبود، المؤشرات السياحية بأنها غير ايجابية ارتكازاً على الوضع السياسي غير المستقر. وقال لا تزال الحجوزات غير مشجعة ورحلات الطيران لم تتغير، أي لا اتجاه نحو الزيادة كما هو المعهود في مثل هذه الأيام.
ويلفت عبود الى أن سوق التذاكر تراجع بما نسبته 1،5% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، فيما تراجع الاشغال الفندقي نحو 34%، وكذلك تراجع نشاط شركات تأجير السيارات 42%. وقال إن الوضع في الداخل اللبناني وكذلك الوضع في الدول المجاورة ولا سيما في سوريا، قد أثر كثيراً في السياح الوافدين من سوريا والأردن والبلدان المجاورة.
وقال عبود، إن العمل جارٍ اليوم من خلال Package Tour ، لحصول اي مقيم اجنبي في الخليج العربي ويملك اقامة هناك وبالتعاون مع الأمن العام للحصول على تأشيرة على المطار او دون الحصول على التأشيرة، وذلك لتمضية بضعة ايام في لبنان ضمن رحلة منظمة، ولفت الى أن عدد هؤلاء يزيد على 4 ملايين مقيم.
وأكد أن المحور الثاني، هو أيضاً وضع حزمة أو سلة من الحوافز التشجيعية، للسوق التركية التي فتحت الآن، لجذبهم الى الفنادق داخل وخارج بيروت.
السياحة البحرية الى الوراء در
أما موسم السياحة البحرية الصيفية، فقد تأخر عن موعده شهراً بأكمله، رغم استعداد أصحاب المؤسسات السياحية البالغ عددها 250 مؤسسة على طول الشاطئ اللبناني، وبلغت نسبة التراجع مقارنة مع العام المنصرم 80%. وقال نقيب أصحاب المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي، إن الوضع جداً متأزم لجملة من الأسباب، يأتي في طليعتها وضع الطقس المتقلب، فمنذ أول أيار (مايو) والمؤسسات مستعدة لاستقبال الزبائن، إلا أن أحداً لم يطرق أبوابها، وهي بذلك تكون قد تأخرت شهراً بأكمله، أما العامل الآخر، فهو العامل السياسي الذي لا يوفر للأجانب سياحة آمنة ومستقرة، كما أن الوضع الاقتصادي الضاغط على الناس في البلد جزء من المشكلة على المستوى الداخلي.
وإذ أمل أن يعي السياسيون خطورة الوضع، حذّر بيروتي من ان استمرار الركود السياحي من شأنه أن ينعكس على العاملين في القطاع، مع الخسائر التي سيتسبب بها هذا الركود، وهو ما يؤدي الى صرف العمال. إلا أن نقيب المنتجعات السياحية البحرية، طمأن الى أنه الى الآن لا عمليات صرف.
يبقى أن هواجس تملأ الشارع اللبناني، من تحول الخطاب السياسي المشدود الى واقع أمني مضطرب في الداخل، كما أن الشارع اللبناني مسكون بالخوف مما يجري على الحدود، فهذه وتلك تخيف السائح وتدفعه الى تغيير وجهته السياحية بعيداً من لبنان، وهو ما يحصل الآن!

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00