من أجل الشراكة والمحبة ومن أجل المستقلين تخوض قوى 14 آذار، معركة نقابة المهندسين في بيروت، لانتخاب نقيب و5 أعضاء لمجلس النقابة، اثنان منهم عن الفرعين الأول والسابع، وثلاثة منهم عن الهيئة العامة، ويرأس اللائحة المدعومة من هذه القوى عماد واكيم لمركز النقيب، ومن المقرر أن تضم لائحته ابراهيم طيارة وبيار جعارة، على أن تستكمل في اليومين المقبلين تسمية بقية الأعضاء، تمهيداً لإعلان اللائحة.
وإذا كان المشهد السياسي في البلد، منقسم عمودياً بين قوى 8 و14 آذار، وخصوصاً بعد انقلاب قوى 8 آذار على حكومة الوحدة الوطنية بزعامة الرئيس سعد الحريري، فإن القطاعات النقابية ليست بمنأى عن ذلك الانقسام، وهو ما يقرّ به كثير من المهندسين الذين سيشاركون في الانتخابت التي ستجري الأحد المقبل، وخصوصاً في الوقت الذي تبحث فيه قوى 8 آذار تحديداً عن مكاسب، تثبت فيه أنها متماهية مع واقع نقابي وقطاعي مماثل، يمكنها من خلاله القفز عن فشل هذه القوى بالتحديد من تشكيل حكومة، وبمعنىً آخر تغطية السماوات بالأبوات، فالمعادلة السياسية التي ركبتها هذه القوى، لم تستثنِ منها حسابات يمكنها إضفاء شرعية على الانقلاب، وهي في سبيل ذلك تنشط وبشكل دؤوب لتحقيق إنجازات على هذا المسار. على أن هذا المشهد يترجم نفسه مع تحوّل نقابة المهندسين في بيروت، الى خلية نحل، مع توافد المهندسين المسجلين في النقابة لسداد الاشتراكات، وحتى الآن بلغ عدد من سددوها نحو 27000 مهندس من أصل 37000 مهندس، وهذا يدل على أن معركة الأحد المقبل، ستكون نشطة وحامية، في ظل الاحتدام بين معسكري 8 و14 آذار. وتجنباً للانقسام الحاد داخل النقابة أعلن المرشح كمال سيوفي انسحابه من الترشح على مركز النقيب، مشيراً الى أن تقارباً كبيراً بين برامج المرشحين. فيما أعلن بشارة سماحة ترشحه كمستقل لهذا المركز.
وتوقع مراقبون ومتابعون لانتخابات النقابة في بيروت، أن تكون المعركة على المنخار، خصوصاً أنها تدور بين حجري رحى سياسية، وتنشط كلا الماكينتين التابعتين لقوى 8 و14 آذار، باتجاه المستقلين لجذبهم ودفعهم الى المشاركة، خصوصاً أنهم يشكلون نحو ثلث الذين سيشاركون في عملية الاقتراع.
وإذا كانت انتخابات 2008 قد أتت بنحو 12،200 مهندس مقترع، فإنه من المتوقع أن يصل العدد الى نحو 14000 مقترع، وذلك قياساً على أن انتخابات العام 2008 التي ترشح فيها النقيب علايلي وفاز فيها مدعوماً من قوى 14 آذار، مقابل لائحة 8 آذار وحلفائها برئاسة مصطفى فواز، واقترع فيها 12،214مهندساً من أصل 24،500 مهندس سددوا اشتراكاتهم، من مجموع المنتسبين الذين يقدر عددهم بأكثر من 36000 ألف. وقد دلت كثافة الحضور والاقتراع في تلك المرحلة على حجم الاعداد والتحضير من قبل طرفي المعركة، وهو ما ينسحب على الآفاق المتوقعة للمعركة الحالية.
ووصف ناشط في الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل، انتخابات الأحد بأنها عملية ديموقراطية بامتياز، ولا يمكن توصيفها بأنها ستكون معركة كسر عظم. وإذ أكد أن المعركة هدفها الحفاظ على النقابة ومن أجل المستقلين، قال إنها أيضاً هي معركة للحفاظ أيضاً على منجزات النقيب الحالي بلال علايلي، الذي استطاع أن يطور النقابة وخدماتها فضلاً عن أنه استطاع أن يأتي في المرة الماضية بـ5 أعضاء لمجلس النقابة بالتزكية. وأعرب الناشط عن ارتياحه للتحضيرات الجارية للانتخابات. منوهاً بكفاءة مرشحي قوى 14 آذار، وقال إن لديهم قاعدة كبيرة في أوساط المستقلين.
وقال مهندسون مستقلون، إن الاستقلالية لا تعني البعد السياسي، كما أنها لا تعني ورقة بيضاء، وسيكون اقتراعنا للمرشحين المؤهلين للحفاظ على النقابة ودورها، وتوقع هؤلاء ألا يكون هناك فارق كبير بين مرشحي 8 و14 آذار وقد لا يتعدى الـ200 صوت.
