8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ماروني يبدد هواجس القطاع من الانتخابات: سنتخطى معدل 1974

يدخل لبنان اليوم، مرحلة العد العكسي للانتخابات النيابية المقبلة في السابع من حزيران (يونيو) المقبل، مع اقفال باب الترشيحات، ومعها تدخل قطاعات الانتاج والخدمات حالة من الترقب الحذر، لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، لجهة المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني، والآلية التي تمكن البلاد من تمرير الانتخابات بشكل ديموقراطي، وبالتالي استمرار العافية الاقتصادية، وينسحب هذا على قطاع السياحة في لبنان، الذي تفوق فيه نسب الإشغال الفندقي والإيرادات المالية لفنادق 5 نجوم وسوق قطع التذاكر، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مثيلتها من العام 2008. فعلى مستوى الإشغال الفندقي كان هناك نمواً بـ 20%، وفي سوق التذاكر بما لا يقل عن 15%، وفي الإيرادات المالية 54%. فيما تعدت نسبة الإيرادات المالية للفنادق فئة 5 نجوم، خلال كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) وآذار (مارس) 2009، إيرادات الأشهر المماثلة من العام الماضي.
وفاقت نسبة الإشغال الفندقي في بيروت وجبل لبنان في آذار (مارس) الماضي 70 في المئة، وفي المناطق الأخرى لم تتجاوز 50%، فيما لم تنعم المناطق الأخرى بهذه النسب.
وقد شهد مطار رفيق الحريري الدولي، إرتفاعا لافتاً في عدد الركاب في آذار (مارس)، حيث بلغ مجموعهم 289509 ركاب، مقابل 255195 راكبا في نفس الفترة ذاتها من العام 2008، أي بزيارة 34314 راكباً.
وبدد وزير السياحة ايلي ماروني، هواجس أصحاب القطاع السياحي، والقلق والحذر، الذي يعتريهم مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي النيابي في السابع من حزيران (يونيو) المقبل. وقال صحيح أننا مقبلون على الانتخابات النيابية وهي حدث كبير، إلا أن المسؤولين كافة، لديهم العزم على تمريرها بشكل هادئ وديموقراطي، ومنع أي حادث من شأنه تعكير الأجواء الهادئة التي تمر بها البلاد.
ويجمع المعنيون في القطاع السياحي، أن حالة الاستقرار التي تشهدها البلاد منذ اتفاق أيار (مايو) 2008، هي من يقف وراء الايجابيات التي ينعم بها القطاع، فضلاً عن القطاعات الأخرى، إلا أن السمات التي ترتسم على وجه القطاع السياحي هي الحذر من أية انتكاسة أمنية قد تطيح بهذه المكاسب، التي يمكن لحالتها التراكمية، أن تعيد تموضع لبنان على الخارطة السياحية العالمية، وبالتالي إعادة جذب الاستثمارات السياحية، التي لم يستفد منها لبنان خلال فورة الأسعار النفطية خلال الأعوام 2005 و2006 و2007 ومنتصف العام 2008، إلا أن وزارة السياحة تراهن بتفاؤل كبير على استمرار الزخم السياحي، حتى نهاية العام الجاري على الرغم من الاستحقاق الكبير الذي تشهده البلاد قريباً، متوقعة وصول عدد السياح الى نحو المليوني سائح، مع ازدياد التصنيفات العالمية للعاصمة اللبنانية، كوجهة سياحية مميزة في الشرق الأوسط.
وقال الوزير ماروني في اتصال مع المستقبل، قلنا دائماً إن الازدهار السياحي والاقتصادي والاستثمار يتطلب الاستقرار أولاً وأخيراً، وصحيح أننا مقبلون على الانتخابات النيابية وهي حدث كبير، إلا أن المسؤولين كافة، لديهم العزم على تمريرها بشكل هادئ وديموقراطي، ومنع أي حادث من شأنه تعكير الأجواء الهادئة التي تمر بها البلاد.
ووجه ماروني، رسالة تطمين الى المعنيين وأصحاب المشاريع في القطاع السياحي، من أن الحجوزات للفنادق وكل مؤسسات القطاع ممتلئة لفصل الصيف المقبل، وخصوصاً أن هناك نحو 3 آلاف شاب وفتاة سيشاركون في مؤتمر الفرنكوفونية في تشرين الأول (أوكتوبر) المقبل. الذي يلي الانتخابات النيابية، وقال إذا قلنا إننا غامرنا فيجب أن نكون بحجم المغامرة.
