8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بيروت تستضيف الاجتماع السياحي الرباعي: بدء بحث التنسيق وطاولة مستديرة مع القطاع الخاص

في اطار مجلس رفيع المستوى للتعاون الاستراتيجي، اجتمع وزراء السياحة في تركيا وسوريا والاردن ولبنان ارطغرل غوناي وسعدالله آغا القلعة، وزيد جميل القسوس وفادي عبود، قبل ظهر أمس في فندق فينيسيا، لاستعراض سبل التعاون وصولا الى الى تحقيق الاهداف المشتركة لتنمية السياحة، والحفاظ على بيئة عمل للتعاون والتنسيق والمشاركة بين الدول الاربع، وعقد الوزراء الاربعة مؤتمرا صحافيا بعنوان نحو التعاون الاستراتيجي.
حضر المؤتمر اعضاء الوفود الاربعة، وتحدث بداية الوزير فادي عبود، فرحب بالوزراء المشاركين وقال إن تركيا وسوريا والاردن ولبنان ترتبط بروابط تاريخية عريقة وعلاقات سياسية مميزة ومصالح اقتصادية واسعة. واجتماعنا اليوم هو امتداد لهذه الروابط في إطار تنفيذ أهداف وتحقيق تنمية سياحية حقيقية سعيا لخدمة مصالح شعوبنا ودولنا، وتنفيذا للبيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية الدول الأربع في اجتماعهم الذي عقد في حزيران 2010 في اسطنبول. وأكد أن الاجتماع سيتيح للدول المشاركة، استعراض سبل التعاون الممكنة للوصول الى توصيات فاعلة تهدف الى تحقيق الاهداف المشتركة لتنمية السياحة، والحفاظ على بيئة عمل للتعاون والتنسيق والمشاركة بين الدول الاربع.
وأعرب عن ثقته بـان هذا التكامل سوف يُترجم عبر مجموعة من المشاريع المشتركة، التي بدون شك سوف تعود بالنفع على القطاع السياحي، وبالتالي على الاقتصاد في كل من الدول الاربع.
ثم تحدث الوزير السوري آغا القلعة، فأكد اهمية الاجتماع الذي يأتي بعد ان تم اختيار اربعة قطاعات رئيسية تجسد العمل في اطار مجلس التعاون الاستراتيجي وهي قطاعات السياحة والتجارة والطاقة والنقل وبالتالي هذا يدل على مدى اهتمام الحكومات في الدول الاربع بالقطاع السياحي الذي اختير ليكون احد القطاعات الرئيسية التي ستجسد هذا التعاون في الفترة الاولى. وأوضح نحن منفتحون على اي مشاركة في المستقبل لكل من يريد ان يتشارك معنا في هذا العمل، خصوصا اننا نمثل في الاطار السياحي اكثر من 110 ملايين شخص معنيين بما نقوم به ان كان على مستوى الحركة السياحية بين البلدان الاربعة وان كان على صعيد جذب اعداد كبيرة من السياح الى بلداننا، وان نحقق الكثير من المتطلبات منها ما سنقوم به كوزراء سياحة ومنها ما يستلزم الامر ان نضعه بتصرف وزراء آخرين ضمن التعاون المشترك.
ومن جهته، قال الوزير الاردني القسوس اليوم نطلق احدى اهم مبادرات التطوير الاقتصادي المشترك بين دولنا الاربع، وبكل ثقة اقول احدى اهم المبادرات، لان السياحة هي رافد اساسي وجوهري لاقتصاد دولنا جميعا .
وعرض خطة من اربعة محاور: الاستثمار في ميزات تنافسية مشتركة تثري التجربة السياحية، تسهيل وجذب الاستثمارات، تحسين الجودة وتحقيق الانسجام في المعايير المطبقة، والترويج المشترك.
اما الوزير التركي غوناي، فقال السياحة ترتبط ارتباطا مباشرا مع تحقيق السلام والتواصل المباشر مع الشعوب الاخرى. وأشار الى ما تقوله منظمة السياحة العالمية، فان تركيا استقطبت 25 مليون سائح والاردن 4 ملايين وسوريا 6 ملايين ولبنان مليوني سائح خلال العام 2009. بحيث يكون المجموع نحو 50 مليون سائح يأتون الى هذه المنطقة، واذا اخذنا بالاعتبار القدرات السياحية الموجودة في هذه الدول، فنعتبر ان هذا الرقم ما زال صغيرا ويجب مضاعفته عبر التعاون وتطوير العلاقة بين دولنا. وأكد أن تركيا تضع مؤهلاتها السياحية بتصرف هذه الدول خصوصا انه من بين افضل100 فندق في العالم، هناك 20 فندقا في تركيا ولدينا ما يقارب مليون سرير فندقي والكمّ السياحي الذي يأتي الى تركيا هو نصف الاستيعاب السياحي التركي. وأمل في أن يحقق الاجتماع التعاون المثمر لما فيه مصلحة الدول الاربع.
