8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

عدد الزائرين العرب يتراجع 40% حتى شباط

تبدو الاحصاءات السياحية للوافدين الى لبنان، منذ بداية العام الجاري، مخيفة الى حدٍ كبير في ما لو استمر مسارها انحداراً، بمقابل الصعود اللافت للخطاب السياسي لقوى 8 آذار، والذي بلغ سيل الشتائم والسباب والتهديد والتوعيد فيه الزبى، مترافقاً مع أزمة ولادة الحكومة العتيدة، التي يتوقع أن يكون مخاضها عسيراً وأنها لن تبصر النور في القريب العاجل، وهو ما يدشن حالة من اللاستقرار السياسي الداخلي، بدأت انعكاساتها السلبية تظهر على المشهد الاقتصادي، مع تراجع النمو الاقتصادي وتضخم الأسعار وتراجع القدرة الشرائية والجمود العقاري وأخيراً لا آخرا السياحة، خصوصاً وأن الأخيرة تقوم على مبدأ الثقة والاستقرار، وهو غير موضوع في الخدمة....الآن.
وإذا كانت حركة الإشغال الفندقي ولا سيما في بيروت لا تقفز فوق 40% اليوم، فإنها لم تتخطَّ 33% في شباط (فبراير) الماضي، وفي المناطق عند مستويات صفرية، بسبب الأزمة اللبنانية وانعدام أي مخرج حتى اللحظة لها، خصوصاً مع إضافة سبب آخر لتراجع السياحة الوافدة، ولا سيما خلال شباط (فبراير) 16،87%، وهو بدء الانتفاضات وحركات الاحتجاج في بعض الدول العربية، لكن تأثيرها يعم كل المنطقة العربية دون استثناء. وتفصح الأرقام وهي الأبلغ تعبيراً عن تراجع السياحة العربية الوافدة الى لبنان نحو 40%، وهذا من شأنه أن يعيد حسابات كثيرة، في طليعتها المداخيل المتأتية من هذا القطاع، والتي وصلت في نهاية 2010 الى نحو 10 مليارات دولار، لتتراجع بنسبة 55% منذ بداية العام الجاري، ففي لبنان يبلغ عدد الغرف الفندقية نحو 21 ألف غرفة، تستحوذ فنادق 5 نجوم على 1500 غرفة منها، ويبلغ السعر الوسطي للغرفة ما بين 180 الى 500 دولار لليلة الواحدة، ويمثل القطاع السياحي نحو 11% من الدخل القومي للبنان.
الأشقر: هدم تدرجي للاقتصاد
يصف نقيب أصحاب الفنادق ورئيس اتحادات النقابات السياحية بيار الأشقر، الوضع السياسي في لبنان الآن، بأنه لا يهدم السياحة فقط بل الاقتصاد، والمصارف والعقار وغيرها، محذراً من النبرة العالية للخطاب السياسي التي لا تخدم لبنان بالمطلق ولا 500 ألف عامل في دول الخليج العربية. وسأل لماذا نؤيد الثورة في البحرين، فعندما نزلنا الى ساحة الحرية أكثر من مليون ونصف من اللبنانيين لم يتظاهر بحريني واحد لأجلنا.
وأعرب عن مخاوفه من هجوم بعض الساسة اللبنانيين على الأنظمة العربية، التي ستؤثر سلباً في لبنان. وقال إن لبنان يعتمد على السياحة البينية بينه وبين الدول العربية ومن ثم السياح الأجانب كما هو الحال في أوروبا، ومن يهدد ويتوعد هذه الأنظمة عليه أن يؤمن وظائف لـ500 ألف لبناني في دول الخليج، أين الخطاب السياسي من الخطة الاقتصادية لانقاذ لبنان؟.
وأكد الأشقر أن كرامة الانسان وحريته هي في أن يعيش دون عوز، ولا يجوز اختصار الكرامة الانسانية بالموت. وأشار الى أن تراكم المشكلات السياسية بدءاً من الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري وعدم القدرة على تشكيل حكومة أخرى وارتفاع حدة الخطاب والحدث الأمني الأبرز اختطاف الاستونيين وسياسة التهويل ستنعكس سلباً.
