8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مناقصة قريبة لمشروع معهد التدريب البحري في البترون

أصبح لبنان جزءاً من اتفاقية STCW الدولية لمعايير التدريب والإجازة والخفارة البحرية، وهو ما يخوله عملياً إعطاء شهادات وإجازات للعمل في البحار، وكان من ثمار ذلك الاجتماع الذي عقده فرع السلامة في المنظمة البحرية الدولية الذي عقد في أيار (مايو) الماضي، إذ تم اعتماد الشهادات والاجازات التي تصدر من لبنان.
وإنطلاقاً من هذه الاتفاقية يجري العمل على قدم وساق، لانجاز مشروع معهد التدريب البحري في البترون،
وقد تم تحديد موقع المعهد على الأملاك العمومية البحرية في منطقة البترون بمحاذاة مرفأ الصيادين القائم من الجهة الشمالية، حيث صدر المرسوم رقم 913 تاريخ 13/11/2007 الذي قضى بتخصيص مساحة 28852 متراً مربعاً من الأملاك العمومية البحرية في منطقة البترون لإنشاء المعهد البحري.
كما تم إعداد الدراسات الهندسية الأولية للمعهد، ويتم حالياً إعداد الدراسات التفصيلية وملف التلزيم تمهيداً لإطلاق تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع.
ويهدف إنشاء المعهد البحري اللبناني إلى رفع مستوى الكوادر البحرية اللبنانية والعربية في مجال النشاطات البحرية المختلفة، وإيجاد فرص عمل جديدة للشباب اللبناني والعربي، في مجالات النقل والملاحة والبيئة البحرية والأمن البحري وأعمال المناولة في المرافئ وصيانة وإنشاء السفن.
ويمكن تحديد أهداف المعهد البحري وفق ما يلي: تأهيل الكوادر البحرية اللبنانية ورفع مستوى أدائها، فتح مجالات عمل جديدة للشباب اللبناني في مجال النشاطات البحرية، وبالتالي تفعيل دور العمالة في قطاع النقل والملاحة البحرية، وزيادة مساهمتها في تنمية الإقتصاد اللبناني، إعادة الدور الريادي للبنان كمصدر للخبرات البحرية،المساهمة في تأهيل الكوادر البحرية العربية ورفع مستوى أدائها، تطوير عمل قطاع النقل البحري في لبنان وزيادة قدرته التنافسية وتأمين متطلبات السلامة العامة والبيئة البحرية.
وقال المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي لـالمستقبل، في شرح لهذه الخطوة اشتهر اللبنانيون منذ القدم بشغفهم بالبحر، إضافة إلى الصيد البحري الذي كان يشكل مورداً مهماً للعيش، فقد اعتمدوا في رحالهم وتجارتهم على الملاحة البحرية. وقد قيل في لبنان أنه بوابة الشرق لما يتمتع به من موقع هام ومميز على البحر الأبيض المتوسط، وكذلك كان لأسطول سفنه التجارية مكانته ودوره في نقل البضائع إلى الدول المجاورة والمحيطة. كل هذا لا يقل أهمية عن خبرة الملاحين العاملين في البحر ومهارتهم في مخر عباب البحر. لقد شهد قطاع النقل والملاحة البحرية خلال العقدين الماضيين تطوراً مضطرداً على صعيد تنظيم عمل الملاحين العاملين بالبحر ووضع متطلبات إعادة تأهيل الكوادر البحرية بما يحقق سلامة الأرواح والممتلكات في البحار ويضمن المحافظة على البيئة البحرية وأمن السفن والمرافئ.
لذا، كان لا بد من الإعداد لوضع الأرضية الصالحة لإعادة تأهيل الكوادر البحرية العاملة وفتح فرص عمل جديدة في مجال الملاحة البحرية، الأمر الذي يتطلب وجود معهد بحري متخصص، يعيد إلى لبنان دوره الرائد في مجال الملاحة البحرية ويحفز الشباب على الإنخراط في أعمال النشاطات البحرية المختلفة.
