8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

عدد الوافدين يتراجع 7,6% في ك2 ودبي وجهة بديلة

لم تقتصر مفاعيل الانقلاب الذي قامت به قوى 8 آذار، على حكومة الرئيس سعد الحريري، على الأداء والنشاط الاقتصادي فحسب، وإنما لحق الضرر أيضاً بقطاع السياحة، الذي يعتبر واحداً من أهم المداخيل التي تحرص عليها الدولة، وبالأرقام يمكن الاستدلال على تدهور وضع القطاع السياحي، إذ تراجع عدد الوافدين الى لبنان في كانون الثاني (يناير) بنسبة 7،63% مقارنة مع الشهر المماثل من 2010، وتراجعت نسبة الإشغال الفندقي 50% منذ بداية العام الجاري الى اليوم، والتي بلغت نحو 32% أي أقل من نصف النسبة التي كان عليها الإشغال في مثل هذه الفترة من 2010، فيما تراجعت مبيعات سوق التذاكر والسفر 50% وأكثر...وأكثر من ذلك أن السياح الخليجيين يمموا وجوههم شطر دبي، وسوريا وغيرها من المناطق الآمنة.
والصورة الضبابية على الصعيد السياحي، لا تنفصل عن المشهد السياسي الضبابي أيضاً، إذ لا تزال عقدة التشكيل تواجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وهو ما يترك بصمات واضحة على الحياة الاقتصادية، التي لا يستقيم عودها إلا بالاستقرار، ولكن لا شيء الى الآن يقول بأن الأمور ذاهبة نحو طمأنة السياح، فمع البلاغ الذي أصدرته قبل شهر من اليوم المملكة العربية السعودية والذي حذرت فيه رعاياها من التوجه الى لبنان، يمكن ملاحظة تراجع عدد السياح الذين يؤمون لبنان وخصوصاً من دول الخيلج العربية، ففي كانون الثاني الماضي بلغ عدد الوافدين97،921 سائحاً، في حين أمّ لبنان خلال كانون الثاني 2010 نحو 106،005 سياح، وتراجع عدد الوفدين من الدول العربية فبلغ 35،652 زائر في كانون الثاني 2011 من 49،307 زائر أمّوا لبنان في كانون الثاني 2010، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يدل على تأثير تدهور الأوضاع السياسية الداخلية في المسار السياحي المرتبط بعملية الاستقرار، التي يمكن استثمارها على الصعيد الاقتصادي برمته ومن ضمنه القطاع السياحي، إذ أن السائح يأتي للاستجمام لا لتوتير أعصابه.
وبالإضافة لذلك، فقد أدت الأحداث السياسية في مصر وتونس والتوترات الحاصلة حالياً في لبنان، إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر المتجهة الى دبي وفنادقها بشكل لم يسبق له مثيل، متجاوزة حاجز 150% عن الأسعار التي كانت قبل بدء الأحداث، وارتفعت نسبة الإلغاء الجماعي لحجوزات الفنادق لمصر ولبنان.
ولم ينفِ رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، صحة هذه المعلومات، وقال إن مداخيل القطاع وكذلك نسبة الإشغال قد تراجعت بنسبة 50% منذ أول العام الجاري ولغاية اليوم، مقارنة مع المحقق في مثل هذه الفترة من العام الماضي.
ويذكر ان نسبة الإشغال الفندقي في 2010، بلغت نحو 71%، كما أن عدد السياح الذين جاؤوا الى لبنان بلغ مليونين و167 الفاً و989 سائحاً، بزيادة 17% عن العام 2009، و62% عن العام 2008، و113% عن العام 2007، و104% عن العام 2006.
وعزا الأشقر هذا التراجع الى مرحلة عدم الاستقرار السياسي التي تمر بها البلاد، والتخوف من ترجمة هذا الى حوادث أمنية. وقال إن التحذير الذي وجهته المملكة السعودية لرعاياها، قد أثر بشكل كبير في هذا المجال، على الرغم من التصريحات التي صدرت في أعقابه، لتخفيف آثاره، إلا أنه أثر وبشكل كبير لا سيما في عدد سياح دول منطقة الخليج العربية والتي تعطي ثقة كبيرة لما تقوله المملكة.
