لا تزال أوضاع الكهرباء تخضع لآليات التقنين في سائر المناطق اللبنانية، بانتظار إقرار الموازنة للبدء في تنفيذ خطة الكهرباء التي أقرتها الحكومة في حزيران (يونيو) الماضي. وعاود معها أصحاب امتيازات الكهرباء في المناطق بتحرير الانتاج للمساهمة في وضع حد للمعاناة المتفاقمة من جراء أزمة الكهرباء.
وفي هذا المجال، أكد المدير العام لكهرباء زحلة أسعد نكد، أن الحل الحقيقي تجاه مشكلة الكهرباء يكمن في خلال طاولة حوار جدي بدلاً من طاولة حوار حول السلاح والاستراتيجية الدفاعية. وقال إن ما يهمّ المواطن اللبناني حل الازمة الاقتصادية وعلى رأسها حل أزمة الكهرباء في لبنان، وقال لا يجوز عند تغيير كل وزير للطاقة أن تتغيّر الخطة لحل الازمة وأن تترك الامور في نصف الطريق من دون ان تتقدم الامور نحو الحل فمنذ التسعينات، تداول خمسة وزراء للطاقة في لبنان ولا يوجد استمرارية في الخطط. لافتاً الى أن حل مشكلة الكهرباء في لبنان ليس مولدات الكهرباء الخاصة بل في انشاء معامل انتاج حديثة ومتطورة لان العجز في الانتاج يقارب 1500 ميغاواط، بالاضافة الى ذلك، هناك حل ثاني وهو التوزيع. ومن ثم في المرحلة الثالثة الجباية . وأكد أنه لا يجوز التفكير ان لبنان يستطيع الاستمرار على المولدات الخاصة ولا يكون لديه كهرباء منتظمة وواضحة 24/24، هذا ليس حلاً، هذا تأخير في مواجهة المشكلة لا خير فيه.
وركز على ضرورة ايجاد عدة شركات انتاج وتوزيع اي ان لا يكون هناك احتكار، كما قدم مثلاً كهرباء زحلة ولا سيما في الجباية. وإذ رفض الحديث عن وجود مناطق تدفع وأخرى لا تدفع. قال إن البقاع الذي يقع ضمن امتياز شركة كهرباء زحلة، يدفع ونسبة الجباية ضمن امتياز شركة كهرباء زحلة هي 100% من برالياس الى علي النهري وزحلة. 17 بلدة تدفع الفواتير ولا يوجد شخص يقول انه لا يريد دفع الفاتورة لاننا نصدر الفواتير بشكل منتظم وشهريا ولا يوجد لدينا ما يسمى المقطوعية المقدرة. المواطن يستطيع مراقبة الفواتير شهريا، وعند حصول اي خطأ يراجع الشركة، لذلك يجب بناء عامل الثقة بين المواطن ومؤسسة الكهرباء لان عامل الثقة امر اساسي في نجاح اي عمل.
نعم للانتاج
وطالب المدير العام لكهرباء زحلة بالسماح لكهرباء زحلة بانتاج الكهرباء، وقال إنه بحسب دفتر شروط شركة كهرباء زحلة وباعتراف جميع الناس، يحق للشركة الانتاج ولكن يجب تطبيق تعرفة مؤسسة كهرباء لبنان الصادرة في العام 1993. منذ 17 سنة والمواطن يدفع التعرفة نفسها التي تبدأ بـ 35 ليرة 32 الى 55 كيلو واط ، و55 ليرة للـ 200 كيلواط ، و80 و120 لتصل 200 ليرة. وأضاف إن المواطن يدفع اليوم لاصحاب المولدات الخاصة نحو 600 ليرة سعرا للكيلواط، في مقابل 55 و80 ليرة سعرا للكيلواط المنتجة من مؤسسة الكهرباء، وبذلك تكون الزيادة 10 أضعاف.
وأوضح بالارقام أن عجز مؤسسة كهرباء لبنان يبلغ 750 ميغاواط خارج نطاقها، والمولدات الخاصة تعمل حيث لا تعمل كهرباء لبنان ومع عملية حسابية، نرى النتائج التالية: يدفع الشعب اللبناني سنوياً ملياراً و500 مليون للمولدات والدولة ويدفع سنوياً ملياراً و500 مليون لمصاريف كهرباء لبنان وعجزها، لذلك هناك حل جذري من خلال الانتاج ونحن مستعدون في كهرباء زحلة لانتاج الطاقة 24/24 ولتوليد الطاقة في تكلفة اقل بـ30 % من الفاتورتين. المواطن يدفع في زحلة والبقاع للمولدات الخاصة 150 الف ليرة ومع مشروع كهرباء زحلة سيدفع 120 الف ليرة مع فارق كبير بأن الكهرباء ستتوفر 24/24 وستنتهي المعاناة مع اصحاب المولدات والاعطال الكهربائية الناتجة عنها. اضافة الى ذلك، ستكون الكهرباء عاملة بقوة 60 ميغاواط ومع توفير فرص عمل في البقاع، من خلال تشجيع الاستثمارات وهذا ما نطالب به كافة المسؤولين في لبنان والحكومة.