وأضاف قائلاً إن المرحلة الأولى من المشروع ستكون جاهزة لاستقبال الطلاب بعد 18 شهراً من إنجاز التصاميم على أن تطرح قريباً المناقصة لتلزيم المرحلة الأولى سيما أن التمويل أصبح جاهزاً، وقال إن فض العروض ودراسات الطلبات بالإضافة الى الأعمال الادارية ستستغرق نحو 4 أشهر، فيما من المقرر أن يبدأ بناء المرحلة الأولى وانجازها، والتي تتضمن المباني للتعليم والخدمات للطلاب خلال 14 شهراً. وستشمل المرحلة الثانية ملحقات (محاكيات) أي تلك المخصصة بالأعمال التطبيقية.
وأشار الى أن الوزارة لن تنتظر هذه المدة للإفادة من هذه الاتفاقية، فالمديرية ستبدأ تعليم الطلاب بدأت في 5 الشهر الجاري في معهد علوم البحار في البترون التابع لوزارة الزراعة، ريثما يتم تجهيز المرحلة الأولى.
وأشار القيسي الى نوعين من الاختصاصات التي سيوفرها المعهد، الأولى لتعليم البحارة القدماء والجدد من خلال دورات تدريب وتأهيل تمتد من شهر الى شهرين، وتتضمن العمل على الماكنات وعلى السطح بالإضافة الى الميكانيك والكهرباء في ما يتعلق بالبواخر. أما الثانية فتشمل الضباط والمهندسين البحريين وذلك من خلال دورات تدريب وتأهيل للقدماء، أما الجدد فدراستهم ستكون لمدة 4 سنوات. ولفت الى أنه ستكون هناك عمليات تدريب للأعمال المرفأية أي من الباخرة الى الرصيف أي تلك الأمور المتعلقة بأمور الحمولة والتفريغ وغيرها.
وقال سيتم التركيز في تشغيل المعهد البحري اللبناني على الدورات التأهيلية للبحارة والربابنة والضباط والمهندسين البحريين، وكذلك الدورات التعليمية والتدريبية للبحارة الجدد لتشجيع الشباب اللبناني على الإنخراط في مجال العمل البحري. كما يتم بالتوازي مع ذلك إطلاق الدورات التعليمية والتدريبية للملاحة الترفيهية. ويمكن تحديد هذه النشاطات بالتالي: الدورات التعليمية والتدريبية للبحارة القدامى والجدد، الدورات التأهيلية للربابنة والضباط والمهندسين البحريين العاملين على متن السفن التجارية، الدورات التعليمية والتدريبية للضباط والمهندسين البحريين، الدورات التعليمية والتدريبية للملاحة الترفيهية، الدورات التعليمية والتدريبية لعمال المرافئ، الدورات التعليمية والتدريبية للعاملين في مجال صيانة وإنشاء السفن.
وأضاف القيسي إن طاقم التعليم والتدريب ستتولاه مؤسسة التدريب البحري اللبنانية، والتي استفادت من معهد التدريب في المعاهد المصرية ولا سيما تلك الموجودة في الاسكندرية، حيث تلقى البحارة اللبنانيون علومهم، مضيفاً أن المعهد سيسعى أيضاً للإفادة من هذه الخبرة لتأهيل كادرات تعليم لبنانية.
وأضاف المدير العام للنقل البري والبحري، أن قدرة المعهد الاستيعابية هي لـ3500 طالب، وهؤلاء سيكون سوق العمل مفتوحاً أمامهم، فالوظائف البحرية الشاغرة على المستوى العالمي والدولي هي بحدود الـ20 ألف وظيفة، ودائماً هناك طلب من لبنان لرفد المنظمات البحرية بالعمالة.
وأشار الى أن ذلك من شأنه تخفيف حدة البطالة المتفشية في سوق العمل اللبنانية، وقال إن البحارة الذين سيخضعون لدورات التدريب ستكون معاشاتهم على البواخر بحدود 500 دولار شهرياً وبعد 3 أشهر 800 دولار، وهؤلاء المتدربون يمكن استقبالهم في المعهد من حملة شهادة الصف الثاني متوسط.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00