8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

حلم الحريري يتحقق: دير عمار على الغاز المصري منتصف ت1

أخيراً تحقق إنجاز جزء من مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بعد أن وصل الغاز المصري الى معمل دير عمار، لتوليد نصف الطاقة التي ينتجها المعمل المذكور والمقدرة بين 405 و450 ميغاوات، حيث اقتنع الذين عارضوا المشروع لأسباب كيدية أنه مهما طال الزمان أم قصر فإن الحق لا بد في أن يجد طريقه. ولا شك أن تأخر لبنان عن اعتماد الغاز الطبيعي، قد أسهم في جزء من المأساة الاقتصادية، ويكفي أن يكون قطاع الكهرباء وحده يشكل ما نسبته 40% من صافي الدين العام بنهاية العام 2008 ، إلا أن الصحيح هو المثل القائل أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً.
إذاً، بعد 13 سنة فإن جزءاً مهماً من مشروع الغاز المصري يبصر النور، بيد أن لبنان الذي كان نقطة ارتكاز في خط الغاز العربي، ولاعباً أسياسياً، أصبح مستهلكاً ولم تعد تصح تسميته باللاعب، لكنه سيكون مستفيداً على صعيد الوفر من جراء استجرار الغاز المصري عبر الأراضي السورية والأردنية، فضلا عن مزايا خفض الخسائر الفنية والاعطال، وتستحوذ فاتورة المحروقات لزوم معامل انتاج الطاقة على ما نسبته 72،77% من موازنة مؤسسة كهرباء لبنان (بحسب موازنتها للعام 2008)، وسيعمل الغاز على خفض هذه الفاتورة التي تقض مضاجع المسؤولين كلما ارتفع سعر البرميل ويحوم سعره الآن بالقرب من 70 دولاراً.
ويقدر الوفر بنحو 200 مليون دولار سنوياً وربما أكثر مع زيادة أسعار النفط عالمياً، مع انتاج نحو 200 ميغاوات في معمل دير عمار، لكن لن ينعم لبنان بزيادة في انتاج الطاقة المكسورة بنحو 1000 ميغاوات، والتي كثرت الاجتهادات في آلية زيادتها بمولدات كبيرة أو بتنوع مصادر الطاقة، وبانتظار تشكيل الحكومة العتيدة سيبقى ملف الكهرباء الأكثر سخونة وأكثر مطالب الناس للإصلاح، فمتى يمكن تحقيق ذلك؟.
والعقد اللبناني الموقع مع مصر ينص على بدء الضخ بمعدل نصف الكمية المتفق عليها اي 900 ألف متر مكعب لترتفع الى 1800 مليون متر مكعب في المرحلة الثانية، على ان تبدأ طلائع وصول الكمية الكاملة في الأول من تشرين الأول (أوكتوبر) المقبل. أي نحو 600 مليون متر مكعب سنوياً لمدة 15 سنة قابلة للتجديد.
من التجربة الى التشغيل
بانتظار استكمال التجارب على المعمل الذي كان سابقاً معداً للعمل على الغاز الطبيعي، ثم أعيد تعديله للعمل على الغاز أويل (المازوت) نظراً لتعثر وصول الغاز الى دير عمار آنذاك، بيد أن مروحة المفاوضات مع الجانب السوري حول رسم العبور اتخذت مداها الأقصى، إلا أن المصادر المطلعة على سير المفاوضات لم تشأ الكشف عن الأسعار التي توصل اليها الجانبان ومتى تم ذلك.
وقالت هذه المصادر الى المستقبل، إن لبنان وسوريا توصلا الى اتفاق حول رسم العبور، وهو أعلى من السعر الذي يتقاضه الأردن من سوريا لقاء عبور الغاز من الأردن الى سوريا، فسوريا تأخذ أقل مما تدفع للأردن.
وأضافت هذه المصادر، أن رسم العبور يأخذ في الاعتبار أموراً عدة قبل مرور الغاز، منها سعة أنبوب الغاز والدول التي ستستفيد من هذا الأنبوب وغير ذلك من الأمور. إلا أن هذه المصادر وصفت الاتفاق بالجيد، ورسم العبور الموضوع ليس بالكبير، المهم أن الغاز وصل الى لبنان وهو ما سيمكنه من الإفادة منه في موضوع انتاج الكهرباء ذي التكلفة العالية.
ولفتت هذه المصادر الى أن رسم العبور وبحسب الاتفاق مع الدول المشاركة في الخط، سيعدل كل ثلاث سنوات.
وكانت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان، قد أشارت الى بدء عمليات التجربة على الغاز المصري الى معمل دير عمار في الشمال، وتوقعت البدء بتشغيل المعمل بنصف قدرته (3 مجموعات تنتج ما بين 405 و450 ميغاوات) على الغاز الطبيعي بداية الشهر المقبل.
إلا أن المدير العام لمنشآت معملي دير عمار والزهراني سركيس حليس قال في اتصال مع المستقبل، إن عمليات التجريب بدأت فعلياً منذ نحو 5 أيام أي مع بداية الأسبوع الماضي، وقد أسفرت هذه التجارب عن نتائج طيبة، وتتولى شركة ميتانو إمبيانتي الإيطالية الإشراف على التجارب الفنية مع فريق فني مصري بالإضافة الى الطاقم الفني في منشأة دير عمار. وكان فريق فني مصري من شركة غازكو المصرية مؤلف من 14 خبيراً بدأ عمله مع وزارة الطاقة منذ نهاية الشهر الماضي ولمدة سنة، للإسهام في الإشراف على خط الغاز.
وأضاف حليس قائلاً تبين من خلال التجربة الأولية على قدرة الأنبوب على تحمل الضغط، أنه لا ترويح ولا زربان للغاز وهذا شيء جيد، وتوقع أن تستمر هذه التجارب مدة 15 يوماً إضافية لإعطاء صافرة البدء بتشغيل المعمل على الغاز الطبيعي، وأشار الى أن عملية تنظيف الخط بين لبنان وسوريا أثبتت بأن الخط نظيف ولا تشوبه شائبة. وبلغت تكلفة عملية التنظيف نحو 200 ألف دولار.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد تعاقدت قبل أكثر من شهر مع شركة سيمنس لإجراء التعديلات المطلوبة على معمل دير عمار، للبدء باستقبال الغاز المصري، كما أن سيمنس تقوم ببعض التجارب، التي تؤدي في بعض الساعات الى خروج المعمل من الخدمة. وتبلغ قيمة العقد بين المؤسسة وسيمنس 270 ألف يورو.
وكان معمل دير عمار قد أنشئ في العام 1998، بتحالف من شركتي إنسالدو/سيمنس، وشركة سيمنس هي الشركة الصانعة لتجهيزات المعمل المذكور.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00