وأضاف أن التقارير الصادرة عن الوزارة وقطاعات السياحة المختلفة، للأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، تؤشر الى الارتفاع الكبير بالمقارنة مع العام المنصرم. وقال خلال العام 2008 تخطينا المعدل السياحي للعام 2004. وهو العام الذي سبق اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث وفد الى لبنان ما يقارب 1،4 مليون سائح.
وأكد ماروني أن المؤشرات السياحية الحالية يمكن البناء عليها، للقول بأن العام 2009 سيتخطى العام 1974 لجهة أعداد السياح التي ستؤم لبنان.
وكان لبنان قد حقق خلال العام 1974 رقماً قياسياً مع مجيء نحو 1،4 مليون سائح، وشكلت العائدات السياحية آنذاك ما يمثل 24 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، فيما لا تصل اليوم الى نسبة 7 في المئة، وهو ما يعني أن السياحة في لبنان بحاجة الى إعادة انتشار على مختلف البقاع الجميلة التي يتشكل منها لبنان سواء في مناطقه الساحلية أو الجبلية القريبة من بعضها، عملاً بمبدأ الانماء المتوازن القاعدة المعتمدة في نص اتفاق الطائف، وعدم حصر النشاط السياحي في بقعة واحدة لا أكثر، ومن المعروف أن بيروت تستحوذ على 81% من مجمل النفقات السياحية بحسب احصاءات غلوبل ريفند. وتقول صاحبة فندق تيودوس في بلدة حامات الشهيرة بموقعها الخلاب المطل فوق رأس الشقعة البحري، المهندسة نينا صوايا إن فنادق الشمال لا تستحوذ على نسب الإشغال الفندقي العالية، التي تعرفها فنادق بيروت، رغم الجمال الطبيعي الذي تتميز به منطقة الشمال. وعزت الأمر الى ضعف الدعاية السياحية التي تحظى بها المنتجعات السياحية شمالاً.
وقال رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لبنان لديه كل المقومات والركائز، ليكون أهم وجهة سياحية في الوطن العربي، وعامل الاستقرار هو الأساس في عملية الازدهار السياحي بل وزيادة حجم القطاع، مضيفاً منذ اتفاق الدوحة في أيار (مايو) 2008 الذي تلا الأحداث الأمنية في بيروت والمناطق، وانتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، نسير بخطى حثيثة باتجاه الاستقرار، لقد أدت التظاهرات والاعتصامات والحوداث الأمنية في ما مضى الى انكماش اقتصادي في البلد، وبالطبع السياحة التي تشكل جزءاً من هذا الاقتصاد تأثرت بشكل كبير. وإذ أكد أن الاستقرار مطلوب لتفعيل الانماء المتوازن في المناطق. لم يخفِ الأشقر حالة الحذر التي تسود القطاع خلال شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) المقبلين، من جراء التحضر والبدء عملية الانتخابات النيابية.
وقال المدير العام لفندق السفير (5 نجوم) في بيروت طارق عماش إن حركة الإشغال الفندقي والمداخيل التي تحققت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري عالية بالمقارنة مع مثيلاتها من العام 2008.
وناهزت مداخيل الأشهر الثلاثة الأولى للفنادق 5 نجوم بإضافة المأكل والمشرب 36،7 مليون دولار، بزيادة تفوق نحو 54% عن الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2008 حين حققت مداخيل فنادق 5 نجوم ما يعادل 16 مليون دولار، وما نسبته 30% من الإيرادات المحققة في 2008 والتي بلغت نحو 126 مليون دولار. وبنسبة 20% زيادة عن الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2004.
وقال عماش إن الأشهر الثلاثة الأولى فاقت التوقعات، لكننا بدأنا الآن بالعد العكسي في سياق التحضيرات التي تجري في البلد للانتخابات النيابية، وتوقع ألا يكون شهر نيسان (أبريل) الحالي عاطلاً إلا أنه لن يكون مثل الأشهر الثلاثة التي سبقته. وقال إن أيار (مايو) المقبل، قد يكون من أصعب الشهور لقطاع الفنادق، وهذا رهن بالأوضاع التي ستجري على الساحة السياسية، وعلى مدى الاتفاق والاختلاف بين القوتين الرئيسيتين في البلد 8 و14 آذار.
ووضع عماش احتمالات ايجابية للمشاركة الاغترابية في الانتخابات التي ستضطر بعض المشاركين الى حجز في الفنادق لمدد ليست بالطويلة، لافتاً الى أن الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية اللتين ستشاركان في مراقبة الانتخابات، بدأوا من الآن يطلبون حجز غرف في الفنادق لتحويلها الى مكاتب. وتجري الآن مناقصات لاستقطاب المراقبين الدوليين وهؤلاء سيشكلون حركة دائمة داخل وخارج الفنادق.