الوضع الميداني لانتخابات بيروت
يؤكد مرشح قوى 14 آذار لمنصب نقيب المهندسين في بيروت عماد واكيم، أنه مهما علا السقف السياسي في المعركة فسيظل الهاجس النقابي، هو الأهم لأن هذه المهنة هي مهنة كل مهندس وعلى الجميع التعاون لتنظيمها. موضحاً أن الفرق بين مهندسي قوى 8 آذار و14 آذار، هو طريقة العمل داخل النقابة من جهة والمواقف من الشؤون الوطنية من جهة أخرى. وشدد على ضرورة ترك الانتماءات الحزبية عند ابواب النقابة والعمل من اجل شؤون وشجون المهندسين ونقابتهم فقط.
وفي هذا الوقت، أعلن المرشح المستقل كمال سيوفي انسحابه من المعركة، وشدد في بيان انسحابه خلال مؤتمر صحافي عقده في نقابة المهندسين في بيروت أمس، أن المرشحين واكيم وبصيبص لديهما مواصفات المؤهلين لمركز النقيب. وقال إن هناك معايير لا بد منها للنقيب وهي: استقلالية القرار التي لا تعني ألا يكون النقيب حزبياً أو منتمياً لتجمع ما، وإنما أن يكون احتكامه للضمير وتحسين المهنة، وألا يكون قراره من خارج النقابة، وأن يكون عمله نقابياً لا سياسياً. وأشار الى ضرورة أن تكون لديه الخبرة النقابية علماً أن القانون لا ينص على ذلك، وأن يكون لديه أيضاً مستوى مهني بمعنى الممارسة، مشيداً في هذا الاطار بالنقيب علايلي.
ولفت الى أن السياسيين الذين التقاهم لم يكونوا ضد التوافق، إلا أنهم لم يعملوا عليه، وقال من الطبيعي أن يكون هناك مرشحون من 8 و14 آذار لأنهم يأتون من هذا المجتمع، ولكن يجب ألا ينعكس ذلك على الحياة النقابية أو تعطيلها، لافتاً الى أن المعركة الانتخابية ليست هدفي.
في غضون ذلك، عقدت هيئة المهندسين في حزب الوطنيين الأحرار، اجتماعا برئاسة المهندس جورج نعمان، وتم التداول في الانتخابات النقابية والترشيحات. وقررت الهيئة، في بيان، ترشيح المهندس بيار جعارة لعضوية مجلس نقابة المهندسين في بيروت، وذلك بعد اخذ موافقة رئيس الحزب والمجلس الأعلى.
الى ذلك، أكد الوزير سليم صايغ، خلال حفل عشاء لندوة المهندسين في الكتائب، أنه لا يكفي أن ترشح أحزاب 14 اذار مهندساً لمنصب النقابة، لأننا في زمن غير عادي، ونحن في حاجة الى رجال رجال يقفون في المواقع الحقيقية استنادا الى الثوابت والمبادئ التي ناضلنا من أجلها، ورأى ان الاصطفاف اليوم لم يعد كافياً لتحديد خياراتنا، لأنه أصبح في بعض الاحيان اصطفاف غريزي ولا يمكن أن نختار بين العقل واللا عقل أو بين التبعية والاستقلال، ان المعركة تخاض بعناوين كبيرة والمعارك النقابية باتت تأخذ أبعاداً كبيرة، والاوضاع في البلدان العربية بدأت تهتز، والشعوب تتحرر، وكل ذلك يثبت أكثر وأكثر أن مسيرتنا وخياراتنا كانت صحيحة، وهذه الخيارات باتت اليوم المثل لكل العرب ولكل العالم.
وأكد رئيس الندوة عبده ربيز أن الندوة تسعى الى تحسين الاداء النقابي عبر احترام الزميل المهندس وخصوصيته، عبر المشاركة الهادفة في كافة النشاط النقابي من خلال ممثيلها سواء في مجلس النقابة، أو في هيئة المندوبين، أو في مكاتب الفروع، أو في لجنة مراقبة الصندوق التقاعدي والمجلس التأديبي أو في مجلة المهندس.
تطور المسار الانتخابي شمالاً
وإذا كان هذا الأسبوع هو أسبوع المهندسين بامتياز، كون الانتخابات الأحد المقبل، غير محصورة في نقابة المهندسين في بيروت، فقد أعلن النقيب السابق عبد المنعم علم الدين المدعوم من قوى 8 آذار، لائحته لخوض انتخابات نقابة المهندسين في الشمال، معترفاً بحالة الاصطفاف والانقسام السياسي، الذي لم تشهده انتخابات النقابة من قبل.
وعرض علم الدين برنامجه الانتخابي، بحضور أعضاء اللائحة التي تحمل اسم اللائحة النقابية: وهم: بدوان جبور، هيثم عدره، ايلي ملحم وعثمان عدره .
وأمل علم الدين من جميع الفاعليات والقوى السياسية دعمها وقال تأتي انتخابات نقابة المهندسين هذا العام في ظل اصطفاف وانقسام سياسي لم تشهدهما النقابة من قبل، مضيفاً لقد بذلت قصارى جهدي في أن أكون مع زملائي في المجلس أمينا لمهنتي ومخلصا لنقابتي، ملتزما مصالح الجسم النقابي، بعيداً عن التزمت والفئوية وتصفية الحسابات الضيقة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.