يستورد لبنان نحو 97% من حاجاته الطاقوية على شكل مشتقات نفطية، مما يشكل ثقلا كبيرا على الاقتصاد الوطني ورغم كل الجهود المبذولة لتطوير قطاع الطاقة في لبنان الا ان هذا القطاع ما زال يواجه تحديات جسيمة من ضمنها عدم القدرة على تلبية الطلب المتنامي على التيار الكهربائي ما يؤدي الى استمرار التقنين من جهة وارتفاع قيمة الفاتورة النفطية من جهة اخرى، والتي من المتوقع ان تبلغ قيمتها نهاية العام الجاري نحو 1,2 مليار دولار.
وسبق للبيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري، أن ألمح الى ضرورة ترشيد الطاقة وتقليل الاعتماد على المادة الأحفورية كمصدر وحيد لانتاج الطاقة الكهربائية، وعليه فقد أمل بالتوصل الى انتاج 12% من استهلاك الكهرباء في العام 2020 من مصادر الطاقة المتجددة، وليس بعيداً من ذلك بكثير، فإن المركز اللبناني لترشيد استهلاك الطاقة التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي، والذي بدأ بإعداد الدراسات منذ العام في سبيل ترشيد الطاقة، وهو ما تحرص عليه وزارة الطاقة، من خلال إطلاق مشاريع تتسم بالطابع الترشيدي لحفز المواطنين على اتباع سياسة رشيدة.
ومنذ العام 2006، انصب اهتمام الدولة اللبنانية وتحديداً وزارة الطاقة والنفط بالتعاون مع مشروع المركز اللبناني لترشيد الطاقة التابع للأمم المتحدة على ضرورة وضع خطة لإيجاد الحلول البدائل من الطاقة الاحفورية اي المحروقات من خلال التوجه الى استعمال الطاقات البديلة والمتجددة كالطاقة الشمسية او الهوائية، والتي اصبحت تشكل جزءا اساسيا في السياسة الطاقوية لمعظم دول العالم.
وانطلاقا من هذه النقطة فإن أي توفير تحققه الدولة اللبنانية في استهلاك الطاقة مهما كانت نسبته يعني توفير مئات ملايين الدولارات سنويا على خزينة الدولة، وبالتالي فإن أي توفير يحققه المواطن اللبناني في استخدام الطاقة في منزله او مكتبه او مؤسسته، سيسهم في خفض قيمة فاتورة الكهرباء التي يتكبدها شهرياً، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار النفط الآيلة الى الصعود بشكل مجمل.
وعلى هذا الأساس، فقد وقعت مذكرة تفاهم بين شركة ميدكو MEDCO وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان UNDP من خلال المركز اللبناني لحفظ الطاقة LCEC بدعم من وزارة الطاقة والمياه لتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتتضمن المذكرة العمل على تنسيق الجهود لإطلاق برنامج : طبيب كفاءة الطاقة المنزليّة أي كيف يمكن أن تجعل منزلك أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة وكيف يمكنك توفير المال.
وبحسب مركز حفظ الطاقة، فإن هذا البرنامج سيساعد أصحاب المنازل على إيجاد وسائل سهلة وعمليّة لخفض فواتيرهم الشهرية من خلال زيادة كفاءة الطاقة وترشيد استعمال المياه وتشجيع التوجه نحو الطاقة المتجدّدة. ويركّز التحليل أو الفحص المجاني حسب الطلب، على الأدوات المنزليّة المائيّة والكهربائية. وسيظهر طبيب المنزل للمستهلكين كم أنه من السهل إجراء التحسينات والصيانة وعمليات التحديث وبشكل خاصّ تصليح أماكن تسرّب المياه، استبدال رؤوس المرشّات، استعمال مصابيح التوفير (المصابيح الفلورية المدمجة CFLs) واستبدال الأدوات الكهربائيّة القديمة غير الكفوءة، من حيث استهلاك الطاقة والذي يؤدي حتما إلى الخفض في قيمة فواتير الكهرباء والمحروقات والمياه.
أما تعريف طبيب كفاءة الطاقة المنزلية، وبحسب مركز حفظ الطاقة، فإن مهمته تحديد مواقع الخلل في أي منزل، والتي تجعله يستهلك ويهدر المزيد من المحروقات والكهرباء المتعلقة بالحاجة إلى التدفئة والتبريد والإنارة، ثمّ يبحث عن طريقة فعالة لاستبدال الأدوات الكهربائية التقليديّة بتكنولوجيّات جديدة أكثر كفاءة طاقوياً. وسيقترح الطبيب حلولاً فعالة لأسباب الهدر الطاقوي الحاصل. وبالتالي خفض فاتورة الكهرباء والمياه الخاصّة بالمنزل.
وتحت إشراف المركز اللبناني لحفظ الطاقة بشكل مباشر، يقوم طبيب كفاءة الطاقة المنزليّة، بعد الاتصال بشركة ميدكو، بإجراء مسح لمنزل طالب الخدمة، ويسأل عن الأنماط التقليدية السائدة في استعمال المياه واستهلاك الكهرباء. وعلى أساس هذا المسح يقدم التحسينات اللازمة وكيفية تطبيقها، وذلك من ضمن تقرير شامل عن حالة المنزل الذي خضع للمسح، ويتضمّن توصيات محدّدة حول إجراءات توفير الطاقة والمياه التي يجب أخذها بالاعتبار بالنسبة للمنزل موضوع التقرير. ثمّ يتمّ إرسال التقرير إلى صاحب المنزل ممّا يسمح له بتطبيق التوصيات المنصوص عنها الواردة في التقرير.
أما الهدف من طبيب كفاءة الطاقة المنزليّة، فهو السعي الى تحقيق وفر مالي عبر ترشيد استخدام الطاقة المنزلية وخفض نسبة التلوّث وانبعاثات غازات الدفيئة، وخفض الأثر السيئ على البيئة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.