وأشار الأشقر الى أن مجموعات كبيرة من السعوديين وغيرهم من الخليجيين تحولت وجهتهم السياحية الحالية الى دبي، الأكثر أمناً. وقال إن هذا طبيعي في ظل الأجواء السياسية المشحونة في لبنان، وفي ظل الهواجس مما هو آتٍ، على صعيد صدور القرار الظني من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وكذلك فإن الأوضاع الاقليمية لا تزال ساخنة، وهو ما دفع بالسياح للتوجه نحو دبي، خصوصاً وأن العطلات يكون سائحوها إجمالاً من العائلات وليس سياحة رجال أعمال، إذ أن السياحة العائلية تتطلب استقراراً سياسياً وأمنياً، فالعائلة تكون موجودة بكل أفرادها ولا تستطيع أن تتحمل مخاطر كما هو الحال عندما تكون هناك مؤتمرات لرجال أعمال.
ونفى الأشقر أي علاقة للأسعار بتراجع السياح الى لبنان، وقال إن الأوضاع الخطرة لا تشجع السياح الى المجيء ولو صفّرنا الأسعار، فلا أحد مستعد أن يعرض عائلته للخطر.
ويبلغ عدد الغرف الفندقية في لبنان نحو 21 ألف غرفة، تستحوذ فنادق 5 نجوم على 1500 غرفة منها، ويبلغ السعر الوسطي للغرفة ما بين 180 الى 500 دولار لليلة الواحدة، ويمثل القطاع السياحي نحو 11% من الدخل القومي للبنان.
وحول هذا التراجع الحاصل على الصعيد السياحي، لم تشأ مصادر وزارة السياحة التعليق على الأوضاع. لكنها قالت إنها لا تزال بانتظار تعيين وزير للسياحة لمعرفة الى أين ستصل المسيرة السياحية؟.
إذاً، كل قطاعات الاقتصاد والانتاج في لبنان، تسبح في فلك السياسة، وهو ما يدفع جميع أطرافها الى المطالبة الدائمة والحثيثة، بالهدوء السياسي حتى تتمكن القطاعات من الاستمرار والتطوير، بل أكثر من ذلك لصياغة رؤية مستقبلية تكفل النمو المستدام.
ومن هنا، يرى نقيب أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان جان عبود، أن السياحة مرتبطة عضوياً مع مسألة الثقة بالأوضاع السياسية والأمنية. ويقول إن كل هذا الخطاب السياسي المشحون حول موضوع المحكمة الدولية والحكومة لا يخدم بالمطلق السياحة.
وقال إن نسبة الحجوزات تراجعت بما لا يقل عن 50%، كما أن مبيعات التذاكر تراجعت بمثل هذه النسبة، منذ 6 سنوات لم يمر علينا مثل هذا التراجع، وأضاف عبود قائلاً في كانون الثاني 2010 بعنا بنحو 65 مليون دولار ومنذ بداية العام الجاري الى اليوم، لم نبع بأكثر من 38 مليون دولار.
وأكد أن سوق دبي استفادت في مثل هذه الظروف التي يمر بها لبنان ومصر، وهناك تحول في وجهة السائحين الى المناطق الآمنة، ولولا المناقشات السياسية الساخنة في لبنان، لكان لبنان استفاد من السياح الذين يؤمون مصر في العادة، بيد أنهم عدلوا بعد الاضطرابات التي شهدتها، إلا أن السياح لن يأتوا الى لبنان مع استمرار مناخ التشنجات القائمة.
ولفت عبود الى أن لبنان إذا استطاع تخطي العقبات السياسية الكؤود التي تلم به، فإنه يستطيع تعويض خسائره من خلال السياح من السوق المصرية، التي لن تنجلي أوضاعها قبل 6 أشهر على الأقل، وإلا فإن السياح سيتجهون الى أسواق مثل الأردن وسوريا ودبي وغيرها من الأسواق السياحية الآمنة.
غلوبل بلو
وتظهر، أرقام الانفاق السياحي في كانون الثاني (يناير) 2011، الصادر عن غلوبل بلو (غلوبل ريفند سابقا)، نمواً في الانفاق نسبته11% مقارنة مع نفس الشهر من العام 2010، إلا انه يلاحظ تراجعاً كبيراً في نمو المشتريات من سنة الى الآن وخصوصاً العائدة للدول الخليجية، ويلاحظ أيضاً تمركز الانفاق السياحي في بيروت إذ لا تزال تستحوذ على 83% من انفاق السياح. وتظهر الأرقام الآتي:
تطلعات حسب دولة السكن :
1-توزع الانفاق حسب دولة السكن: الامارات 12%، الكويت 7%، مصر 8%، سوريا 7%، السعودية 18%، دول اخرى 49%.