بعد ذلك، بوشرت جلسات العمل بين الوفود الوزارية الاربعة. وتركزت نقاط البحث على الاعتراف بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية للسياحة، والسياحة البينية وزيادة تدفق السياح، والتسويق والترويج، وتطوير الاستثمار، وتطبيق معايير الحكم الرشيد واللجان المشتركة.
وقال المستشار الانمائي لرئيس الحكومة سعد الحريري، فادي فواز لـ المستقبل، ان الرئيس الحريري يولي هذا الموضوع الأهمية، خصوصاً أننا نتحدث عن محور استراتيجي من ضمن المحور العام القائم على الطاقة والتجارة والنقل والسياحة، فسوريا تتولى أمور الطاقة والأردن النقل وتركيا للتجارة ولبنان للسياحة، وقد شكل الرئيس خلية لمتابعة هذه المحاور الاستراتيجية ومن ضمنها السياحة، خصوصاً أنه يمتلك علاقات قوية مع هذه الدول سيستفيد منها لبنان، وإيلاء الموضوع هذه الأهمية، ينبع من كون السياحة من المداميك الاقتصادية في البلدان المشاركة مشيرا الى ان القدرات السياحية، التي تملكها الدولة التركية يجب مواجهتها من الجهة الايجابية، لزيادة النمو السياحي في لبنان.
أما الوزير السوري آغا القلعة، فاعتبر ان التكامل مع تركيا مهم، فتركيا لديها 80 مليون شخص يمكن أن تفيد منها الدول العربية الثلاث، وهذا ليس نقطة ضعف بل نقطة قوة وجذب للدول الثلاث.
ومن جهته، أكد وزير السياحة الأردني السابق منير نصار أن التكامل يتطلباً تكافؤاً، وتركيا تلعب دوراً كبيراً بالنسبة للحركة السياحية في المنطقة وبالتالي علينا الافادة منها في مجال توسيع قاعدة السوق.
وأعرب عن ثقته بأن هذا التكامل إذا ما ترجم عملياً، فهو من دون أدنى شك سيسهم في نمو الحركة السياحية في هذه الدول الأربع، ولكن لا يمكن الآن إعطاء رقم عن حجم النمو المتوقع قبل اكتمال الصورة وتحويل القرارات الى أفعال، والبداية تكون بإلغاء التأشيرات للسياح الأجانب، بحيث إذا أتى السائح الفرنسي أو الآسيوي الى الأردن فلا داعي لأخذ تأشيرة من البلدان الثلاثة الأخرى. وشدد على أن السلام والاستقرار مطلوب في المنطقة، وإلا فإن السياحة لا توجد بدونهما. و في اطار الاجتماع الرباعي عقد وزراء السياحة الاربعة لقاء مع فعاليات القطاع الخاص، بعد ظهر أمس.
طاولة مستديرة
وفي حفل الغداء الذي اقامه على شرف الوفود المشاركة اتحاد النقابات السياحية في لبنان، تحدث رئيسه بيار الاشقر فنوه بالاتفاق السياحي بين الدول الاربع، داعياً الى دور كبير في هذا المجال بالتعاون مع القطاع العام، وأمل الانتقال من مرحلة القرارات الى مرحلة التنفيذ. كما تحدث عبود عن الاتفاقات آملاً الخروج من التقوقع السياحي.
ثم عقدت طاولة مستديرة شارك فيها القطاع الخاص ووفود الدول الاربع برئاسة فادي صعب الذي طالب بالخروج بتوصيات عملية لتشجيع الحركة السياحية في الدول الاربع، مؤكداً ان التوصيات سترفع الى حكومات الدول لاقرارها.
بعده تحدث الاشقر، فرأى ان اتفاقات ثنائية كثيرة وقعت ولم تنجح بسبب تغييب القطاع الخاص، مطالباً بالمعاملة بالمثل وبقوانين وتشريعات متشابهة في الدول الاربع، والى وضع استراتيجيات ومشاريع مشتركة واصدار خريطة سياحية موحدة.
واكد الاشقر ان التكامل لن ينجح الا بانشاء مجلس رباعي مؤلف من القطاعين العام والخاص له هيكليته المستقلة من الناحية الادارية والمالية والتنفيذية.
أما رئيس نقابة وكلاء السياحة والسفر جان عبود، فقد طالب بانشاء مرجعية موحدة لتنفيذ الاتفاقات الموقعة، ودعوة المزيد من الدول العربية الى الانضمام.
ممثل طيران الشرق الاوسط نزار خوري دعا الى التساوي بين دول المنطقة في ما خص اتفاقات المسافرين والتنسيق بين شركات الطيران، والى توسيع مطارات بيروت وعمان ودمشق لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة.
من جهته، قدم رئيس مؤسسة تشجيع الاستثمار ايدال نبيل عيتاني عرضاً مقتضباً عن حوافز الاستثمار في لبنان.
وتحدثت ايضا مديرة مشروع السياحة الثقافية والدينية في مكتب رئيس مجلس الوزراء رولا العجوز.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00