وأوضح أن القطاع السياحي الذي يضم 135 ألف عامل، يعاني من وضع سيئ جداً، فبعض المؤسسات بدأت بتوجيه انذارات للعاملين لديها، إذ ستبدأ عمليات الصرف بدءاً من الشهر المقبل، في ما لو ظل البلد من دون حكومة ومن دون مجيء السياح، فالمعاشات بالنسبة للعمال تكاد تكفي لنهاية الشهر الجاري.
ويعتبر نقيب وكلاء مكاتب السفر والسياحة في لبنان جان عبود، أن حركة السياحة باتت خجولة جداً منذ بداية العام الجاري، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، رغم تحسن سوق التذاكر بنسبة 40% بدءاً من أول آذار (مارس) ولغاية 15 منه، إلا أن حركة سوق التذاكر شهدت تراجعاً يقارب 50% في شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)، ويوضح أن ذلك يعبر بوضوح عن تأثير الوضع السياسي في السياحة، سواء في لبنان أو خارجه.
واعتبر أن قرار دولة البحرين بحظر السفر من والى لبنان، يتسم بشقين تجاري وسياسي، فالبداية كانت تجارية مع بدء الأزمة السياسية والاضطرابات في البحرين، وهو ما أدى الى حركة ضعيفة ذهاباً وإياباً بين البلدين، وهو ما دفع السطات البحرينية الى التخفيف بداية من الرحلات، ثم أتى الموضوع السياسي الذي ألغى الرحلات، وهو ما من شأنه أن يؤدي الى تأثير سلبي على وكلاء الطيران البحريني في البلد، إذ إن استمرار الحظر سيؤدي الى اقفال مكاتب شركات هذا الطيران.
إلا أن عبود وعلى الرغم من الصورة الضبابية يرى أن الاستقرار من شأنه أن يبدد قتامة المشهد، ويلفت الى أن استمرار الحظر لن يستمر طويلاً، لافتاً الى أن خطف الأستونيين يعيد الى الذاكرة الصورة المتشائمة تجاه لبنان من قبل السياح.
على أن وزارة السياحة التي تبذل جهوداً مضاعفة في تسويق لبنان سياحياً الحنين الى لبنان، على قناتي CNN وbbc العالميتين، لتغير الرأي العام الغربي تجاه لبنان، فإن نتائجها قد لا تكون كما يشتهي المعنيون والغيورون في الوزارة، فيكفي تصريح واحد للوزير السابق وئام وهاب والرد عليه، لمحو الصورة الجميلة عن بلدنا، تكفي تصريحات الويل والثبور وعظائم الأمور، لتفكيك الانطباع الجميل عن بلدنا.
فلا يكفي وزارة السياحة أن توزع ما قالته صحيفة الاندبندنت البريطانية، من أن بيروت تبدو بعيدة كل البعد عن منطقة الشرق الأوسط التي تحتل اخبارها كافة الصحف، فخطف الأستونيين، الذي تصدر الصحف المحلية والعالمية، كفيل بإبعاد كل السياح الأوروبيين عن لبنان حين يصبح بلدنا بؤرة للإرهاب، في ظل دولة لا تملك حكومة منذ شهرين ومجلس نواب منقسم على نفسه، فاللبنانيون يعرفون ذلك وعلى رأسهم وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال فادي عبود.
ومن المهم ألا تصبح الشعارات السياحية غوغائية على وقع الترنح السياسي والأمني، الذي يشهده البلد، فالانفاق السياحي مثلاً لم يشهد نمواً أكثر من 1% كما تبين المقارنة بين شباط2011 وشباط 2010، وهو ما يطرح سؤالاً عما إذا كان لبنان لا زال وجهة سياحية مميزة.
قراءة رقمية لشباط
بلغ عدد الوافدين في شباط الماضي 107،058 آلاف سائح، متراجعاً بنسبة 16،87% عن شباط 2010، وبلغت نسبة تراجع عدد الوافدين العرب الذين بلغ عددهم 38،581 نحو 39،76% مقارنة مع شباط 2010، فيما تقدم عدد الوافدين من الدول الأوروبية فبلغ 30،614 ألف زائر مقابل 28،8 ألف زائر.