وأوضح أن شركة كهرباء زحلة قدمت مشروعها لكافة الفعاليات السياسية من دون اي تمييز سياسي كما تؤمن المؤسسة وتعمل. كل ما في الامر هو واقع أن الواطنين ولأكثر من 26 عاماً يدفعون بشكل منتظم، في المقابل لهم الحق الحصول على كهرباء 24/24.
وأوضح أيضاً ان المولدات على كافة الاراضي اللبنانية تنتج الكهرباء في السعر الذي يناسبها في مقابل منع شركة كهرباء زحلة من الانتاج مع تغيير التعرفة، مع العلم أن الشركة رسمية وقانونية ولا يمكن لها أن تخرج عن القانون. ان شركة كهرباء زحلة تستمد الكهرباء من كهرباء لبنان وتقوم بتوزيعها على المشتركين في البقاع الاوسط بقيمة 60 ليرة للكيلواط.
وأشار نكد الى انه اذا انتجت مؤسسة كهرباء زحلة الطاقة وقامت بتوزيعها على كافة المشتركين ستكون الفاتورة اقل من 30% من تكلفة كهرباء لبنان والمولدات، وهذا الحل سيكون واضحاً امام الجميع، وبالتالي انشاء معمل بقوة 60 ميغاواط يحتاج الى تكلفة 600 مليون دولار وكل ميغاواط يحتاج الى مليون يورو، وسيكون انتاج الكهرباء على الهيفي فيول لأن المازوت سعره مرتفع وكذلك الغاز غير متوفر في لبنان. هكذا نستطيع ان ننتج وسيتم التخلص من مشكلة بيئية بحيث سيقوم معمل شرعي وقانوني بالانتاج بموافقة الدولة مع اخذ الموافقات الدولية التي اصدرها البنك الدولي.
ويعتبر نكد انه من الضروري لا بل الاجباري اخذ موافقة مجلس الوزراء ووزير الطاقة مطلقاً الوعد أمام كافة اللبنانيين بانتاج الكهرباء 24/24 خلال ستة اشهر بموافقة الوزارة مع تغيير التعرفة، بحيث ستكون أقل من 30% من التكلفة التي يدفعها المواطن في لبنان.
وشدد نكد على ان المهم في كهرباء زحلة هو العمل القانوني والفاعل لتأمين الكهرباء ليس اسوةً بالمولدات الخاصة. انها شركة رسمية ضمن سلطة الدولة وبعيدة عن التسييس. وشدد على رفض مقولة ان هناك مناطق تدفع ولا تدفع حتى اصحاب النفوذ السياسي يدفعون المتوجبات عليهم.
التعجيل بإقرار الموازنة
وحول خطة الكهرباء الحالية، أوضح أن الخطة هي على مراحل عدة، وبالتالي اذا لم يجر الى تنفيذ اي خطوة من الخطوات فلن يكون لدينا حل. الخطوة الاولى هي في صدور الموازنة التي ستأخذ الطاقة منها حصة 600 مليون دولار لتستطيع انتاج الكهرباء بقيمة 500 ميغاواط من 2010 لغاية 2012 على الهيفي فيول، وبعد عام 2012 ترتكز الخطة على الغاز من خلال تأمين الغاز لأنه أرخص بكثير ولا يتعرض لتقلب الاسعار. 70% من تكلفة انتاج الكهرباء هو النفط والعوامل الاخرى 25% من عمال ويد عاملة وصيانة وتأهيل، لذلك فإن الانتاج على الغاز سيؤمن الاستقرار وكلفة اقل بنحو 50%. ولكن السؤال من أين سيتوفر الغاز؟
وطالب نكد بالعمل على تأمين الطاقة الكلاسيكية على الهيفي فيول والطاقة الهوائية والشمسية عندها تُخفف قدرة الانتاج وهذا ما يحصل في الدول الاوروبية. قال لا يمكن النظر اليها على انها بديلة للانتاج لان الهواء يعطي 10 ساعات في اليوم، لذلك يجب العمل على الطاقة البديلة الشمسية والهوائية والانتاج بذات الوقت.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.