8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان ينفذ مشروع الإرث الثقافي مدعوماً من البنك الدولي والوكالة الفرنسية

في سباق محموم حول تنشيط السياحة في لبنان باعتبارها تشكل مورداً مهماً من موارد الخزينة اللبنانية، يصل الى أكثر من 3،5 مليارات دولار سنوياً وتشكل ما بين 8 الى 12% من نسبة الدخل القومي للبنان، تنشط أكثر من جهة لإحداث نقلة نوعية على المستوى السياحي في لبنان وجعلها أكثر تخصصية وهو ما عبر عنه وزير السياحة فادي عبود عندما أكد أن السياحة البيئية ستكون من ضمن أولويات عمله في الوزارة الجديدة، وقد عنى الاهتمام بجمالية الفنادق وهندستها والحفاظ على مكوناتها في ما لوكانت تراثية، وبالتكامل مع فكرة التخصصية اقترحت المدير العامة للسياحة ندى السردوك، مجموعة من الأفكار للحفاظ على السياحة الريفية بمكوناتها التراثية والحفاظ على المباني الأثرية كوجهة للسياحة، وفي مواجهة هذا الزخم النوعي، تنطلق في بيروت وطرابلس وجبيل اعمال مؤتمر السياحة المعمارية في الوطن العربي الاول من نوعه في الشرق الاوسط، والذي تنظمه هيئة المعماريين العرب برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان في 7 و8 و9 كانون الاول 2009 بالتعاون مع نقابتي المهندسين في لبنان. ويتخلل حفل الافتتاح نهار الاثنين في 7 كانون الاول (ديسمبر) المقبل،. ويلقي المؤتمر الضوء على التطور العمراني والعمارة التراثية والارث الثقافي المعماري والسياحة الثقافية والفن المعماري ومعالم السياحة والثقافية في كل من بيروت وطرابلس وجبيل. ويحضر المؤتمر خبراء ومهندسون من الدول العربية كافة ويحاضر في الايام الثلاثة عدد من المتخصصين والاكاديميين وخبراء واساتذة الجامعات في العمارة والتراث والسياحة.
بيد أن اللافت هو أنه على الرغم من مساعي المعنيين بالسياحة ولا سيما التراثية والعمرانية، فإن المجلس الأعلى للتنظيم المدني في لبنان الذي يضم 11 مديراً من الوزارات المختلفة، لا تمثل فيه وزارة السياحة، أما السبب، فيبقى علامة استفهام برسم المعنيين.
يقول رئيس هيئة المعماريين العرب (التي تتخذ من بيروت مركزاً رئيسياً لها) هيامي الراعي، إن هم الهيئة هو تنشيط اتحاد المهندسين العرب إذ أنها جزء منه، أما المؤتمر، سيركز على السياحة المعمارية ليس فقط في لبنان بل في جميع الدول العربية التي تنضوي في هذه الهيئة (13 دولة عربية)، وهذا المؤتمر الأول في لبنان وهو سيتكلم عن المدن والبلدات اللبنانية من حيث أهميتها ومعالمها التراثية والعمرانية التاريخية والحديثة على الصعيد السياحي، وسيكون على مدى ثلاثة أيام، موزعاً بين بيروت وطرابلس وجبيل، إذ أن 100 مشارك من مختلف الدول العربية لن يكتفوا بالمحاضرات التي ستلقى في المؤتمر بل سيعاينون ميدانياً المباني المعمارية في البلد، للتأكيد على ما يحتضنه لبنان من مخزون معماري تراثي وحضاري وحالي (السوليدير مثلاً) والتي بامكانها جذب المزيد من السياح تجاه لبنان.
وفي المقابل، ستعقد مؤتمرات مماثلة في الدول العربية ستشدد أيضاً على الطابع المعماري في انهاض الحركة السياحية في الدول العربية، والهدف هو جمع قاعدة معلومات عن كل دولة، لتتمكن السياحة العربية البينية من التنقل بطريقة علمية قائمة على معرفة المعالم الحضارية والتراثية في كل دولة.
ويضيف الراعي إن هدف المؤتمر محلياً هو إظهار الوجه الحضاري للبنان، والفن المعماري في لبنان، خصوصاً وأن معظم المحاضرين من لبنان، ويلفت الى أن السائح يهتم بهذا الجانب السياحي الذي ينبغي تطويره.
وكان لبنان قد بدأ قبل سنوات من اليوم مشروع الارث الثقافي المدعوم مالياً من البنك الدولي وبالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار والوكالة الفرنسية للتنمية وبتكلفة 62 مليون دولار، في 5 مدن لبنانية، هي طرابلس، صيدا، صور، بعلبك وجبيل. ويهدف المشروع الى إعادة تأهيل المساحات العامة في أجزاء من الأسواق القديمة، تحسين ادارة السير ومواقف السيارات وطرق المشاة في المدينة القديمة وفي محيطها، وترميم المعالم التاريخية وإعادة إستخدامها، والترويج للمواقع الأثرية فيها، ودعم الصناعات المحلية والحرفية.
ويؤكد الراعي أن السياحة المعارية لا تشمل فقط تلك الأبنية التراثية وإنما أيضاً كل المراحل العمرانية التقليدية والحديثة، وقال إن مبنى جورج بومبيدو في فرنسا تم اعماره في منطقة مملوءة بالتراث وعلى الرغم من حداثته فقد ساهم في أن يكون بقعة ضوء جاذبة للسياح.
وأوضح أن المؤتمر سيسلط الضوء على المشكلات التي تعترض هذه السياحة ولا سيما في ظل بعض الأبنية العشوائية، كما أنه سيرسم استراتيجيات مستقبلية لهذا الأمر. وأضاف إن المطلوب هو أن تكون العمارة أساساً للسياحة. ونحن ندعو للحفاظ على التراث. ولفت الى أن هيئة المعماريين العرب تراقب المشاريع القائمة في جبيل وغيرها من المدن اللبنانية. لافتاً الى أنه سيكون لنا موقع على الموقع الالكتروني للسياحة المعمارية، وذلك بعدما تم بحث هذا الموضوع مع وزير السياحة فادي عبود، الذي أبدى تجاوباً لتفعيل هذا النمط من السياحة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00