8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

175 مليون دولار مدخول القطاع وحجوزات الفنادق 100% في الأعياد

لا زال المؤشر السياحي يتحرك ايجاباً، ويتوقع أن يختتم العام الذهبي للسياحة في لبنان، بمعدلات أعلى من تلك التي شهدتها البلاد سواء في الفترة التي سبقت الحرب الأهلية في العام 1974، أو تلك التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أي العام 2004، أو نهايات العام 2008، ويمكن أن يوضع الاستقرار الأمني والسياسي في الخانة المحفّزة للسياحة في البلاد، فيما يعد نيل حكومة الرئيس سعد الحريري الثقة من مجلس النواب منتصف الأسبوع المقبل، عاملاً إضافياً لتزخيم قطاعات الانتاج والاقتصاد والاتجاه نحو التطوير في ضوء البيان الوزاري الموضوع.
وفيما لا يزال لبنان يستقبل مزيداً من السياح العرب والأجانب، واجهت الفنادق أزمة استيعاب ولا سيما المصنفة بدرجة 5 نجوم (تضم 3000 غرفة)، أفاد منها أصحاب هذه الفنادق في زيادة الأسعار، وهو ما رفع من رصيد المداخيل المالية المتوقعة الى نحو 175 مليون دولار، وهو ما يمثل زيادة تفوق العام الماضي بنسبة 20%. وبلغ عدد الوافدين في تشرين الاول (أوكتوبر) الماضي 135,871 زائراً، بزيادة 13,62% مقارنة مع تشرين الاول 2008، حيث بلغ عدد الوافدين الاجمالي 119,583 زائراً.
وفيما يبدو العالم منشغلاً بأزمة مجموعة دبي العالمية، فإن معنيين بقطاع السياحة في لبنان، يرجحون استفادة غير مباشرة من الأزمة ولا سيما السياح الآتين من أوروبا والذين يشكلون ما معدله 60% من نسبة السياح في إمارة دبي، أما بالنسبة لتأثير الازمة، فعندما كان الازدهار في دبي كان لبنان أيضاً مزدهراً، أما الآن فإن منسوب السياح الأوروبيين سيزداد، مع العلم ان السياحة الأوروبية والآسيوية الى لبنان ما تزال ضعيفة مقارنة مع مثيلاتها من الدول العربية.
إلا أن المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، رأت أن لا مجال للمقارنة بين السياحة الى لبنان أو الى دبي، فلكل من البلدين خصائصهما وسياحهما، وقالت إن أزمة دبي ليست وليدة الأسبوعين الماضيين بل هي من ضمن مضاعفات أزمة المال العالمية، وأوضحت أن دبي وقفت دائماً الى جانب لبنان كما الدول العربية، ونحن نقف اليوم الى جانبها، ولبنان لا ينتهز الفرص، فالذي يحب دبي سيبقى يحب دبي، والذي يحب لبنان سيبقى يحب لبنان.
وإذ نفت السردوك أن تكون لأزمة دبي مضاعفات سلبية مباشرة، قالت إن الأزمة تخص دبي وحدها، وبالتالي فإن خشيتنا هي التأثير على اليد اللبنانية العاملة في هذه الإمارة التي نتمنى لها الشفاء السريع منها، علماً أننا لا نعرف حجم اليد العاملة هناك، ولكن هذه اليد تملك خبرة كبيرة، وإذا عادت، فإن لبنان سيستفيد منها في مطلق الأحوال، سواء بتوظيفها في المشاريع التي تنوي الحكومة القيام بها، أو من خلال المشاريع الصغيرة التي يمكن أن يقوم بها هؤلاء.
أما في ما يخص الوضع السياحي في لبنان، فأشارت السردوك الى أن لبنان أثبت بأنه سياحة الفصول الأربعة وعلى مدار العام، وقالت غير صحيح أن لبنان لا يعرف السياحة إلا في موسم الصيف، بل إننا اليوم نشهد طفرة كبيرة في سياحة المؤتمرات، وهو ما يعزز وضع السياحة في هذا البلد، وأننا نسير بخطى ثابتة نحو المليوني سائح، وهذا فقط من احصاءات المطار، ربما يكون الرقم أكبر إذا ما توافرت الإحصاءات عند الحدود البرية للوافدين، وإذا ما أضيف اليها أيضاً الحركة الاغترابية اللبنانية، وهنا قد يتعدى الرقم 3،5 ملايين شخص. ولفتت الى أن لبنان خلال العام الجاري، كانت كل أشهره حافلة بالمؤتمرات والمهرجانات والمناسبات المتعددة، وأشارت الى أن الحجوزات امتلأت في الفنادق لعطلتي الميلاد ورأس السنة.