2- نمو الانفاق من سنة الى الآن: سوريا 34%، مصر 15-%، فرنسا 34%، السعودية 12%، الاردن 29-%، قطر 12-%، الكويت 12%، الامارات 5-%، نيجيريا 46%، دول أخرى 11%.
الاحصاءات الآتية تعبر عن مشتريات السواح بعد خصم الضريبة المضافة، وتعطي صورة واضحة عن الميول الشرائية لهم:
3- نمو عدد معاملات الشراء (الريفند ) من سنة الى الآن: سوريا 15%، نيجيريا 53%، مصر 14-%، السعودية 13%، الامارات 2-%، الكويت 19-%، الاردن 23-%، فرنسا 6-%، قطر 14-%، الولايات المتحدة 4%، دول اخرى 7%.
4-نمو معدل الانفاق من سنة الى الآن: قطر 3%، سوريا 17%، الولايات المتحدة 55%، فرنسا 4-%,السعودية 1-%، الامارات 4-%، مصر 0%، الاردن 8-%، نيجيريا 5-%، الكويت 39%، دول اخرى 4%.
تطلعات حسب الفئات :
1-توزيع الانفاق حسب الفئات: الموضة والثياب 68%، الساعات 12%، مستلزمات البيوت والحدائق 4%، العطور والتجميل 4%، الهدايا 3%، الالكترونيات 2%.
2-نمو الانفاق من سنة الى الآن: الالكترونيات 0%، الهدايا 4%، الموضة والثياب 16%، الساعات 2-%، العطور والتجميل 28%، مستلزمات الحدائق والبيوت 3%، التجهيزات المنزلية 10%، الهدايا 17-%.
تطلعات حسب المناطق:
1-توزع الانفاق من سنة الى الآن: بيروت 83%، المتن 13%، كسروان 2%، صيدا 1%.
2- نمو الانفاق من سنة الى الآن: المتن 11-%، كسروان 15-%,بيروت 17%، صيدا 79%، مناطق التسوق 11%.
ارتفاع إيراد الغرف الفندقية في 2010
أظهر تحليل ديلويت الخاص بالأداء الفندقي للشرق الأوسط، حتى كانون الأول (ديسمبر) 2010، أن الشرق الأوسط احتل أعلى مركز لايراد الغرفة وهو 123 دولاراً خلال العام 2010، مقارنة ب83 دولاراً لاوروبا، 88 دولاراً في منطقة اسيا والمحيط الهادئ ,و58 دولاراً في اميركا الشمالية والجنوبية.
أما بالنسبة للاشغال الفندقي، فقد ارتفعت النسبة 0,3% في كانون الاول 2010 عن الفترة نفسها في العام 2009 في الشرق الاوسط. اضف الى ذلك ان النسب كانت تقريبا متعادلة عالمياً خلال العام 2010.
وكانت نسبة الاشغال61% نهاية العام 2010 بارتفاع بنسبة 0.3% عن الفترة ذاتها في العام 2009. ويعتبر ذلك انجازا ملفتاً آخذين بالاعتبار الزيادة في عدد الغرف المعروضة خلال العام. لكن بالنسبة لايراد الغرفة فقد انخفض بنسبة 4,4% الى 123 دولاراً خلال العام 2010.
وبلغت نسبة الاشغال في فنادق بيروت 64,6% في العام 2010 مقارنة ب70,5% في العام 2009. وقد ارتفع ايراد الغرفة 5,3%الى 158 دولاراً خلال العام 2010. وستستمر فنادق المدينة في الاستفادة من نشاطات التسويق المتصاعدة في العام 2011 لانجاح ادائها.
وحققت نسبة الاشغال في أبو ظبي 58,8% خلال العام 2010، مقارنة ب68,3% خلال 2009. وكان ايراد الغرفة 117 دولاراً في العام 2010 مقارنة ب197 دولاراً خلال 2009.
وحققت فنادق دبي ارتفاعا في الاشغال الفندقي بنسبة 3.3% ليصل الى 71% خلال العام 2010. لكن بالمقابل انخفض الايراد للغرقة بنسبة 4,2% ليصل الى 154 دولاراً خلال العام.
وحققت نسبة الاشغال في فنادق جدة 68,4% خلال العام 2010 بدون تغيير عن العام السابق، وقد بلغ ايراد الغرفة 130 دولاراً خلال العام 2010 مقارنة ب123 دولاراًفي العام 2009.
وبلغت نسبة الاشغال في فنادق مسقط 55,8% في العام 2010 مقارنة ب53,3% في 2009، وقد انخفض ايراد الغرفة 2,4% الى 137 دولاراً مقارنة ب140 دولاراً في 2009.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00