ولفت عماش الى أن إجراء الانتخابات بشكل ديموقراطي بعيداً عن المشاكل، سيزيد من حظوظ الفنادق لاستقبال المؤتمرات والحملات الإعلامية للأحزاب والقوى السياسية المشاركة في الانتخابات.
وقال إن مرور الانتخابات بدون أي مشاكل، سيزيد من فرص التقدم السياحي في البلد، وتخطي مرحلة الازدهار السياحي للبنان في العام 1974.
وأعرب نقيب وكالات السفر والسياحة والسفر في لبنان جان عبود، عن تفاؤله لما يحمله العام 2009 على مستوى القطاع السياحي، وتوقع نمواً يزيد عن 22% لسوق قطع التذاكر بالمقارنة مع العام 2009.
وقال إنه في الوقت الذي تتراجع فيه صناعة الطيران في العالم، فإن لبنان يسير بعكس الأزمة لجهة زيادة عدد الرحلات من والى لبنان، وخصوصاً الى العاصمة الفرنسية، بمعدل رحلتين يومياً لكل من إير فرانس وميدل إيست. وهذا يدل على حالة الاستقرار التي يمر بها البلد.
وأشار الى أن الانتخابات النيابية في لبنان مرحلية ولن تعيق عملية التقدم الحاصلة في القطاع. وتوقع أن يقفز عدد السياح خلال العام الجاري، عن العامين 2004 و1974. وقال إنه لن يقل عن 1،6 مليون وربما يصل الى 1،8 مليون سائح.
إلا أن عبود حذر، من التباطؤ في عملية الانماء السياحي المناطقي، ولا سيما في المناطق الجبلية والساحلية خارج منطقتي بيروت وجبل لبنان، وقال إن قدرة المنطقتين على الاستيعاب ضعيفة مقابل مع نسب النمو المتوقعة، وعليه يجب أن نتفادى مشكلات من خلال الانماء السياحي المتوازن.
غلوبل ريفند
وعلى صعيد الإحصاءات الصادرة عن شركة غلوبل ريفند، المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، اظهرت ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 29 في المئة خلال الفترة المنتهية في آذار (مارس) المنصرم قياساً بالفترة المقابلة من سنة 2008.
واحتلت نفقات السائحين القادمين من المملكة العربية السعودية 20 في المئة من مجموع الانفاق السياحي بين البلدان، والامارات العربية المتحدة 13 في المئة، والكويت 12 في المئة، ومصر 8 في المئة، والأردن 6 في المئة الدول، ومجتمعة 41 في المئة.
أما على صعيد تطور المشتريات بين السياح، فتأتي سوريا في المرتبة الأولى من بين 10 دول، مع وصول هذا التطور في الانفاق الى نسبة 120 في المئة، يليها مصر 79 في المئة ثم قطر 74 في المئة، ثم الكويت 67 في المئة، ثم المملكة العربية السعودية 63 في المئة، والأردن 23 في المئة، والامارات العربية المتحدة 16 في المئة، ويلاحظ تراجع انفاق الفرنسيين 24 في المئة، النيجيريين 26 في المئة والولايات المتحدة الأميركية 11 في المئة.
أما بالنسبة لتوزيع النفقات حسب الفئات، فقد أظهرت الإحصاءات أن الأزياء والثياب شكلت نسبة 66 في المئة من مجموع النفقات. وتبعتها الساعات بحصّة 12 في المئة، ثم مستلزمات المنازل والحدائق 5 في المئة، والعطور ولوازم التجميل 5 في المئة، و4 في المئة لبضائع مختلفة.
ورصدت زيادة للإنفاق بحسب الفئات، بلغت نسبته 29 في المئة، فقد زاد الإنفاق على فئة الأزياء والثياب بنسبة 28 في المئة، الساعات 13 في المئة، العطور ولوازم التجميل 34 في المئة، وأخيرا الهدايا والتذكارات 67 في المئة، ومستلزمات المنازل والحدائق 50 في المئة.
وبحسب المناطق داخل لبنان، فقد حظيت بيروت بأعلى نسبة من الانفاق السياحي وصل الى 82 في المئة، ثم في المتن جبل لبنان 13 في المئة، و3 في المئة في كسروان - جبل لبنان، و1 في المئة في بعبدا، والمناطق الأخرى 1 في المئة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00