ويأتي الوافدون العرب في المرتبة الأولى، وهم بالتفصيل الأردنيون 11،2 ألف زائر، العراقيون 7،3 آلاف زائر، والسعوديون 5،8 آلاف زائر. أما الوافدون من الدول الأوروبية فهم في المرتبة الثانية وهم بالتفصيل الفرنسيون 8،7 آلاف زائر، البريطانيون 3،6 آلاف زائر والألمان 2،9 ألفا زائر.
ويأتي الوافدون من قارة آسيا في المرتبة الثالثة حيث بلغ عددهم 21،5 ألف زائر، يليهم في المرتبة الرابعة الوافدون من قارة أميركا وعددعم 10،3 آلاف زائر.
أما عدد الوافدين في الشهرين الأول والثاني من 2011 فهو 204،979 آلاف زائر، مقابل 234،801 ألف زائر في الشهرين الأولين من العام 2010، و174،210 ألف زائر في الشهرين الأولين من 2009.
الانفاق السياحي يقترب من صفر%
وتظهر، أرقام الانفاق السياحي في شباط (فبراير) 2011، الصادر عن غلوبل بلو (غلوبل ريفند سابقا)، نمواً في هذا الانفاق نسبته 1% مقارنة مع نفس الشهر من العام 2010، إلا انه يلاحظ تراجع كبير في نمو المشتريات من سنة الى الآن وخصوصاً العائدة للدول الخليجية، ويلاحظ أيضاً تمركز الانفاق السياحي في بيروت إذ لا تزال تستحوذ على 84% من انفاق السياح. وتظهر الأرقام الآتي:
تطلعات حسب دولة السكن
1-توزع الانفاق حسب دولة السكن: الامارات 12%، الكويت 8%، مصر 6%، سوريا 8%، السعودية 18%، دول اخرى 48%.
2- نمو الانفاق من سنة الى الآن: سوريا 34%، مصر 28-%، السعودية 16%، الاردن 29-%، قطر 24-%، الكويت 7-%، الامارات 6-%، نيجيريا 50%، دول أخرى 11%.
الاحصاءات الآتية تعبر عن مشتريات السياح بعد خصم الضريبة المضافة، وتعطي صورة واضحة عن الميول الشرائية لهم، حيث تقدمت نسبة الشراء 5%.
3- نمو عدد معاملات الشراء (الريفند ) من سنة الى الآن: سوريا 18%، نيجيريا 45%، مصر 28-%، السعودية 22-%، الامارات 5-%، الكويت 35-%، الاردن 19-%، فرنسا 2%، قطر 27-%، الولايات المتحدة 18%، دول اخرى 5-%.
4-نمو معدل الانفاق من سنة الى الآن: قطر 4%، سوريا 14%، الولايات المتحدة 37%، فرنسا 12-%,السعودية 7%، الامارات 1-%، مصر 1%، الاردن 8-%، نيجيريا 4%، الكويت 43%، دول اخرى 7%.
تطلعات حسب الفئات :
1- توزيع الانفاق حسب الفئات: الموضة والثياب 69%، الساعات 11%، مستلزمات البيوت والحدائق 6%، العطور والتجميل 4%، الهدايا 2%، الالكترونيات 2%.
2- نمو الانفاق من سنة الى الآن: الالكترونيات 4%، الهدايا 32-%، الموضة والثياب 5%، الساعات 11-%، العطور والتجميل 11%، مستلزمات الحدائق والبيوت 2%، التجهيزات المنزلية 8-%، الهدايا 23-%.
تطلعات حسب المناطق:
1- توزع الانفاق من سنة الى الآن بحسب المناطق: بيروت 84%، بعبدا 1%، المتن 12%، كسروان 2%، مناطق التسوق 100%.
2- نمو الانفاق من سنة الى الآن: المتن 20-%، كسروان 22-%,بيروت 6%، بعبدا 32-%، مناطق التسوق 1%.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00