وأكدت المديرة العامة للسياحة أن القطاع الخاص وكذلك الجامعات يعطيان حيوية للقطاع، من خلال المؤتمرات التي يستضيفها لبنان، مشددة على أهمية الاستقرار السياسي والأمني في هذا الموضوع، وقالت إن العام المقبل سيكون بذات الزخم الذي نشهده اليوم. وعلى مسار القطاع الفندقي، قال رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، إن نسبة الإشغال الفندقي في بيروت هي 100% في مواسم الأعياد والفرص، وخارج هذه المواسم كان معدلها نحو 76%، لافتاً الى أن قطاع السياحة انطلق بشكل ممتاز هذا العام بفعل الاستقرار السياسي والأمني في البلد، وهو ما يؤكد أيضاً أن لدى لبنان القدرة والمقومات لصناعة سياسية ممتازة، أما في خارج بيروت فالنسبة تقل عن 76% لعدم وجود مجموعات سياحية أجنبية ولا سيما الأوروبية منها، وأكد أنه لا بد من فعل شيء لتحريك هذا الأمر. وأضاف الأشقر أن مقومات لبنان السياحية والأثرية تمكنه من إعادة تموضعه على الخارطة السياحية العالمية لا الاقليمية فقط، وأمل من الحكومة الجديدة إعطاء الاقتصاد الوطني ومن ضمنه السياحة أولوية بعيداً عن السياسة، فالسياحة هي نفط لبنان لذلك ينبغي أن تتوجه الحكومة نحو صرف الأموال اللازمة على عملية التسويق والترويج في وسائل الاعلام العالمية في CNN وEURO NEWS لأن هذه الوسائل لا تعرف لبنان إلا من خلال التفجيرات والحروب، نعم يجب أن تتبدد هذه الصورة السيئة المأخوذة عن لبنان لمصلحة صورة لبنان الحضارة والحوار والسياحة والجمال، كما أن على الحكومة دعم القطاع السياحي من خلال المشاركة في معارض السياحة العالمية، ومحو صورة السنوات الخمس الأليمة التي مرت على البلد.
ورأى أن الحكومة الجديدة معول عليها بشكل كبير، لجهة استكمال البنى التحتية وعمليات الانارة وحل مشكلة الكهرباء لزيادة استقطاب السياح، وقال عندما بنى الرئيس الشهيد رفيق الحريري مطار بيروت، اعتبر ذلك بأنه كبير على لبنان (تكلفة الانشاء 700 مليون دولار) اليوم صحت نظريته فالمطار يجب أن تتم توسعته لمصلحة العدد المتزايد من الوافدين، وهو ما يساعد لبنان مستقبلاً على سياحة ال365 يوماً المطلوبة.
أما بشأن الأزمة المالية التي تعيشها إمارة دبي، فاكد أنها ستسهم بلا شك في استقطاب المزيد من السياح باتجاه لبنان. ومن جهته، قال المدير العام لفندق السفير (5 نجوم) طارق عمّاش، أن السنة الحالية تعد الأفضل على مستوى السياحة في لبنان، مع ارتفاع معدل الإشغال الفندقي بين 70 و80%، لافتاً الى أن السبب يعود الى عملية الاستقرار السياسي التي تشهدها البلاد منذ أيار (مايو) 2008، وصولاً الى مرحلة الانتخابات النيابية في حزيران (يونيو) الماضي، والتي مرت بسلام. وأوضح عماش السياحة في لبنان لم تستثن الجبل أو البحر أو سوق التزلج، بالإضافة الى سوق المؤتمرات الاقتصادية والاجتماعية ودورات التدريب التي تحتضنها الفنادق اللبنانية، وهو ما يؤشر الى سياحة متكاملة للسياحة، وهو ما أعاد الى لبنان دوره كنقطة جذب سياحي في المنطقة. واعتبر أن لبنان خلال العامين المنصرمين استطاع جذب سياحة جديدة وهي سياحة عمليات التجميل، كذلك استقبل خلال العام الجاري نسبة كبيرة من السياح العراقيين بعد السماح لهم بالدخول دون تأشيرة، وهو ما نأمل أن يتم تعميمه مع بعض الدول مثل روسيا وغيرها من بلدان آسيا وقارة أوروبا الأقرب إلينا بعد الدول العربية.
ولفت الى أن السنة السياحية المميزة لهذا العام، أدت الى ورشة عمل في الفنادق على مستوى التجهيزات والبنى التحتية، وتوسعة قاعات الاجتماعات مع ازدهار سوق المؤتمرات المتنوعة. وأشار الى أن قدرة الفنادق اللبنانية الاستيعابية كانت ضعيفة أمام الحركة السياحية الضخمة، وهو ما أدى الى زيادة الأسعار، وبالتالي فإن الأمر يتطلب زيادة عملية الاستثمار في القطاع الفندقي لاستيعاب المزيد من السياح. وإذ اعتبر أن تشكيل الحكومة مؤشر ايجابي سيزيد من عامل الثقة بالوضع السياسي والأمني في البلاد، رأى أن على الحكومة استثمار هذا الوضع وتفعيل القطاع السياحي. وأشار الى أن مداخيل القطاع الفندقي لفئة 5 نجوم زادت 20% بالمقارنة مع السنة الماضية، مع وصولها الى 175 مليون دولار، بسعر وسطي للغرفة 150 دولاراً.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00