يعلق المعنيون بقطاع السياحة، آمالاً كبرى على استمرار الانتعاش السياحي الذي يشهده القطاع منذ مطلع العام الجاري، والمتجلي بازدياد القادمين الى لبنان، وبارتفاع المؤشرات الايجابية لقطاع الفنادق والمطاعم، والذي من شأنه دفع السياحة اللبنانية الى متابعة سيرها الى الأمام، بل المساهمة في تشجيع الاستثمارات لهذا القطاع. وكان لافتاً تقرير في جريدة العرب السياحية الالكترونية المسلة تقريراً حول من يربح السباق السياحي لبنان أم مصر؟، وهو مؤشر ايجابي للتنافسية التكاملية بين الأقطار العربية لعملية الجذب السياحي، وفي إعطاء لبنان موقعاً متقدماً بين أشقائه العرب ووضعه مع مصر، المشهود لها بكفاءتها العالية في مجال السياحة العربية، ويأتي ذلك على خلفية المؤشرات الايجابية للسياحة اللبنانية بعد هدوء العواصف السياسية، والاتجاه نحو معالجة الأمور بالجلوس إلى طاولة الحوار، لا بالتهديد والوعيد.
كما أن لبنان الذي نأى بنفسه عن أزمة المال العالمية، بفعل قواعد الحماية على الصعيدين المصرفي والعقاري، فإن السياحة فيه استطاعت ايضاً الإفلات من عواقب الأزمة بفعل اعتماد لبنان على السياحة العربية التي لم تتأثر إلا بنسب بسيطة بالمقارنة مع السياحتين الأوروبية والشرق آسيوية.
وقال طارق عماش المدير العام لفندق السفير في بيروت في اتصال مع المستقبل، لم يمر على لبنان مثل الشهرين الأولين اللذين شهدهما العام الجاري، وأما شهر آذار (مارس) الجاري، فإنه يسير بخطى واثقة أكثر من الشهرين السابقين، مع استمرار عطلة العيد الوطني في الكويت ومجيء أعداد كبيرة من السياح الكويتيين، بالإضافة أنه بدءاً من 18 الجاري ووصولاً الى الأول من نيسان (أبريل) المقبل، سيكون هناك أعداد كبيرة من السياح الإيرانيين مع بدء عطلة عيد النيروز.
وأضاف عماش الإشغال في فندق السفير يفوق 85 في المئة، ومثلها فنادق العاصمة وجبل لبنان حيث الإشغال يتجاوز الـ80 في المئة. واعتبر أن ذلك يشكل CASH FLOW للفنادق قبل الدخول في عملية الانتخابات النيابية في حزيران (يونيو) المقبل.
وأكد أن استمرار فترة الهدوء وامكان الدخول الى الانتخابات النيابية بشكل ديمقراطي، دون إحداث أي جلبة أو بلبلة، من شأنه أن يزخم الوضع السياحي إيجاباً، وقد يكون العام 2009 عاماً قياسياً في السياحة.
فقد شهدت حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حركة ناشطة خلال شباط (فبراير) الماضي، وبلغ مجموع الركاب الذين استخدموا هذا المرفق 282164 راكباً مقابل 210974 راكبا في الفترة نفسها من العام المنصرم اي بزيادة 71190 راكباً.
وفي شباط (فبراير) الماضي، يمكن ملاحظة معاودة الانفاق السياحي المتنامي في ضوء التطورات الايجابية على المشهد السياسي العام في البلاد، فقد أظهرت الإحصاءات الصادرة عن شركة غلوبل ريفند، المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، اظهرت ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 23 في المئة خلال الفترة المنتهية في شباط (فبراير) المنصرم قياساً بالفترة المقابلة من سنة 2008.
واحتلت نفقات السائحين القادمين من المملكة العربية السعودية 19 في المئة من مجموع الانفاق السياحي بين البلدان، والامارات العربية المتحدة 13 في المئة، والكويت 12 في المئة، ومصر 8 في المئة، وسوريا 6 في المئة وباقي الدول مجتمعة 42 في المئة.
أما على صعيد تطور المشتريات بين السياح، فتأتي سوريا في المرتبة الأولى من بين 10 دول، مع وصول هذا التطور في الانفاق الى نسبة 150 في المئة، يليها الكويت 72 في المئة ثم مصر 67 في المئة، ثم قطر 63 في المئة، ثم المملكة العربية السعودية 38 في المئة، والأردن 30 في المئة، فالامارات العربية المتحدة 11في المئة، ويلاحظ تراجع انفاق الفرنسيين 19 في المئة، النيجيريين 19 في المئة والولايات المتحدة الأميركية 9 في المئة.
أما بالنسبة لتوزيع النفقات حسب الفئات، فقد أظهرت الإحصاءات أن الأزياء والثياب شكلت نسبة 65 في المئة من مجموع النفقات. وتبعتها الساعات بحصّة 13 في المئة، ثم مستلزمات المنازل والحدائق 5 في المئة، والعطور ولوازم التجميل 5 في المئة، 4 في المئة لبضائع مختلفة.
ورصدت زيادة للإنفاق بحسب الفئات، بلغت نسبته 23 في المئة، فقد زاد الإنفاق على فئة الأزياء والثياب بنسبة 21 في المئة، الساعات 16 في المئة، العطور ولوازم التجميل 29 في المئة، وأخيرا الهدايا والتذكارات 68 في المئة، ومستلزمات المنازل والحدائق 38 في المئة.
وبحسب المناطق داخل لبنان، فقد حظيت بيروت بأعلى نسبة من الانفاق السياحي وصل الى 81 في المئة، ثم في المتن جبل لبنان 14 في المئة، و3 في المئة في كسروان جبل لبنان، و1 في المئة في بعبدا.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.